المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامس ما ورد في النهي عن سبهم - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ١

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة معالي مدير الجامعة الإسلامية

- ‌المقدمة

- ‌(دواعي اختيار الكتابة في هذا الباب)

- ‌(خطة البحث)

- ‌(منهج كتابتي له)

- ‌ أولًا: نطاق مصادر الأحاديث الوادة في البحث

- ‌ ثانيًا تراجم الرواة

- ‌ ثالثًا: التخريج، والحكم على الأحاديث

- ‌ رابعًا: تنظيم النّص

- ‌ خامسًا: عزو المادّة العلمية

- ‌ سادسًا: خدمة النَّص

- ‌ سابعًا: الخاتمة

- ‌ ثامنًا: الفهارس

- ‌(شكر وتقدير)

- ‌تمهيد

- ‌ المسألة الأولى: تعريف الصحابي…وفيها ثلاثة فروع:

- ‌ أَولها: تعريف الصحابي لغة

- ‌ والثاني تعريفه في العُرف

- ‌ والثالث: تعريفه في الاصطلاح

- ‌ المسألة الثانية: ما تُعرف به صحبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسألة الثالثة: منزلتهم في القرآن، والسنة

- ‌ المسألة الرابعة: عقيدة السلف الصالح فيهم…وفيها فرعان:

- ‌ المسألة الخامسة: القول في تفضيل بعضهم على بعض

- ‌ المسألة السادسة: جزاؤهم، وما أعده الله لهم

- ‌ المسألة السابعة: روايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسألة الثامنة: إفتاؤهم رضي الله عنهم

- ‌ المسألة التاسعة: ما له حكم الرفع من أحاديثهم

- ‌ المسألة العاشرة: حكم رواية من لم يسم منهم

- ‌ المسألة الحادية عشرة: أقوالهم وحكم الاحتجاج بها

- ‌ المسألة الثانية عشرة: العبادلة منهم

- ‌ المسألة الثالثة عشرة: عددهم

- ‌ المسألة الرابعة عشرة: طبقاتهم

- ‌ المسألة الخامسة عشرة: أولهم إسلاما

- ‌ المسألة السادسة عشرة: آخرهم موتا

- ‌ المسألة السابعة عشرة: تحريم سبّهم، وإيذائهم

- ‌ الفرع الأول: حكم سبهم، والطعن فيهم

- ‌ الفرع الثاني: حكم من طعن فيهم، أو في أحدهم

- ‌ المسألة الثامنة عشرة: المؤلفات فيهم

- ‌الباب الأول الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة على وجه الإجمال وفيه خمسة فصول

- ‌الفصل الأول ما ورد في فضل من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصَحِبَه

- ‌الفَصْلُ الثاني ما ورد في أن خير الناس القرن الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الفَصْلُ الثالث ما ورد في أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه رضي الله عنهم، وأن بقاء أصحابه أمان لأمته

- ‌الفَصْلُ الرابع ما ورد في مدة حياة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفَصْلُ الخامس ما ورد في النهي عن سبهم

- ‌الباب الثاني الأحاديث الواردة في فضائلهم رضي الله عنهم حسب الحوادث، والوقائع، والقبائل، والطوائف، والبلاد

- ‌الفَصْلُ الأوّل الأحاديث الواردة في فضائلهم حسب الحوادث والوقائع

- ‌المبحث الأول ما ورد في فضائل المهاجرين إلى الحبشة

- ‌المبحث الثاني ما ورد في فضائل البدريين، وأهل الحديبية - جميعا

- ‌المبحث الثالث ما ورد في فضائل البدريين - دون غيرهم

الفصل: ‌الفصل الخامس ما ورد في النهي عن سبهم

‌الفَصْلُ الخامس ما ورد في النهي عن سبهم

112 -

[1] عن أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه - قال: كان بين خالد بن الوليد، وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبّه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أحَدًا منْ أَصحَابي

(1)

).

هذا الحديث رواه: الشيخان، وغيرهما. وهو طرف من حديث أبي سعيد المتقدم

(2)

في فضل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.

وأضيف هنا في حديث أبي سعيد أنه رواه - أيضًا -: الطبراني في الأوسط

(3)

عن أحمد (هو: ابن زنجويه القطان): ثنا عمران بن موسى الطرسوسي قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني

(4)

قال: حدثنا فضيل

(1)

مثل هذا يقال - وإن كان المقول له صحابيًا - للتنبيه على إرادة حفظ الصحبة عن السب. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم بعض من أدركه، وصحبه صلى الله عليه وسلم عن سب من سبق إلى الإيمان به، والتصديق، وهو مقتض زجر من لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم عن سب جميع من أدركه من باب الأولى.

- انظر: الفتح (7/ 42)، وفتح المغيث (4/ 95).

(2)

ورقمه/ 34.

(3)

(2/ 503) ورقمه/ 1867.

(4)

بفتح القافين، بينهما راء ساكنة، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعد الألف نون، وقد تحذف، ويجعل عوضها ياء. عن ابن الأثير في اللباب (3/ 27). وانظر: التقريب (ص/ 897) ت/ 6342.

ص: 415

ابن مرزوق عن عطية (هو: العوفي) عن أبي سعيد به، مرفوعًا، بلفظ:(من سبّ أحدًا من أصحاب فعليه لعنة الله). وعمران بن موسى لم أقف على ترجة له، والقرقساني ضعيف، لا يحتج به

(1)

. وعطية العوفي ضعيف، ومدلس لم يصرح بالتحديث، و لم يميز أبا سعيد: أهو الخدري؟ أم محمد بن السائب الكلبي؟ فإنه كان يأتي الكلبي، فيسأله، ويكنيه بأبي سعيد، وربما سمع بعضهم منه شيئا من ذلك فيذهب يرويه، ويزيد: الخدري - بناء على ظنه -، والكلبي من كبار الوضاعين - وتقدم هذا -. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال:(فيه ضعفاء، وقد وثقوا) اهـ.

ورواه: الدارقطني في فوائده

(3)

، والعشاري في فضائل أبي بكر

(4)

عن عثمان بن جعفر الجواليقي، كلاهما عن محمد بن محمد الجارودي عن ابن أبي الشوارب عن أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد به، وفيه بعد قوله:"لا تسبوا أحدًا من أصحابي": (لعن الله من سب أصحابي)

قال الدارقطني: (هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به ابن أبي الشوارب عن أبي عوانة عن الأعمش، لم نكتبه إلّا عن شيخنا هذا عنه) اهـ. وشيخ الدارقطني هو: محمد بن محمد الجارودى، ترجم له

(1)

انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 100) ت/ 3202.

(2)

(10/ 21).

(3)

[3/ 4 أ].

(4)

(ص/ 83) ورقمه/ 13.

ص: 416

الخطيب في تأريخه

(1)

، وذكر أنه حدث عن ابن أبي الشوارب بأحاديث مستقيمة. وابن أبي الشوارب: صدوق

(2)

- واسمه: محمد بن عبد الملك -.

وخالفهما (أي: الدارقني، والجواليقي): ثابت بن شعيب بن كثير، فرواه عن الجارودي، ولم يذكر الزيادة التى ذكراها، أخرج روايته الخطيب البغدادي

(3)

عن عبد العزيز بن علي الأزجى عنه به. والحديث غريب بهذه الزيادة كما ذكره الدارقطني - أعلاه -، وهو في الصحيحين، وسائر الكتب إلى أخرجته بدونها - كما تقدم -. وللزيادة شواهد - ستأتي -

(4)

، هي بها: حسنة لغيرها.

113 -

[2] عن عروة بن الزبير قال: قالت لي عائشة: (يَا ابنَ أُخْتي

(5)

: أُمِرُوا أنْ يَستغفِرُوا

(6)

لأصحابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَسبُّوهُم).

(1)

(3/ 214) ت/ 1261.

(2)

انظر: التقريب (ص/ 873) ت / 6138.

(3)

في تأريخه (7/ 144).

(4)

في عدة أحاديث، كحديث عائشة برقم/ 117. ومرسل عطاء المذكور في حديث ابن عمر برقم/ 116. وانظر الأحاديث/ 118 - 120.

(5)

تعني أختها: أسماء رضي الله عنها. انظر: المشاهير لابن حبان (ص/ 64) ت/ 428.

(6)

في شرح مسلم للنووى (18/ 158): (قال القاضي: الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا، وأهل الشام في علي ما قالوا، والحرورية في الجميع ما قالوا. وأما الأمر بالاستغفار الذي أشار إليه فهو قوله - تعالى -:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [سورة: الحشر، من =

ص: 417

رواه: مسلم

(1)

عن يحيى بن يحيى: أخبرنا أبو معاوية، ثم رواه

(2)

: عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة

(3)

،

= الآية: 10]) اهـ.

قال ابن أبى حاتم (كما في: تفسير ابن كثير 4/ 363): (حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقى: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن عائشة أنها قالت: أمروا أن يستغفروا لهم، فسبوهم ثم قرأت هذه الآية: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ

}، الآية. وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، وأبوه ضعيفا الحديث

انظر ترجمة إسماعيل في تهذيب الكمال (2/ 211) ت / 250، وأبوه تقدم. قال ابن كثير: (وقال إسماعيل بن علية عن عبد الملك بن عمير عن مسروق عن عائشة قالت: "أمرتم بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسببتموهم"

رواه: البغوى) اهـ.

والظاهر أن الأمر صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن مطلق قولها: (أمروا) - في الحديث - ينصرف بظاهره إلى من له الأمر، والنهي، ومن يجب اتباع سنته، وهو: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحديثها مرفوع - على الصحيح، وهو مذهب الجمهور -.

وما ذهب إليه القاضي محل نظر؛ فقد أفاد جماعة من أهل العلم بأنه لا يصح في قول الصحابى: (أمرنا بكذا) ردّه إلى أمر القرآن؛ لأن أمر الكتاب ظاهر للكل، مشهور، يعرفه الناس، فلا يختص بمعرفته الواحد - دون غيره -.

- انظر: علوم الحديث لابن الصلاح (ص / 53)، والنكت لابن حجر (2/ 520 - 521)، وتدريب الراوي (1/ 188).

(1)

في (كتاب: التفسير) 4/ 2317 ورقمه / 3022.

(2)

في الموضع المتقدم نفسه.

(3)

وروى الحديث - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (2/ 462) عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه: أبنا موسى بن إسحاق القاضِي: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن أبى أسامة، ووكيع - جميعًا - به، بلفظ:({لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [سورة: الفتح، من الآية: 29] قالت: (أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم)، وقال:=

ص: 418

كلاهما عن هشام

(1)

بن عروة عن أبيه به

وأبو معاوية هو: محمد بن خازم الضرير، واسم أبي أسامة: حماد بن أسامة.

114 -

[3] عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قصة: (دَعُوا لي أَصْحَابي، لا تَسُبُّوا أَصْحَابي).

هذا طرف حديث، رواه: البزار

(2)

عن أيوب بن سليمان البغدادي عن آدم بن أبي إياس

(3)

عن شيبان عن قتادة عن أنس به

وقال: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة عن أنس إلّا شيبان، ولا نعلم رواه عن شيبان إلّا آدم) اهـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

وقال - وقد عزاه إليه -: (ورجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال. وقتادة هو: ابن دعامة السدوسي، مشهور بالتدليس - وتقدم -، ولم يصرح بالتحديث عن أنس - فيما أعلم -، وهو مشهور بالأخذ عنه؛ فالإسناد: ضعيف، لهذه العلة. وأيوب - شيخ البزار - هو: الصفدي، وشيبان هو: ابن عبد الرحمن النحوي.

= (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 462)! وهذا وهم، فالحديث عند مسلم - كما تقدم - إلا إذا قصدا: لم يخرجاه بلفظه.

(1)

ورواه الإمام أحمد في الفضائل (1/ 57) ورقمه/ 14، و (2/ 910) ورقمه/ 1738 عن وكيع وأبى معاوية - جميعًا - عن هشام به.

(2)

[105/ ب] الأزهرية.

