الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[رابعا فضل القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
رابعا: فضل القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما سبق من الحديث عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نستطيع القول بأن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضلا عظيما يتضح هذا جليا من استعراض الحقائق التالية:
1 -
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أرقى درجات الكمال الإنساني وبيان ذلك: أن الناس في هذه الحياة أصناف شتى (1) .
أ) منهم صنف ضال لا خير فيه وهو شر على غيره.
ب) ومنهم صنف لا خير فيه ولا شر منه.
جـ) ومنهم صنف صالح في ذات نفسه، لكن لا خير فيه لغيره.
د) ومنهم صنف صالح في ذات نفسه، لكن فيه خير وإصلاح لغيره. ولا شك أن هذا أكمل الناس نفسا وأرفعهم درجة الذي صلح في ذات نفسه، ثم امتد بالإصلاح والخير إلى غيره، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المتبرعون بفعل الخير، الداعون الناس إلى الحق والصواب وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه:
(1) عبد العزيز عبد الستار، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مصدر سابق، ص13 - 15.
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33](1) أي لا أحد أحسن ممن عرف الحق وعمل به، ودعا إليه. . .
2 -
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقام خلافة عن الله ورسوله وكتابه. وكونه مقام خلافة لله فلأن الله جل وعلا يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. وأما كونه مقام خلافة رسول الله، فلأن ذلك عمله في أمته، قال الله تعالى:{يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157](2) .
وأما خلافة كتابه، فلأنه عمل به، ودعوة إليه، ومد لنوره، وتنفيذ لأحكامه وتعاليمه فهو {نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ - يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15 - 16] (3) .
3 -
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سر أفضلية الأمة الإسلامية،
(1) سورة فصلت، الآية 33.
(2)
سورة الأعراف، الآية 157.
(3)
سورة المائدة، الآية 15، 16.
قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110](1) .
4 -
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة في الدنيا والآخرة قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} [الأعراف: 165](2) .
5 -
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنصر والتمكين في الدنيا قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ - الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40 - 41](3) .
وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71](4) .
(1) سورة آل عمران، الآية 110.
(2)
سورة الأعراف، الآية 165.
(3)
سورة الحج، الآيتان40، 41.
(4)
سورة التوبة، الآية 71.