المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث ما ورد في فضائل البدريين - دون غيرهم - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ١

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة معالي مدير الجامعة الإسلامية

- ‌المقدمة

- ‌(دواعي اختيار الكتابة في هذا الباب)

- ‌(خطة البحث)

- ‌(منهج كتابتي له)

- ‌ أولًا: نطاق مصادر الأحاديث الوادة في البحث

- ‌ ثانيًا تراجم الرواة

- ‌ ثالثًا: التخريج، والحكم على الأحاديث

- ‌ رابعًا: تنظيم النّص

- ‌ خامسًا: عزو المادّة العلمية

- ‌ سادسًا: خدمة النَّص

- ‌ سابعًا: الخاتمة

- ‌ ثامنًا: الفهارس

- ‌(شكر وتقدير)

- ‌تمهيد

- ‌ المسألة الأولى: تعريف الصحابي…وفيها ثلاثة فروع:

- ‌ أَولها: تعريف الصحابي لغة

- ‌ والثاني تعريفه في العُرف

- ‌ والثالث: تعريفه في الاصطلاح

- ‌ المسألة الثانية: ما تُعرف به صحبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسألة الثالثة: منزلتهم في القرآن، والسنة

- ‌ المسألة الرابعة: عقيدة السلف الصالح فيهم…وفيها فرعان:

- ‌ المسألة الخامسة: القول في تفضيل بعضهم على بعض

- ‌ المسألة السادسة: جزاؤهم، وما أعده الله لهم

- ‌ المسألة السابعة: روايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسألة الثامنة: إفتاؤهم رضي الله عنهم

- ‌ المسألة التاسعة: ما له حكم الرفع من أحاديثهم

- ‌ المسألة العاشرة: حكم رواية من لم يسم منهم

- ‌ المسألة الحادية عشرة: أقوالهم وحكم الاحتجاج بها

- ‌ المسألة الثانية عشرة: العبادلة منهم

- ‌ المسألة الثالثة عشرة: عددهم

- ‌ المسألة الرابعة عشرة: طبقاتهم

- ‌ المسألة الخامسة عشرة: أولهم إسلاما

- ‌ المسألة السادسة عشرة: آخرهم موتا

- ‌ المسألة السابعة عشرة: تحريم سبّهم، وإيذائهم

- ‌ الفرع الأول: حكم سبهم، والطعن فيهم

- ‌ الفرع الثاني: حكم من طعن فيهم، أو في أحدهم

- ‌ المسألة الثامنة عشرة: المؤلفات فيهم

- ‌الباب الأول الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة على وجه الإجمال وفيه خمسة فصول

- ‌الفصل الأول ما ورد في فضل من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصَحِبَه

- ‌الفَصْلُ الثاني ما ورد في أن خير الناس القرن الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌الفَصْلُ الثالث ما ورد في أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه رضي الله عنهم، وأن بقاء أصحابه أمان لأمته

- ‌الفَصْلُ الرابع ما ورد في مدة حياة الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الفَصْلُ الخامس ما ورد في النهي عن سبهم

- ‌الباب الثاني الأحاديث الواردة في فضائلهم رضي الله عنهم حسب الحوادث، والوقائع، والقبائل، والطوائف، والبلاد

- ‌الفَصْلُ الأوّل الأحاديث الواردة في فضائلهم حسب الحوادث والوقائع

- ‌المبحث الأول ما ورد في فضائل المهاجرين إلى الحبشة

- ‌المبحث الثاني ما ورد في فضائل البدريين، وأهل الحديبية - جميعا

- ‌المبحث الثالث ما ورد في فضائل البدريين - دون غيرهم

الفصل: ‌المبحث الثالث ما ورد في فضائل البدريين - دون غيرهم

‌المبحث الثالث ما ورد في فضائل البدريين - دون غيرهم

-

138 -

[1] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّهُ

(1)

شهدَ بدرًا. ومَا يُدريكَ

(2)

لعلَّ اللهَ اطَّلعَ علَى أهلِ بدرٍ، فقالَ: اعمَلُوا مَا شِئتُم، فقدْ غفرتُ لكُم).

جاء هذا الحديث عن عليٍّ - رضى الله تعالى عنه - من ثلاثة أوجه.

الأول: رواه: البخاري

(3)

، ومسلم

(4)

- واللفظ له -، وأبو داود

(5)

، والترمذي

(6)

،

(1)

يعني: حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

(2)

يعني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(3)

في (كتاب: الجهاد والسير، باب: الجاسوس) 6/ 166 ورقمه / 3007 عن علي بن عبد الله، وفي (كتاب: المغازي، باب: غزوة الفتح وما بعث به حاطب إلى أهل مكة) 7/ 592 ورقمه/ 4274 عن قتيبة بن سعيد، وفي (كتاب: التفسير، باب:{لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} ) 8/ 502 ورقمه / 4890 عن الحميدي (وهو: عبد الله بن الزبير)، ثلَاثتهم عن سَفيان بن عيينة به، بمثله. والحديث في مسند الحميدي (1/ 27 - 28) ورقمه / 49.

(4)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة) 4/ 1941 - 1942 ورقمه / 2494 عن أبى بكر بن أبى شيبة، وعمرو الناقد وَزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وَابن أبي عمر، خمستهم عن سفيان به، مطولا

وهو في المصنف لابن أبي شيبة (7/ 539) ورقمه / 2، ورواه عنه - أيضًا -: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 255) ورقمه / 331.

(5)

في (كتاب: الجهاد، باب: حكم الجاسوس إذا كان مسلما) 3/ 108 - 110 ورقمه/ 2650 عن مسدد (وهو: ابن مسرهد) عن سفيان به، بمثله.

(6)

في (كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الممتحنة) 5/ 381 - 383 ورقمه/ =

ص: 491

والإمام أحمد

(1)

، والبزار

(2)

، وأبو يعلى

(3)

، كلهم

(4)

من طرق عن سفيان بن عيينة

(5)

عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن على عن عبيد الله بن أبي رافع - وهو: كاتب علي - عن عليّ به، في قصة كتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه إلى أهل مكة

والحديث سكت أبو داود عنه، وقال الترمذي - عقبه -:(هذا حديث حسن صحيح) ا هـ.

= 3305 عن ابن أبي عمر عن سفيان به، بنحوه. ورواه من طريق: ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 432).

(1)

(2/ 38 - 37) ورقمه / 600 عن سفيان به، بنحوه، مطولا. ورواه من طريقه: أبو نعيم في المعرفة (1/ 116 - 117) ورقمه / 14.

(2)

(2/ 162 - 164) ورقمه / 530 عن أحمد بن أبان القرشي عن سفيان بن عيبنة به

قال البزار: (وهذا الحديث قد روي عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه من غير هذا الوجه. وهذا الإسناد أحسن إسناد يروى في ذلك عن علي، وأصحه. وقد ذكرناه عن عمر في قصة حاطب في غير هذا اللفظ، فذكرناه عن علي إذ كان لفظه غير ذلك اللفظ، وكان إسناده صحيحًا) اهـ.

