المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الشفاعة لأهل الكبائر وإخراجهم من النار بالإيمان ودخلولهم الجنة - الأحكام الكبرى - جـ ١

[عبد الحق الإشبيلي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الْإِيمَان

- ‌بَاب إِذا لم يكن الْإِسْلَام على الْحَقِيقَة وَكَانَ الاستسلام أَو الْخَوْف لقَوْل الله تَعَالَى {قَالَت الْأَعْرَاب آمنا قل لم تؤمنوا وَلَكِن قُولُوا أسلمنَا وَلما يدْخل الْإِيمَان فِي قُلُوبكُمْ}

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْإِسْلَام عَلَانيَة وَالْإِيمَان فِي الْقلب

- ‌بَاب بَيَان مَا بني عَلَيْهِ الْإِسْلَام

- ‌بَاب حسن إِسْلَام الْمَرْء

- ‌بَاب التَّفْضِيل بَين الْمُسلمين الْمُؤمن وَالْمُسلم

- ‌بَاب أَي الْإِسْلَام أفضل

- ‌بَاب الْمعرفَة

- ‌بَاب مَا تبلغ بِهِ حَقِيقَة الْإِيمَان

- ‌بَاب وجوب الشَّهَادَتَيْنِ بِاللِّسَانِ واعتقادهما

- ‌بَاب قبُول ظواهر النَّاس فِي الْأَعْمَال ووكل سرائرهم إِلَى الله

- ‌بَاب ثَوَاب من مَاتَ مقرا بِالشَّهَادَتَيْنِ مخلصاً بهَا

- ‌بَاب من شهد عِنْد الْمَوْت أَن لَا إِلَه إِلَّا الله شهد لَهُ بهَا عِنْد الله

- ‌بَاب أول مَا يدعى إِلَيْهِ النَّاس من فَرَائض الْإِيمَان وَالشَّهَادَة

- ‌بَاب حق الله على الْعباد أَن يعبدوه وحقهم عَلَيْهِ أَلا يعذبهم إِذا فعلوا ذَلِك

- ‌بَاب من اقْتصر على أَدَاء الْفَرَائِض

- ‌بَاب فضل من زَاد على الْفَرَائِض

- ‌بَاب الْإِيمَان قَول وَعمل وَنِيَّة وَيزِيد وَينْقص وَبَعضه أفضل من بعض وَقَوله تَعَالَى

- ‌بَاب تفاضل أهل الْإِيمَان فِيهِ

- ‌بَاب تَسْمِيَة الْإِيمَان عملا وَالْعَمَل إِيمَانًا

- ‌بَاب شعب الْإِيمَان وأيها أفضل

- ‌بَاب الْإِيمَان أفضل الْأَعْمَال

- ‌بَاب الصَّلَاة من الْإِيمَان

- ‌بَاب الزَّكَاة من الْإِيمَان

- ‌بَاب صِيَام رَمَضَان من الْإِيمَان

- ‌بَاب حج الْبَيْت من الْإِيمَان

- ‌بَاب الْجِهَاد من الْإِيمَان

- ‌ بَاب أَدَاء الْخمس من الْإِيمَان

- ‌بَاب تطوع قيام رَمَضَان من الْإِيمَان

- ‌ بَاب إفشاء السَّلَام وإطعام الطَّعَام من الْإِيمَان

- ‌بَاب إكرام الضَّيْف من الْإِيمَان

- ‌بَاب الْإِحْسَان إِلَى الْجَار من الْإِيمَان

- ‌بَاب الْحيَاء والعي شعبتان من الْإِيمَان

- ‌بَاب تَغْيِير الْمُنكر من الْإِيمَان

- ‌بَاب من الْإِيمَان أَن ينصف من نَفسه

- ‌بَاب الْحبّ فِي الله والبغض فِيهِ من الْإِيمَان

- ‌بَاب حب الْأَنْصَار آيَة من الْإِيمَان

- ‌بَاب لَا يُؤمن حَتَّى يكون الرَّسُول أحب إِلَيْهِ من نَفسه وَمَاله

- ‌بَاب لَا يُؤمن حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ

- ‌بَاب بَيَان الثَّلَاث الْخلال اللَّاتِي من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الْإِيمَان

- ‌بَاب ذاق طعم الْإِيمَان من رَضِي بِاللَّه رَبًّا

- ‌بَاب الْإِيمَان يمَان

- ‌بَاب الدَّين النَّصِيحَة

- ‌بَاب فضل من اسْتَبْرَأَ لدينِهِ

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا}

- ‌بَاب الدَّين يسر

- ‌بَاب أَي الدَّين وَالْعَمَل أحب إِلَى الله

- ‌بَاب الحذر على الْأَعْمَال الصَّالِحَة وَخَوف الْمُؤمن أَن يحبط [عمله]

- ‌بَاب الْفِرَار بِالدّينِ من الْفِتَن

- ‌بَاب أسلمت على مَا أسلفت من الْخَيْر

- ‌بَاب حكم من أَسَاءَ فِي جاهليته وإسلامه

- ‌بَاب حكم من هم بحسنة أَو سَيِّئَة فعملها أَو تَركهَا

- ‌ بَاب قَول الله تَعَالَى

- ‌بَاب مَا جَاءَ من تجَاوز الله سُبْحَانَهُ عَن حَدِيث النَّفس

- ‌ بَاب مَا أَمر بِهِ العَبْد عِنْد وَسْوَسَة الشَّيْطَان

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن كَرَاهِيَة الوسوسة وَالرَّدّ لَهَا صَرِيح الْإِيمَان

- ‌بَاب لَا ينفع يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الْكفْر عمل صَالح

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْكَافِر يطعم بحسناته فِي الدُّنْيَا

- ‌بَاب / الْكَفّ على من أصلح عَلَانِيَته وَلَا يفتش عَن سَرِيرَته

- ‌بَاب الْأَعْمَال بخواتيهما

- ‌بَاب مثل الْمُسلمين وَأهل الْكِتَابَيْنِ

- ‌بَاب اتِّبَاع الْمُسلمين سنَن أهل الْكِتَابَيْنِ

- ‌بَاب فضل من أدْرك النَّبِي عليه السلام من أهل الْكتاب فَآمن بِهِ

- ‌بَاب الْمعاصِي من أَمر الْجَاهِلِيَّة

- ‌بَاب كفر دون كفر وظلم دون ظلم

- ‌بَاب ترك الصَّلَاة كفر

- ‌ بَاب قتال الْمُسلم كفر

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن النِّيَاحَة والطعن فِي النّسَب كفر

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الاستمطار بالنجوم كفر

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَنه من ادّعى لغير أَبِيه فقد كفر

- ‌بَاب إِذا أبق العَبْد من موَالِيه فقد كفر

- ‌ بَاب إِذا كفر أَخَاهُ رَجَعَ عَلَيْهِ إِن لم يكن أَخُوهُ كَذَلِك

- ‌بَاب عَلامَة الْمُنَافِق

- ‌بَاب ذكر الْخلال الَّتِي لَا يَفْعَلهَا وَهُوَ مُؤمن

- ‌بَاب خُرُوج الْإِيمَان عَن الزَّانِي حِين زِنَاهُ

- ‌بَاب ذكر خلال ورد الْخَبَر فِي فاعليها

- ‌بَاب ذكر خلال ورد الْخَبَر

- ‌بَاب ذكر خلال ورد لعن فاعليها عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب مِمَّا سمي كَبِيرَة أَو دلّ على أَنه كَبِيرَة

- ‌بَاب مِنْهُ وَمَا جَاءَ فِي الْقَاتِل نَفسه

- ‌بَاب التَّوْبَة تهدم مَا مَكَان قبلهَا

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْمُسلم إِذا عُوقِبَ بِذَنبِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَة

- ‌بَاب من مَاتَ وَهُوَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله غفر ذَنبه وَدخل الْجنَّة وَإِن وَقع فِي الْكَبَائِر

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن الْجنَّة لَا يدخلهَا إِلَّا مُؤمن

- ‌بَاب الشَّفَاعَة لأهل الْكَبَائِر وإخراجهم من النَّار بِالْإِيمَان ودخلولهم الْجنَّة

- ‌بَاب بَدْء الْوَحْي

- ‌بَاب ذكر الْإِسْرَاء بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب ذكر من رَآهُ النَّبِي من الْأَنْبِيَاء لَيْلَة أسرِي بِهِ صلى الله عَلَيْهِم

- ‌بَاب صَلَاة النَّبِي بالأنبياء لَيْلَة أسرِي بِهِ صلى الله عَلَيْهِم

- ‌بَاب انْقِطَاع النُّبُوَّة والرسالة بعد مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا}

- ‌بَاب مَا أحصي من أَسْمَائِهِ فِي الْقُرْآن

- ‌بَاب من جعل الدَّهْر اسْما من أَسمَاء الله تَعَالَى

- ‌بَاب قَول الله عز وجل {وَكَانَ الله سميعاً بَصيرًا}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {وَكَانَ الله على كل شَيْء قَدِيرًا}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {وتوكل على الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت}

- ‌بَاب قَول تَعَالَى {فَأَجره حَتَّى يسمع كَلَام الله}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب}