(3)

ورواه: النسائي في عمل اليوم والليلة (ص/ 593) ورقمه/ 1104 عن عبيد ابن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن أبيه به.

(4)

(10/ 21).

ص: 419

وتقدم

(1)

لمتنه شاهد من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه في صحيح مسلم، فهو به: حسن لغيره كما تقدم

(2)

عند الإمام أحمد بسنده عن حميد الطويل عن أنس يتميه: (دَعُوا لي أصحَابي، فوالَّذي نفسي بيدِهِ لَو أنفقتُمْ مثل أحدٍ - أو: مثلَ الجبالِ - ذهبًا ما بلغتَمْ أعمَالَهُم)، وهو حديث حسن لغَيره. وانظر ما يأتي من الأحاديث.

ولنحو الحديث مطولًا عن أنس طريقان آخران لا يُفرح بهما، ساقهما العقيلي

(3)

في الضعفاء، في أحدهما رجل متروك. وفي الآخر رجل مبهم، فانظرهما.

115 -

[4] عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أحَدًا منْ أَصحَابي).

هذا حديث غريب من حديث معاذ، رواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي عن أبيه عن إسماعيل بن عياش عن حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عنه به

وهذا إسناد فيه ثلاث علل، الأولى: حميد بن مالك اللخمي، كوفي، ضعفه يحيى بن معين

(5)

، وأبو زرعة

(6)

،

(1)

برقم/ 34.

(2)

برقم/ 37.

(3)

الضعفاء (1/ 126).

(4)

(20/ 173) ورقمه / 370، مطولا.

(5)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 228) ت / 1003.

(6)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

ص: 420

وأبو حاتم

(1)

، والعقيلي

(2)

، وابن عدي

(3)

، وابن الجوزي

(4)

، وغيرهم. وقال ابن معين، والنسائى

(5)

: (لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش). والثانية: إسماعيل بن عياش هو: الحمصي، ضعيف إذا حدث عن غير أهل بلده

(6)

، وهذا منه؛ لأن شيخه حميد بن مالك كوفي. وإسماعيل مدلس - أيضًا -، لكنه صرح بالتحديث عند عبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه

(7)

، وابن عدي

(8)

، والبيهقي

(9)

. والثالثة: مكحول - وهو: الشامي -، لم يسمع معاذ بن جبل، وبهذه العلة أعله: البيهقى

(10)

، والهيثمى في مجمع الزوائد

(11)

. والحديث بشواهده السابقة، واللاحقة: حسن لغيره.

(1)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(2)

الضعفاء (1/ 267) ت/ 329.

(3)

الكامل (2/ 279).

(4)

الضعفاء (1/ 240) ت/ 1034.

(5)

كما في: الميزان (2/ 139) ت/ 2342.

(6)

انظر: شرح علل الترمذى (2/ 773)، وتهذيب الكمال (3/ 163) ت/ 472.

(7)

(1/ 53 - 54) ورقمه/ 9.

(8)

الكامل (2/ 279).

(9)

السنن الكبرى (8/ 185).

(10)

المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(11)

(2/ 67).

ص: 421

116 -

[5] عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذَا رأيتُمْ الَّذين يَسبُّونَ أَصحَابي، فَقُولُوا: لعنةُ الله عَلى شَرِّكُم).

رواه: الترمذي

(1)

- واللفظ له - وأبو بكر البزار

(2)

، والطبراني في الأوسط

(3)

، كلهم من طرق عن النضر بن حماد عن سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به

وللبزار: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله). قال الترمذي: (هذا حديث منكر، لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلّا من هذا الوجه، والنضر مجهول، وسيف مجهول).

وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله إلّا سيف)، ونحوه قال الطبراني في الأوسط، وزاد:(تفرد به النضر) ا هـ. والنضر بن حماد هو: أبو عبد الله الفزاري، ضعيف الحديث

(4)

. وشيخه: سيف بن عمر

(1)

في (كتاب: المناقب، باب - كذا، دون ترجمة -) 5/ 654 ورقمه/ 3866 عن أبى بكر محمد بن نافع: حدثّنا النضر بن حماد به.

(2)

[15/ أ الأزهرية] عن محمد بن المؤمل بن الصباح عن النضر به. والحديث ليس من الزوائد على الستة كما عده الهيثمي، فقد رواه الترمذي - كما تقدم -.

(3)

(9/ 167) ورقمه / 8362 عن موسى بن زكريا عن الحسن بن عمر الأزدي عن النضر به. وموسى بن زكريا هو: أبو عمران البصري، متروك. (انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني ص/ 156 ت / 227)، و الحديث وارد من غير طريقه.

وروى الحديث من طريق سيف بن عمر - أيضًا -: يوسف بن يعقوب الأزرق في حديثه [6/ ب]، وأبو عبد الله بن مروان في فوائده [25/ 11 - أ]، وأبو محمد الخلال في أماليه (ص/ 62) رقم/ 63، والقطيعي في زياداته على الفضائل للإمام أحمد (1/ 397) ورقمه/ 606، والخطيب البغدادى في تأريخه (13/ 195)، كلهم من طرق عنه به.

(4)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 479) ت / 2194، وتهذيب الكمال (29/=

ص: 422

متروك، متهم بالوضع، والزندقة

(1)

، وأطلق الترمذي في جامعه القول بجهالتهما - كما تقدم -

فالإسناد واهٍ

(2)

.

والحديث رواه - أيضًا -: الطبراني في الكبير

(3)

، وفي الأوسط

(4)

عن محمد بن نصر القطان الهمداني: ثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني: ثنا عبد الله بن سيف

(5)

عن مالك بن مغول عن عطاء (هو: ابن أبي رباح) عن عبد الله بن عمر به، بلفظ:(لعن الله من سب أصحابي)، إلّا أنه في الكبير:(ثنا عبد الحميد بن مسلم الجرجاني)، وهو على الصواب في الأوسط، وهو الموجود في مصادر ترجمته

(6)

. قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلّا عبد الله بن سيف، تفرد به عبد الحميد بن عصام) اهـ.

وعبد الله بن سيف قال ابن عدي

(7)

إنه رأى له غير حديث منكر، وقال

= 377) ت / 6418، والمغني للذهبي (2/ 697) ت/ 6630.

(1)

انظر: المجروحين لابن حبان (1/ 345)، والمغني (1/ 292) ت/ 2716، والتقريب (ص/ 428) ت/ 2739، والكشف الحثيث (ص/ 131) ت/ 335.

(2)

وانظر: مجمع الزوائد (10/ 21).

(3)

(12/ 332) ورقمه / 13588.

(4)

(8/ 10) ورقمه/ 7011.

(5)

وروى الحديث من طريق عبد الله بن سيف - أيضًا -: العقيلى في الضعفاء (2/ 264) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (7/ 1248) رقم/ 2348، ومحمد بن عبد الواحد في النهي عن سب الأصحاب (ص/ 33 - 34)، كلهم من طرق عنه به.

(6)

انظر: الجرح والتعديل (6/ 16) ت/ 85، والسير (12/ 181).

(7)

الكامل (4/ 247).

ص: 423

العقيلي

(1)

، والذهبي

(2)

: (مجهول). فحديثه هذا حديث لا يصح، قال العقيلي

(3)

: (حديثه غير محفوظ)، ثم ذكره، فقال:(وهذا يروى عن عطاء مرسل). وأورده الذهبي في ترجمته في الميزان

(4)

، وقال:(صوابه مرسل) اهـ.

والحديث من مرسل عطاء رواه: الإمام أحمد في فضائل الصحابة

(5)

، وابنه عبد الله في زوائده عليه

(6)

، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة

(7)

، وأبو نعيم في الحلية

(8)

، وابن نظيف في جزئه

(9)

، كلهم من طرق عن محمد بن خالد الضبي عن عطاء به، مرفوعًا مرسلا. وهذا مرسل حسن الإسناد، مداره على محمد بن خالد، وهو صدوق

(10)

، وجاء

(1)

الضعفاء (2/ 264).

(2)

ديوان الضعفاء (ص/ 218) ت/ 2203.

(3)

الضعفاء (2/ 264).

(4)

(3/ 152).

(5)

(1/ 54) ورقمه /10 عن أبي معاوية عن محمد بن خالد به.

(6)

(1/ 54 - 55) ورقمه/ 11 عن أبي عمران الوركاني عن أبي الأحوص عن عبثر أبي زيد عن محمد به.

(7)

(7/ 1248) ورقمه/ 2347 عن عبد الرحمن بن عمر عن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة عن جده عن أبي أحمد الزبيري عن محمد به.

(8)

(7/ 103) عن أبي بكر الطلحي عن عثمان بن عبد الله عن إسماعيل بن محمد عن أبي يحيى الحماني عن سفيان عن محمد به.

(9)

[22 ب - 23 أ].

(10)

انظر: تهذيب الكمال (25/ 153) ت /5184، والتقريب (ص / 841) ت/ 5888.

ص: 424

موصولا من طريق أخرى عن عطاء، رواها البزار في مسنده

(1)

، إلّا أن في السند إلى عطاء: سيفُ بن عمر - المتقدم ذكره -، وهو متروك متهم.

ومما سبق تبين أن الصواب من هذا الوجه: الإرسال، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث: حسن لغيره من غير طريق سيف؛ لشواهده. وقد صححه الألباني

(2)

.

117 -

[6] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أَصحَابي، لعَنَ اللهُ منْ سبَّ أَصْحَابي).

هذا رواه: الطبراني في الأوسط

(3)

عن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني قال: حدثنا على بن سهل المدائني قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلّا أبو عاصم، تفرد به على بن سهل) ا هـ. وهذا سند جيد لولا عنعنة ابن جريج، وهو مدلس من الثالثة في مراتب المدلسين عند الحافظ، فلا يقبل من حديثه إلّا ما صرح فيه بالسماع

(4)

؛ فالإسناد: ضعيف، ولا أعلم للحديث - من هذا الوجه - إسنادًا غيره. والنهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولعن من سبهم على لسان

(1)

كما في: كشف الأستار (2/ 263).

(2)

صحيح الجامع (رقم/ 4987).

(3)

(5/ 387) ورقمه/ 4768.

(4)

انظر: تعريف أهل التقديس (ص/ 41) ت/ 83، والتقريب (ص/ 624) ت/ 4221.

ص: 425

رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في أحاديث جماعة، ومنهم: أبو سعيد - رضى الله عنه - في لفظ حديثه عند الدارقطني، والعشاري

فالحديث بها: حسن لغيره.

118 -

[7] عن عويم بن ساعدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله تبارك وتعالى اختَارَني، واختارَ لي أصحَابًا فجعلَ لي منهُم

(1)

: وزراءَ، وأنصارًا، وأصهارًا، فمنْ سبَّهُمْ فعليه لعنةُ الله، والملائكة، والنَّاسِ أجمَعين).

رواه: الطبراني في الكبير

(2)

، وفي الأوسط

(3)

- واللفظ منه - من طريق محمد بن طلحة التيمي

(4)

، قال: حدثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده به

زاد في الكبير: (لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل)

(5)

. قال في الأوسط - وقد ذكر حديثا قبل هذا

(1)

في المطبوع من المعجم الكبير: (بينهم)، وهو تحريف.

(2)

(17/ 140) ورقمه/ 349 عن خلف بن محمد العكبري: ثنا الحميدي: ثنا محمد بن طلحة به. ورواه من طريقه - أيضًا -: ابن عبد الواحد في النهي عن سب الأصحاب (ص/ 31 - 32).

(3)

(1/ 282) ورقمه/ 459 عن أحمد بن خليد قال: حدثنا الحميدي به.

(4)

في المطبوع من الكبير: (اليَتمي) بتقديم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها على التاء المثناة الفوقية، وهو تحريف. وروى الحديث من طريقه كذلك: البغوي في المعجم (4/ 92) ورقمه/ 1628، وابن قانع في المعجم (2/ 142 - 288، 143)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 1745) ورقمه/ 4424 الوطن، و (4/ 2117) ورقمه/ 5324، و (4/ 2131) ورقمه/ 5350.