(3)

(1/ 316) ورقمه / 394 عن عبيد الله بن عمر الجشمي وَزهير (يعني: ابن حرب)، و (1/ 321) ورقمه / 398) عن زهير - وحده -، وَ (1/ 317) ورقمه / 395 عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثلاثتهم عن سفيان به، بمثله، وبنحوه.

(4)

عدا الإمام أحمد، فإنه يرويه مباشرة عنه.

(5)

الحديث من طريق سفيان رواه - أيضًا -: الطبري في تفسيره (28/ 58)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 487) ورقمه / 11585، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ورقمه / 6499)، والواحدي في أسباب النزول (ص / 283)، والسلمي في الجهاد [8/ 125 ب - 126 أ] والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 146) وفي الدلائل (5/ 17).

ص: 492

والثاني: رواه: الشيخان - البخاري

(1)

، ومسلم

(2)

-، وأبو داود

(3)

،

(1)

في (كتاب: الجهاد، باب: إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن) 6/ 220 ورقمه / 3081 عن محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي عن هشيم (وهو: ابن بشير)، وفي (كتاب: المغازي، باب: فضل من شهد بدرا) 7/ 355 ورقمه / 3983 عن إسحاق بن إبراهيم، وَفي (كتاب: الاستئذان، باب: مَن نظر في كتاب من يُحذر على المسلمين ليستبين أمره) 7/ 355 ورقمه / 6259 عن يوسف بن بهلول، كلاهما (إسحاق، ويوسف) عن عبد الله بن إدريس، وفي (كتاب: استتابة المرتدين، باب: ما جاء في المتأولين) 12/ 316 ورقمه/ 6939 عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة (وهو: الوضاح)، ثلاثتهم (هشيم، وابن إدريس، وأبو عوانة) عن حصين بن عبد الرحمن (وهو: السلمي) به، بمثله، وبنحوه. وهو عنده لأبي عوانة عن حصين قال: عن فلان

وسيأتي التنبيه عليه. ورواه: عن يوسف بن بهلول - أيضًا -: الحميدى في مسنده (المنتخب ص/ 56 - 57 ورقمه/ 83). وهو للبخاري في الأدب المفرد (ص/ 156) ورقمه/ 438 عن موسى (وهو: ابن إسماعيل) عن عبد العزيز عن حصين به، بمثله. ورواه من طريق البخاري عن إسحاق بن إبراهيم: ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 4).

(2)

في الباب نفسه، من كتاب: فضائل الصحابة (4/ 1942) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل، وَعن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن إدريس، وَعن رفاعة بن الهيثم الواسطي عن خالد (قال: يعني: ابن عبد الله) - وهو: الواسطي -، ثلاثتهم عن حصين بن عبد الرحمن .. ، وقال: فذكر. بمعنى حديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي.

والحديث من طريق إسحاق بن إبراهيم (وهو: ابن راهويه) رواه - أيضًا -: البيهقي في الدلائل (3/ 152 - 153).

ورواه: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه (2/ 327) ورقمه/ 1083 بسنده عن ابن فضيل به، بنحوه.

(3)

في الباب المتقدم نفسه من كتاب: الجهاد (3/ 111) ورقمه/ 2651 عن وهب بن بقية (وهو: الواسطي) عن خالد بن عبد الله عن حصين به، مطولًا ..

ص: 493

والإمام أحمد

(1)

، وأبو يعلى

(2)

، خمستهم من طرق عن حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي به

وللبخاري فيه عن إسحاق بن إبراهيم: (فقد وجبت لكم الجنة - أو: فقد غفرت لكم -)، فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم. وله عن يوسف بن بهلول: (فقد وجبت لكم الجنة) - دون الشك -، وله نحوه - أيضًا - عن موسى بن إسماعيل، إلّا أنه قال في حديثه: عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن حصين عن فلان قال: تنازع أبو عبد الرحمن، وحبان بن عطية، ثم ذكره فأُبهم في حديثه الراوي عن أبي عبد الرحمن السلمي، وهو: سعد بن عبيدة - كما تقدم -

(3)

. ولفظه عند أبي يعلى مثل لفظ البخاري عن يوسف بن بهلول، وغيره، وطريقه هذه تدل على أن الحديث عنده لإسحاق الطالقاني من وجهين عن علي - رضى الله عنه -.

والثالث: رواه: أبو يعلى

(4)

بسنده عن أبي سنان

(5)

عن عمرو بن مرّة عن أبي البختري عن الحارث عن علي به، بنحوه، مطولا

والحارث

(1)

(2/ 195 - 196) ورقمه / 827، وَ (2/ 331) ورقمه / 1090 عن عفان (وهو: ابن مسلم الصفار) عن أبى عوانة عن حصين به، بنحوه، وهو مطول في الموضع الثاني. وهو من طريق عفان لعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند (2/ 327) إثر الحديث ذي الرقم / 1083.

(2)

(1/ 318 - 319) ورقمه / 396 عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن محمد بن فضيل عن حصين به، بمعناه.

(3)

وانظر: فتح البارى (12/ 319).

(4)

(1/ 319 - 321) ورقمه / 397 عن إسحاق بن إسماعيل عن إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان به، بنحوه، مطولا.

(5)

ورواه من طريق أبي سنان - أيضًا -: الطبري في تفسيره (28/ 59).

ص: 494

هو: ابن عبد الله الأعور، كذبه أبو إسحاق السبيعي، وشعبة بن الحجاج، وأبو خيثمة، وغيرهم

(1)

، والجمهور على أنه واهي الحديث.

وأبو سنان: هو سعيد بن سنان الشيباني، لا بأس به

(2)

. وعمرو بن مرة هو: الجملي. وأبو البختري اسمه: سعيد بن فيروز. والإسناد: واه، وغيره يغني عنه - ولله الحمد والمنة -.

139 -

[2] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الله عز وجل اطَّلعَ علَى أهلِ بَدرٍ، فقالَ: اعمَلُوا مَا شئتُمْ، فقدْ غفَرْتُ لكُم).

هذا الحديث رواه: أبو داود السجستاني

(3)

، والإمام أحمد

(4)

- واللفظ له -،

(1)

وبه أعلَّ الحديث: الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 162 - 163).

ولعل الهيثمي إنما أورده في الزوائد باعتبار أنه من الزوائد من هذا الوجه عن على رضي الله عنه، وإلّا فإن الحديث متفق عليه، ورواه - أيضًا -: أبو داود، والترمذي من أوجه أخرى عن علي رضي الله عنه.

(2)

انظر: الجرح والتعديل (4/ 27) ت / 113، والتقريب (ص/ 381) ت/ 2345.

(3)

في (كتاب: السنة، باب: في الخلفاء) 5/ 42 ورقمه/ 4654 عن أحمد بن سنان (وهو: الواسطي) عن يزيد بن هارون، وَعن موسى بن إسماعيل (وهو: المنقري)، كلاهما (يزيد، و موسى) عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة به، بنحوه.

(4)

(13/ 323 - 322) ورقمه/ 7940 عن يزيد بن هارون به. والحديث من طريق يزيد رواه - أيضًا -: ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 539) ورقمه/ 3. وعنه: ابن=

ص: 495

والدارمي

(1)

، والطبراني في الأوسط

(2)

، أربعتهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة به

وللدارمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين فلان)؟ فغمزه رجل منهم، فقال: إنه، وإنه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أليس قد شهد بدرا)؟ قالوا: بلى

ثم ذكر الحديث.

