الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوفى. وبالشام: عبد الله بن بسر، وقيل: بل أبو أمامة. وتبسّط بعضهم، فقال: آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي. وبفلسطين: أبو عُبيد بن أم حرام. وبدمشق: واثلة بن الأسقع. وبحمص: عبد الله بن بسر. وباليمامة: الهرماس بن زياد، وبالجزيرة: العرس بن عميرة. وبأفريقيا: رويفع بن ثابت. وبالبادية في الأعراب: سلمة بن الأكوع رضي الله عنهم أجمعين -) ا هـ، ثم قال:(وفي بعض ما ذكرناه خلاف لم نذكره. وقوله في رويفع بأفريقيا لا يصح، إنما مات في حاضرة برقة، وقبره بها. ونزل سلمة إلى المدينة قبل موته بليالٍ، فمات بها - والله أعلم -) ا هـ. قال السخاوي
(1)
: (وأما آخر الصحابة موتًا بالإضافة إلى النواحي فقد أفردهم ابن منده في جزء سمعناه).
* * *
*
المسألة السابعة عشرة: تحريم سبّهم، وإيذائهم
الكلام في هذه المسألة له فرعان:
-
الفرع الأول: حكم سبهم، والطعن فيهم
تقدم أن من عقيدة السلف الصالح - رضى الله عنهم - اعتقاد أن الصحابة خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكف عما شحر بينهم، ولا يذكرونهم إلّا بالجميل، وينشرون فضائلهم، ولا يروون
(1)
الغاية (1/ 389).
ما ينقله المؤرخون مما ألصق بهم من المعائب
…
فهم سليموا القلوب، والألسن لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا خلاف بين أهل العلم أن من قال غير ذلك فليس هو على الصراط المستقيم، والمنهج السليم في الاعتقاد الصحيح، المبني على الكتاب، والسنة، بل هو من أهل الهوى، الموغلين في الردى، عقله مطموس، وقلبه منكوس. ولذا فإن الطعن فيهم حرام بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف
…
فأما من الكتاب فيقول الله - تعالى -: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
(1)
، ومن كانت هذه صفته من قول الله عز وجل في كتابه كيف يُسب؟! ويقول - تعالى -:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}
(2)
، في آيات أخر، فيها كثرة.
وأما من السنة: ما رواه البخاري في صحيحه
(3)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي)
…
في أحاديث أُخر، انظرها في الفصل الخامس، من الباب الأول، في هذا الكتاب. وأجمع السلف على هذا
(4)
.
(1)
الآية: (100)، من سورة: التوبة.
(2)
الآية: (58)، من سورة: الأحزاب.
(3)
(7/ 25) ورقمه/ 3673.
(4)
انظر: الطحاوية وشرحها لابن أبي العز (ص / 528)، والمجروحين (1/ 34)، =