الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
86 - باب ما رُوِي في النهي عن استقبال الريح عند قضاء الحاجة
593 -
حَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ:
◼ عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَبُولُ فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ، وَلْيَتَمَسَّحْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا خَرَجَ الرَّجُلَانِ جَمِيعًا فَلْيَتَفَرَّقَا، وَلَا يَجْلِسْ أَحَدُهُمَا قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ، وَلَا يَتَحَدَّثَانِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ» .
[الحكم]:
منكر بهذا التمام، كما قال الألباني، وضعفه ابن طاهِر المقدسي، وابن الملقن، وابن حجر.
[التخريج]:
[طب (7/ 167/ 6624) / لا 168 "واللفظ له" / عيل (كثير - إمام 2/ 450 - 451)].
سيأتي تخريجه وتحقيقه برواياته في باب: "الاستنجاء ثلاثا".
* * *
594 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مَرَّ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ رضي الله عنه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ عَنِ التَّغَوُّطِ؟ «فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَنَكَّبَ الْقِبْلَةَ، وَلَا يَسْتَقْبِلَهَا، وَلا يَسْتَدْبِرَهَا، وَلَا يَسْتَقْبِلَ الرِّيحَ (أَنْ يَسْتَعْلِيَ
(1)
الرِّيحَ)، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ، أَوْ ثَلَاثَةِ أَعْوَادٍ، أَوْ ثَلَاثَةِ حَثَيَاتٍ مِنَ تُرَابٍ».
[الحكم]:
إسنادُه ساقط بهذا السياق، وضعفه الدارقطني - وأقره البيهقي، والغساني، وابن دقيق، وابن الملقن -، وابن عدي - وأقره ابن القيسراني -، وعبد الحق الإشبيلي.
والنهي عن استقبال القبلة، والاستنجاء بثلاثة أحجار، ثابت من حديث سلمان وغيره، كما تقدم، أما النهي عن استقبال الريح، والاستنجاء بالأعواد والتراب، فلم يأت من طريق صحيح، فهو منكر.
[التخريج]:
[قط 154 "واللفظ له" / هق 544 "والرواية له ولغيره" / عد (10/ 10) / .... ]
سبق تخريجه وتحقيقه في باب: "النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبالِ القِبْلَةِ، وَاسْتِدْبارِها عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
(1)
تحرفت في طبعة دار الفكر من "الكامل" إلى: "يستفلي"، وهي على الصواب في طبعتي:(الرشد، والعلمية).
595 -
حَدِيثُ الحَضرَميِّ:
◼ عنِ الحَضرَميِّ - وكان مِن أصحابِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:«إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ بِبَوْلِهِ؛ فَيُرَدُّ عَلَيْهِ، [ولا يَسْتَنْجِيَ بِيَمِينِهِ]» .
[الحكم]:
إسناده تالف، وهو مقتضى صنيع أبي زرعة، وابن عبد الهادي، وابن الملقن، وقال ابن حجر:"ضعيف جدًّا"، وأقره المناوي، وضعفه أيضًا السيوطي.
[التخريج]:
[عل (مط عقب رقم 38)، (إصا 2/ 577) "والزيادة له" / علحا 125 "واللفظ له" / قا (بدر 2/ 328 - 329)، (إصا 2/ 577)]
[السند]:
رواه أبو يعلى في (مسنده): عن عبيد الله القواريري، عن يوسف بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن سفيان بن أبي البكرات، عن محفوظ بن علقمة، عن الحضرمي، به.
ومداره عندهم على يوسف بن خالد، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف؛ يوسف بن خالد هذا كذاب وضاع هالك، وقد تقدم الكلام عليه في باب "النهي عن استقبال القبلة عند قضاء الحاجة"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
وبه ضعف الحديث أبو زرعة الرازي؛ حيث قال ابن أبي حاتم: سألت
أبا زرعة، عن حديث: رواه عبيد الله القواريري، عن يوسف بن خالد، قال: حدثنا عمرو بن سفيان بن أبي البكرات، عن محفوظ بن علقمة، عن الحضرمي،
…
الحديث. قال: محفوظ ما حاله؟ قال: لا بأس به، ولكن الشأن في يوسف، كان يحيى بن معين يقول: يكذب" (علل الحديث 125).
وقال ابن عبد الهادي: "ولم يرو هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، ولا الطبراني في «المعجم الكبير»، ولا الدارقطني، والبيهقي في «سننهما». ويوسف بن خالد السمتي: أجمعوا على تركه"(تعليقة على العلل لابن أبي حاتم ص 128).