وأبو صالح - في الإسناد - هو: ذكوان السمان. وعاصم هو: ابن بهدلة، وهو صدوق؛ فالحديث حسن الإسناد من هذا الوجه، صحيح لغيره من الشواهد.

وسكت أبو داود عنه - عقب إخراجه له -، وحسنه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

- وزاد في عزوه: ابن ماجه. والحديث عنده مختصر، دون الشاهد فيه هنا

(4)

-. وحسنه - أيضًا -: الألباني في صحيح سنن أبي داود

(5)

.

= أبى عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 255) ورقمه / 332.

(1)

في (كتاب: الرقائق، باب: في فضل أهل بدر) 2/ 404 ورقمه / 2761 عن عمرو بن عاصم (وهو: أبو عثمان البصري) عن حماد بن سلمه به، بنحوه، أطول منه.

(2)

(1/ 205) ورقمه / 658 عن أحمد (هو: ابن علي الأبار) عن أبي نصر التمار عن حماد بن سلمة به، بنحوه، في قصة. ط: طارق عوض الله.

(3)

(9/ 160).

(4)

(1/ 249) ورقمه / 755.

(5)

(3/ 880) ورقمه / 3890.

ص: 496

وساقه الحاكم في المستدرك

(1)

من طريق يزيد بن هارون، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين: "إن الله اطّلع عليهم، فغفر لهم" إنما أخرجاه على الظن: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر")، ووافقه الذهبي في التلخيص

(2)

. والحديث في الصحيحين من طريق علي - رضى الله عنه - بلفظ: (لعل الله اطلع

)، ثم بمثله. وسيأتي عقب هذا الحديث من حديث عمر رضي الله عنه: (وما يدريك لعل الله

)، ثم بنحوه.

وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة - رضى الله عنه -

رواها: البزار

(3)

عن محمد بن مرزوق عن أبي حذيفة عن عكرمة بن عمار عن يحيى عن أبي سلمة عنه به، بلفظ:(إني لأرجو أن لا يدخل النار من شهد بدرا - إن شاء الله -)

وقال: (لا نعلم يروى عن أبي هريرة إلّا بهذا الإسناد) اهـ، ومحمد بن مرزوق هو: محمد بن محمد بن مرزوق البهلول، لينه ابن عدي

(4)

، ووثقه الخطيب

(5)

، والجمهور على أنه صدوق

(6)

. وأبو

(1)

(4/ 77 - 78).

(2)

(4/ 78).

(3)

كما في: كشف الأستار (3/ 287 - 288) ورقمه / 2761، وانظر: مجمع الزوائد (9/ 161).

(4)

الكامل (6/ 291 - 292).

(5)

تأريخ بغداد (3/ 199) ت / 1244.

(6)

انظر: الجرح والتعديل (8/ 389) ت / 384، والثقات لابن حبان (9/ 125)، والميزان (5/ 151) ت / 8123، والتقريب (ص/ 893) ت / 6311.

ص: 497

حذيفة هو: موسى بن مسعود النهدي مختلف فيه، فضعفه: ابن معين

(1)

، وبندار

(2)

، والترمذي

(3)

، وابن خزيمة

(4)

، وأبو أحمد الحاكم

(5)

، وغيرهم

(6)

. ووثقه ابن سعد

(7)

، والعجلي

(8)

، وقال الذهبي

(9)

: (صدوق - إن شاء الله - يهم)، وقال ابن حجر

(10)

: (صدوق سيء الحفظ، وكان يُصحّف)، والمختار أنّه ضعيف الحديث - كما قال الجمهور -. وعكرمة بن عمار هو: اليمامي ضعيف في روايته عن يحيى بن أبي كثير

(11)

- وهذا منها -.

(1)

كما في: سؤالات ابن محرز له (ص/ 110) ت/ 516، وَ (ص/ 116) ت/ 560.

(2)

وهو: محمد بن بشار

وكما في جامع الترمذي (5/ 74) إثر الحديث ذي الرقم/ 3735.

(3)

الموضع نفسه من كتابه الجامع

وانظر: السلسبيل لمحمد الشنقيطي (ص/ 231) ت / 399.

(4)

كما في: التهذيب (10/ 371).

(5)

الأسامي والكنى (4/ 112) ت / 1789.

(6)

انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 167) ت / 1740، والتهذيب (10/ 371).

(7)

الطبقات الكبرى (7/ 304).

(8)

تاريخ الثقات (ص/ 445) ت / 1664.

(9)

الميزان (5/ 346) ت/ 8923.

(10)

التقريب (ص/ 985) ت / 7059.

(11)

انظر: العلل للإمام أحمد - رواية: عبد الله - (2/ 494) رقم النص/ 3255، وَ (3/ 117) رقم النص/ 4492، وتأريخ أبى زرعة الدمشقي (1/ 453) ت/ 1143، والتقريب (ص/ 687) ت / 4706.

ص: 498

ورواه: أبو نعيم في الحلية

(1)

من وجه آخر عن أبي حذيفة، بزيادة فيه، فرواه عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن عبد الله عنه به، بقصة غلام حاطب، مثل حديث جابر - المتقدم -

وعبد الله بن جعفر هو: ابن فارس الأصبهاني

(2)

. وإسماعيل بن عبد الله هو المعروف بسمّويه

(3)

، ثقتان، حافظان، وعلة الحديث ممن فوقهما من رجال الإسناد. وهذا اللفظ أشبه اللفظين، وهو بالطريق الأولى عن أبي هريرة عند أبي داود، وأحمد، وغيرهما: حسن لغيره.

140 -

[3] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له - وكان قد استأذنه في قتل حاطب -: (يَا ابنَ الخطَّاب، ومَا يُدريكَ لعلَّ الله اطَّلعَ علَى هَذه العصَابة منْ أهلِ بدر، فقالَ: اعَمَلُوا ما شِئتُمْ، فقدْ غفرتُ لَكُم).

رواه: البزار

(4)

عن محمد بن المثنى عن عمر بن يونس

(5)

عن عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس عنه به

وقال: (وهذا الحديث في قصة حاطب قد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم،

(1)

(3/ 73).

(2)

انظر: طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 237) ت/ 639، والسير (13/ 10).

(3)

انظر: الجرح والتعديل (2/ 182) ت /620، وتذكرة الحفاظ (2/ 566).

(4)

(1/ 308 - 309) ورقمه/ 197.

(5)

ورواه عن عمر بن يونس - أيضًا -: اثنان، وستأتي الإشارة إليهما.

ص: 499

ولا نعلم روي عن عمر عن النبي - صلى اللّه عليه رسلم - إلّا من هذا الوجه، بهذا الإسناد) اهـ، وهو كما قال.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال: (رواه: أبو يعلى في الكبير

(2)

، والبزار، والطبراني في الأوسط

(3)

- باختصار - ورجالهم رجال الصحيح) ا هـ. وفي سند البزار، وأبي يعلى في الكبير: عكرمة بن عمار، لم يحتج به البخاري

(4)

، وهو صدوق انفرد بأشياء لا يشاركه فيها أحد، ومدلس، لكنه صرح بالتحديث

(5)

وصحح إسناد الحديث: الحاكم، ووافقه الذهبي، وابن حجر

(6)

- وتقدم قول الهيثمي -، وهو: حسن فحسب؛ لما علمت من حال عكرمة بن عمار. وشيخه فيه: أبو زميل هو: سماك بن الوليد، ولا بأس به

(7)

. والمتن: صحيح لغيره بشواهده.