(5)

العدل: الفرائض، والصرف: التطوع. وقيل: العدل: الفدية، والصرف: التوبة =

ص: 426

بالإسناد نفسه -: (لا يُروى هذان الحديثان عن عويم بن ساعدة إلّا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن طلحة) اهـ. والإسناد ضعيف، مداره على محمد بن طلحة

(1)

، ضعفه أبو حاتم

(2)

، وقال الحافظ

(3)

: (صدوق يخطئ). وعبد الرحمن بن سالم مجهول

(4)

، وأبوه مجهول

(5)

- مثله -، وأورد الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد

(6)

، وقال - بعد أن عزاه إلى الطبراني في الكبير فقط -:(وفيه من لم أعرفه) اهـ!؟

وجاء نحو شطره الثاني في أحاديث، ومنها حديثا: أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله - رضى الله عنهما -

فأما حديث أنس فرواه: المحاملي في أماليه - رواية: ابن البيع

(7)

= انظر: غريب الحديث لأبى عبيد (3/ 167 - 168)، والنهاية (باب: العين مع الدال) 3/ 190.

(1)

الحديث رواه من طريق محمد بن طلحة - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (ص / 469) ورقمه / 1000، والخلال في السنة (ص / 515) ورقمه / 834، والمحاملي في الأمالي - رواية: ابن مهدى -[1/ 6 أ]- ومن طريقه: ابن الغريق في فوائده [2/ 8 أ]-، والآجري في الأربعين (ص / 56 - 57) ورقمه / 11، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (7/ 1246) ورقمه / 2341 - ومن طريقه: التيمي في الحجة (2/ 370) ورقمه / 367 - ، وأبو نعيم في الحلية (2/ 11)، والخطب في تلخيص المتشابه (2/ 631)، كلهم من طرق عنه به، مطولًا، ومختصرا.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (7/ 292).

(3)

التقريب (ص/ 857) ت/ 6018.

(4)

انظر: التقريب (ص / 579) ت / 3893.

(5)

انظر: تهذيب الكمال (10/ 163) ت / 2155.

(6)

(10/ 17).

(7)

(ص/ 97) ورقمه/ 54 عن الحسين بن علي الصدائي عن أبيه به.

ص: 427

وأبو بكر الخلال في السنة

(1)

، وابن عدي في الكامل

(2)

، والحسن بن رشيق في حديثه

(3)

، والسهمي في تأريخه

(4)

، وأبو محمد الجوهري في أماليه

(5)

، والخطيب في تأريخه

(6)

، والمهرواني في فوائده من تخريج الخطيب البغدادي له

(7)

، وغيرهم من طرق عن علي بن يزيد الصدائي، عن أبي شيبة الجوهري عن أنس به، بنحوه. قال الخطيب البغدادي في تخريجه لفوائد المهرواني:(هذا حديث غريب من حديث أنس بن مالك عن النبي - صلوات الله عليه وسلم تسليمًا - تفرد بروايته أبو شيبة الجوهري عنه، ولا نعلم رواه عن أبي شيبة غير علي بن يزيد الصدائى)

(8)

اهـ. وعلى بن يزيد قال فيه أبو حاتم

(9)

: (ليس بقوي، منكر الحديث عن الثقات)، وذكره ابن عدي في الكامل

(10)

، وقال: (أحاديثه لا

(1)

(ص/ 515) ورقمه/ 833 عن محمد بن سعيد العطار عن علي بن يزيد به.

(2)

(5/ 212) عن محمد بن أحمد بن هلال عن إسحاق بن بهلول عن علي به.

(3)

(جزء منتقى منه [38/ أ]) عن محمد بن إبراهيم الأنماطي عن علي بن مسلم الطوسي عن علي به.

(4)

(ص/ 275) عن عبد الله بن على بن الحسن عن أبي القاسم المنيعي عن عبد الله بن عون عن علي به.

(5)

[5/ أ - ب] عن علي بن محمد بن لؤلؤ عن الله بن العباس الطيالسي عن الحسين بن علي عن أبيه به.

(6)

(14/ 241) عن يحيى بن الحسن عن محمد بن يوسف التنوخي عن أبيه عن جده عن علي به.

(7)

(2/ 708 - 706) ورقمه / 61.

(8)

(2/ 707 - 708).

(9)

كما في: الجرح والتعديل (6 ل/ 209) ت / 1143.

(10)

(5/ 212 - 213).

ص: 428

تشبه أحاديث الثقات

)، ثم أورد بعض أحاديثه التي أنكرها عليه، - ومنها هذا الحديث -، وقال:(ولعلي بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث غرائب، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه)، وقال الحافظ في التقريب

(1)

: (فيه لين). وأبو شيبة الجوهري هو: يوسف بن إبراهيم التميمي، قال البخاري

(2)

: (عنده عجائب)، وقال أبو حاتم

(3)

: (هو ضعيف الحديث، منكر الحديث عنده عجائب)، وذكره ابن حبان في المجروحين

(4)

، وقال: (يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به لما انفرد من المناكير عن أنس، وأقوام مشاهير

(5)

. وقال الحافظ في التقريب

(6)

: (ضعيف)

فهذا المقدار من الحديث يرتقي إلى درجة: الحسن لغيره بمتابعاته، وما تقدم من شواهده في حديث أبي سعيد، وعائشة.

وأما حديث جابر، فرُوي من ثلاثة طرق عنه، مدارها على محمد بن الفضل بن عطية:

(1)

(ص / 707) ت / 4851.

(2)

التأريخ الكبير (8/ 378) ت/ 3388.

(3)

كما في: الجرح والتعديل (9/ 219) ت/ 911.

(4)

(3/ 134).

(5)

وانظر: الضعفاء للعقيلى (9/ 449)، والكامل (7/ 166)، والتقريب (ص / 1092) ت / 7910.

(6)

(ص / 1092) ت / 7910.

ص: 429

أولها: رواها ابن مخلد في فوائده

(1)

، والخطيب في تأريخه

(2)

من طريق محمد بن الفضل عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر به. والثانية: رواها الخطيب في تأريخه

(3)

عنه عن عمرو عن جابر به. والأخيرة: رواها الخطيب في تأريخه

(4)

عنه عن عمرو عن ابن عمر - بدل: جابر - به، والإسناد ضعيف جدًّا، مداره على محمد بن الفضل، قال ابن المدينى

(5)

- وقد سئل عن الحديث -: (محمد بن الفضل بن عطية روى عجائب)، وضعفه. وقال الإمام أحمد

(6)

: (ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب)، وكذبه: ابن معين، والجوزجاني

(7)

.

وسرقه الحسن بن الطيب البلخي، فحدث به عن عبد الله بن معاوية عن أبي الربيع السمان عن عمرو بن دينار

رواه: أبو محمد الخلال في أماليه

(8)

عن أبي حفص الزيات عنه به. وابن الطيب كذاب، حدّث بأحاديث سرقها، وهذا منها

(9)

.

(1)

[1/ 7 - ب].

(2)

(3/ 149).

(3)

(3/ 149).

(4)

(3/ 149 - 150).

(5)

كما في: تاريخ بغداد (3/ 148).

(6)

العلل ومعرفة الرجال - رواية: عبد الله - (2/ 549) ت / 3601.

(7)

انظر: تأريخ بغداد (3/ 147) ت/ 1180، والمغني للذهبي (2/ 624) ت/ 5903.

(8)

(ص/ 68) ورقمه/ 73.

(9)

انظر: الكامل لابن عدي (2/ 344).

ص: 430

119 -

[8] عن عبد الله بن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منْ سبَّ أصْحَابي فعليهِ لعنةُ اللهِ، والملائكةِ، والنَّاسِ أجمَعِين).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن عيسى بن القاسم الصيدلاني البغدادي: ثنا الحسن بن قزعة: ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس به

وابن خراش - هو: الشيباني، أخو شهاب -، وهاه: أبو زرعة

(2)

، وأبو حاتم

(3)

، والنسائى

(4)

. وقال البخاري

(5)

: (منكر الحديث)، وقال الساجي

(6)

: (ضعيف الحديث جدًّا، ليس بشيء، كان يضع الحديث)، وقال ابن عمار

(7)

: (كذاب)، وشيخ الطبراني: عيسى بن القاسم لم أقف على ترجمة له

والإسناد ضعيف جدًّا، والحديث ثابت بغيره - ولله الحمد -.

(1)

(12/ 110) ورقمه/ 12709.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 46) ت/ 214، وانظر: الضعفاء له (2/ 448).

(3)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(4)

الضعفاء والمتروكون (ص / 199) ت / 326.

(5)

التأريخ الكبير (5/ 80) ت / 219.

(6)

كما في: التهذيب (5/ 198).

(7)

كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها. وانظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 120) ت/2014.

ص: 431

120 -

[9] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ النَّاس يَكثُرُونَ، وأصحَابي يقلونَ، فلا تسبُّوهُم. لعنَ الله منْ سبَّهُم).

رواه: أبو يعلى

(1)

عن الأزرق بن علي عن حسان عن محمد بن الفضل عن عمرو بن دينار عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه: محمد بن الفضل بن عطية، وهو متروك) ا هـ، وهو كما قال، وقد اتهم محمدًا - أيضًا - جماعة بالكذب - وتقدم -. قال عبد الله بن علي بن المديني: (وسألت أبي عن محمد بن الفضل بن عطية، روى عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله

)، وذكر له حديثه هذا، فقال:(محمد بن الفضل بن عطية روى عجائب، وضعفه) اهـ، ذكر هذا الخطيب في تأريخه

(3)

، ثم قال

(4)

: (وهكذا هذا الحديث يختلف فيه على محمد بن الفضل بن عطية. فرراه عنه أسد بن موسى المصري عن عمرو بن دينار عن جابر، كما ذكر عبد الله بن عسي بن المديني. ورواه عبد الله بن عون الخزاز، وعباد بن يعقوب الكوفي عن محمد، بن الفضل عن أبيه عن عمرو بن. دينار عن جابر. ورواه إبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي عن محمد بن الفضل عن عمرو نفسه عن ابن عمر - بدلًا من جابر - عن النبي صلى الله عليه وسلم اهـ،. ثم ساق

(1)

(4/ 133) ورقمه/2184.

(2)

(10/ 21).

(3)

(3/ 149).

(4)

(3/ 150).

ص: 432

هذه الأحاديث - جميعًا - بإسناده إلى رواتها عن محمد بن الفضل. ثم ساق نقولًا عدة في تكذيب ابن الفضل هذا. والحديث ذكره السيوطي في زيادة الجامع الصغير عن جابر، وابن عمر عند الخطيب، وعن أبي هريرة عند الدارقطني في الأفراد. وأورده الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته

(1)

، وضعفه

(2)

. وحديث أبى هريرة ذكره الدارقطني في الأفراد

(3)

من حديث عروة بن الزبير عنه، وقال - وقد ذكر معه غيره -:(غريبان من حديثه عن أبي هريرة، تفرد بهما عصمة بن الفضل عن هشام) اهـ.

وللحديث طريق أخرى عن عمرو بن دينار عن جابر، رواها الطبراني في الأوسط

(4)

عن أحمد عن عبد الله بن معاوية الجمحي

(5)

عن أبي الربيع السمان أشعث بن سعيد عن عمرو بن دينار به، بنحوه

قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عمرو إلّا أبو الربيع ومحمد بن الفضل بن عطية، تفرد عن أبي الربيع عبد الله بن معاوية) اهـ. وأشعث بن سعيد متفق على ضعفه، متروك

(6)

،

(1)

(ص / 259) ورقمه / 1802.

(2)

وأحال على سلسلة الأحاديث الضعيفة (رقم / 3159).

(3)

الترتيب (5/ 227 - 228) ورقمه /5240.

(4)

(2/ 117 - 118) ورقمه/ 1225. وهو له في الدعاء (رقم/ 2109،2111).

(5)

ورواه من طريق عبد الله بن معاوية - أيضًا -: ابن عدي في الكامل (1/ 377)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 350)، وابن عبد الواحد في النهي عن سب الأصحاب (ص / 32 - 33).