- ‌بَاب من كَلَام الرب جل جلاله

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {عَالم الْغَيْب فَلَا يظْهر على غيبه أحدا}

- ‌بَاب فِي الْمَشِيئَة والإرادة {وَمَا تشاءون إِلَّا أَن يَشَاء الله}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى {ويحذركم الله نَفسه}

- ‌بَاب {قل أَي شَيْء أكبر شَهَادَة قل الله}

- ‌بَاب مَا يذكر فِي الذَّات

- ‌بَاب وَكَانَ عَرْشه على المَاء

- ‌بَاب قَوْله {وَهُوَ مَعكُمْ أَيْن مَا كُنْتُم}

- ‌بَاب مَا جَاءَ أَن قل هُوَ الله أحد صفة الرَّحْمَن جل جلاله

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار} وَقَوله {وَلَقَد رَآهُ بالأفق الْمُبين}

- ‌بَاب قَول الله تَعَالَى

- ‌بَاب فِي الرَّد عِلّة الْجَهْمِية

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {إِن رَبك هُوَ الخلاق الْعَلِيم}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ}

- ‌بَاب قَوْله تَعَالَى {كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن}

- ‌كتاب الْعلم

- ‌بَاب فضل الْعلم وَمن علم وَعلم

- ‌بَاب الدُّعَاء للمتعلم وطالب الْعلم

- ‌بَاب مَا يذكر من عَالم الْمَدِينَة

- ‌بَاب الِاغْتِبَاط بِالْعلمِ وَالْحكمَة

- ‌بَاب الْخُرُوج فِي طلب الْعلم

- ‌بَاب الرحلة فِي الْمَسْأَلَة النَّازِلَة

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي طلب الْعلم لغير الله

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي كاتم الْعلم

- ‌بَاب تَعْلِيم الرجل أمته وَأَهله

- ‌بَاب ليبلغ الْعلم الشَّاهِد الْغَائِب

- ‌بَاب رب مبلغ أوعى من سامع وحامل فقه إِلَى من هُوَ أفقه وَأجر التَّبْلِيغ

- ‌بَاب نشر الْعلم

- ‌بَاب رد مَا يُنكر من الحَدِيث وَلَا يعرف

- ‌بَاب مِنْهُ والتحذير من أهل الْبدع

- ‌بَاب إِثْم من آوى مُحدثا

- ‌بَاب ثَوَاب من سنّ سنة أَو أَحْيَاهَا أَو دَعَا إِلَيْهَا

- ‌بَاب إِثْم من دَعَا إِلَى ضَلَالَة

- ‌(بَاب تفرق الْمُسلمين واتباعهم سنَن أهل الْكتاب وَقَول الله تَعَالَى {وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ}

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِيمَن أفتى بِغَيْر علم وَمَا يحذر من زلَّة الْعَالم

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْجِدَال

- ‌بَاب كِتَابَة الْعلم

- ‌بَاب كتاب أهل الْعلم بِالْعلمِ إِلَى الْبلدَانِ

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي حَدِيث أهل الْكتاب وَأخذ عَنْهُم وَتعلم لسانهم

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْقَصَص

- ‌بَاب التحلق فِي الْمَسْجِد

- ‌ بَاب لعن من جلس وسط الْحلقَة

- ‌بَاب توقير الْعَالم وَمَعْرِفَة حَقه

- ‌بَاب هَل يَجْعَل للْعَالم مَوضِع مشرف يجلس عَلَيْهِ

- ‌بَاب من لم يدن من الْعَالم وَلَا سَأَلَهُ حَتَّى استأذنه

- ‌بَاب من استحيا فَأمر غَيره بالسؤال

- ‌بَاب رفع الصَّوْت بِالْعلمِ والإنصات للْعُلَمَاء

- ‌بَاب مَا يسْتَحبّ للْعَالم إِذا سُئِلَ أَي النَّاس أعلم أَن يرد الْعلم إِلَى الله وَقَول الله تَعَالَى {وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا}

- ‌بَاب من سَأَلَ وَهُوَ قَائِم عَالما جَالِسا

- ‌بَاب من اجاب السَّائِل بِأَكْثَرَ مِمَّا سَأَلَ

- ‌بَاب من سُئِلَ عَن علم وَهُوَ فِي حَدِيثه، فَأَتمَّ حَدِيثه ثمَّ اجاب السَّائِل

- ‌بَاب من أجَاب بِالْإِشَارَةِ

- ‌بَاب الْغَضَب فِي الموعظة والتعليم إِذا رأى مَا يكره

- ‌بَاب من برك على رُكْبَتَيْهِ عِنْد الإِمَام أَو الْمُحدث

- ‌بَاب من سمع شَيْئا فراجع فِيهِ حَتَّى عرفه

- ‌بَاب من خص بِالْعلمِ قوما دون آخَرين

- ‌بَاب التخول بِالْمَوْعِظَةِ وَالْعلم

- ‌بَاب هَل يَجْعَل للنِّسَاء يَوْم على حِدة

- ‌بَاب الْقِرَاءَة وَالْعرض على الْمُحدث

- ‌بَاب إِعَادَة الْمُحدث الحَدِيث ثَلَاثًا ليفهم

- ‌بَاب مَتى يَصح سَماع الصَّبِي الصَّغِير

- ‌بَاب من ترك بعض الِاخْتِيَار مَخَافَة أَن يقصر فهم بعض النَّاس فيقعوا فِي أَشد مِنْهُ

- ‌بَاب طرح الإِمَام الْمَسْأَلَة على أَصْحَابه ليختبر مَا عِنْدهم من الْعلم

- ‌بَاب التناوب فِي الْعلم

- ‌بَاب حفظ الْعلم

- ‌بَاب السمر فِي الْعلم

- ‌بَاب إِذا سُئِلَ الْعَالم عَمَّا يكره

- ‌بَاب فِي الْمَأْمُور بِهِ والمنهي عَنهُ والمسكوت عَلَيْهِ

- ‌بَاب الِاجْتِهَاد وَالنَّظَر وَترك التَّقْلِيد

- ‌بَاب أجر الْمُجْتَهد أصَاب أَو أَخطَأ

- ‌بَاب فِي الْإِجْمَاع

- ‌بَاب الْأَحْكَام الَّتِي تعرف بِالدَّلِيلِ

- ‌بَاب ذمّ الرَّأْي

- ‌بَاب إجَازَة خبر الْوَاحِد الصَّادِق

- ‌بَاب شَرط حَامِل الْعلم وَمن يُؤْخَذ عَنهُ

- ‌بَاب الْوَعيد على من كذب على النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

- ‌بَاب من حدث بِحَدِيث يرى أَنه كذب

- ‌بَاب من حدث بِكُل مَا سمع

- ‌بَاب التحذير من أهل الْكَذِب

- ‌بَاب التحذير مِمَّن اتبع متشابه الْقُرْآن

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْمَرْء فِي الْقُرْآن وفيمن فسره بِغَيْر علم

- ‌بَاب مَا ينْهَى عَنهُ من كَثْرَة السُّؤَال وتكلف مَا لَا يَعْنِي وَقَول الله تَعَالَى

- ‌بَاب مَا يكره من التعمق فِي الدَّين وَمَا جَاءَ فِي تكلّف الْكَلَام

- ‌بَاب رفع الْعلم

- ‌بَاب كَيفَ يقبض الْعلم

- ‌كتاب الطَّهَارَة

- ‌بَاب الإبعاد عِنْد قَضَاء الْحَاجة

- ‌بَاب الاستتار عِنْد قَضَاء الْحَاجة

- ‌بَاب خُرُوج النِّسَاء لحاجتهن

- ‌بَاب مَا نقُول عِنْد دُخُول الْخَلَاء وَعند الْخُرُوج مِنْهُ

- ‌بَاب النَّهْي عَن التخلي فِي الطّرق والظلال

- ‌بَاب النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها لبلول أَو غَائِط

- ‌بَاب من رأى الرُّخْصَة فِي ذَلِك فِي الْبيُوت

- ‌بَاب النَّهْي أَن يبال فِي المَاء الراكد

- ‌بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي الْجُحر

- ‌بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي المغتسل

- ‌بَاب من لم يتبعد عِنْد الْبَوْل واستتر

- ‌بَاب الْبَوْل قَائِما إِذا أَمن من تطايره

- ‌بَاب كَرَاهِيَة الْبَوْل قَائِما

- ‌بَاب هَل يسلم على من كَانَ على الْحَاجة

- ‌ بَاب هَل يرد السَّلَام وَهُوَ على الْحَاجة

- ‌بَاب الاستنزاه من الْبَوْل

- ‌بَاب النَّهْي أَن يمس ذكره بِيَمِينِهِ عِنْد الْبَوْل

- ‌بَاب الاستطابة وَكم أقل مَا يَسْتَطِيب بِهِ

- ‌بَاب / مَا نهى عَن الاستطابة بِهِ

- ‌بَاب الْوَعيد على من استنجى بروث أَو عظم

- ‌بَاب النَّهْي أَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ

- ‌بَاب الْوتر فِي الاستطابة

- ‌بَاب الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ

- ‌بَاب دلك الْيَد بِالْأَرْضِ بعد الِاسْتِنْجَاء

- ‌بَاب فضل الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ

- ‌بَاب اجْتِنَاب النجو من الْإِنْسَان

- ‌بَاب اجْتِنَاب الْبَوْل وغسله

- ‌بَاب نضح بَوْل الْغُلَام الرَّضِيع

- ‌بَاب غسل بَوْل الْجَارِيَة

- ‌بَاب الْبَوْل يُصِيب الأَرْض

- ‌بَاب أَبْوَال مَا يُؤْكَل لَحْمه ورجيعه

- ‌بَاب غسل الدَّم

- ‌بَاب غسل الْمَذْي

- ‌بَاب غسل الْمَنِيّ وفركه يَابسا من غير غسل

- ‌بَاب البزاق يُصِيب الثَّوْب

- ‌بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الْكَلْب وتعفيره بِالتُّرَابِ