(1)

(9/ 303 - 304).

(2)

هو في: المطالب العالية (9/ 58 - 59) ورقمه / 4152 عن أبى خيثمة (وهو: زهير بن حرب) عن عمر بن يونس به، مثله.

(3)

لم أقف عليه فيه بعد.

(4)

انظر: تهذيب الكمال (20/ 264).

(5)

عند: البزار، وأبي يعلى، والحاكم في المستدرك (4/ 77) والحديث له فيه بسنده عن محمد بن سنان القزاز عن عمر بن يونس به، بنحوه

وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا

)) ووافقه الذهبي في التلخيص (4/ 77).

(6)

في: المطالب العالية (9/ 59).

(7)

انظر: تهذيب الكمال (12/ 127) ت / 2589.

ص: 500

141 -

[4] عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه وقد استأذنه في قتل حاطب: (ومَا يُدريكَ لعلَّهُ قَد اطَّلعَ اللّه إلى أهلِ بدرٍ، فقالَ: "اعمَلُوا مَا شئتُم").

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن عبد الله بن محمد - واللفظ له -، وأبوَ يعلى

(2)

عن الحسين بن الأسود، كلاهما (أبو بكر، وابن الأسود) عن أبي أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم عن ابن عمر به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليهما، ثم قال:(ورجال أحمد رجال الصحيح) اهـ. وعبد الله بن محمد - في إسناد الإمام أحمد - هو: أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة. وعمر بن حمزة هو: ابن عبد الله العمري، استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له الباقون - من أصحاب الكتب الستة - سوى النسائي

(4)

، وقد ضعفه الجمهور

(5)

. وشيخ أبي يعلى: الحسين بن الأسود هو: الحسين بن علي بن الأسود، قال الإمام

(1)

(10/ 117 - 118) ورقمه / 5878

وهو عن شيخه عبد الله بن محمد لابنه عبد الله - أيضًا - في زوائده على المسند، الموضع نفسه.

(2)

(9/ 392 - 393) ورقمه / 5522 بنحو لفظ الإمام أحمد.

(3)

(9/ 303).

(4)

انظر: تهذيب الكمال (21/ 312) ت / 4221.

(5)

انظر: التأريخ لابن معين - رواية: الدوري - (2/ 427)، والضعفاء للعقيلي (3/ 153) ت / 1140، والميزان (4/ 113) ت / 6087، والتهذيب (7/ 437). وأورده ابن حبان في: الثقات (7/ 168)، وقال:(كان ممن يخطئ)، وقال الحاكم (كما في: التهذيب 7/ 437): (أحاديثه كلها مستقيمة) اهـ، والقول فيه قول الجمهور.

ص: 501

أحمد

(1)

: (لا أعرفه)، وقال أبو حاتم

(2)

: (صدرق)، وقال ابن عدي

(3)

: (يسرق الحديث)، وقال ابن المواق

(4)

: (رمي بالكذب)، وضعفه: الذهبي

(5)

، وابن حجر

(6)

لكنه متابع - كما هو ظاهر مما تقدم -، الإسناد: ضعيف؛ لحال عمر بن حمزة العمري، لكن إسناد الحديث جيّد في الشواهد، فهو بها - وقد أرردتها هنا -: حسن لغيره.

142 -

[5] عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة رحمه الله أن النبي - صلى الله عليه رسلم - قال لعمر بن الخطاب - وقد استأذنه في قتل حاطب -: (لا. لأنَّهُ قَد شهدَ بدرًا، وإنَّكَ لا تَدْرِي لعلَّ الله قَد اطَّلعَ علَى أهلِ بدرٍ، فقالَ: اعمَلُوا مَا شئتُم إِنِّي غَافِرٌ لَكُم).

رواه: الطبراني في المعجم الكبير

(7)

عن موسى بن هاررن

(8)

عن هاشم بن الحارث عن عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن

(1)

في العلل - رواية: المروذي - (ص / 165) ت / 292.

(2)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 56) ت / 256.

(3)

الكامل (2/ 368).

(4)

كما في: إكمال مغلطاي [1/ 260]، كما في: حاشية تهذيب الكمال (6/ 393)

وهذه الترجمة ليست في المطبوع.

(5)

الديوان (ص / 89) ت / 998.

(6)

انظر: التقريب (ص/ 248) ت/ 1340.

(7)

(3/ 184 - 185) ورقمه / 3066.

(8)

والحديث من طريق ابن هارون رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 301 - 302)، إلّا أنه قال:(هشام) بدل: هاشم بن الحارث، وهو خطأ

وسكت هو، والذهبي في التلخيص (3/ 302) عنه.

ص: 502

عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني هنا، وفي الأوسط

(2)

-: (ورجالهما ثقات) ا هـ، وهو كما قال إلّا أن في حديث إسحاق بن راشد - وهو: الجزري - عن الزهري بعض الوهم، والراوي عنه عبيد الله بن عمرو، وهو: الرقي، ربما وهم مع ثقته

(3)

! ولعل الإسناد لا ينزل عن درجة الحسن إلى عبد الرحمن بن حاطب، وحديثه مرسل، فإن له رؤية، ولا يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم

(4)

. ومتن الحديث له شواهد - أوردتها هنا - هو بها: حسن لغيره - والله تعالى أعلم -. وموسى بن هارون - في الإسناد - هو: ابن عبد الله البزاز، وهاشم بن الحارث هو: أبو محمد المرّوذي.

143 -

[6] عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: (مَنْ أفضلُ المُسْلِمِين) - أو كلمة نحوها -، قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة.

(1)

(9/ 304).

(2)

ولم أقف عليه فيه بعد.

(3)

انظر: التقريب (ص/ 643) ت/ 4356.

(4)

انظر: أسد الغابة (3/ 329) ت/ 3279، والإصابة (2/ 394) ت / 5103، والتقريب (ص/ 574) ت/ 3857.

ص: 503

رواه: البخاري

(1)

عن إسحاق بن إبراهيم

(2)

عن جرير (يعني: ابن عبد الحميد) عن يحيى بن سعيد (وهو: الأنصاري)

(3)

عن معاذ بن رفاعة الزُّرقي عن أبيه - وكان من أهل بدر - به

ثم رواه

(4)

- أيضًا - عن إسحاق بن منصور عن يزيد (يعني: ابن الهاد). ورواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي عن يحيى بن بكير عن ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة: (أن ملكًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم

)، ثم قال: وعن يحيى أن يزيد بن الهاد أخبره أنه كان معه يوم حدثه معاذ هذا الحديث، فقال يزيد: فقال معاذ: إنّ السائل هو: جبريل عليه السلام. فمما تقدم يتضح أن البخاري أورد الحديث عن معاذ بن رفاعة بن رافع من ثلاثة طرق

ففي رواية جرير: (معاذ عن أبيه). وفي رواية يزيد بن هارون: (أخبرنا يحيى: سمع معاذ بن رفاعة أن ملكًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم)، وهذا ظاهره الإرسال عند جماعة من أهل العلم بالحديث، لما تقدم في الطريق الأولى، ولكن أفاد التصريح بسماع يحيى بن سعيد للحديث من معاذ.

