الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن العبادلة الأخيار أربعة
…
مناهج العلم في الإسلام للناس
ابن الزبير مع ابن العاص وابن أبي
…
حفص الخليفة والبحر ابن عباس
وقد يضاف ابن مسعود لهم بدلًا
…
عن ابن عمرو لوهم أو لإلباس
(1)
* * *
*
المسألة الثالثة عشرة: عددهم
لم يكن الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحصون أنفسهم، ويعدونها، كما يوجد في بعض مجتمعات اليوم
…
وقد دخل في الإسلام بعد فتح مكة خلق كثير، قال الله - تعالى -:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}
(2)
. وقال كعب بن مالك
(3)
رضي الله عنه في قصة تخلفه عن غزوة تبوك: (والمُسلِمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد: الديوان -) ا هـ. قال العراقي
(4)
: (هذا في غزوة خاصة، وهم مجتمعون، فكيف يُجمع من رآه مسلما)! وسئل أبو زرعة
(5)
عن عدة من روى عن النبي - صلى الله عليه
(1)
وقع في المطبوع: (الإلباس)، وهو تحريف، يختلّ به النظم.
(2)
الآيتان: (1، 2)، من سورة: النصر.
(3)
صحيح البخاري (7/ 717) رقم الحديث/ 4418.
(4)
التقييد (ص/ 265).
(5)
كما في: علوم الحديث لابن الصلاح (ص/ 263).
وسلم -، فقال:(ومن يضبط هذا؟ شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أربعون ألفًا، وشهد معه تبوك سبعون ألفًا)!
قال العسقلاني
(1)
: (وأما عدة أصحابه صلى الله عليه وسلم فمن رام حصر ذلك رام أمرا بعيدا، ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله - تعالى -؛ لكثرة من أسلم من أول البعثه إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم، وتفرقهم في البلدان والنوادي) اهـ.
ومع هذا، قال الشافعي
(2)
رحمه الله: (قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ستين ألفًا، ثلاثون ألفا بالمدينة، وثلاثون ألفًا في قبائل العرب، وغيرها) اهـ. وقال أبو زرعة الرازي
(3)
: (قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مئة ألف، وأربعة عشر ألفا من الصحابة) اهـ.
قال العراقي
(4)
: (وفي هذا التحديد بهذا العدد المذكور نظر كبير، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك، مع تفرق الصحابة في البوادي، والقرى. والموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في
(1)
المواهب (7/ 36).
(2)
كما في: التقييد (ص/ 264).
(3)
كما في: علوم الحديث (ص/ 263).
(4)
التقييد (ص / 263 - 264).
ذلك، وأنهم يزيدون على مئة ألف) اهـ. ويروى أنه شهد معه حجة الوداع مئة ألف، وأربعة عشر ألفًا
(1)
.
ولا شك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عددهم كثيرًا، لا سيما بعد أن دخلت قبائل الجزيزة العربية بعد الفتح في الإسلام.
ولكن كل ما تقدم من التحديد بأرقام معينة لا يمكن الجزم بشيء منه جزما قاطعًا، لأننا نعلم أنه لم يحص أحد أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته؛ ولأن هذا من الأمور الصعبة ذلك الوقت؛ بعد انتشار الإسلام. وظهوره، وتفرق أهله في البوادي، والحواضر
…
ومن ذكر شيئًا من ذلك إما أن يكون قوله اجتهادًا منه لتقدير أعدادهم، وإمّا أن يكون مبلغ علمه - ونحو ذلك - وفوق كل ذي علم عليم
(2)
.
وهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله، ما ذكر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة - وهو أوسع الكتب المصنفة في بابه - سوى خمسة عشر ألفًا، واثنين وخمسين صحابيًا، وصحابية - بالمكرر -
(3)
مع كونه يذكر من توفي في حياته صلى الله عليه وسلم، ومن عاصره وهو مسلم ولم يره، والمختلف في صحبتهم، ومن مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وغير ذلك ممن قد تثبت صحبته، أو لا
(4)
!
(1)
انظر: التدريب (2/ 220 - 221).
(2)
وانظر: ألفيه العراقي وشرحها فتح المغيث (4/ 107 - 111).
(3)
حسب ترقيم الطبعة المغربية، نشر: دار إحياء التراث (بيروت).
(4)
وانظر: المعرفة لأبي نعيم (1/ 143 - 145).