- ‌بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الهر فِيهِ

- ‌بَاب هَل يسْتَعْمل مَا ولغَ فِيهِ الهر

- ‌بَاب جُلُود الْميتَة وَالِانْتِفَاع بهَا

- ‌بَاب من قَالَ لَا ينْتَفع من الْميتَة بِشَيْء

- ‌بَاب التُّرَاب طهُور النِّعَال

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْأَذَى يُصِيب الذيل

- ‌بَاب الْأَمر بقص الشَّارِب وإعفاء اللِّحْيَة

- ‌بَاب الاستحداد والختان ونتف الآباط وقص الْأَظْفَار

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي دُخُول الْحمام للرِّجَال وَالنِّسَاء وَمَا جَاءَ فِي الْفَخْذ

- ‌بَاب ذكر الْمِيَاه وبئر بضَاعَة وَمَا جَاءَ أَن المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء

- ‌بَاب مَا يَقع من الدَّوَابّ فِي السّمن وَالْمَاء

- ‌بَاب ذكر مَاء الْبَحْر

- ‌بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء بالنبيذ

- ‌بَاب الْوضُوء بِمَاء الثَّلج وَالْبرد

- ‌بَاب من تَوَضَّأ من إِنَاء فِيهِ أثر الْعَجِين

- ‌بَاب النَّهْي عَن اسْتِعْمَال مَاء آبار الْحجر أَرض ثَمُود إِلَّا الْبِئْر الَّتِي كَانَت النَّاقة تردها

- ‌بَاب مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور

- ‌بَاب الْوضُوء للصَّلَاة وَمَا جَاءَ أَنه لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور

- ‌بَاب لَا يتَوَضَّأ من الشَّك

- ‌بَاب مَا يجب مِنْهُ الْوضُوء

- ‌(بَاب من لم ير من النعسة والنعستين وضُوءًا)

- ‌(بَاب الْوضُوء من مس الذّكر)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من الْقبْلَة)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء مِمَّا مست النَّار)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من لُحُوم الْإِبِل)

- ‌(بَاب الْوضُوء على من أَتَى أَهله ثمَّ أَرَادَ أَن يعود)

- ‌(بَاب وضوء الْجنب إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَمن رأى ترك ذَلِك وَاسِعًا)

- ‌(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء للْجنب إِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل)

- ‌(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء قبل النّوم)

- ‌(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء لكل صَلَاة وَعند كل حدث وَفضل الصَّلَاة عِنْد كل وضوء)

- ‌(بَاب الْمَضْمَضَة من اللَّبن وَغَيره وَمن رأى ترك ذَلِك وَاسِعًا)

- ‌(بَاب فِي السِّوَاك عِنْد الْوضُوء وَالصَّلَاة وَغير ذَلِك وَالتَّرْغِيب فِيهِ وَمَا جَاءَ فِي فَضله)

- ‌(بَاب وضوء الْمَرْأَة وَالرجل من إِنَاء وَاحِد)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء بِفضل الْمَرْأَة)

- ‌(بَاب النَّهْي عَن اسْتِعْمَال آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فِي الْوضُوء وَغَيره)

- ‌(بَاب الْوضُوء فِي آنِية الصفر)

- ‌(بَاب التمَاس الْوضُوء إِذا حانت الصَّلَاة)

- ‌(بَاب كَيفَ يدعى إِلَى الْوضُوء)

- ‌(بَاب النِّيَّة للْوُضُوء وَغَيره من الْأَعْمَال)

- ‌(بَاب التَّسْمِيَة عِنْد الْوضُوء)

- ‌(بَاب التَّيَمُّن فِي الْوضُوء وَغَيره)

- ‌(بَاب غسل الْيَد ثَلَاثًا / قبل إدخالها فِي الْإِنَاء عِنْد الْقيام من النّوم للمتوضئ وَغَيره)

- ‌(بَاب كَيفَ يَأْخُذ المَاء للْوُضُوء)

- ‌(بَاب الْأَمر بالمضمضة)

- ‌(بَاب الْأَمر بالاستنشاق والاستنثار)

- ‌(بَاب الاستنثار ثَلَاثًا عِنْد الْقيام من النّوم)

- ‌(بَاب الْمُبَالغَة فِي الِاسْتِنْشَاق لغير الصَّائِم)

- ‌(بَاب الِاسْتِنْشَاق باليمنى والاسنثار باليسرى)

- ‌(بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق مرّة وَاحِدَة من كف وَاحِد)

- ‌(بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق ثَلَاثًا بِثَلَاث غرفات)

- ‌(بَاب غسل الْوَجْه وتخليل اللِّحْيَة)

- ‌(بَاب غسل الْيَدَيْنِ إِلَى الْمرْفقين والتخليل بَين الْأَصَابِع)

- ‌(بَاب مسح الرَّأْس والأذنين)

- ‌(بَاب اسْتِئْنَاف المَاء لمسح الرَّأْس وَمن مسح رَأسه بِفضل مَاء يَده)

- ‌(بَاب غسل الرجلَيْن)

- ‌(بَاب التَّخْلِيل بَين الْأَصَابِع)

- ‌(بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ)

- ‌(بَاب الْمسْح على ظَاهر الْخُف)

- ‌(بَاب الْمسْح على الجوربين والنعلين)

- ‌(بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ فِي الْحَضَر)

- ‌(بَاب الْمسْح على الْعِمَامَة والناصية)

- ‌(بَاب التَّوْقِيت فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ)

- ‌(بَاب الْمسْح على العصائب)

- ‌(بَاب مَا يَقُول بعد الْوضُوء)

- ‌(بَاب النَّضْح بعد الْوضُوء)

- ‌(بَاب الْأَمر بإسباغ الْوضُوء)

- ‌(بَاب الْوضُوء مرّة مرّة)

- ‌(بَاب الْوضُوء مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ)

- ‌(بَاب الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا)

- ‌(بَاب من تَوَضَّأ بعض وضوئِهِ مرَّتَيْنِ وَبَعضه ثَلَاثًا)

- ‌(بَاب الرجل يوضئ صَاحبه)

- ‌(بَاب إِذا ترك من وضوئِهِ لمْعَة)

- ‌(بَاب تَفْرِيق الْوضُوء)

- ‌(بَاب قدر مَا يَكْفِي الْمُتَوَضِّئ من المَاء)

- ‌(بَاب شرب فضل مَاء الْوضُوء)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي الْإِسْرَاف فِي الْوضُوء)

- ‌(بَاب فضل الطّهُور وَالْوُضُوء)

- ‌(بَاب فضل إسباغ الْوضُوء على المكاره)

- ‌(بَاب ذكر الله وَقِرَاءَة الْقُرْآن بعد الْحَدث)

- ‌(بَاب اغتسال الْمَرْأَة من الِاحْتِلَام)

- ‌(بَاب اغتسال الْكَافِر إِذا أسلم)

- ‌(بَاب غسل الْجُمُعَة)

- ‌(بَاب الْغسْل من غسل الْمَيِّت)

- ‌(بَاب من طَاف على نِسَائِهِ فِي غسل وَاحِد وَمن اغْتسل عِنْد كل امْرَأَة)

- ‌(بَاب تَأْخِير الْجنب الْغسْل ونومه وَأكله ومجالسته وَخُرُوجه وَغير ذَلِك)

- ‌(بَاب هَل يقْرَأ الْجنب الْقُرْآن)

- ‌(بَاب اسْتِحْبَاب تَعْجِيل الْغسْل من الْجَنَابَة)

- ‌(بَاب النَّهْي أَن يغْتَسل الْجنب فِي المَاء الدَّائِم)

- ‌(بَاب من اغْتسل عُريَانا فِي خلْوَة)

- ‌(بَاب التستر فِي الْغسْل عِنْد النَّاس)

- ‌(بَاب اغتسال الْمَرْأَة وَالرجل / من إِنَاء وَاحِد وَهل يغْتَسل أَحدهمَا بِفضل صَاحبه)

- ‌(بَاب التَّيَمُّن فِي الْغسْل)

- ‌ بَاب الْوضُوء قبل الْغسْل وَهل يتَوَضَّأ بعده وَكم يفِيض على رَأسه)

- ‌(بَاب تَخْلِيل الشّعْر وإفاضة المَاء على الْجَسَد)

- ‌(بَاب / تَخْلِيل الشّعْر حَتَّى إِذا ظن أَنه قد أروى بَشرته أَفَاضَ عَلَيْهِ)