(1)

في (كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدرا) 7/ 632 - 363 ورقمه / 3992.

(2)

هو: ابن راهويه، روى الحديث من طريقه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (1/ 118 - 119) ورقمه /16.

(3)

وهكذا رواه: البغوي في المعجم (2/ 334 - 335) ورقمه / 635 بسنده عن عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد به.

(4)

في الموضع نفسه، ورقمه/ 3994.

(5)

(5/ 17 - 18) ورقمه / 4455.

ص: 504

وقوله في آخره: (وعن يحيى أن يزيد بن الهاد حدثه) يستفاد منه: أن تسمية الملك السائل: جبريل، إنما تلقاها يحيى بن سعيد من يزيد بن الهاد عن معاذ، فيقتضي ذلك أن في رواية جرير الجزم بتسميته، وفي رواية يحيى بن سعيد: إدراجًا - والله أعلم -

(1)

.

144 -

[7] عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: جاء جبريل - أو ملك - إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مَا تعدُّونَ مَنْ شهِدَ بدرًا فيكُم؟ قالُوا: (خِيَارُنَا). قالَ: كذلكَ همْ عندنَا خيارُ الملاِئكَة.

رواه: البخاري

(2)

عن سليمان بن حرب عن حماد عن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع. ورواه: ابن ماجه

(3)

- وهذا لفظه - عن عبد الله بن محمد، وأبي كريب، ورواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن موسى بن هارون عن إسحاق بن راهويه، ثلاثتهم عن وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة، كلاهما عن جدّهما - رافع - به

وفي رواية البخاري: عن معاذ بن رفاعة بن رافع - وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة - فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرًا

(1)

انظر: الفتح (7/ 363).

(2)

في (كتاب: المغازى، باب: شهود الملائكة بدرا) 7/ 363 ورقمه / 3993، بنحوه.

(3)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أهل بدر) 1/ 56 - 57 ورقمه / 160. وانظر: صحيح سنن ابن ماجه للألباني (1/ 32) ورقمه/ 131.

(4)

(4/ 277) ورقمه / 4412.

ص: 505

بالعقبة، فذكره

(1)

. وأبو كريب - في الإسناد - هو: محمد بن العلاء. وسفيان هو: الثوري. ويحيى بن سعيد هو: ابن حيان التيمي. وحماد - في إسناد البخاري - هو: ابن زيد.

145 -

[8] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: (اللهمَّ إني أَنشُدُكَ عهْدَكَ ووعدَك. اللهمَّ إنَّ شئتَ لمْ تُعبد بعدَ اليَوْم)

(2)

.

هذا الحديث رواه: خالد بن مهران الحذاء عن عكرمة - مولى: ابن عباس - عن مولاه به. ورواه عن خالد الحذاء: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ووهيب بن خالد بن عجلان.

فأما حديث عبد الوهاب فرواه: البخاري

(3)

- وهذا مختصر من لفظه - عن محمد بن المثنى، ورواه

(4)

- أيضًا -: عن محمد بن عبد الله بن حوشب، ورواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن إبراهيم بن هاشم البغوي عن عثمان بن

(1)

وانظر: الفتح (7/ 363).

(2)

إنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين، فلو هلك هو، ومن معه حينئذ لم يُبعث أحد ممن يدعو إلى الإيمان، ولاستمر المشركون يعبدون غير الله

قاله ابن حجر في الفتح (7/ 337). وانظر: شرح السنة (13/ 381).

(3)

في (كتاب: الجهاد والسير، باب: ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم) 6/ 116 ورقمه/ 2915.

(4)

في (كتاب: المغازى، باب: قصة غزوة بدر) 7/ 335 ورقمه/ 3953، وفي (كتاب: التفسير، باب قوله:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ) 8/ 485 ورقمه/ 4875 - ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (13/ 378) ورقمه / 3775 - .

(5)

(11/ 276) ورقمه / 11976.

ص: 506

عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عنه

(1)

به

وليس فيه للبخاري عن محمد بن حوشب، وللطبراني:(بعد اليوم).

وأما حديث وهيب فرواه: الإمام أحمد

(2)

عن عفان عنه به، بنحو حديث البخاري عن محمد بن حوشب. وعفان هو: ابن مسلم الصفار. قال ابن حجر في الفتح

(3)

: (هذا من مرسلات ابن عباس. وقد روى عبد الرزاق

(4)

في معمر عن أيوب عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}

(5)

جعلت أقول أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع، وهو يقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية. قال ابن حجر: (فكأن ابن عباس حمل ذلك عن عمر، وكأن عكرمة حمله عن ابن عباس عن عمر) اهـ.

وسيأتي عقب هذا الحديث نحوه من طريق أبي زميل عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب، عند مسلم في صحيحه.

(1)

ورواه: من طريق عبد الوهاب - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (6/ 477) ورقمه / 11557، وَالطبري في تأريخه (2/ 447)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 376 - 375) ورقمه / 302، وفي الدلائل (3/ 50 - 51)، والبغوي في تفسيره (4/ 364).

(2)

(5/ 165) ورقمه/ 3042.

(3)

(8/ 486).

(4)

التفسير (2/ 259) وانظر: تفسير الطبري (27/ 108).

(5)

الآية: رقم (5)، من سورة: القمر.

ص: 507

وروى الطبري

(1)

بإسناده عن علي عن ابن عباس - رضى الله عنهما - رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال:(يا رب، إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدًا)

وابن عباس لم يشهد بدرًا لصغره، ولكن مراسيل الصحابة حُجة مقبولة.

146 -

[9] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مئة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مدّ يديه، فجعل يهتف بربه: (اللهمَّ أنجزْ لي مَا وعَدتَنِي، اللهمَّ آتِ مَا وَعدتَني، اللهمَّ إنْ تَهْلِكْ

(2)

هذهِ العصَابَة مِنْ أهلِ الإسلامِ لا تُعبد في الأَرْض).

هذا حديث انفرد به - فيما أعلم - عكرمة بن عمار عن أبي زميل سماك الحنفي عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب.

رواه: مسلم

(3)

- وهذا من لفظه - عن هناد بن السري عن ابن المبارك

(4)

، ورواه - أيضًا -: عن زهير بن حرب

(5)

، ورواه:

(1)

(13/ 410) ورقمه/ 15735، في حديث أطول من هذا.

(2)

بفتح أوله، وكسر اللام -، قاله الحافظ في الفتح (7/ 337).

(3)

في (كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة) 3/ 1383 - 1385 ورقمه/ 1763.

(4)

هو: عبد الله. ورواه من طريق - أيضًا -: الطبري في التأريخ (2/ 447)، وفي التفسير (13/ 409) ورقمه / 15734.