وذكره ابن الملقن كلام أبي زرعة السابق في يوسف، وقال:"هو كما قال؛ فإنه هالك"(البدر المنير 2/ 328 - 329).
وقال الحافظ: "رواه ابن قانع، وإسناده ضعيف جدًّا"(التلخيص الحبير 1/ 189)، وأقره المناوي في (فيض القدير 1/ 311)، و (التيسير 1/ 83).
ورمز لضعفه السيوطي في (الجامع الصغير 509).
* * *
596 -
حَدِيثُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ:
◼ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلْيُكْرِمْ قِبْلَةَ اللَّهِ، ولا يَستَقبل القِبلَةَ، وَاتَّقُوا مَجَالِسَ اللَّعْنِ: الظِّلَّ، وَالمَاءَ، وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ، وَاسْتَمْخِرُوا
(1)
الرِّيحَ، وَاسْتَشِبُّوا عَلَى سُوقِكُمْ، وأَعِدُّوا النُّبَلَ - يعني: الحجارة -».
[الحكم]:
إسناده ضعيف، ورفعه خطأ، الصواب موقوف، كما قال أبو حاتم، وأقره الحافظ والسيوطي، وضعف سنده أيضًا الحافظ.
[اللغة]:
* قوله (استمخروا الريح)، أي ينظر أين مجراها، فلا يستقبلها لئلَّا ترشش عليه بوله. (النهاية 4/ 305).
[التخريج]:
[حرب (طهارة 165) "واللفظ له" / تطبر (إمام 2/ 516) / علحا 75].
سبق تخريجه وتحقيقه في باب: "النهي عن استقبال القبلة، واستدبارها عند قضاء الحاجة".
* * *
(1)
في المطبوع: "واستخمروا"، والصواب المثبت، كما في بقية المصادر، وانظر: ما سطرناه في اللغة هناك بتوسع.
597 -
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا، وَلَا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ» .
[الحكم]:
صحيح المتن، دون قوله:«وَلَا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ» ، فمنكر.
[التخريج]:
[طح (4/ 233/ 6586)].
[السند]:
قال الطحاوي في (شرح معاني الآثار): حدثنا روح، قال: ثنا سعيد بن كثير بن عفير، قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن الأعرج، عن أبي هريرة، به.
روح: هو ابن الفرج القطان.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لأجل ابن لهيعة، فهو ضعيف، كما تقدم مرارًا، لاسيما في غير رواية العبادلة عنه، فهي شديدة الضعف، وهذا منها.
وقد زاد في متن الحديث: «وَلَا يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ» ، وقد تقدم عند مسلم وغيره بدونها، فهي زيادة منكرة، والله أعلم.
* * *
598 -
حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مُرْسَلًا:
◼ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَسْتَقْبِلْ أَحَدُكُمُ الرِّيحَ بِبَوْلِهِ» .
[الحكم]:
مرسل واهٍ.
[التخريج]:
[ضحة (ق 23/ أ)]
[السند]:
أخرجه عبد الملك بن حبيب في "كتاب الواضحة"(ق 23/أ) قال: حدثني أسد بن موسى عن أبي أمية بن يعلي الثقفي، عن يحيى بن أبي كثير، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه - مع إرساله - إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي، قال عنه يحيى ابن معين والنَّسَائي والدارقطني:"متروك". وَقال البُخاري: "سكتوا عنه"، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والساجي، وغيرهم، (لسان الميزان 1266).
* * *
599 -
حَدِيثٌ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
◼ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ الْبَوْلَ فِي الْهَوَاءِ» .
[الحكم]:
باطل موضوع، حكم بوضعه ابن عدي - وهو مقتضى صنيع ابن حبان -، وأقره البيهقي وابن طاهر القيسراني والنووي وابن الملقن، وضعفه العقيلي وعبد الحق الإشبيلي وابن دقيق ومغلطاي وابن حجر.
[التخريج]:
[عق (4/ 301 - 302) / عد (10/ 451) واللفظ له / محد (4/ 37) / مجر (2/ 490) / هق 477]
[السند]:
رواه ابن عدي في (الكامل) - ومن طريقه البيهقي في (الكبرى) - عن ابن صاعد.
ورواه أبو الشيخ في (طبقات المحدثين) عن أحمد بن إسحاق الجوهري.
ورواه ابن حبان في (المجروحين) عن أحمد بن أبي حفص.
ثلاثتهم: عن عبد الله بن عمران العابدي
(1)
، قال: حدثنا يوسف بن الفيض، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
وقال ابن صاعد: "هكذا كان يسميه، وهو يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض".