- ‌(بَاب من تَوَضَّأ من الْجَنَابَة ثمَّ غسل سَائِر جسده وَلم يعد غسل مَوَاضِع الْوضُوء مِنْهُ مرّة أُخْرَى)

- ‌(بَاب تَفْرِيق الْغسْل)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي المنديل بعد الْغسْل)

- ‌(بَاب من تطيب ثمَّ اغْتسل فَبَقيَ أثر الطّيب)

- ‌(بَاب هَل تنفض الْمَرْأَة شعرهَا عِنْد غسل الْجَنَابَة)

- ‌(بَاب قدر مَا يَكْفِي المغتسل من المَاء)

- ‌(بَاب مَا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض)

- ‌(بَاب غسل الْحَائِض رَأس زَوجهَا ومناولتها إِيَّاه الشَّيْء)

- ‌(بَاب الْأكل مَعَ الْحَائِض وَشرب فَضلهَا)

- ‌(بَاب قِرَاءَة الرجل الْقُرْآن فِي حجر امْرَأَته وَهِي حَائِض)

- ‌(بَاب النّوم مَعَ الْحَائِض وَهِي فِي ثِيَابهَا وَهل تصلي فِي ثوب حَاضَت فِيهِ)

- ‌(بَاب من اتخذ ثيابًا للْحيض سوى ثِيَاب الطُّهْر)

- ‌(بَاب إِذا حَاضَت فِي شهر ثَلَاث حيض)

- ‌(بَاب الكدرة والصفرة فِي غير أَيَّام الْحيض)

- ‌(بَاب ترك الْحَائِض الصَّوْم وَالصَّلَاة وقضاؤها الصَّوْم وَحده)

- ‌(بَاب حكم الِاسْتِحَاضَة)

- ‌(بَاب الْفرق بَين دم الْحيض والاستحاضة)

- ‌(بَاب من قَالَ تَغْتَسِل الْمُسْتَحَاضَة عِنْد كل صَلَاة)

- ‌(بَاب من قَالَ تجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ وتغتسل لَهما غسلا وَاحِدًا)

- ‌ بَاب من قَالَ تَغْتَسِل مرّة كَمَا تَغْتَسِل الْحَائِض)

- ‌(بَاب / من قَالَ تَغْتَسِل وَتَوَضَّأ لكل صَلَاة)

- ‌(بَاب من لم يذكر الْوضُوء إِلَّا عِنْد الْحَدث)

- ‌(بَاب الِاغْتِسَال من الْمَحِيض)

- ‌(بَاب الطّيب عِنْد الْغسْل من الْمَحِيض)

- ‌(بَاب وَقت النُّفَسَاء)

- ‌(بَاب اغتسال النُّفَسَاء فِي الْحَج)

- ‌(بَاب قَول الله تَعَالَى {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} )

- ‌(بَاب التَّيَمُّم فِي الْحَضَر إِذا لم يجد المَاء)

- ‌(بَاب إِذا خَافَ على نَفسه الْمَرَض أَو الْمَوْت أَو الْعَطش هَل يتَيَمَّم)

- ‌ بَاب صفة التَّيَمُّم وَمن قَالَ يتَيَمَّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ)

- ‌(بَاب مِنْهُ وَهل ينْفخ فيهمَا)

- ‌(بَاب من قَالَ يتَيَمَّم إِلَى أَنْصَاف الذراعين)

- ‌(بَاب هَل يُعِيد إِذا وجد المَاء)

- ‌(بَاب إِذا لم يجد مَاء وَلَا تُرَابا)

- ‌(كتاب الصَّلَاة)

- ‌(بَاب فضل الصَّلَاة وَمَا جَاءَ أَنَّهَا كَفَّارَة)

- ‌(بَاب / مَا جَاءَ أَن الصَّلَاة أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة)

- ‌(بَاب مَكَان الصَّلَاة من الْإِسْلَام)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ فِي تَارِك الصَّلَاة)

- ‌(بَاب الْمُحَافظَة على الْوَقْت وَالصَّلَاة)

- ‌(بَاب فضل الصَّلَاة أول وَقتهَا)

- ‌(بَاب كَيفَ فرضت الصَّلَاة وَأَيْنَ كَانَ فَرضهَا)

- ‌(بَاب مَتى يُؤمر الصَّبِي بِالصَّلَاةِ)

- ‌(بَاب وَقت الظّهْر)

- ‌(بَاب الْإِبْرَاد بِالظّهْرِ عِنْد شدَّة الْحر)

- ‌(بَاب فضل التهجير)

- ‌(بَاب وَقت الْعَصْر)

- ‌(بَاب فضل صَلَاة الْعَصْر)

- ‌(بَاب إِثْم من يفوتهُ الْعَصْر)

- ‌(بَاب من أدْرك من الْعَصْر رَكْعَة)

- ‌(بَاب مَا جَاءَ أَن الصَّلَاة الْوُسْطَى هِيَ صَلَاة الْعَصْر)

- ‌(بَاب مَا يصلى بعد الْعَصْر من الْفَوَائِت وَلم تكره الصَّلَاة إِلَّا عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَعند غُرُوبهَا)

- ‌(بَاب وَقت الْمغرب)

- ‌(بَاب كَرَاهِيَة أَن يُقَال للمغرب الْعشَاء)

- ‌(بَاب وَقت الْعشَاء)

- ‌(بَاب إِذا اجْتمع النَّاس عجل بالعشاء وَإِذا أخروا أخر بهَا)

- ‌(بَاب النَّهْي عَن النّوم قبل صَلَاة الْعشَاء وَعَن الحَدِيث بعْدهَا)

- ‌(بَاب النّوم قبل الْعشَاء لمن غلب)

- ‌(بَاب السمر فِي الْعلم وَالْخَيْر)

- ‌(بَاب السمر مَعَ الضَّيْف)

- ‌(بَاب من كره أَن يُقَال للعشاء الْعَتَمَة)

- ‌(بَاب فضل صَلَاة الْعشَاء فِي جمَاعَة)

- ‌(بَاب وَقت صَلَاة الْفجْر)

الفصل: ‌باب الشفاعة لأهل الكبائر وإخراجهم من النار بالإيمان ودخلولهم الجنة

‌بَاب الشَّفَاعَة لأهل الْكَبَائِر وإخراجهم من النَّار بِالْإِيمَان ودخلولهم الْجنَّة

مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب - وَاللَّفْظ لأبي كريب - قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " لكل نَبِي دَعْوَة مستجابة، فتعجل كل نَبِي دَعوته، وَإِنِّي أختبأت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة، فَهِيَ نائلة - إِن شَاءَ الله - من مَاتَ من أمتِي لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا ".

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا عَبدة، عَن سعيد، عَن قَتَادَة، عَن أبي الْمليح، عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " أتانى آتٍ [من عِنْد رَبِّي] فخيرني بَين أَن يدْخل نصف أمتِي الْجنَّة وَبَين الشَّفَاعَة، فاخترت الشَّفَاعَة، وَهِي لمن مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا ".

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْعَبَّاس الْعَنْبَري، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " شَفَاعَتِي لأهل الْكَبَائِر من أمتِي ".

مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا أبي، عَن ابْن شهَاب، عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ " أَن نَاسا قَالُوا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: هَل تضَارونَ فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله. قَالَ: هَل تضَارونَ فِي الشَّمْس لَيْسَ

ص: 176

دونهَا سَحَاب؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك، يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول: من كَانَ يعبد شَيْئا فليتبعه، فَيتبع من [كَانَ] يعبد الشَّمْس الشَّمْس، وَيتبع من [كَانَ] يعبد الْقَمَر الْقَمَر، وَيتبع من [كَانَ] يعبد الطواغيت الطواغيت، وَتبقى هَذِه الْأمة فِيهَا منافقوها فيأتيهم الله عز وجل فِي صُورَة غير صورته الَّتِي يعْرفُونَ، فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: نَعُوذ بِاللَّه مِنْك، هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا فَإِذا جَاءَ رَبنَا عَرفْنَاهُ. فيأتيهم الله فِي صورته الَّتِي يعْرفُونَ، فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: أَنْت رَبنَا. فيتبعونه وَيضْرب الصِّرَاط بَين ظهراني جَهَنَّم، فَأَكُون أَنا وَأمتِي أول من يُجِيز، وَلَا يتَكَلَّم يَوْمئِذٍ إِلَّا الرُّسُل وَدَعوى الرُّسُل يَوْمئِذٍ: اللَّهُمَّ سلم سلم. وَفِي جَهَنَّم كلاليب مثل شوك السعدان، هَل رَأَيْتُمْ السعدان؟ قَالُوا: نعم، يَا رَسُول الله. . قَالَ: فَإِنَّهَا مثل شوك السعدان غير أَنه لَا يعلم مَا قدر عظمها إِلَّا الله عز وجل تخطف النَّاس بأعمالهم، فَمنهمْ (الموبق) بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُم الْمجَازِي حَتَّى يُنجى حَتَّى إِذا فرغ الله من الْقَضَاء بَين الْعباد، وَأَرَادَ أَن يخرج برحمته من أَرَادَ من أهل / [أَمر] الْمَلَائِكَة أَن يخرجُوا من النَّار من كَانَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا، مِمَّن أَرَادَ الله عز وجل أَن يرحمه مِمَّن يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله فيعرفونهم فِي النَّار، يعرفوفونهم بأثر السحود، تَأْكُل النَّار من ابْن آدم إِلَّا أثر السُّجُود، حرم الله على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود، فَيخْرجُونَ من النَّار من الن آدم إِلَّا الله فَيُصِيب عَلَيْهِم مَاء الْحَيَاة، فينبتون [مِنْهُ] كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل، ثمَّ يفرغ الله عز وجل من الْقَضَاء بَين الْعباد، وَيبقى رجل مقبل بِوَجْهِهِ على النَّار، وَهُوَ آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة، فَيَقُول: أَي رب، اصرف [وَجْهي] عَن النَّار