(5)

ورواه: يعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص / 60 - 61)، والبيهقي في =

ص: 508

الترمذي

(1)

عن محمد بن بشار، ورواه: البزار

(2)

عن محمد بن المثنى، ثلاثتهم (زهير، والمحمدان) عن عمر ابن يونس الحنفي

(3)

، ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن أبي نوح قراد

(5)

، ثلاثتهم (ابن المبارك، وعمر، وأبو نوح) عن عكرمة بن عمار

(6)

به

وللترمذي فيه: (اللهم آتني ما وعدتني)، وقال:(هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث عمر إلّا من حديث عكرمة بن عمار عن أبي زميل، وأبو زميل اسمه: سماك الحنفي، وإنما كان هذا يوم بدر) اهـ، وللإمام أحمد، وللبزار: (

في الأرض أبدًا)، وليس للبزار فيه:(اللهم آت ما وعدتني)، وقال - عقبه -: (وهذا الحديث

= الدلائل (3/ 51) كلاهما من طريق زهير به.

(1)

في (كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الأنفال) 5/ 251 - 252 ورقمه / 3081.

(2)

(1/ 306 - 307) ورقمه / 196.

(3)

ورواه: عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص / 41 - 42 ورقمه / 31) عن عمر بن يونس به.

(4)

(1/ 334 - 336) ورقمه / 208، وَ (1/ 345 - 346) ورقمه / 221.

(5)

قراد لقب، واسمه: عبد الرحمن بن غزوان، روى الحديث من طريقه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (6/ 75) ورقمه / 29583، وَ (7/ 357) ورقمه / 36684، وفي المغازي (ص / 190 - 192) ورقمه / 151، ويعقوب بن شيبة في مسند عمر (ص / 63 - 64).

(6)

ورواه من طرق عن عمار - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 11/ 114 - 115 ورقمه / 4793)، وأبو نعيم في الدلائل (ص / 474) ورقمه / 408، والبيهقي في الدلائل (3/ 51)، وفي السنن الكبرى (6/ 321).

ص: 509

لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عمر إلّا من هذا الوجه) اهـ. وللإمام أحمد: (اللهم أين ما وعدتني، اللهم أنجز ما وعدتني).

ولمسلم، والبزار فيه

(1)

: قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من إلمسلمين يومئذ يشتد من أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول:(أقدم حيزوم)، فنظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه، كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)

هذا لفظ مسلم، وللبزار نحوه.

وروى ابن إسحاق في السيرة

(2)

- ومن طريقه الطبري في التأريخ

(3)

- عن حبّان بن واسع بن حبّان عن أشياخ من قومه نحوه، مطولا. وروى الطبري في تفسيره

(4)

- أيضًا - من حديث زيد بن يُثَيْع، يرفعه:(اللهم انصر هذه العصابة، فإنك إن لم تفعل لن تعبد في الأرض). وروى

(5)

- أيضًا - من حديث أبى إسحاق عن حارثة عن علي، يرفعه:(اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض).

(1)

وهو للبيهقي في الدلائل - أيضًا - (3/ 51 - 52).

(2)

سيرة ابن هشام (2/ 626 - 627).

(3)

التأريخ (2/ 446 - 447).

(4)

(13/ 410) ورقمه / 15737، في حديث.

(5)

(13/ 422) ورقمه/ 15764، مطولًا.

ص: 510

147 -

[10] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عز وجل، ويقول:(اللهمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِك هذهِ الفئَةَ لا تُعْبَد)، وفيه قال: فجاء رجل من الأنصار - قصير - بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا، فقال العباس: يا رسول اللّه، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس وجهًا، على فرس أبلق، ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أنا أسرته، يا رسول الله، فقال:(اسكت فقد أيّدك الله - تعالى - بملك كريم).

هذا الحديث يرويه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن جده أبي إسحاق السبيعي عن حارثة بن مُضَرّب

(1)

عن علي. ورواه عن إسرائيل: حجاج بن محمد الأعور، وعثمان بن عمر بن فارس

(2)

.

فأما حديث حجاج الأعور فرواه: الإمام أحمد

(3)

- وهذا من لفظه - عنه به.

وأما حديث عثمان بن عمر فرواه: البزار

(4)

عن محمد بن المثنى عنه به، دون قصة أسر العباس رضي الله عنه، ومن لفظ حديثه:(اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض). وقال: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلّا من هذا الوجه، بهذا الإسناد) اهـ. وأبو إسحاق

(1)

بضاد معجمة، وآخره باء معجمة بواحدة، وراؤه مفتوحة. - الإكمال (7/ 258).

(2)

ورواه - أيضًا -: الطبري في تأريخه (2/ 424 - 426) عن هارون بن إسحاق عن مصعب بن المقدام عن إسرائيل به.

(3)

(2/ 259 - 261) ورقمه / 948.

(4)

(2/ 296 - 298) ورقمه / 719.

ص: 511

السبيعى مدلس، لم يصرح بالتحديث - فيما أعلم -. واختلط بأخرة، وإسرائيل ممن سمع بأخرة منه

فالإسناد: ضعيف

(1)

، وللمتن - دون قصة أسر العباس - شواهد عدة - تقدمت - هو بها: حسن لغيره.

وقصة الأسر لها طريق أخرى عن أبي إسحاق، فقد رواها

(2)

: الإمام أحمد عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان عنه عن البراء - هو: ابن عازب - أو غيره، فذكر نحوها، مختصرة

وأبو أحمد الزبيري هو: محمد بن عبد الله، كثير الخطأ في حديث سفيان - وهو: الثوري -

(3)

. وأبو إسحاق لم يصرح بالتحديث - أيضًا -.

والقصة منكرة من الطريقين عن أبي إسحاق، والمعروف فيها: ما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وسيأتي في فضائل أبي اليسر كعب بن عمرو

(4)

، وأنه هو الذي أسر العباس رضي الله عنهما.

148 -

[11] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما سمعنا مناشدا أنشد حقا له أشد مناشدة من محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر، جعل يقول:(اللهمَّ إِني أنشُدُكَ مَا وعدتَنِي، اللهمَّ إنْ تَهْلِكْ هَذهِ العصَابَة لا تُعْبَد).

(1)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 76).

(2)

سيأتي الحديث في فضائل أبي اليسر، ورقمه/ 1705.

(3)

انظر: الجرح والتعديل (7/ 297) ت / 1611، وتأريخ بغداد (5/ 402) ت/ 2919، والتقريب (ص/ 861) ت/ 6055، وكتاب الرفاعي - آنف الذكر - (ص/ 95)، وما بعدها.

(4)

ورقمه/ 1705 - 1706.

ص: 512

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، وعبدان بن أحمد، وعلي بن بسطام الزعفراني، ثلاثتهم عن سهل بن عثمان

(2)

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثم ساقه

(3)

عن محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن النعمان بن عبد السلام عن عيسى بن الضحاك، كلاهما (يحيى بن زكريا، وابن الضحاك) عن الأعمش

(4)

عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عنه به

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(5)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله ثقات إلّا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه) اهـ. وهو كما قال، وقاله - أيضًا -: شعبة

(6)

، وابن معين

(7)

، وأبو حاتم

(8)

، في جماعة آخرين

(9)

؛ فالإسناد: منقطع.

