الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحنبلي، والغزالي، وابن العربي، والقرطبي، والنووي، والسيوطي، وأبو السعود، والشوكاني، والألوسي (1) .
هذه آراء العلماء في نوعية وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد استدل كل فريق بأدلة على ما ذهب إليه، وفيما يلي نستعرض بإيجاز أدلة كل فريق.
[القائلون بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين وأدلتهم]
1 -
أدلة القائلين بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين: 1 - استدل القائلون بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين بقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104](2) .
قالوا: إن من في قوله تعالى (منكم) للتبيين وليست للتبعيض، ومعنى الآية الكريمة كونوا كلكم أمة تدعون إلى الخير وتأمرون بالمعروف وتنهون عن
(1) انظر على التوالي:
أبو بكر الجصاص، أحكام القرآن، جـ2، ص 29، الماوردي في الأحكام السلطانية ص 240، وأبو يعلى الحنبلي في الأحكام السلطانية، ص 284، والغزالي في إحياء علوم الدين، جـ 2 ص 307، وابن العربي في أحكام القرآن، جـ 1، ص 292، والقرطبي في تفسيره، جـ 4، ص 165، والنووي في شرحه على صحيح مسلم، جـ 2، ص 23، والسيوطي في الإكليل، ص 72، وأبو السعود في تفسيره جـ 2، ص 67، والشوكاني في فتح القدير، جـ 1، ص 269، والألوسي في (روح المعاني) جـ 3، ص 21.
(2)
سورة آل عمران، الآية 104.
المنكر، يقول الثعالبي:" ذهب الزجاج وغيره إلى أن معنى ولتكونوا كلكم أمة يدعون، و (من) لبيان الجنس، ومعنى الآية على هذا: أمر الأمة بأن يدعوا جميع العالم إلى الخير فتدعون الكفار إلى الإسلام، والعصاة إلى الطاعة، ويكون كل واحد في هذه الأمور على منزلته من العلم والقدرة "(1) .
2 -
واستدلوا أيضا بقوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104] قالوا: أكدت الآية أن الفلاح مختص بأولئك المتصفين بالصفات المذكورة في الآية، وهي الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وحيث إن الحصول على الفلاح واجب عيني لذا يكون الاتصاف بتلك الصفات واجبا عينيا؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " (2) .
وسبب اختصاص الفلاح بأولئك المتصفين بتلك الصفات وجود ضمير فصل (هم) بين المبتدأ والخبر، وفي هذا يقول القاضي أبو السعود (هم) ضمير فصل يفصل بين الخبر والصفة، ويؤكد النسبة، ويفيد اختصاص المسند بالمسند إليه " (3) .
(1) انظر تفسير الثعالبي جـ1، ص 297. وتفسير البغوي جـ 1، ص 399، وزاد الميسر جـ 1، ص 434.
(2)
نقلا بتصرف من الحسبة، مصدر سابق ص 49 -50.
(3)
تفسير أبي السعود. جـ 2، ص 68.