(6)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 40)، وسؤالات ابن أبي=

ص: 433

رماه: هشيم

(1)

، وابن حبان

(2)

، وغيرهما

(3)

بالوضع؛ فالإسناد: ضعيف جدًّا من وجهيه عن ابن دينار.

121 -

[10] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذَا ذُكِرَ أصْحَابي فَأمْسِكُوا).

هذا طرف من حديث رواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن الحَسن بن علي الفسوي عن سعيد بن سليمان عن مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني عن الأعمش عن أبي وائل عنه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(5)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان، وغيره، وفيه خلاف. وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ، ومسهر بن عبد الملك مسهر بن عبد الملك، ليس حديثه بالكثير

(6)

، وقال فيه البخاري

(7)

: (فيه بعض النظر)، وقال أبو داود

(8)

- حكاية عن أصحابه -: (رأيتهم لا

= شيبة لابن المديني (ص / 168) ت / 244، وأحوال الرجال (ص / 93) ت / 136، والضعفاء للنسائي (ص / 155) ت / 57، والضعفاء للعقيلي (1/ 30) ت / 12، والكامل (1/ 376)، والتقريب (ص / 149) ت / 527.

(1)

كما في: الكامل لابن عدي، الحوالة المتقدمة نفسها.

(2)

المجروحين (1/ 172).

(3)

انظر: تأريخ ابن شاهين (ص / 56) ت / 60، وقانون الموضوعات (ص / 242).

(4)

(10/ 198) ورقمه / 10448.

(5)

(7/ 202).

(6)

الكامل (6/ 458).

(7)

التأريخ الصغير (2/ 250).

(8)

كما في: سؤالات الآجري له (3/ 131) ت / 4333.

ص: 434

يحمدونه)، وضعفه - أيضًا -: النسائي

(1)

، والذهبي

(2)

، وابن حجر

(3)

، وغيرهم. حدث بهذا عن الأعمش، وهو: سليمان بن مهران، مدلس، ولم يصرح بالتحديث، ولكن عدم تصريحه هنا غير مؤثر؛ لأن عنعنته عن أبي وائل (واسمه: ذكوان بن عبد الله) محمولة على الاتصال

(4)

. وقال الألباني

(5)

- وقد ذكر بعض أقوال النقاد في مسهر -: (وبقية رجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين، غير الفسوي هذا، ترجه الخطيب

(6)

، وروي عن الدارقطني أنه قال:"لا بأس به"). ثم قال: (ومن هذا البيان تعلم خطأ قول الهيثمى

)، فذكره، ثم قال:(فإن الفسوي هذا ليس من رجال الصحيح، بل ولا من رجال سائر الستة) اهـ. ثم ذكر أن العراقي حسن إسناد الطبراني هذا في تخريج الإحياء

(7)

. وذكره العراقي في موضع آخر

(8)

وضعف إسناده، وهو الصواب؛ لما تقدم. وسعيد بن سليمان فيه هو: الضبي الواسطي.

(1)

كما في: تهذيب الكمال (27/ 578).

(2)

الديوان (ص/ 387) ت / 4122.

(3)

التقريب (ص/ 259) ت/ 1429.

(4)

انظر: الميزان (2/ 414) ت/ 3517.

(5)

السلسلة الصحيحة (1/ 43).

(6)

يعني في تأريخه (7/ 372) ت/ 3893.

(7)

المغني عن حمل الأسفار (1/ 25) ورقمه/ 78.

(8)

(2/ 1030) ورقمه/ 3747.

ص: 435

والحديث رواه - أيضًا -: ابن عدي في الكامل

(1)

بسنده عن الفضل بن دكين، ورواه: اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد

(2)

بسنده عن يزيد بن هارون، وبسنده

(3)

عن علي بن عاصم، ورواه: ابن عساكر

(4)

بسنده عن الحارث بن نبهان، كلهم عن النضر أبي قحذم عن أبي قلابة عن ابن مسعود به

والنضر هو: ابن معبد، قال ابن معين

(5)

: (ليس بشيء)، وقال النسائي

(6)

: (ليس بثقة)، وذكره: العقيلي

(7)

، وابن عدي

(8)

، وابن الجوزي

(9)

، والذهبي

(10)

وغيرهم في الضعفاء، والإسناد منقطع بين أبي قلابة - وهو: عبد، الله بن زيد الجرمي -، وبين ابن مسعود

(11)

فالإسناد: واه.

(1)

(7/ 25).

(2)

(1/ 126) ورقمه/ 310.

(3)

(7/ 1249 - 1250) ورقمه / 2351.

(4)

تأريخه (52/ 29)، وتحرف (أبو قحذم) في المطبوع إلى:(ابن معبد)!

(5)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 474) ت / 2178.

(6)

كما في: الضعفاء لابن الجوزى (3/ 163) ت /3535.

(7)

الضعفاء (4/ 291) ت /1885.

(8)

الكامل (7/ 24).

(9)

في الضعفاء، وتقدمت الحوالة - آنفا -.

(10)

الديوان (ص/411) ت/438.

(11)

انظر: جامع التحصيل (ص /243) ت / 471، والسلسلة الصحيحة (1/ 44).

ص: 436

ولطريق مسهر عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود شاهد، رواه: عبد الرزاق في الأمالي

(1)

عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه به، مرفوعًا

وهذا مرسل، طاووس تابعي مشهور. والإسناد صحيح إليه، واسم ابنه: عبد الله. وهاتان الطريقان للحديث تقوي إحداهما الأخرى، والحديث بمجموعهما: حسن لغيره. وقوّاه الألباني في السلسلة الصحيحة

(2)

.

122 -

[11] عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذَا ذُكِرَ أَصْحَابي فَأَمْسِكُوا).

هذا طرف حديث رواه: الطبراني في الكبير

(3)

عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي عن إسحاق بن إبراهيم عن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(4)

، وعزاه إليه ثم قال:(وفيه: يزيد بن ربيعة، وهو ضعيف) اهـ. ويزيد هذا هو: أبو كامل الرحبي، قال البخاري:(حديثه مناكير)، وقال الجوزجاني:(أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة) اهـ، وتغير بأخرة، ولا يدرى متى سمع منه إسحاق بن إبراهيم، وهو أبو النضر الفراديسي. وأحمد بن محمد - شيخ الطبراني - كبر، فكان يتلقن ما ليس من حديثه فيحدث به، قال فيه أبو

(1)

(ص/ 50) ورقمه/ 51.

(2)

(1/ 46) ورقمه/ 34.

(3)

(2/ 96) ورقمه/ 1427.

(4)

(7/ 202).

ص: 437

أحمد الحاكم

(1)

: (فيه نظر)، وقال الذهبي

(2)

: (له مناكير) اهـ

(3)

. والحديث: واهٍ. ومتنه منكر من هذا الوجه، وتقدم ما يغني عنه - والله الموفق برحمته -.

وجاء الحديث - أيضًا - عن ابن عمر

رواه: ابن عدي في الكامل

(4)

بسنده عن محمد بن الفضل عن كرز بن وبرة عن عطاء عنه به، مرفوعًا

ومحمد بن الفضل هو: ابن عطية، متروك الحديث، كذبه الفلاس - وتقدم -. وكرز بن وبرة هو: أبو عبد الله الحارثي ترجم له السهمي

(5)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلا.

وجاء الحديث من طريق أخرى

رواها: السهمي في تاريخ جرجان

(6)

بسنده عن محمد بن عمر الرومي عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر به، مرفوعًا

ومحمد بن عمر هو: ابن عبد الله الباهلي، ضعفه غير واحد

(7)

. حدث بهذا عن الفرات بن السائب، وهو: الجزري، قال البخاري في الضعفاء الصغير

(8)

: (تركوه)، وفي التأريخ

(1)

كما في: الميزان (1/ 151) ت/ 593.

(2)

المرجع المتقدم، الإحالة نفسها

وانظر: لسان الميزان (1/ 295) ت/ 871.

(3)

وانظر: لسان الميزان (1/ 295) ت/ 871.

(4)

(6/ 162)، ورواه من طريقه: السهمي في تأريخه (ص / 357 - 358).

(5)

تاريخ جرجان (ص / 336).

(6)

(ص/ 295).

(7)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 21) ت/ 94، والميزان (5/ 114) ت/ 8002، والتقريب (ص / 881) ت / 6209.

(8)

(ص / 192) ت/297.

ص: 438

الصغير

(1)

: (سكتوا عنه)

(2)

، واتهمه غير واحد بالوضع

(3)

فالإسنادان واهيان، لا شيء، وهاهما الألباني في السلسلة الصحيحة

(4)

.

وذكره أبو نعيم

(5)

عن سهل بن السري قال: ذكر يحيى بن خالد المهبلي عن علي بن محمد المنجوراني

(6)

عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبيد بن عبد الغفار - مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

فذكره. والإسناد غير متصل. وسهل بن السري، ويحيى بن خالد لم أقف على ترجمة لهما. وعلى بن محمد ترجم له السمعاني في الأنساب

(7)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلا.

والحديث ذكره - أيضًا -: ابن حجر في الإصابة

(8)

عن أبي موسى، من طريق علي بن محمد به، ثم قال:(وفي إسناده محمد بن علي الحناحاني، ذكره الحاكم فقال: "أكثر أحاديثه مناكير") اهـ. وتقدم من حديث ابن مسعود، ومرسل طاووس - مجتمعين - ما يغني عن هذا كله.

(1)

(2/ 131)، وانظر: ضوابط الجرح للدكتور: عبد العزيز العبد اللطيف (ص/ 150).

(2)

وانظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 3 - 4) ت/ 2695.

(3)

انظر: الميزان (3/ 261) ت/ 6689، والكشف الحثيث (ص/ 208) ت/ 587.

(4)

(1/ 44 - 45).

(5)

المعرفة (4/ 1901 - 1902) ورقمه/ 4784.

(6)

بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، والراء المفتوحة بعد الواو، وفي آخرها النون

هذه النسبة إلى قرية من قرى بلخ. - الأنساب (5/ 392).

(7)

الموضع المتقدم نفسه.

(8)

الإصابة (2/ 337 - 338).

ص: 439

123 -

[12] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا اُتُّخذَ الفَيءُ دُوَلًا

)، فذكر خصالًا، منها قوله:(لَعَنَ آخِرُ هَذه الأُمَّةَ أَوَّلَهَا فَلْيَرْتَقِبُوْا عندَ ذَلكَ رِيْحًا حَمْرَاءَ، وَزَلْزَلَةً، وَخَسْفًا، وَمَسْخًا، وَقَذْفًا، وَآيَاتٍ تَتَابَعُ كَنِظامٍ بَالٍ، قُطِعَ سِلْكُة، فَتَتَابَعَ).

هذا لفظ مختصر من حديث رواه: الترمذي

(1)

عن علي بن حجر (وهو: السعدي) عن محمد بن يزيد الواسطي عن المستلم بن سعيد عن رميح

(2)

الجذامي عن أبي هريرة به

وقال: (هذا حديث غريب، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه) اهـ. ورميح الجذامي لا أعلم أحدًا روى عنه غير المستلم بن سعيد

(3)

، حكم: ابن القطان

(4)

، والذهبي

(5)

، وابن حجر

(6)

، وابن طاهر

(7)

أنه مجهول. والمستلم بن سعيد - الراوي عنه - هو: الثققفي الواسطي، وثقه الإمام أحمد

(8)

، وذكره ابن حبان في

(1)

في (باب: ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، من كتاب: الفتن) (4/ 495 ورقمه/ 2211.

(2)

براء، وميم، وإهمال حاء، مصغرًا. عن ابن طاهر في المغني (ص/ 112).

(3)

انظر - مثلًا -: تهذيب الكمال (9/ 226) ت / 1926.

(4)

كما في: إكمال مغلطاي (4/ 403) ت / 1611.

(5)

كما في الميزان (2/ 244) ت/ 2794.

(6)

التقريب (ص /329) ت / 1968.

(7)

المغني (ص / 112).

(8)

كما في: الجرح (8/ 439) ت / 2000.

ص: 440

الثقات

(1)

، وقال:(ربما خالف) اهـ، وقال ابن حجر

(2)

: (صدوق عابد، ربما وهم) اهـ

وإسناد الحديث: ضعيف؛ لجهالة رميح الجذامي.