والأعمش هو: سليمان بن مهران. وأبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الرحمن السبيعي، مدلسان، لم يصرحا بالتحديث - فيما أعلم -. وأبو إسحاق اختلط بأخرة، ولا يُدرى متى سمع منه الأعمش، وحديثه عنه عند

(1)

(10/ 147) ورقمه/ 10270.

(2)

ورواه: البيهقي في الدلائل (3/ 50) بسنده عن سهل به.

(3)

ورقمه/ 10271.

(4)

ورواه: النسائي في السنن الكبرى (6/ 155) ورقمه/ 10442، وفي عمل اليوم والليلة (ص/ 394) ورقمه/ 606 بسنده عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش.

(5)

(7/ 289).

(6)

كما في: المراسيل لابن أبى حاتم (ص/ 256) ت/ 476.

(7)

كما في: تأريخ الدارمي عنه (ص/ 150) ت/ 515.

(8)

كما في: المراسيل لابنه (ص/ 256 - 257).

(9)

انظر: تحفة التحصيل (ص/ 221) ت/ 430.

ص: 513

مسلم

(1)

، وتقدم الحديث بلفظ فيه طول من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبى طالب، فانظره. ولعل أبا إسحاق له أكثر من إسناد للحديث - والله أعلم -.

وإسناد هذا الحديث حسنه ابن حجر في الفتح

(2)

، والصحيح أنه: ضعيف؛ لما مرّ، وهو حسن لغيره بشواهده.

وفي الإسناد الأول للطبراني: عبد الله بن محمد الأصبهاني، لا أعرف حاله؛ ترجم له أبو يعلى في ذكر أخبار أصبهان

(3)

، والذهبي في تأريخ الإسلام

(4)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وعلي هو: ابن أحمد بن بسطام، ترجم له ترجمة موجزة السمعاني في الأنساب

(5)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلا. وفي إسناده الآخر: محمد بن إبراهيم بن عامر، وهو: المديني المؤذن، ترجم له أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان

(6)

، - ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلا. وله ذكر في ترجمة أبيه في طبقات المحدثين بأصبهان

(7)

. وأبوه كان خيّرًا، فاضلا

(8)

. وجده ثقة

(9)

.

(1)

الكواكب النيرات (ص / 354).

(2)

(7/ 337).

(3)

(2/ 23) ت / 976.

(4)

حوادث (291 - 300 هـ) ص / 183.

(5)

(3/ 154).

(6)

(2/ 227) ت / 1530.

(7)

(2/ 275) ت / 171.

(8)

انظر: الجرح والتعديل (2/ 116) ت / 349، وطبقات المحدثين بأصبهان (2/ 274) ت/171، وذكر أخبار أصبهان (1/ 214 - 215) ت/ 315.

(9)

انظر: طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 425) ت / 437، وذكر أخبار=

ص: 514

149 -

[12] عن أبي طلحة - رضى الله عنه - قال: (غَشينَا النُّعاس، ونحنُ في مصافِّنَا يومَ بَدْر). قال: (كنتُ فيمَنْ غشيَهُ النُّعَاسُ يَومئذٍ، فجعلَ سَيفِي يسقطُ مِنْ يَدي وَآخذُه، ويسقطُ وَآخذُه).

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(1)

عن يونس عن شيبان، ثم ساقه عن حسين عن شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك عنه به

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ يونس هو: ابن محمد المؤدب، وشيبان هو: ابن عبد الرحمن النحوي، وحسين هو: ابن محمد المروذي، وقتادة هو: ابن دعامة، مدلس، وقد صرح بالتحديث. ورواه: ابن حبان في صحيحه

(2)

بسنده عن محمد بن عبد الله بن المنادي عن يونس به.

وهكذا قال شيبان عن قتادة: (

في مصافنا يوم بدر)، وسيأتي

(3)

من حديث سعيد بن أبي عروبة، وشيبان - نفسه، من رواية: حسين عنه أيضًا -، وعمران القطان:(يوم أحد) وكلاهما محفوظ

وأحد وقع فيها أشياء مما وقع في بدر، ومنها النعاس. قال الله عز وجل في بعض أحداث غزوة بدر:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ}

(4)

. وقال في بعض أحداث غزوة

= أصبهان (1/ 464) ت/ 921.

(1)

(26/ 277) ورقمه / 16357.

(2)

الإحسان (16/ 145 - 146) ورقمه/ 7180.

(3)

في فضل أهل أحد، برقم/ 152.

(4)

من الآية: (11)، من سورة: الأنفال.

ص: 515

أحد: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}

(1)

. وأبو طلحة رضي الله عنه شهد اليومين

(2)

، وهذا من مناقبه الفاخرة.

150 -

[13] عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: اشتكى عبد الرحمن بن عوف خالدُ بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(لِمَ تُؤذِ رجُلًا منْ أصحابِ بدرٍ، لَو أنفقتَ مثلَ أحدٍ ذهبًا لْم تبلغْ عمَلَه)؟ قال: يقعون فيَّ، فما أرد عليهم! قال:(لا تُؤذُوا خَالدًا، فإنَّهُ سيفٌ مِنْ سيوف اللهِ، صبَّهُ اللهُ علَى الكُفَّار).

هذا الحديث رواه: البزار

(3)

- وهذا لفظه - عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن عبد الله بن عون

(4)

، ورواه - أيضًا - الطبراني في الكبير

(5)

عن العباس بن الربيع بن ثعلب ومحمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عن الربيع بن ثعلب. ورواه: في الصغير

(6)

عن العباس بن الربيع - وحده - عن

(1)

من الآية: (154)، من سورة: آل عمران. - وانظر: المغازي للواقدى (1/ 132، 296، 323 - 324)، وسيرة ابن هشام (115/ 3)، وتفسير ابن كثير (1/ 427)، و (2/ 303).

(2)

انظر: المغازي للواقدي (1/ 163)، والسيرة لابن هشام (2/ 704)، والطبقات لابن سعد (3/ 504)، والإصابة (1/ 566) ت/ 2905.

(3)

(8/ 293 - 294) ورقمه/ 3365.

(4)

ومن طريق ابن عون رواه - أيضًا -: ابن صاعد في مسند ابن أبي أوفى (ص/ 101) ورقمه/ 8، وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على الفضائل لأبيه (1/ 56 - 57) ورقمه/ 13، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 565 ورقمه / 7091).

(5)

(1/ 104) ورقمه /3801.

(6)

(1/ 225) ورقمه/ 571، ورواه من طريقه: الخطيب في تأريخه (12/ 149).

ص: 516

أبيه

(1)

، كلاهما عن أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد

(2)

عن الشعبي (وهو: عامر) عنه به

وليس فيه للطبراني في الكبير ما ورد في فضل ابن عوف، وأهل بدر. وأبو إسماعيل هو: إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب، ثقة له أحاديث غرائب

(3)

. وخولف في إسناده، فرواه: ابن أبي حاتم في العلل

(4)

بسنده عن ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا، بمثل لفظ البزار

ثم قال: سمعت أبا زرعة يقول: (الصحيح حديث ابن إدريس) اهـ، يعني: المرسل.