ص: 177

فَإِنَّهُ قد قشبني رِيحهَا، وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله مَا شَاءَ الله أَن يَدعُوهُ ثمَّ يَقُول الله تبارك وتعالى: هَل عَسَيْت إِن فعلت ذَلِك [بك] أَن تسْأَل غَيره؟ فَيَقُول: لَا أَسأَلك غَيره، وَيُعْطِي ربه من عهود ومواثيق مَا شَاءَ [الله] فَيصْرف الله وَجهه عَن النَّار، فَإِذا أقبل على الْجنَّة وَرَآهَا سكت مَا شَاءَ الله أَن يسكت ثمَّ يَقُول: أَي رب، قدمني إِلَى بَاب الْجنَّة. فَيَقُول الله تبارك وتعالى لَهُ: أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت عهودك ومواثيقك لَا تَسْأَلنِي غير الَّذِي أَعطيتك؟ وَيلك يَا ابْن آدم مَا أغدرك! فَيَقُول: أَي رب، [و] يَدْعُو الله حَتَّى يَقُول لَهُ: فَهَل عَسَيْت إِن إعطيتك ذَلِك أَن تسْأَل غَيره؟ فَيَقُول: لَا، وَعزَّتك. فيعطي ربه مَا شَاءَ الله من عهود ومواثيق فَيقدمهُ إِلَى بَاب الْجنَّة، فَإِذا قَامَ على بَاب الْجنَّة، انفهقت لَهُ الْجنَّة، فَرَأى مَا فِيهَا من الْخَيْر وَالسُّرُور، فيسكت مَا شَاءَ الله أَن يسكت ثمَّ يَقُول: أَي رب، أدخلني الْجنَّة. فَيَقُول الله تبارك وتعالى لَهُ: أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت عهودك ومواثيقك أَن لَا تسْأَل غير مَا أَعْطَيْت، وَيلك يَا ابْن آدم مَا أغدرك! فَيَقُول: أَي رب، لَا أكون أَشْقَى خلقك. فَلَا يزَال يَدْعُو الله حَتَّى يضْحك الله تبارك وتعالى مِنْهُ، فَإِذا ضحك الله مِنْهُ قَالَ: ادخل الْجنَّة فَإِذا دَخلهَا قَالَ الله تبارك وتعالى لَهُ: تمنه. فَيسْأَل ربه ويتمنى حَتَّى إِن الله ليذكره من كَذَا وَكَذَا حَتَّى إِذا انْقَطَعت بِهِ الْأَمَانِي قَالَ الله عز وجل: ذَلِك لَك وَمثله مَعَه. قَالَ عَطاء بن يزِيد: وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ مَعَ أبي هُرَيْرَة / لَا يرد عَلَيْهِ من حَدِيثه شَيْئا حَتَّى إِذا حدث أَبُو هُرَيْرَة أَن الله عز وجل قَالَ [لذَلِك] الرجل: وَمثله مَعَه. قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ: وَعشرَة أَمْثَاله مَعَه أَبَا هُرَيْرَة. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: مَا حفظت إِلَّا قَوْله: ذَلِك لَك وَمثله مَعَه. قَالَ أَبُو سعيد: أشهد أَنِّي

ص: 178

حفظت من رَسُول الله قَوْله: ذَلِك لَك وَعشرَة أَمْثَاله مَعَه. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَذَلِكَ الرجل آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة ".

وَحدثنَا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ، أَنا أَبُو الْيَمَان، أبنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب وَعَطَاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهما " أَن النَّاس قَالُوا للنَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة

" وسَاق الحَدِيث بِمثل معنى حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد.

مُسلم: حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد، حَدثنِي حَفْص بن ميسرَة الصَّنْعَانِيّ، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ " أَن نَاسا فِي زمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالُوا: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: نعم. قَالَ: فَهَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس بالظهيرة صحوا لَيْسَ مَعهَا سَحَاب؟ وَهل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَيْسَ فِيهَا سَحَاب؟ قَالُوا: لَا، يَا رَسُول الله، قَالَ: مَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة الله تبارك وتعالى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة أَحدهمَا، إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أذن مُؤذن: لتتبع كل أمة مَا كَانَت تعبد. فَلَا يبْقى أحد كَانَ يعبد غير الله عز وجل من الْأَصْنَام والأنصاب إِلَّا يتساقطون فِي النَّار، حَتَّى إِذا لم يبْق إِلَّا من كَانَ يعبد الله من بر وَفَاجِر وَغير أهل الْكتاب، فيدعى الْيَهُود، فَيُقَال لَهُم: مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نعْبد عَزِيز ابْن الله فَقَالَ: كَذبْتُمْ، مَا اتخذ الله من صَاحِبَة وَلَا ولد. فَمَاذَا تبغون؟ قَالُوا: عطشنا يَا رب فاسقنا. فيشار إِلَيْهِم أَلا تردون، فيحشرون إِلَى النَّار كَأَنَّهَا سراب يحطم بَعْضهَا بَعْضًا، فيتساقطون فِي النَّار. ثمَّ يدعى النَّصَارَى، فَيُقَال لَهُم: مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نعْبد الْمَسِيح ابْن الله. فَيُقَال لَهُم: كَذبْتُمْ مَا اتخذ الله من صَاحِبَة وَلَا / ولد فَيُقَال لَهُم: مَاذَا تبغون؟ فَيَقُولُونَ: عطشا يَا رب، فاسقنا. قَالَ: فيشار إِلَيْهِم أَلا تردون، فيحشرون إِلَى جَهَنَّم كَأَنَّهَا سراب يحطم بَعْضهَا بَعْضًا، فيتساقطون فِي النَّار، حَتَّى

ص: 179

إِذا لم يبْق إِلَّا من كَانَ يعبد الله من بر وَفَاجِر، أَتَاهُم رب الْعَالمين تبارك وتعالى فِي أدنى صُورَة من الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا [قَالَ:] فَمَا تنتظرون؟ تتبع كل أمة مَا كَانَت تعبد. قَالُوا: يَا رَبنَا، فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم وَلم نصاحبهم: فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: نعود بِاللَّه مِنْك لَا نشْرك بِاللَّه شَيْئا - مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا - حَتَّى أَن بَعضهم ليكاد أَن يَنْقَلِب، فَيَقُول: هَل بَيْنكُم وَبَينه آيَة فتعرفونه بهَا؟ فَيَقُولُونَ: نعم. فَيكْشف عَن سَاق فَلَا يبْقى من كَانَ يسْجد لله من تِلْقَاء نَفسه إِلَّا أذن الله لَهُ بِالسُّجُود، وَلَا يبْقى من كَانَ يسْجد اتقاء ورياء إِلَّا جعل الله ظَهره طبقَة وَاحِدَة، كلما أَرَادَ أَن يسْجد خر على قَفاهُ، ثمَّ يرفعون رُءُوسهم وَقد تحول فِي صورته الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أول مرّة، فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: أَنْت رَبنَا. ثمَّ يضْرب الجسر على جَهَنَّم وَتحل الشَّفَاعَة، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سلم سلم. قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الجسر؟ قَالَ: دحض مزلة، فِيهَا خطاطيف وكلاليب و (حسكة) تكون بِنَجْد فِيهَا شويكة، يُقَال لَهَا السعدان، فيمر الْمُؤْمِنُونَ كطرف الْعين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الْخَيل والركاب، فناج مُسلم، ومخدوش مُرْسل، و (مكدوش) فِي نَار جَهَنَّم حَتَّى إِذا خلص الْمُؤْمِنُونَ من النَّار، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من أحد مِنْكُم بأشد مناشدة لله فِي اسْتِيفَاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله يَوْم الْقِيَامَة لإخوانهم الَّذين فِي النَّار، يَقُولُونَ: رَبنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعنا، وَيصلونَ ويحجون. فَيُقَال لَهُم: أخرجُوا من عَرَفْتُمْ. فَتحرم صورهم على النَّار، فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا قد أخذت