وسيأتي

(3)

ما يشهد لبعض المذكور هنا من حديث علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - بإسناد ضعيف من طريق الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمر بن علي عن علي به

وستعرف أنه حديث منكر - والله ولي التوفيق -.

124 -

[13] عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِهَذَا الدَّيْنِ إَقْبَالًا وَإِدْبَارًا، أَلا وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّيْنِ: أَنْ تَفْقَهَ القَبيْلَةُ بأَسْرِهَا حَتَّى لا يَبْقَى إِلَّا الفَاسِقُ، وَالفَاسِقَانِ، ذَليْلانِ فيْهَا، إن تَكَلَّمَا قُهِرَا، وَاضْطُهِدَا. وَإِنَّ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّيْنِ. أَنْ تَجْفُوا القَبِيْلَةُ بَأَسْرِهَا، فَلا يَبْقَى إِلَّا الفَقيْه، والفَقيْهَانِ، فَهُمَا ذَليْلان، إِنْ تَكَلَّمَا قُهَرَا، وَاضْطُهِدَا. وَيَلْعَنُ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةَ أوَّلَهَا، ألا وَعَلَيْهِمْ حَلَّتْ اللَعْنَة، حَتَّى يَشْرَبُوا الخَمْرَ عَلانِيَةً، حَتَّى تَمُرُّ المَرْأةُ بِالقَوْمِ، فَيَقُوْمُ إلَيْهَا بَعْضُهُمْ فَيَرْفَعُ بذَيْلِهَا كمَا يَرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ، فَقَائلٌ يَقُولُ يَوْمَئذٍ: أَلا وَارِ منْهَا وَرَاءَ الحَائِطِ. فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فيْهِمْ مثْلُ أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ فِيْكُمْ. فَمَنْ أَمَرَ يَومَئِذٍ بالمَعرُوْفِ، وَنَهَى عَنْ المُنكَرِ فَلَهُ أجْرُ خَمْسِيْنَ مِمَّنْ رِآنِي وَآمَنَ بِي، وَأَطَاعَنِي، وَتَابَعَنِي).

(1)

(9/ 196).

(2)

التقريب (ص/ 934) ت/ 6634.

(3)

برقم/ 126.

ص: 441

هذا الحديث رواه القاسم بن عبد الرحمن الشامي عن أبي أمامة، وتفرد به عن أبي أمامة - فيما أعلم -، ورواه عنه: علي بن يزيد الألهاني، ومحمد بن أبي أيوب أبو عاصم الثقفي

فأما حديث على بن يزيد عنه فرواه: الطبراني

(1)

- وهذا لفظه - بسنده عن المشمعل بن ملحان عن مطرح بن يزيد عنه به، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه: على بن يزيد، وهو متروك) اهـ، وهو كما قال، علي واهي الحديث، كثير المنكرات

(3)

. وفي السند إليه المُشمَعِل

(4)

بن ملحان - وهو: الطائي الكوفي -، حسّن ابن معين

(5)

أمره، وضعفه أبو حاتم

(6)

، والدارقطني

(7)

، وقال ابن ححر في تقريبه

(8)

: (صدوق يخطئ). ومطرح بن يزيد - وهو: الكوفي - مجمع على ضعفه

(9)

،

(1)

المعجم الكبير (8/ 198) ورقمه/ 7807.

(2)

(7/ 261 - 262)، وَ (7/ 271).

(3)

انظر: تأريخ الدارمى (ص/ 174) ت/ 626، وسؤالات ابن أبى شيبة لابن المديني (ص / 155) ت / 218، والضعفاء الصغير (ص / 167) ت/ 255، والكشف الحثيث (ص/191) ت/531.

(4)

بكسر المهملة، وتشديد اللام. - التقريب (ص/ 945) ت/ 6727.

(5)

كما في: سؤالات ابن الجنيد له (ص/ 320) ت/ 190.

(6)

كما في: الجرح (8/ 417) ت/ 1901.

(7)

كما في: تهذيب الكمال (28/ 13).

(8)

(ص/ 945) ت/ 6727.

(9)

انظر: تهذيب الكمال (28/ 60) ت / 5999، والميزان (5/ 248) ت/ 8580.

ص: 442

قال أبو حاتم

(1)

: (ليس بالقوي، هو ضعيف الحديث، يروي أحاديث ابن زحر عن علي بن يزيد، فلا أدري من علي بن يزيد أو منه) اهـ.

وللحديث طريق أخرى عن علي بن يزيد، رواها: أحمد بن منيع

(2)

، والحارث بن أبي أسامة

(3)

، والطبراني

(4)

، كلهم من طريق محمد بن عبيد الله الفزاري عن عبيد الله بن زحر عنه به، بنحوه، إلّا أن الطبراني ذكر بعض الحديث دون الشاهد فيه

قال ابن حجر في المطالب: (هذا حديث ضعيف؛ فيه: أربعة في نسق) اهـ، يعى: الفزاري، وابن زحر، وعلي، والقاسم. ومحمد بن عبيد الله الفزاري هو: أبو عبد الرحمن العرزمي، ترك الناس حديثه

(5)

. وشيخه عبيد الله بن زحر مختلف فيه

(6)

،

(1)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 409) ت / 1870.

(2)

المسند (كما في: المطالب العالية 10/ 110 ورقمه/ 5011).

(3)

المسند (كما في: البغية 2/ 770 ورقمه /771).

(4)

المعجم الكبير (8/ 214) ورقمه / 7863.

(5)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية الدوري - (2/ 529)، والعلل للإمام أحمد - رواية: عبد الله - (1/ 313 - 314) رقم النص / 539، والتأريخ الكبير للبخاري (1/ 171) ت / 513، والديوان (ص 364) ت / 3863، والتقريب (ص / 874) ت / 6148.

(6)

انظر: المعرفة (2/ 434)، والجرح (5/ 315) ت / 1499، والمجروحين (2/ 63).

ص: 443

وهو إلى الضعف أقرب - كما قال الذهبي

(1)

-. وفي إسناد الطبراني: شيخه محمد بن عمرو بن خالد الحراني لا أعرف حاله

(2)

.

وأما حديث محمد بن أبي أيوب عن القاسم بن عبد الرحمن فرواه: ابن بطة

(3)

، وابن بشران في الأمالي

(4)

بسنديهما عن أبي الأحوص محمد بن الهيثم عن وضاح بن يحيى عن طلحة بن يحيى عن محمد بن أبي أيوب عنه به، بلفظ:(لا تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها، ألا عليهم حلّت اللعنة)

ووضاح بن يحيى هو: النهشلي الكوفي، قال أبو حاتم

(5)

: (شيخ صدوق). وفي الميزان

(6)

، ولسانه

(7)

أنه قال: (ليس بالمرضي). وذكره ابن حبان

(8)

، وابن الجوزي

(9)

، والذهبي

(10)

في الضعفاء. قال ابن حبان: (منكر الحديث، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات التي كأنها معمولة. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه، وإن اعتبر معتبر بما

(1)

المغني (2/ 415) ت/ 4922.

(2)

له ترجمة في تاريخ الإسلام (حوادث: 291 - 300 هـ) ص/ 287، ونقلها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله في بلغة القاصي (ص/ 304) ورقمه/ 601، و لم أر فيه جرحًا، ولا تعديلا.

(3)

الإبانة (1/ 179 - 180) ورقمه/ 14.

(4)

(1/ 106) ورقمه/ 217.

(5)

كما في: الجرح (9/ 41) ت/ 174.

(6)

(6/ 8) ت/ 9351.

(7)

(6/ 221) ت/ 774.

(8)

المجروحين (3/ 85).

(9)

الضعفاء والمتروكين (3/ 183) ت/ 3638.

(10)

المغني (2/ 720) ت / 6840.

ص: 444

وافق الثقات من حديثه فلا ضير) اهـ. وشيخه طلحة بن يحيى هو: ابن النعمان الزرقي، ضعفه جماعة: يعقوب بن شيبة

(1)

، وأبو حاتم

(2)

، وابن الجوزي

(3)

، والذهبي

(4)

، وابن حجر

(5)

، وغيرهم.

والإسنادان يدوران على القاسم بن عبد الرحمن الشامي، وهو مختلف فيه، فأما طريق على بن يزيد عنه فهي واهية. وأما طريق محمد بن أبي أيوب عنه فهي غريبة جدًّا، وفيها ضعيفان لم يتابعا عليها. وقد قال البوصيري في الإتحاف

(6)

: (ومدار أسانيد حديث أبي أمامة هذا على علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف) اهـ، فكأنه لم يقف على الطريق الأخرى، وهى غريبة جدًّا - كما سلف -، والله تعالى أعلم.

وما روي في هذا الحديث من أن لعن آخر هذه الأمة أولها من علامات إدبار الدين، أو من علامات الساعة لا أعلم ما يصلح أن يشهد له.

وأبو بكر، وعمر، وسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بان شأوهم، وعلا شأنهم، وسطعت أنوار منازلهم، وتبلجت في السِّماك درجاتهم، لا يمكن لأحد أن يدرك عملهم، أو أن يحصِّل مثله، أو نحوه فضلًا عن أَضْعَافه - كما ورد في هذا الحديث -؛ لما خصهم الله - تبارك

(1)

كما في: تأريخ بغداد (9/ 348) ت / 4900.

(2)

كما في: الجرح (4/ 482) ت / 2110.

(3)

انظر: الضعفاء له (2/ 66) ت / 1746، وتعليق المحقق.

(4)

المغني (1/ 317) ت / 2962.

(5)

التقريب (ص / 465) ت/3054.

(6)

(/) رقم /

ص: 445

وتعالى - به من صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، والفضل، والسابقة، والجهاد، والنصرة، ولو أنفق الواحد ممن جاء بعدهم مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه - كما تقدم في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

وهذا كله دليل يدل على أن حديث أبي أمامة هذا حديث منكر - والله أعلم -.

125 -

[14] عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَيْفَ أَنْتَ يَا عَوْفُ إذَا افْتَرَقَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعيْنَ فِرْقَةٍ، وَاحدَةٌ فِي الجَنَّةِ، وَسَائِرُهُنَّ فِي النَّارِ)؟ قلت: ومتى ذاك، يَا رسول "الله؟ قال: (إِذَا كَثُرَتِ الشُّرَطُ

) فذكر أمورًا منها ما ورد في قوله: (وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أوُّلَهَا).

هذا مختصر من حديث رواه: الطبراني

(2)

عن يحيى بن عبد الباقي (وهو: ابن يحيى) عن يوسف بن عبد الرحمن المرورّوذيّ عن أبي تقي عبد الحميد بن إبراهيم الحمصي عن معدان بن سليم الحضرمي عن عبد الرحمن بن نجيح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إليه -: (وفيه: عبد الحميد

(1)

برقم/ 34 - 38.

(2)

المعجم الكبير (18/ 51) ورقمه/ 91.

(3)

(7/ 323 - 324).

ص: 446

ابن إبراهيم وثقه ابن حبان

(1)

، وهو ضعيف. وفيه جماعة لم أعرفهم) اهـ. وعبد الحميد ضعيف - كما قال

(2)

، وقد وهاه أبو حاتم

(3)

، والنسائى

(4)

. وفي الإسناد جماعة لم أقف على تراجم لهم: يوسف بن عبد الرحمن، ومعدان بن سليم، وعبد الرحمن بن نجيح.

والحديث ساقه القزويني في التدوين

(5)

بسنده عن محمد بن الحسن بن زبالة

(6)

عن عيسى بن موسى بن معبد عن الهذيل بن بلال عن عبد الرحمن بن يحيى الفزاري عن عوف بن مالك ببعضه، دون الشاهد، ونقل عن الخليل الحافظ قال:(لم يروه إلّا ابن زبالة، وليس هو بالقوي) اهـ، وابن زبالة قال فيه ابن معين: - في رواية الطبراني

(7)

عنه -: (كذاب، حيث

(8)

لم يكن ثقة، ولا مأمون، يسرق)، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة

(9)

: (واهي الحديث)، زاد أبو حاتم: (ذاهب الحديث، ضعيف الحديث عنده مناكير

(1)

الثقات (8/ 400).