والحديث رواه - أيضًا -: أبو يعلى في الكبير

(5)

، والحاكم في المستدرك

(6)

، وصححه، وتعقبه الذهبي في التلخيص

(7)

بقوله: (رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلًا، وهو أشبه) اهـ، وابن

(1)

والحديث عن الربيع بن ثعلب رواه - كذلك -: ابن صاعد في مسند ابن أبي أوفى (ص/ 104) ورقمه/ 10، وعبد الله في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 57) ورقمه/ 13، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 408 - 409)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 927) ورقمه/ 2389 الوطن.

(2)

وقع في الكبير: (عن أبي خالد)، وفيه سقط.

(3)

انظر: الكامل لابن عدي (1/ 250)، والتقريب (ص / 108) ت/ 183.

(4)

(2/ 356) ورقمه/ 2585.

(5)

كما في: المطالب العالية (9/ 306 - 307) ورقمه/ 4441.

(6)

(3/ 298).

(7)

(3/ 298).

ص: 517

إدريس هو: عبد الله، ثقة، ولذا قدم الذهبي حديثه على حديث أبي إسماعيل المؤدب.

ورواه: الإمام أحمد في فضائل الصحابة

(1)

عن محمد بن عبيد عن إسماعيل عن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو شطره الثاني، مرسلًا

ومحمد بن عبيد هو: الطنافسي، ومتابعته قوية لابن إدريس، وفيها تأييد لقول أبي زرعة - المتقدم -

فالأشبه في الحديث: الإرسال؛ لثقة ابن إدريس، والطنافسى، واجتماعهما، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف.

والحديث أورده الذهبي في السير

(2)

عن أبي إسماعيل المؤدب به، موصولًا، ثم قال:(لم يروه عن المؤدب سوى الربيع بن ثعلب. وقد روى نحوه جرير بن حازم عن الحسن مرسلا) اهـ

والربيع بن ثعلب متابع - كما تقدم -، وفي رواية جرير عن الحسن تأييد لصحة إرسال الحديث - والله الموفق -.

والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني في معجميه المتقدمين، وإلى البزار -:(ورجال الطبراني ثقات) اهـ

وأحد شيخي الطبراني في الكبير: العباس بن الربيع، لا أعرف حاله

(4)

- وقد توبع -، وعلمت الراجح في الحديث. ووقفت عليه

(1)

(1/ 55 - 56) ورقمه / 12، و (2/ 817) ورقمه / 1484.

(2)

(1/ 83).

(3)

(9/ 349).

(4)

له ترجمة في تأريخ بغداد (12/ 149) ت / 6609، وتأريخ الإسلام (حوادث: 291 - 300 هـ) ص / 173.

ص: 518

مرسلًا - أيضًا - من حديث إسماعيل بن أبي خالد، إلّا أن فيه: عن قيس (وهو: ابن أبي حازم)

وسيأتي

(1)

.

والحديث بهذا السياق منكر. والمعروف في لفظ الحديث: ما رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري - رضى الله عنه -، وتقدم

(2)

.

وتقدم - قريبًا - في فضائل أهل بدر، وسيأتي في فضائل خالد بن الوليد رضي الله عنه

(3)

ما يغني عنه - والله تعالى أعلم -.

151 -

[14] عن عبد الله بن عمرو - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمئة وخمسة عشر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهمَّ إنَّهُمْ حُفَاةٌ فاحملهمْ، اللهمَّ إنَّهمْ عراةٌ فاكْسُهُمْ، اللهمَّ إنَّهمْ جياعٌ فأشْبِعْهُم). ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا، وما منهم رجل إلّا وقد رجع بجمل، أو جملين، واكتسوا، وشبعوا.

هذا الحديث رواه: أبو داود

(4)

عن أحمد بن صالح عن عبد الله بن وهب عن حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به

وسكت أبو داود عنه، وصححه أبو عبد الله الحاكم

(5)

، ووافقه أبو عبد الله

(1)

ورقمه/ 1411.

(2)

ورقمه/ 34، 112.

(3)

انظر الحديث ذي الرقم/ 1406 وما بعده.

(4)

في (كتاب: الجهاد، باب: في نفل السرية تخرج من العسكر) 3/ 180 - 180 ورقمه/ 2747.

(5)

رواه في المستدرك (2/ 132 - 133) - وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (6/=

ص: 519

الذهبي

(1)

، وأورده الألباني في صحيح سنن أبي داود

(2)

، وقال:(حسن) اهـ.

والحديث انفرد - فيما أعلم - حيي بروايته، وهو: حيي بن عبد الله المعافري، المصري، مختلف فيه

فقال ابن معين

(3)

: (ليس به بأس) اهـ، وقال الإمام أحمد

(4)

: (أحاديثه مناكير) اهـ، وقال البخاري

(5)

: (فيه نظر) اهـ، وقال النسائي

(6)

: (ليس بالقوي) اهـ، وأورده في الضعفاء جماعة منهم: العقيلي

(7)

، وابن عدي

(8)

، وابن الجوزي

(9)

، والذهبي

(10)

. وأورده: ابن حبان

(11)

في جلة الثقات - وهو معلوم التساهل -، وقال

= 305) - بسنده عن أبي داود، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ. ورواه - أيضًا -، وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (9/ 57) بسنده عن يحيى بن سليمان الجعفي عن عبد الله بن وهب به، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) اهـ.

(1)

التلخيص (2/ 132 - 133).

(2)

(2/ 525) ورقمه / 2386.

(3)

كما في: تأريخ الدارمي عنه (ص / 91) ت / 239.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (3/ 272) ت / 1214.

(5)

التأريخ الكبير (3/ 76) ت / 269.

(6)

الضعفاء والمتروكون (ص / 171) ت / 162.

(7)

الضعفاء (1/ 319) ت / 394.

(8)

الكامل (2/ 449).

(9)

الضعفاء والمتروكين (1/ 242) ت / 1046.

(10)

الديوان (ص / 108) ت / 1195، والمغني (1/ 199) ت / 1819.

(11)

الثقات (6/ 253).

ص: 520

الذهبي في الميزان

(1)

: (حسّن له الترمذي

(2)

عن أبي عبد الرحمن الحبلي) اهـ، والترمذي متساهل

(3)

. وقال ابن حجر في التقريب

(4)

: (صدوق يهم) اهـ، والرجل ضعيف، كما قرره الجمهور في حاله، وحديثه هذا في نقدي: منكر؛ لضعفه، وتفرده به، قد علمت قول الإمام أحمد فيه، وتوهين البخاري له - والله تعالى أعلم -.

* خلاصة: اشتمل هذا المبحث من الأحاديث على أربعة عشر حديثًا مرفوعًا، موصولًا. ورجحت في أحدها الإرسال على الوصل. فها ستة أحاديث صحيحة - منها ثلاثة أحاديث انفرد البخاري بها، وحديث واحد انفرد مسلم به -. وحديثان صحيحان لغيرهما. وأربعة أحاديث حسنة لغيرها، وحديثان منكران.

ومن أحاديث هذا المبحث ما هو متواتر معنوي. وذكرت ستة أحاديث من خارج كتب نطاق البحث في الشواهد، ونحوها - والله المستعان -.

(1)

(2/ 146) ت / 2392.

(2)

الجامع (3/ 580) إثر الحديث رقم / 1283.

(3)

ذكر من يعتمد قوله (ص / 19).

(4)

(ص/ 282) ت/ 2615.

ص: 521