ص: 180

النَّار إِلَى نصف سَاقيه وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ [ثمَّ] يَقُولُونَ: رَبنَا مَا بَقِي فِيهَا أحد مِمَّن أمرتنا بِهِ. فَيَقُول: ارْجعُوا فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال دِينَار من خير فأخرجوه. فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا، فَيَقُولُونَ: رَبنَا لم نذر فِيهَا أحدا مِمَّن أمرتنا (ثمَّ يَقُول: ارْجعُوا فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال نصف دِينَار / من خير، فأخرجوه. فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا، ثمَّ يَقُولُونَ: رَبنَا لم نذر فِيهَا مِمَّن أمرتنا أحدا) . ثمَّ يَقُول: ارْجعُوا فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال ذرة من خير فأخرجوه. فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا، ثمَّ يَقُولُونَ: رَبنَا لم نذر فِيهَا خيرا. وَكَانَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: إِن لم تصدقوني بِهَذَا الحَدِيث [فاقرءوا] إِن شِئْتُم: {إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما} فَيَقُول الله عز وجل: شفعت الْمَلَائِكَة، وشفع النَّبِيُّونَ، وشفع الْمُؤْمِنُونَ، وَلم يبْق إِلَّا أرْحم الرَّاحِمِينَ. فَيقبض قَبْضَة من النَّار، فَيخرج مِنْهَا قوما لم يعملوا خيرا قطّ قد عَادوا حمماً فيلقيهم فِي نهر فِي أَفْوَاه الْجنَّة يُقَال لَهُ: نهر الْحَيَاة، فَيخْرجُونَ كَمَا تخرج الْحبَّة فِي حميل السَّيْل أَلا ترونها تكون إِلَى الْحجر أَو إِلَى الشّجر مَا يكون إِلَى الشَّمْس أصيفر وأخيضر وَمَا يكون مِنْهَا إِلَى الظل يكون أَبيض. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، كَأَنَّك كنت ترعى بالبادية. قَالَ: فَيخْرجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي رقابهم الخواتيم، يعرفهُمْ أهل الْجنَّة، هَؤُلَاءِ عُتَقَاء الله الَّذين أدخلهم الله الْجنَّة بِغَيْر عمل عملوه وَلَا خير قدموه، ثمَّ يَقُول: ادخُلُوا الْجنَّة فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لكم. فَيَقُولُونَ: رَبنَا أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من الْعَالمين. فَيَقُول: لكم عِنْدِي أفضل من هَذَا. فَيَقُولُونَ: يَا رَبنَا، أَي شَيْء أفضل من هَذَا؟ فَيَقُول: رضاي فَلَا أَسخط عَلَيْكُم أبدا ".

قَالَ مُسلم: قَرَأت على عِيسَى بن حَمَّاد زغبة الْمصْرِيّ هَذَا الحَدِيث فِي

ص: 181

الشَّفَاعَة، وَقلت لَهُ: أحدث بِهَذَا الحَدِيث عَنْك أَنَّك سمعته من اللَّيْث بن سعد؟ فَقَالَ: نعم. قلت لعيسى بن حَمَّاد: أخْبركُم اللَّيْث بن سعد، عَن خَالِد بن يزِيد، عَن سعد بن أبي هِلَال، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه قَالَ: " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، أنرى رَبنَا؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: / هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس إِذا كَانَ يَوْم صحو؟ قُلْنَا: لَا

" وسقت الحَدِيث حَتَّى انْقَضى آخِره وَهُوَ نَحْو حَدِيث حَفْص بن ميسرَة وَزَاد بعد قَوْله: " بِغَيْر عمل عملوه، وَلَا قدم قدموه، فَيُقَال لَهُم لكم مَا رَأَيْتُمْ وَمثله مَعَه. قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ: بَلغنِي أَن الجسر أدق من الشعرة، وَأحد من السَّيْف " وَلَيْسَ فِي حَدِيث اللَّيْث " فَيَقُولُونَ: رَبنَا أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من الْعَالمين " وَمَا بعده فَأقر بِهِ عِيسَى بن حَمَّاد.

مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن منهال الضَّرِير، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة وَهِشَام صَاحب الدستوَائي، عَن قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن شعيرَة [ثمَّ يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر وزن برة] ثمَّ يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن ذرة ".

قَالَ يزِيد: فَلَقِيت شُعْبَة فَحَدَّثته بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ شُعْبَة: ثَنَا بِهِ قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - بِالْحَدِيثِ إِلَّا أَن شُعْبَة جعل مَكَان الذّرة ذرة، قَالَ يزِيد: صحف فِيهَا أَبُو بسطَام.

الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق بن بكير وَعمر بن الْخطاب السجسْتانِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَلمَة - يتقاربون فِي حَدِيثهمْ - قَالُوا: ثَنَا عبد الله بن رَجَاء، ثَنَا سعيد بن سَلمَة، أَخْبرنِي مُوسَى بن جُبَير، عَن أبي أُمَامَة بن

ص: 182

[سهل]، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " إِن أدنى أهل الْجنَّة حظا - أَو نَصِيبا قوم يخرجهم الله من النَّار، فيرتاح لَهُم الرب تبارك وتعالى أَنهم كَانُوا لَا يشركُونَ بِاللَّه شَيْئا، فينبذون بالعراء، فينبتون كَمَا ينْبت البقل، حَتَّى إِذا دخلت الْأَرْوَاح أجسامهم قَالُوا: رَبنَا كَالَّذي أخرجتنا من النَّار وَرجعت الْأَرْوَاح فِي أَجْسَادنَا، فاصرف وُجُوهنَا عَن النَّار. قَالَ: فَيصْرف وُجُوههم عَن النَّار ".

مُوسَى بن جُبَير وَهُوَ مولى بني سَلمَة، روى عَن أبي أُمَامَة بن سهل وَنَافِع مولى ابْن عمر وَعبد الله بن كَعْب بن مَالك، روى عَنهُ بكر بن مُضر وَيحيى بن أَيُّوب وَزُهَيْر بن مُحَمَّد وَسَعِيد بن / سَلمَة.

وَسَعِيد بن سَلمَة هُوَ أَبُو عَمْرو بن أبي الحسام مولى آل عمر بن الْخطاب، سمع مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَهِشَام بن عُرْوَة وَعُثْمَان بن الْأَخْنَس، وروى عَن مُسلم ابْن أبي مَرْيَم وَصَالح بن كيسَان وَيزِيد بن خصيفَة وَشريك بن أبي نمر وَعبد الله بن الْفضل، روى عَنهُ عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث وَعبد الله بن رَجَاء وَأَبُو سَلمَة والمقدمي، وَقد سمع مُوسَى بن إِسْمَاعِيل ايضاً من سعيد بن سَلمَة.

مُسلم: حَدثنِي نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي، ثَنَا بشر - يَعْنِي ابْن مفضل - عَن أبي مسلمة، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " (أهل) النَّار الَّذين هم أَهلهَا، فَإِنَّهُم لَا يموتون فِيهَا وَلَا يحيون، وَلَكِن نَاس أَصَابَتْهُم النَّار بِذُنُوبِهِمْ - أَو قَالَ: بخطاياهم - فأماتهم الله إماته، حَتَّى إِذا كَانُوا فحماً أذن فِي الشَّفَاعَة، فَيَجِيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أَنهَار الْجنَّة، ثمَّ قيل: يَا أهل الْجنَّة، أفيضوا عَلَيْهِم. فينبتون نَبَات الْحبَّة تكون فِي حميل السَّيْل. فَقَالَ رجل

ص: 183

من الْقَوْم: كَأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قد كَانَ بالبادية ".

مُسلم: حَدثنَا حجاج بن الشَّاعِر، ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن، ثَنَا أَبُو عَاصِم - يَعْنِي: مُحَمَّد بن أبي أَيُّوب - حَدثنِي يزِيد الْفَقِير قَالَ: " كنت قد شغفني رَأْي من رَأْي الْخَوَارِج، فخرجنا فِي عِصَابَة ذَوي عدد، نُرِيد أَن نحج ثمَّ نخرج على النَّاس. قَالَ: فمررنا على الْمَدِينَة فَإِذا جَابر بن عبد الله يحدث الْقَوْم - جَالس إِلَى سَارِيَة - عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: وَإِذا هُوَ قد ذكر الجهنميين قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا صَاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -، مَا هَذَا الَّذِي تحدثون وَالله عز وجل يَقُول: {إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته} و {كلما أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا أعيدوا فِيهَا} فَمَا هَذَا الَّذِي تَقولُونَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآن؟ قلت: نعم، قَالَ: فَهَل سَمِعت بمقام مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ - يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثهُ الله فِيهِ -؟ قلت: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ مقَام مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ - الْمَحْمُود الَّذِي يخرج الله بِهِ من يخرج. قَالَ: ثمَّ نعت وضع الصِّرَاط وَمر النَّاس عَلَيْهِ. قَالَ: وأخاف أَن لَا أكون أحفظ ذَاك. قَالَ: غير أَنه قد زعم أَن / قوما يخرجُون من النَّار بعد أَن يَكُونُوا فِيهَا. قَالَ: يَعْنِي فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم. قَالَ: فَيدْخلُونَ نَهرا من أَنهَار الْجنَّة، فيغتسلون فِيهِ، فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس، فرجعنا قُلْنَا: وَيحكم، ترَوْنَ الشَّيْخ يكذب على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -؟ ! فرجعنا فَلَا وَالله مَا خرج منا غير رجل وَاحِد ". أَو كَمَا قَالَ أَبُو نعيم.