(2)

انظر: الجرح (8/ 6) ت / 41، والضعفاء لابن الجوزى (2/ 84) ت / 1819، والمغني للذهبي (1/ 368) ت / 3480.

(3)

كما في: الموضع المتقدم نفسه من الجرح.

(4)

كما في: تهذيب الكمال (16/ 408) ت / 3704.

(5)

(2/ 269).

(6)

بفتح الزاى، والباء المخففة المعجمة بواحدة، وفي آخرها اللام.

- انظر: الإكمال (4/ 173)، والأنساب (3/ 130).

(7)

(ص / 32) ت/ 23، وانظر: التأريخ - رواية: الدوري - (2/ 510).

(8)

وفي تهذيب الكمال (25/ 65)، وتهذيبه (9/ 116):(خبيث)، ولعله وقع تحريف من المطبوع من تأريخ الطبراني عن ابن معين.

(9)

كما في: الجرح والتعديل (7/ 228) ت / 1254.

ص: 447

.. )، وقال ابن حبان في المجروحين

(1)

: (كان ممن يسرق الحديث، ويروى عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم)، وقال الحافظ في التقريب

(2)

: (كذبوه) اهـ.

وما روي في هذا الحديث من عدّ النبي صلى الله عليه وسلم لعن بعض آخر هذه الأمة أولها من علامات افتراق الأمة ضعيف، ولا أعلم شاهدًا يصلح لتقويته من حبث الرواية، ولكن لا يمتري عاقلان في أن الوقيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الشرور، وأخطر الأمور التي نيل بها من الإسلام، وفُرق به أمر المسلمين.

126 -

[15] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بهَا البَلاءُ). فقيل: وما هنّ، يا رسول الله؟ قال: (إِذَا كَانَ الَمغْنَمُ دُوَلًا

(3)

) فذكر سائر الخمس عشرة ومنها قوله: (وَلَعَنَ آخرُ هَذِهِ الأمَّةِ أوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُوْا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ، أؤ خَسْفًا، وَمَسْخًا).

هذا الحديث رواه: الترمذي

(4)

عن صالح بن عبد الله الترمذي عن الفرج بن

(1)

(2/ 275).

(2)

(ص/ 836) ت / 5852، وانظر: تنزيه الشريعة (1/ 103) ت/ 83.

(3)

أي: يكون لقوم دون قوم. انظر: النهاية (باب: الدال مع الواو) 2/ 140.

(4)

في (باب: ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف، من كتاب: الفتن) 4/ 428 ورقمه / 2210.

ص: 448

فضالة أبي فضالة الشامي

(1)

عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمر بن علي عن علي به

وقال: (هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلّا من هذا الوجه. ولا نعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن الفضالة. والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث، وضعفه من قبل حفظه. وقد رواه عنه وكيع، وغير واحد من الأئمة) اهـ. وساقه ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية

(2)

بسنده عن الترمذي، وغيره، بنحوه، وقال عقبه:(هذا حديث مقطوع؛ فإن محمدًا لم ير على بن أبي طالب. وقال يحيى: "الفرج بن فضالة ضعيف"، وقال ابن حبان: "يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به"، وقال الدارقطني: "وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن سعد بن سعيد عن يحيى بن سعيد، وكلاهما غير محفوظ" - يعني: هذا الحديث -) اهـ. وصدره المنذري في الترغيب والترهيب

(3)

وقد ذكره عن الترمذي بقوله: (روي) اهـ، إشارة منه إلى ضعفه

(4)

. وساقه ابن حبان

(5)

، وأورده الذهبي

(6)

في مناكير الفرج بن فضالة.

(1)

الحديث من طريق الفرج رواه - أيضًا -: ابن حبان في المجروحين (2/ 207)، والداني في الفتن (3/ 683 - 684) ورقمه / 320، والخطيب في تأريخه (3/ 158).

(2)

(2/ 849 - 850) ورقمه/ 1421.

(3)

(3/ 251) ورقمه/ 10.

(4)

انظر: مقدمة المنذرى للترغيب والترهيب (1/ 37).

(5)

المجروحين (2/ 206 - 207).

(6)

(4/ 264) ت/ 6696.

ص: 449

وهكذا روى صالح بن عبد الله الترمذي (وهو ثقة) الحديث عن الفرج بن فضالة الشامي. وخالفه: سويد بن سعيد الحدثاني، روى حديثه أبو نعيم في الحلية

(1)

بسنده عن سويد بن سعيد عن فرج بن فضالة عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة

)، فذكر منها لعن آخر هذه الأمة أولها، ثم قال:(فليتقوا عند ذلك ريحًا حمراء، وخسفًا، ومسخًا، وآيات)

قال أبو نعيم: (غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير، لم يروه عنه فيما أعلم إلّا فرج بن فضالة) اهـ، وسويد بن سعيد ضعيف كان يتلقن، ومدلس عدّه الحافظ في الطبقة الرابعة من المدلسين، ولم يصرح بالتحديث - وتقدم -. وحديث صالح بن عبد الله الترمذي أصح من حديثه. وذكره الحافظ في التلخيص

(2)

عن أبي نعيم، ثم قال:(وفي إسناده فرج بن فضالة عن عبد الله بن عبيد بن عمير عنه [يعني: عن حذيفة]، وفيه ضعف، وانقطاع) اهـ، يشير إلى عدم سماع عبد الله بن عبيد بن عمير من حذيفة؛ لأن حذيفة مات سنة: ست وثلاثين

(3)

. وذكر أهل العلم أن عبد الله المذكور لم يسمع من عائشة التي ماتت سنة: سبع وخمسين

(4)

، ولا من أبيه الذي مات قبل موت ابن

(1)

(3/ 358).

(2)

(2/ 188).

(3)

انظر: تاريخ ابن زبر (1/ 127 - 128)، والإعلام للذهبي (1/ 27) ت / 67.

(4)

انظر: المصدرين المتقدمين (1/ 161 - 162)، وَ (1/ 38) ت / 137.

ص: 450

عمر بأيام يسيرة

(1)

، ومات ابن عمر آخر سنة: ثلاث وسبعين، أو أول التي تليها

(2)

.

ولعل الاختلاف في سياق الحديث من فرج بن فضالة؛ لما علمت من حاله، والأصح في حديثه - كما تقدّم -: ما رواه الترمذي عن صالح بن عبد الله الترمذي عنه عن يحيى بن سعيد به. وفرج بن فضالة مع ضعفه المذكور يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث مناكير، وقد كان عبد الرحمن بن مهدي

(3)

لا يحدث عنه، ويقول:(أحاديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكرة، مقلوبة) اهـ. وقال الإمام أحمد

(4)

: (حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب) اهـ. وقال - مرة -

(5)

: (حدث عن يحيى بن سعيد مناكير) اهـ. وقال البخاري

(6)

: (فرج عنده مناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري) اهـ. وقال الخطيب

(7)

: (أخبرنا البرقاني قال: سألت الدارقطني عن الفرج بن فضالة. فقال: ضعيف. قلت: فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

انظر: التأريخ الكبير للبخاري (5/ 455) ت/ 1479، والمعارف لابن قتيبة (ص/ 247)، والسير (4/ 157).

(2)

انظر: تأريخ ابن زبر (1/ 194)، و (1/ 48) ت / 196، والتقريب:(ص/ 528) ت/ 3514.

(3)

كما في: المجروحين لابن حبان (2/ 206).

(4)

كما في: تأريخ بغداد (12/ 395) ت/ 6856.

(5)

كما في: المصدر نفسه (12/ 396).

(6)

كما في: المصدر نفسه.

(7)

التأريخ (12/ 396).

ص: 451

قال: "إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة

" الحديث. قال: هذا باطل. قلت: من جهة الفرج؟ قال: نعم) اهـ؛ فحديثه هذا عن يحيى: منكر.

ولنحو الشاهد في حديثه طريق أخرى من حديث أبي هريرة - رضى اللّه عنه - بأسناد ضعيف - قدمت شرح علته

(1)

- فيه نحو المتن المذكور هنا، وقدر مشترك بينهما

(2)

بزيادة فيه.

127 -

[16] عن جابر بن عبد اللّه - رضى اللّه عنهما - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذه الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَمَنْ كَتَمَ حَدِيْثًا فَقَدْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللهُ).

هذا الحديث انفرد بروايته - فيما أعلم -: عبد اللّه بن السري الأنطاكي، واختلف عنه على ثلاثة أوجه.

أولها: عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر به، رواه هكذا: ابن ماجه

(3)

عن الحسين بن أبي السري العسقلاني

(4)

عن خلف بن خليفة

(1)

هو الحديث المتقدم برقم / 123.

(2)

وهو ما ذكره صلى الله عليه وسلم من علامات نبوته من أنه سيلعن بعض آخر هذه الأمة أولها، وقوله:(فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، أو خسفًا، ومسخًا). وفي حديث أبى هريرة: (وخسفًا، ومسخًا).

(3)

في (باب: من سئل عن علم فكتمه، من المقدمة) 1/ 97 ورقمه / 263.

(4)

والحسين هذا هو: ابن المتوكل بن عبد الرحمن، يعرف بابن أبي السري، كذبه أبو عروبة الحراني (كما في تهذيب الكمال 6/ 469 ت / 1331). وبه، وبعبد الله بن السري أعل البوصيري الحديث في مصباح الزجاجة (/) ورقمه/ .. ، والحديث وارد من=

ص: 452

عنه

(1)

- وهذا حديثه -. والثاني: عنه عن سعيد بن زكريا الدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر به، بنحوه، رواه هكذا: الطبراني في الأوسط

(2)

عن أحمد بن خليد عنه

(3)

به. وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطي عن سعيد بن زكريا المدائني به، روى حديثه: ابن عدي

(4)

، وابن عساكر

(5)

بسنديهما عنه.

= غير طريقه.

(1)

وكذا رواه: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 481) ورقمه/ 994، وابن عدي في الكامل (4/ 212)، وابن عساكر في تأريحه (5/ 17) من طريق محمد بن عبد الرحيم (صاعقة)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 264) عن البخاري، وابن عدى في الكامل (4/ 212) بسنده عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه ومحمد بن إشكاب ومحمد بن إسحاق وعباس بن محمد - قال: وغيرهم -، وابن بطة في الإبانة (1/ 206 - 207) ورقمه/ 46 بسنده عن العباس بن محمد الدوري وَ (1/ 207 - 208) ورقمه/ 47 بسنده عن محمد بن الفرج البزار، والداني في السنن الواردة في الفتن (3/ 626) ورقمه/ 287 بسنده عن علي بن محمد بن أبي المضاء، والخطيب في تأريخه (9/ 471)، وابن عساكر في تأريخه (17/ 5)، والمزي في تهذيبه (15/ 16) من طرق عن محمد بن الفرج الأزرق، جميعًا عن خلف بن تميم به.

(2)

(ورقمه/ 432)، ورواه من طريقه: الخطيب في تأريخه (9/ 472)، وابن عساكر في تأريخه (17/ 6)، والمزي في تهذيبه (15/ 16 - 17).

(3)

وكذا رواه: ابن عدى في الكامل (4/ 212)، والخطيب في تأريخه (9/ 472)، وابن عساكر في تأريخه (17/ 5 - 6) من طرق عن موسى بن النعمان أبي هارون، وابن عدي - أيضًا - (4/ 212) بسنده عن أحمد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن السري به.

(4)

الكامل (4/ 212).

(5)

تأريخ دمشق (17/ 6).

ص: 453

والأخير: عنه عن عنبسة بن عبد الرحمن بمثل إسناده المتقدم، رواه هكذا: العقيلي

(1)

بإسناده عن أحمد بن إسحاق البزار عنه به، بنحوه.