(1)
- كذا في المجروحين والطبقات، وهو الصواب، ووقع في الكامل:"العائذي"! .
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف، فيه: يوسف بن الفَيْضِ وهو يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض، وهو متروك، بل هالك، كذبه أبو مُسْهِر والدّارَقُطْنيّ وغيرهما، ورماه ابن عدي والحاكم والبيهقي بوضع الحديث، (الميزان 4/ 466)، و (لسان الميزان 8690).
وهذا الحديث من وضعه، ولذا قال ابن عدي عقب روايته:"وهذه الأحاديث عن يحيى عن أبي سلمة مع غيرها بهذا الإسناد، يرويها كلها يوسف بن السفر، وهي موضوعة كلها"، وقال أيضًا:"وهذه الأحاديث التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها"(الكامل 7/ 163 - 164).
وأقره البيهقي، فقال:"رواه يوسف بن السفر -وهو متروك- عن الأوزاعي"، ثم أسنده من طريق ابن عدي، ثم قال:"قال أبو أحمد: هو موضوع"(السنن الكبرى).
وهذا ما يقتضيه صنيع ابن حبان أيضًا، فإنه ترجم ليوسف هذا في (المجروحين 2/ 490)، وقال فيه:"شيخ يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة والأوهام الفاحشة كأنه كان يعملها تعمدًا لا يجوز الاحتجاج به بحال"، ثم ساق له حديثين، هذا أحدهما.
وقال ابن طاهر القيسراني: "وهذا مما وضعه يوسف على الأوزاعي"(ذخيرة الحفاظ 4132)، وأعله به أيضًا في (تذكرة الحفاظ 569)، وذكره الذهبي في (الميزان 4/ 467) ضمن منكرات يوسف.
وضعفه أيضًا: النووي في (المجموع 2/ 93)، وابن الملقن في (البدر 2/ 328) ونقلا حكم ابن عدي عليه بالوضع، وأقراه.
وذكره العقيلي يوسف في (الضعفاء)، وقال:"عن الأوزاعي، يحدث بمناكير"، وأسند له عدة أحاديث منها حديثنا هذا، ثم قال:"كل هذه لا يتابع عليها، إِلَّا أَنَّ العابدي قال: يوسف بن الفيض، وإنما هو يوسف أبو الفيض، وهو يوسف بن السفر، لا يقيم من الحديث شيء"(الضعفاء 4/ 300، 302)، وأقرّه: عبد الحق في (الأحكام الوسطى 1/ 127)، ومغلطاي (شرح ابن ماجه 1/ 198). وتبعه ابن دقيق في (الإمام 2/ 450)، غير أنه لم يذكر سوي قول أبي حاتم.
وقصّر ابن حجر، فقال:"في إسناده يوسف بن السفر وهو ضعيف"(التلخيص 1/ 189).
هذا، والمحفوظ في هذا الحديث أنه من قول حسان بن عطية، وإلى هذا أشار ابن عدي في (الكامل 10/ 451) - وتبعه ابن دقيق في (الإمام 2/ 450) -، حيث ساقه - عقب رواية يوسف - من طريق هشام بن عمار عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال:"يُكْرَهُ لِلرَجُلِ أَنْ يَبُولَ فِي الْهَوَاءِ"، قال ابن دقيق:"وهو موقوف على حسان".
[تنبيه]:
قال ابن حجر في (لسان الميزان 6122): "القاسم بن عمران بن زريق بن وهب الله بن أبي عطاء المخزومي، ذكره الساجي في (الضعفاء من المدنيين)، وأورد له عن يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْرَهُ الْبَوْلَ فِي الْهَوَاءِ» .
قال النباتي: لا يعرف إِلَّا به"اهـ.
قلنا: وهذا فيه نظر من وجهين:
الأول: أَنَّ راوي هذا الحديث عن ابن السفر -كما سبق في مصادر التخريج- إنما هو عبد الله بن عمران بن رزين بن وهب الله المخزومي العابدي، فالظاهر أنه قد تحرف على أحد المذكورين، إن لم يكن الوهم فيه من النساخ! .
الثاني: أَنَّ ابن عمران العابدي هذا من رجال التهذيب، وقال فيه ابن حجر:"صدوق مَعْمَر"(التقريب 3510)، فإعلال الحديث به ليس سديدا، والآفة من شيخه يوسف، وهو ما صرح به غير واحد من النقاد كما سبق.
* * *