مُسلم: حَدثنَا حجاج بن الشَّاعِر، ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، ثَنَا قيس بن سليم الْعَنْبَري، حَدثنِي يزِيد الْفَقِير، ثَنَا جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " إِن قوما يخرجُون من النَّار يحترقون فِيهَا إِلَّا دارات وُجُوههم، حَتَّى يدْخلُونَ الْجنَّة ".

ص: 184

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثَنَا [الْحسن] ابْن ذكْوَان، عَن أبي رَجَاء العطاردي، عَن عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ:" ليخرجن قوم من أمتِي من النَّار بشفاعتي يسمون جهنميين ".

قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

مُسلم: حَدثنَا أَبُو كَامِل فُضَيْل بن حُسَيْن الجحدري وَمُحَمّد بن عبيد الغبري - وَاللَّفْظ لأبي كَامِل - قَالَا: ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن قتاده، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، فَيَهْتَمُّونَ [لذَلِك]- وَقَالَ ابْن عبيد: فيلهمون [لذَلِك]- فَيَقُولُونَ: لَو اسْتَشْفَعْنَا على رَبنَا عز وجل حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا هَذَا. قَالَ: فَيَأْتُونَ آدم صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُولُونَ: أَنْت آدم أَبُو الْخلق، خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمره الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، اشفع لنا عِنْد رَبك حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا هَذَا فَيَقُول: لست هُنَاكُم - فيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه عز وجل مِنْهَا - وَلَكِن ائْتُوا نوحًا أول رَسُول بَعثه الله. قَالَ: فَيَأْتُونَ نوحًا صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُول: لست هُنَاكُم - فيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه عز وجل مِنْهَا - وَلَكِن ائْتُوا إِبْرَاهِيم صلى الله عليه وسلم َ - الَّذِي اتَّخذهُ الله / خَلِيلًا. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُول: لست هُنَاكُم - وَيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب فيستحيي ربه مِنْهَا - وَلَكِن ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلمه الله تَعَالَى وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاة. قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى صلى الله عليه وسلم َ -، فَيَقُول: لست هُنَاكُم - وَيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه عز وجل مِنْهَا - وَلَكِن ائْتُوا عِيسَى روح الله وكلمته. فَيَأْتُونَ عِيسَى روح الله وكلمته، فَيَقُول: لست هُنَاكُم وَلَكِن ائْتُوا [مُحَمَّدًا]صلى الله عليه وسلم َ - عبدا قد غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر.

ص: 185

قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: فَيَأْتُوني، فأستاذن على رَبِّي، فَيُؤذن لي، فَإِذا أَنا رَأَيْته وَقعت سَاجِدا، فيدعني مَا شَاءَ الله، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع. فأرفع رَأْسِي فَأَحْمَد رَبِّي - بتحميد يعلمينه رَبِّي عز وجل ثمَّ اشفع، فَيحد لي حدا فَأخْرجهُمْ من النَّار وأدخلهم الْجنَّة [ثمَّ أَعُود فأقع سَاجِدا فيدعني مَا شَاءَ الله أَن يدعني، ثمَّ يُقَال: ارْفَعْ رَأسك يَا مُحَمَّد، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع. فأرفع رَأْسِي فَأَحْمَد رَبِّي بتحميد يعلمنيه، ثمَّ أشفع، فَيحد لي حدا، فَأخْرجهُمْ من النَّار وأدخلهم الْجنَّة]- قَالَ: فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَة أَو فِي الرَّابِعَة قَالَ: - فَأَقُول: يَا رب، مَا بَقِي من النَّار إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن: أَي وَجب عَلَيْهِ الخلود ".

وَحدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن أنس بن مَالك أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: " يجمع الله الْمُؤمنِينَ يَوْم الْقِيَامَة، فيلهمون لذَلِك

" بِمثل معنى حَدِيث أبي كَامِل، وَذكر فِي الرَّابِعَة " فَأَقُول: يَا رب، مَا بَقِي من النَّار إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن: أَي وَجب عَلَيْهِ الخلود ".

وَقَالَ البُخَارِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: " وَوَجَب عَلَيْهِ الخلود " رَوَاهُ عَن معَاذ بن فضَالة، عَن هِشَام، عَن قَتَادَة، عَن أنس، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -، وَله طرق أُخْرَى مثل مَا لمُسلم رحمه الله.

البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، ثَنَا معبد بن هِلَال الْعَنزي قَالَ: " اجْتَمَعنَا نَاس من أهل الْبَصْرَة، فذهبنا إِلَى أنس بن مَالك، وذهبنا مَعنا بِثَابِت الْبنانِيّ إِلَيْهِ يسْأَله لنا عَن حَدِيث الشَّفَاعَة، فَإِذا هُوَ فِي قصره (فَوَافَقنَا)

ص: 186

يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأْذَنا، فَأذن لنا وَهُوَ قَاعد على فرَاشه، فَقُلْنَا لِثَابِت: لَا تسأله عَن شَيْء أول من حَدِيث الشَّفَاعَة. فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَة، هَؤُلَاءِ إخوانك من أهل الْبَصْرَة (جَاءُوا) يَسْأَلُونَك عَن حَدِيث الشَّفَاعَة، فَقَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة، ماج النَّاس (بَعضهم) فِي بعض، فَيَأْتُونَ آدم، فَيَقُولُونَ: اشفع إِلَى رَبك. فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بإبراهيم فَإِنَّهُ خَلِيل الرَّحْمَن. فَيَأْتُونَ / إِبْرَاهِيم

فَيَقُول: لست لَهَا وَلَكِن عَلَيْكُم بمُوسَى [فَإِنَّهُ](كلم) الله. فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بِعِيسَى، فَإِنَّهُ روح الله وكلمته. فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم َ - فَيَأْتُوني فَأَقُول: أَنا لَهَا. فَأَسْتَأْذِن على رَبِّي، فَيُؤذن لي ويلهمني (بِمَحَامِد) أَحْمَده بهَا لَا تحضرني الْآن، فأحمده بِتِلْكَ المحامد، فَأخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسل (تعطه)، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب، أمتِي أمتِي. فَيُقَال: انْطلق. فَأخْرج مِنْهَا من كَانَ فِي قلبه مِثْقَال شعيرَة من إِيمَان. فأنطلق فأفعل، ثمَّ فأعود، فأحمده بِتِلْكَ المحامد ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسلب (تُعْطى)، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب، أمتِي أمتِي. فَيُقَال: انْطلق. فَأخْرج مِنْهَا من كَانَ فِي قلبه مِثْقَال ذرة أَو خردلة من إِيمَان. فأنطلق فأفعل، ثمَّ أَعُود [فأحمده] بِتِلْكَ المحامد ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسل (تُعْطِي)، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب،

ص: 187

أمتِي أمتِي، فَيَقُول: انْطلق فَأخْرج من النَّار من كَانَ فِي قلبه أدنى أدنى مِثْقَال حَبَّة من خردلة من إِيمَان، فَأخْرجهُ من النَّار من النَّار من النَّار. فأنطلق فأفعل. فَلَمَّا خرجنَا من عِنْد أنس قلت لبَعض أَصْحَابنَا: لَو مَرَرْنَا بالْحسنِ وَهُوَ متواري فِي منزل أبي خَليفَة، فَحَدَّثنَاهُ بِمَا حَدثنَا أنس بن مَالك. فأتيناه، فسلمنا عَلَيْهِ، فَأذن لنا فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سعيد جئْنَاك من عِنْد أَخِيك أنس بن مَالك فَلم نر مثل مَا حَدثنَا فِي الشَّفَاعَة، فَقَالَ: هيه. فَحَدَّثنَاهُ بِالْحَدِيثِ، فَانْتهى إِلَى هَذَا الْموضع فَقَالَ: هيه. فَقُلْنَا: لم يزدْ لنا على هَذَا، فَقَالَ: لقد حَدثنِي وَهُوَ جَمِيع مُنْذُ عشْرين سنة، فَلَا أَدْرِي أنسي أم كره أَن تتكلوا قُلْنَا: يَا أَبَا سعيد، فحدثنا. فَضَحِك وَقَالَ: خلق الْإِنْسَان عجولا، مَا ذكرته إِلَّا وَأَنا أُرِيد أَن أحدثكُم، حَدثنِي كَمَا حَدثكُمْ [بِهِ] ثمَّ قَالَ: ثمَّ أَعُود الرَّابِعَة، فأحمده بِتِلْكَ (المحامد) ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع، وسل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب، ائْذَنْ لي فِيمَن قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَيَقُول: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، وكبريائي وعظمتي، لأخْرجَن مِنْهَا من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله ".

قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج فِي / هَذَا الحَدِيث عِنْد قَوْله عليه السلام: " ائْذَنْ فِيمَن قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله " قَالَ: " لَيْسَ ذَاك لَك - أَو قَالَ: لَيْسَ ذَلِك إِلَيْك - وَلَكِن وَعِزَّتِي وكبريائي وعظمتي وجبريائي

" الحَدِيث، وَزَاد البُخَارِيّ تكْرَار قَوْله: " أدنى أدنى أدنى "، وَقَوله " من النَّار من النَّار من النَّار "، وَذكر ذَلِك مُسلم مرّة وَاحِدَة.

الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير بن عبد الحميد، عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع، عَن أبي زرْعَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " وضعت بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - جَفْنَة من ثريد وَلحم - وَكَانَ أحب الشَّاة إِلَيْهِ الذِّرَاع - فنهش نهشة قَالَ: أَنا سيد

ص: 188

النَّاس يَوْم الْقِيَامَة. فَلَمَّا رأى ذَلِك أَصْحَابه، قَالَ: أَلا تَقولُونَ كَيفَ؟ قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: يقوم النَّاس لرب الْعَالمين، يسمعهم الدَّاعِي وَينْفذهُمْ الْبَصَر، وتدنو الشَّمْس من رُءُوسهم، فيشتد عَلَيْهِم حرهَا ويشق عَلَيْهِم دنوها مِنْهُم، فَيبلغ مِنْهُم الْجزع والضجر مِمَّا هم فِيهِ، فَيَأْتُونَ آدم صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُولُونَ: يَا آدم، أَنْت أَبُو الْبشر خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبنَا، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول آدم: إِن رَبِّي تبارك وتعالى قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ أَمرنِي بِأَمْر فعصيته وأطعت الشَّيْطَان، نهاني عَن أكل الشَّجَرَة فعصيته، فَأَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نوح صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُولُونَ: يَا نوح، أَنْت نَبِي الله وَأول من أرسل، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول نوح: إِن رَبِّي تبارك وتعالى قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ كَانَت لي دَعْوَة فدعوت بهَا على قومِي فأهلكوا، وَإِنِّي أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيم صلى الله عليه وسلم َ -، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيم، أَنْت خَلِيل الله قد سمع بخلتك أهل السَّمَاوَات وَالْأَرْض، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول: إِن رَبِّي تبارك وتعالى قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار وَذكر قَوْله للكواكب: هَذَا رَبِّي، وَقَوله: بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا، وَقَوله: إِنِّي سقيم، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى / مُوسَى، أَنْت نَبِي الله اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وكلمك تكليماً، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ ! فَيَقُول مُوسَى صلى الله عليه وسلم َ -: إِن رَبِّي تبارك وتعالى قد غضب الْيَوْم غَضبا لم [يغْضب] قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي قتلت نفسا لم أُؤمر بهَا، أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار، انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي، نَفسِي نَفسِي. فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى عِيسَى صلى الله عليه وسلم َ - فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْت نَبِي الله وكلمته وروحه أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ من الشَّرّ؟ !

ص: 189

فَيَقُول: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي أَخَاف أَن يطرحني فِي النَّار - قَالَ عمَارَة: وَلَا أعلمهُ ذكر ذَنبا - انْطَلقُوا إِلَى غَيْرِي نَفسِي. فَيَأْتُوني فَيَقُولُونَ: أَنْت رَسُول الله وَخَاتم النَّبِيين، قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر، اشفع لنا إِلَى رَبك. فأنطلق فآتى تَحت الْعَرْش، فأقع سَاجِدا لرَبي تبارك وتعالى فأقوم مِنْهُ مقَاما لم يقمه أحد قبلي، وَلنْ يقومه أحد بعدِي، فَيَقُول: يَا مُحَمَّد، اشفع تشفع، وسل تعط. فَأَقُول " يَا رب، أمتِي. فَيَقُول: يَا مُحَمَّد، أَدخل من لَا حِسَاب عَلَيْهِ من الْبَاب الْأَيْمن، وهم شُرَكَاء النَّاس فِي الْأَبْوَاب الْأُخَر. فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن مَا بَين الْبَاب أبعد مَا بَين بَصرِي وَمَكَّة - أَو مَكَّة وهجر - قَالَ عمَارَة: لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَ ".

وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا من هَذَا الْوَجْه، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عمَارَة إِلَّا جرير.

مُسلم: حَدثنَا هداب بن خَالِد الْأَزْدِيّ، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن أبي عمرَان وثابت، عَن أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ:" يخرج من النَّار أَرْبَعَة، فيعرضون على الله عز وجل فتلتفت أحدهم، فَيَقُول: أَي رَبِّي إِذا أخرجتني مِنْهَا فَلَا تعدني فِيهَا، فينجيه الله مِنْهَا ".

البُخَارِيّ: حَدثنَا الصَّلْت بن مُحَمَّد، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع فِي قَوْله عز وجل:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل} قَالَ: حَدثنَا سعيد عَن قَتَادَة، عَن أبي المتَوَكل النَّاجِي أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -: " يخلص الْمُؤْمِنُونَ من النَّار، فيحبسون على قنطرة بَين الْجنَّة وَالنَّار، فيقتص لبَعْضهِم من بعض مظالم كَانَت بَينهم فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذا هذبوا ونقوا أذن لَهُم فِي دُخُول الْجنَّة، فوالذي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لأَحَدهم أهْدى بِمَنْزِلَة فِي الْجنَّة مِنْهُ بِمَنْزِلَة كَانَ فِي الدُّنْيَا "

ص: 190

التِّرْمِذِيّ: / حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا أَبُو دَاوُد، عَن مبارك بن فضَالة، عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عَن أنس، عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ:" يَقُول الله تَعَالَى: أخرجُوا من النَّار من ذَكرنِي يَوْمًا أَو خافني فِي مقَام ".

قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.

البُخَارِيّ: حَدثنَا يُوسُف بن رَاشد، ثَنَا أَحْمد بن عبد الله، ثَنَا أَبُو بكر ابْن عَيَّاش، عَن حميد قَالَ: سَمِعت أنسا قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - يَقُول: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة شفعت فَقلت: يَا رب، أَدخل الْجنَّة من كَانَ فِي قلبه خردلة. فَيدْخلُونَ ثمَّ أَقُول: أَدخل الْجنَّة من كَانَ قلبه أدنى شَيْء. فَقَالَ أنس: كَأَنِّي انْظُر إِلَى أَصَابِع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - ".

بَاب دَعْوَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - لأمته

مُسلم: حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، أَنا عبد الله بن وهب، أَخْبرنِي مَالك، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ:" لكل نَبِي دَعْوَة (يَدْعُو بهَا) فَأُرِيد أَن أختبئ دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".

أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله، ثَنَا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة، ثَنَا أَبُو خَالِد يزِيد الاسدي، ثَنَا عون بن أبي جُحَيْفَة السوَائِي، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَلْقَمَة الثَّقَفِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عقيل قَالَ: " انْطَلَقت فِي وَفد، فأتينا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - فأنخنا بِالْبَابِ، وَمَا فِي النَّاس أبْغض إِلَيْنَا من رجل نلج عَلَيْهِ، فَمَا خرجنَا حَتَّى مَا فِي النَّاس رجل أحب إِلَيْنَا من رجل دَخَلنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِل منا: يَا رَسُول الله، أَلا سَأَلت رَبك ملكا كملك سُلَيْمَان بن دَاوُد. فَضَحِك ثمَّ قَالَ: لَعَلَّ

ص: 191

لصاحبكم عِنْد الله أفضل من ملك سُلَيْمَان بن دَاوُد، وَإِن الله لم يبْعَث نَبيا إِلَّا أعطَاهُ دَعْوَة فَمنهمْ من اتخذ بهَا دنيا فأعطيها، وَمِنْهُم من دَعَا بهَا على قومه إِذْ عصوه، فأهلكوا، وَإِن الله أَعْطَانِي دَعْوَة فاختبأتها عِنْد رَبِّي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ".

أَبُو خَالِد هُوَ يزِيد بن عبد الرَّحْمَن الدالاني الْأَسدي، روى عَن عون بن أبي جُحَيْفَة والمنهال بن عَمْرو وَقيس بن مُسلم وَغَيرهم، روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وَزُهَيْر وَغَيرهم قَالَ / يحيى بن معِين: أَبُو خَالِد لَيْسَ بِهِ بَأْس. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أَبُو خَالِد صَدُوق ثِقَة. وَجعله البُخَارِيّ رجلا آخر.

مُسلم: حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّدَفِي، أَنا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن بكر بن سوَادَة حَدثهُ، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ " أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - تَلا قَول الله عز - وَجل - فِي إِبْرَاهِيم:{رب إنَّهُنَّ أضللن كثيرا من النَّاس فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني} الْآيَة، وَقَالَ عِيسَى صلى الله عليه وسلم َ -:{إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم} فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أمتِي، اللَّهُمَّ أمتِي. وَبكى، فَقَالَ الله عز وجل: يَا جِبْرِيل، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد - وَرَبك أعلم - فسله: مَا يبكيك؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيل صلى الله عليه وسلم َ -، فَسَأَلَهُ فَأخْبرهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - بِمَا قَالَ - وَهُوَ أعلم - فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيل، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد فَقل: إِنَّا سنرضيك فِي أمتك، وَلَا نسوءك ".

بَاب مَا جَاءَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - أَكثر الْأَنْبِيَاء تبعا وَأول النَّاس يشفع

مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا جرير،

ص: 192