وعبد الله بن السرى الذي تدور عليه الأوجه المتقدمة كان رجلًا من الصالحين، ذكره: العقيلي

(2)

، وابن حبان

(3)

، وابن عدي

(4)

، وأبو نعيم

(5)

، وابن الجوزي

(6)

، والذهبي

(7)

، وغيرهم في الضعفاء، قال العقيلي:(عن محمد بن المنكدر، لا يتابع عليه، ولا يعرف إلّا به) اهـ. وقال ابن حبان: (شيخ يروي عن أبي عمران الجوني العجائب، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب إلّا على سبيل الإنباه عن أمره لمن لا يعرفه) اهـ. وقال أبو نعيم: (يروي عن محمد بن المنكدر، وأبي عمران الجوني، وغيره بالمناكير، لا شيء) اهـ، وحديثه هذا عن ابن المنكدر، ولم يسمع منه

(8)

، أسقط ثلاثة رواة بينه وبينه - كما في الوجه الثاني - ذكر البخاري في التأريخ الكبير

(9)

حديثه هذا معلقًا عن الحسن

(1)

الضعفاء (2/ 264).

(2)

الضعفاء (2/ 264) ت / 819، وسماه: عبد الله بن أبي السري.

(3)

المجروحين (2/ 33 - 34).

(4)

الكامل (4/ 211 - 213).

(5)

الضعفاء (ص/ 98) ت / 110.

(6)

الضعفاء (2/ 124) ت /2031.

(7)

المغني (1/ 339) ت / 3187.

(8)

وانظر: الترغيب والترهبب (1/ 122) رقم / 5، وتحفة الأشراف (2/ 368) رقم /3051، وتحفة التحصيل (ص / 245) ت / 475.

(9)

(3/ 197) ت/ 668، وذكره عنه ابن عساكر في تأريخه (17/ 7).

ص: 454

ابن الصباح عن خلف بن تميم أبي عبد الرحمن عنه به، ثم قال:(لا أعرف عبد الله، ولا له سماعًا من ابن المنكدر) اهـ.

وقد تفرد برواية الحديث عنه من هذا الوجه: خلف بن تميم، وهو: كوفي. لا بأس به

(1)

. قال العقيلي

(2)

: (وقد رواه غير خلف فأدخل بين عبد الله بن السري ومحمد بن المنكدر رجلين مشهورين بالضعف) اهـ، وقال ابن صاعد

(3)

: (خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر) اهـ، ومثله قال الخطيب

(4)

، وقال المزي

(5)

: (هكذا رواه خلف بن تميم عن عبد الله بن السري، وقد أسقط من إسناده ثلاثة رجال ضعفاء) اهـ، وقول العقيلي:(رجلين)، وقول ابن صاعد، والمزي:(ثلاثة رجال) محمول على اختلاف الرواية في ذلك عن عبد الله بن السري - كما تقدّم ذكره - وسيأتي النص عليهم جميعا. وابن أبي السري - في إسناد ابن ماجه - ضعفه أبو داود

(6)

، وكذبه: أخوه محمد بن أبي السري

(7)

، وقال أبو عروبة الحراني

(8)

:

(1)

انظر: تأريخ الدارمي عن ابن معين (ص/ 105) ت/ 306، والجرح والتعديل (3/ 370) ت / 1684، وتهذيب الكمال (8/ 276) ت / 1702، والتقريب (ص/ 298) ت/ 1737.

(2)

الضعفاء (2/ 264).

(3)

كما في: الكامل (4/ 212).

(4)

تأريخ بغداد (9/ 471 - 472).

(5)

تهذيب الكمال (15/ 16).

(6)

كما في الميزان (2/ 59) ت/ 2003.

(7)

كما في: تهذيب الكمال (6/ 469) ت/ 1331.

(8)

كما في: الموضع المتقدم، من الميزان.

ص: 455

(الحسين بن أبي السري خال أمي، كذاب). وضعفه الذهبي

(1)

، وابن حجر

(2)

.

هذا ما يتعلق بدراسة الوجه الأول، وفي الوجه الثاني عن عبد الله بن السري متروكان: عنبسة بن عبد الرحمن (وهو: ابن عنبسة القرشي الأموي)

(3)

، ومحمد بن زاذان (وهو: المدني)

(4)

، الأول منهما متهم بالوضع. ورواه عن عنبسة بن عبد الرحمن: سعيد بن زكريا المدائني وقد ضعفه غير واحد

(5)

. وقال الدارقطني

(6)

، وقد ذكره عن محمد بن المنكدر عن جابر - من هذا الوجه -:(غريب من حديثه عنه، تفرد به عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عنه) اهـ. وأحمد بن خليد - شيخ الطبراني - هو: الكندي، ترجم له الذهبي في تأريخ الإسلام

(7)

، وقال:(ما علمت به بأسًا) اهـ.

(1)

الديوان (ص/ 88) ت/ 983، والمغني (1/ 171) ت / 1526.

(2)

التقريب (ص / 249 - 250) ت / 1352.

(3)

انظر ترجمته في: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 458)، والضعفاء الصغير (ص/ 183) ت/ 287، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 235) ت/ 2617، والكشف الحثيث (ص/ 204) ت/ 579.

(4)

انظر: الضعفاء الصغير (ص / 207) ت/ 319، والضعفاء لأبي نعيم (ص / 140) ت/ 215، وتهذيب الكمال (206/ 25) ت / 5216.

(5)

انظر: الضعفاء للعقيلي (2/ 109) ت/ 581، ولابن الجوزي (3/ 58 - 59) ت/2979، وتهذيب الكمال (435/ 10) ت / 2272.

(6)

الغرائب (الأطراف 2/ 390 رقم / 1711).

(7)

حوادث (281 - 290 هـ) ص/ 56.

ص: 456

والوجه الثالث مثل الوجه الثاني غير أن عبد الله بن السري أسقط من الإسناد: سعيد بن زكريا المدائني - التقدم ذكره -، قال العقيلي

(1)

: (وهذا الحديث بهذا الإسناد أشبه، وأولى) اهـ.

وللحديث عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشى وجه رابع، رواه: ابن بطة

(2)

بسنده عن نعيم بن حماد عن إسماعيل بن زكريا المدائني عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر به، بنحوه

فلم يذكر محمد بن زاذان! وابن بطة اسمه: عبيد الله بن محمد العكبري، إمام مصنف، لكنه ذو أوهام، ضعفه بسببها بعض النقاد

(3)

.

ونعيم بن حماد - وهو: أبو عبد الله الخزاعي -، قال مسلمة بن القاسم

(4)

: (كان صدوقًا كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها)، وقال الحافظ

(5)

: (صدوق كثير الخطأ)

(6)

. وإسماعيل بن زكريا ذكره الذهبي في الميزان

(7)

، وقال:(شيخ لنعيم بن حماد، حديثه في كتمان العلم منكر، وهو نكرة) اهـ، وتقدم في بعض طرق الحديث: سعيد بن

(1)

الضعفاء (2/ 265).

(2)

الإبانة (1/ 208 - 209) ورقمه / 48.

(3)

انظر: الميزان (3/ 412) ت/ 5394.

(4)

كما في: التهذيب (10/ 463).

(5)

التقريب (ص / 1006) ت/ 7215.

(6)

وانظر الضعفاء للنسائى (ص/ 241) ت/ 589، والثقات لابن حبان (9/ 219)، وتهذيب الكمال (29/ 466) ت/ 6451.

(7)

(1/ 229) ت/ 879.

ص: 457

زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن، فلعل ما ورد في سند ابن بطة تحرف على بعض الرواة - والله أعلم -.

والخلاصة: أن الحديث واه يشبه أن يكون موضوعًا، أحال ابن عدى الحمل فيه على عنبسة بن عبد الرحمن، فإنه قال في آخر ترجمته لعبد الله بن السري:(وعبد الله بن السري لا بأس به، ومتن هذا الحديث، وإنكار متنه ليس هو من جهته، إنما هو من جهة عنبسة بن عبد الرحمن؛ فإنه منكر الحديث) اهـ. والحديث ذكره جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير

(1)

، والألباني في السلسلة الضعيفة

(2)

، وضعفاه.

ومما رواه من الأحاديث في هذا المعنى مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ما رواه أبو نعيم في الحلية

(3)

بسنده عن أحمد بن معاوية بن الهذيل عن محمد بن أبان العنبري عن عمرو - شيخ كوفي - عن أبي سنان عن حميد بن صالح عن أويس القرني ينميه: (احفظوني في أصحابي، فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها. وعند ذلك يقع المقت على الأرض، وأهلها. فمن أدرك ذلك فليضع سيفه، ثم ليلق ربه - تعالى - شهيدًا. فمن لن يفعل فلا يلومن إلّا نفسه) .. وساقه: الذهبي في السير

(4)

بسنده عن أبي نعيم به، وقال: (هذا حديث منكر جدًّا،

(1)

(1/ 130) رقم / 845.

(2)

(4/ 15) ورقمه / 1507.

(3)

(2/ 86 - 87).

(4)

(4/ 31).

ص: 458

وإسناده مظلم، وأحمد بن معاوية تالف) اهـ. وأويس القرني تابعي مشهور، هو أفضل التابعين، وحديثه مرسل.

وما رواه: ابن عساكر

(1)

بسنده عن عبد العظيم بن إبراهيم عن محمد بن عبد الرحمن بن زمل عن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل يرفعه: (إذا ظهرت البدع، ولعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره، فإن كاتم العلم يومئدٍ ككاتم ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)

وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة

(2)

عن ابن عساكر، وقال:(منكر)، ثم أعله بابن زمل، قال: (ترجمه ابن عساكر

(3)

، و لم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا) اهـ. وفي الإسناد - أيضًا -: عبد العظيم بن إبراهيم - الراوي عن ابن زمل -، وهو: السالمي، ذكره ابن حبان في الثقات

(4)

- متفردًا بهذا فيما أعلم -، وقال (مستقيم الحديث) اهـ. وأورد ابن الجوزي حديثًا من طريقه في العلل المتناهية

(5)

، ثم قال

(6)

: (فيه مجاهيل) اهـ. وقال ابن حجر

(7)

: (يغرب) اهـ. حدث به عنه الوليد، وهو: ابن مسلم الدمشقي، يدلس ويسوي، ولم يصرح بالتحديث لثور عن خالد، ولخالد عن جبير،

(1)

تأريخ دمشق (54/ 80).

(2)

(4/ 14) ورقمه / 1506.

(3)

يعني في: تأريخ دمشق (54/ 80).

(4)

(8/ 424).

(5)

(2/ 613) رقم / 1008.

(6)

(2/ 614).

(7)

لسان الميزان (4/ 40) ت / 116.

ص: 459

ولجبير عن معاذ بن جبل. حدث به عنه: أبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمى، ترجم له أبو أحمد الحاكم

(1)

، والذهبي

(2)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وشيخ ابن عساكر: أبو تراب حيدرة بن أحمد، ترجم له ابن عساكر

(3)

، وأفاد أنه كثير السماع، و لم يذكر في جرحًا، ولا تعديلًا.

ثم أفاد الألباني أن محمد بن عبد المجيد المفلوج تابع ابن زمل

(4)

، روى حديثه: ابن رزقويه في جزء من حديثه

(5)

من طريقه عن الوليد بن مسلم به، نحوه، ولفظه:(إذا ظهرت البدع، وسُبَّ أصحابي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين. لا يقبل الله منه صرفًا، ولا عدلًا)

ثم أعله بأن المفلوج ضعيف، أورد الذهبي

(6)

حديثه هذا فيما أنكره عليه اهـ. ولا أدري الآن كيف قال الوليد بن مسلم في صيغ أداء الحديث، أحتاج أن أعود إلى المخطوط. وهو في الميزان بالعنعنة.

ثم أفاد الألباني أن الديلمي

(7)

رواه من طريقين عن علي بن الحسن بن بندار عن محمد بن إسحاق الرملي عن هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم به

وقال: (وهشام فيه ضعف .. والرملي لم أعرفه، وابن بندار

(1)

[273/ أ]، غير أنه سمى أباه: عبيد الله.

(2)

المقتنى (1/ 331) ت/ 3347.

(3)

تأريخ دمشق (15/ 377).

(4)

هو في كتاب الألباني بالراء المهملة - والله أعلم بالصواب -.

(5)

[ق 2/ 2] عن الألباني.

(6)

يعني: في الميزان (5/ 76) ت/ 7887.

(7)

[1/ 1/ 66] عن الألباني.

ص: 460

صوفي متهم عند محمد بن طاهر

(1)

، وضعفه غيره

(2)

) اهـ، وهشام بن عمار، وهو: أبو الوليد الدمشقي، صدوق إلّا أنَّ علته أنه صار يتلقن؛ لكبر سنِّه، وحديث القدماء عنه أصح

(3)

، ولا يدرى متى سمع منه الراوي عنه. والوليد لا أدري الآن أصرح بالتحديث أم لا، يُنظر في ذلك.

128 -

[17] عن عبد اللّه بن مغفل - رضى اللّه عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله الله

(4)

في أصْحَابي

(5)

، الله الله في أصْحَابي، لا تتخِذُوهُمْ غَرَضًا

(6)

بَعْدِي، فمنْ أحبَّهُمْ فَبِحُبِّي أحبَّهمْ، ومنْ

(1)

صاحب كتابي: تذكرة الموضوعات، وقانون الموضوعات. وقوله أحتاج إلى نظره في التذكرة؛ لأنه ليس في القانون. وقد ذكره عنه: ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 88) ت/ 290. وابن بندار هذا ذكره - أيضًا - في الوضاعين: سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث (ص/ 187) ت/ 509، وقال: (اتهمه ابن طاهر - الظاهر أنه بالكذب، فلا ينبغي أن يذكر مع هؤلاء -) اهـ، يعني: مع الوضاعين.

(2)

انظر ترجمته في اللسان (4/ 217) ت / 570.

(3)

انظر: الجرح والتعديل (9/ 66 - 67) ت/ 255، والتهذيب (11/ 54)، وتقريبه (ص / 1022) ت/ 7353.

(4)

بالنصب فيهما، أي: اتقوا الله، ثم اتقوا الله، وكرر إيذانًا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص.

انظر: تحفة الأحوذي للمباركفوري (10/ 365)، وفيض القدير للمناوي (2/ 124).

(5)

أي: في حقهم. والمعنى: لا تنقصوا من حقهم، ولا تسبوهم، أو التقدير: أذكركم الله، ثم أنشدكم الله في حق أصحابي، وتعظيمهم، وتوقيرهم، ولا تلمزوهم بسوء. انظر: المصدرين المتقدمين نفسيهما.

(6)

- محركة - أي: هدفًا، والمعنى: لا تجعلوهم هدفًا، ترمونهم بأقوالكم.=

ص: 461

أبغضَهُم فببُغْضِي أبغضَهُم، ومنْ آذاهُم فقدْ آذَاني، ومنْ آذَاني فقدْ آذَى الله، ومنْ آَذَى الله فيُوشِكُ

(1)

أنْ يأخُذَه).

رواه: الترمذي

(2)

- وَاللفظ له - عن محمد بن يحيى (هو: الذهلي) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والإمام أحمد

(3)

عن يونس (هو: ابن محمد المؤدب) عن إبراهيم - يعني: ابن سعد

(4)

-، ورواه

(5)

- أيضًا -: عن سعد بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم (يعقوب، وإبراهيم، وسعد) عن عبيدة

(6)

بن أبي رائطة عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفل به

إلا أن الإمام

= انظر: جامع الأصول (8/ 554)، والقاموس المحيط (باب: الضاد، فصل: الغين) ص / 836.

(1)

قال ابن الأثير في جامع الأصول (8/ 554): (أوشك يوشك إذا أسرع وقارب، والإيشاك والوشك: السرعة). وقال المناوي في الفيض (2/ 124): (أي: يسرع انتزاع روحه، أخذة غضبان منتقم) اهـ.

(2)

في (كتاب: المناقب، باب - كذا دون ترجمة -) 5/ 653 ورقمه / 3862.

(3)

(29/ 357 - 358) ورقمه / 16803، وهو في فضائل الصحابة له (1/ 49) ورقمه / 3.

(4)

ورواه من طريق إبراهيم بن سعد - أيضًا -: ابن أبي عاصم في السنة (2/ 465) ورقمه / 992، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل (1/ 48 - 49) ورقمه / 2، وَ (1/ 49 - 50) ورقمه / 4، والعقيلي في الضعفاء (1/ 126)، و (2/ 272)، وابن حبان في صحيحه (16/ 244) ورقمه / 7256، وغيرهم.

(5)

(34/ 169 - 170) ورقمه / 20549، وَ (34/ 185) ورقمه / 20578، وهو في الفضائل له (1/ 47 - 48) ورقمه /1. ورواه من طريقه: الخطيب في تأريخه (9/ 123) - وفي سنده عنده تحريف -، وابن عبد الواحد في النهي عن سب الأصحاب (ص / 29).

(6)

بمفتوحة، وكسر موحدة، وسكون ياء. - المغني لابن طاهر (ص / 169).

ص: 462

أحمد قال في روايته عن إبراهيم بن سعد؛ (عن عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن)، وقال في روايته الأخرى:(ثنا عبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي قال: حدثني عبد الرحمن بن زياد - أو: عبد الرحمن بن عبد الله - عن ابن مغفل). قال الترمذي: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه) اهـ. وفي لفظ الإمام أحمد: (أصحابي لا تتخدوهم

) - مرة واحدة -، دون قوله: (الله الله

) - مرتين - في لفظ الترمذي. والراوي عن ابن مغفل يختلف في اسمه، فتارة يُقال:(عبد الرحمن بن زياد) كما سماه الترمذي، والإمام أحمد - في إحدى رواياته على الشك -، وتابعهما على ذلك: البغوي في شرح السنة

(1)

، والمزي في تهذيب الكمال

(2)

، في روايتيهما لهذا الحديث. ويقال:(عبد الله بن عبد الرحمن) كما سماه الإمام أحمد - في إحدى رواياته -، وتابعه على ذلك: العقيلي

(3)

، وابن عدي

(4)

، وأبو نعيم الأصبهاني

(5)

، وابن عبد الواحد

(6)

، في روايتهم لهذا الحديث. ويقال:(عبد الرحمن بن أبي زياد) كما في رواية للعقيلي

(7)

(1)

(14/ 70) ورقمه / 3860.

(2)

(17/ 112).

(3)

في الضعفاء (2/ 272) عن محمد بن عبدوس عن محرز بن عون عن إبراهيم بن سعد به.

(4)

في الكامل (4/ 167).

(5)

في الحلية (8/ 287)، إلّا أن في إسناده:(عبيد بن أبي رابط)، وفيه تحريف، وتصحيف.

(6)

النهي عن سب الأصحاب (ص/ 30 - 31).

(7)

في الضعفاء (2/ 272).

ص: 463

لهذا الحديث، ويقال:(عبد الرحمن بن عبد الله) فيما حكاه الحافظ في التقريب

(1)

. وذكره البخاري

(2)

، وابن أبي حاتم

(3)

في: عبد الله بن عبد الرحمن. قال يحيى بن معين

(4)

: (لا أعرفه)، وذكره ابن حبان في الثقات

(5)

، وقال الذهبي

(6)

: (لا يعرف)، وقال الحافظ

(7)

: (مقبول).

والحديث بهذا الإسناد، واللفظ فيه نظر

قال العقيلي

(8)

: حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: (عبد الله بن عبد الرحمن عن ابن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا أصحابي غرضًا" في إسناده نظر). وقال - مرة - فيما ساقه ابن عدي

(9)

بإسناده عنه - وقد ذكر سند الحديث -: (وهو إسناد لا يعرف). وقال الألباني

(10)

: (ضعيف).

وخالف حمزةُ بن رشيد الباهلي جماعةَ الرواة لهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد، فقال: ثنا إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عمر بن بشر عن أنس بن مالك - أو عن من حدثه عن أنس بن مالك، إبراهيم

(1)

(ص / 578) ت / 3888.

(2)

التاريخ الكبير (5/ 131) ت / 389.

(3)

الجرح والتعديل (5/ 94) ت / 434.

(4)

كما في: تهذيب الكمال (17/ 110) ت /3818.

(5)

(5/ 36).

(6)

ميزان الاعتدال (3/ 166) ت / 4412.

(7)

التقريب (ص / 578) ت / 3888.

(8)

في الضعفاء (2/ 272).

(9)

في الكامل (4/ 167)، وانظر: التأريخ الكبير للبخاري (5/ 131).

(10)

ضعيف سنن الترمذي (ص / 518) ورقمه / 808.

ص: 464

يشك - به مرفوعًا، بنحو حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه

رواه: العقيلي

(1)

في الضعفاء عن جده عن حمزة به، وقال:(وفي هذا الباب أحاديث جيدة الإسناد، من غير هذا الوجه، بخلاف هذا اللفظ) اهـ، وحمزة بن رشيد، والراوي عنه، وعن أنس لم أقف على تراجم لهم - والله تعالى أعلم -.

وتقدم تذكيره صلى الله عليه وسلم بحق أصحابه، وحفظه فيهم في أحاديث، منها: حديث عمر رضي الله عنه

(2)

، وهو حديث صحيح، رواه ابن ماجه، والإمام أحمد. وحديث عياض الأنصاري رضي الله عنه، وهو حديث حسن لغيره، رواه الطبراني في الكبير

(3)

فوصاته صلى الله عليه وسلم بهم، وحفظهم في هذا الحديث لا ينزل عن درجة: الحسن لغيره، وقد حسّنه الترمذي - كما تقدم -، وبالله التوفيق.

129 -

[18] عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن شتمَ أصْحَابي جُلِدَ).

هذا طرف حديث غريب، رواه: الطبراني في الأوسط

(4)

، وفي الصغير

(5)

عن عبيد الله بن محمد العمري القاضي عن إسماعيل بن أبي أويس عن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر عن أبيه عن جده عن حسين

(1)

الضعفاء (1/ 126) ت / 153، و (2/ 282) ت/ 833.

(2)

ورقمه/ 47.

(3)

تقدم، ورقمه / 48.

(4)

(5/ 305) ورقمه/ 4599.

(5)

(1/ 249) ورقمه/ 651.

ص: 465

ابن علي عن علي به

قال في الأوسط: (لا يروى هذا الحديث عن علي إلّا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي أويس) اهـ، وله في الصغير نحوه.

وعبيد الله بن محمد العمري - شيخ الطبراني - رماه النسائي بالكذب

(1)

، وذكر ابن حجر

(2)

حديثه هذا فيما أنكره عليه. حدث بهذا عن إسماعيل بن أبي أويس، ومحله الصدق، ولكن لا يحتج بشئ مما انفرد به، إلا ما في الصحيحين؛ لانتقاء صاحبيهما عنه

(3)

، قال الحافظ في هدي السارى

(4)

: (احتج به الشيخان إلّا أنهما لم يكثرا من تخريج حديثه، ولا أخرج له البخاري مما تفرد به سوى حديثين، وأما مسلم فأخرج له أقل مما أخرج له البخاري) اهـ

(5)

فالحديث منكر واهٍ، ولا أعلم له طرقًا أخرى.

خلاصة: اشتمل هذا الفَصْلُ على ثمانية عشر حديثًا، كلها موصولة. منها حديث متفق عليه. وحديث انفرد به مسلم. وستة أحاديث حسنة لغيرها. وأربعة أحاديث ضعيفة. وثلاثة أحاديث ضعيفة جدًّا - ثبت بعضها من طرق أخرى -. وثلاثة أحاديث منكرة. وذكرت حمسة أحاديث في الشواهد.

(1)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 260).

(2)

لسان الميزان (4/ 112) ت/ 229.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (3/ 124) ت/ 459، والكاشف (1/ 247) ت/ 388.

(4)

(ص/410).

(5)

وانظر: سؤالات ابن بكير وغيره للدارقطني (ص/ 25) ت/ 2.

ص: 466

ويتضح مما تقدم من الأحاديث الكثيرة الواردة في هذا الفَصْلُ أن النهى عن سب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين - بالغة حد التواتر المعنوي - والحمد لله رب العالمين -.

ص: 467