الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - باب ما رُوِي في تحويل الخاتم عِنْدَ دُخُولِ الْخَلَاءِ
656 -
حَدِيثُ عَلِيٍّ:
◼ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ حَوَّلَ خَاتَمَهُ فِي يَمِينِهِ، وَإِذَا خَرَجَ وَتَوَضَّأَ حَوَّلَهُ فِي يَسَارِهِ» .
[الحكم]:
باطلٌ، راويه كذاب وضاع، فلعله من وضعه، كما أشار لذلك ابن عدي وتبعه ابن القيسراني، وقال الجورقاني: منكر، وأقرّه ابن رجب، وقال ابن الجوزي: لا يصح، وقال ابن الملقن: واهٍ، وقال ابن ناصر الدين: مطروح.
[التخريج]:
[عد (7/ 563) "واللفظ له" / طيل 342]
[السند]:
قال ابن عدي: حدثنا أحمد بن عمرو بن خالد الحمصي، قال ثنا أبي، قال حدثني عكرمة بن يزيد الألهاني، قال حدثني الأبيض بن الأغر، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي، به.
ورواه ابن عدي أيضًا - ومن طريقه الجورقاني في (الأباطيل) - قال:
حدثنا ابن أبي داود
(1)
، قال: حدثنا أيوب الوزان
(2)
، قال: حدثنا فهر بن بشر، عن أبي الأغر - يعني الأبيض بن الأغر -، عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ آفته أبو خالد الواسطي، وهو عمرو بن خالد، كذاب وضاع تالف، رماه بالكذب ووضع الحديث: وكيع وأحمد وابن معين وإسحاق وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم. انظر: (تهذيب التهذيب 8/ 26 - 27). ولذا قال الذهبي: "كذبوه"(الكاشف 4150). وقال الحافظ: "متروك ورماه وكيع بالكذب"(التقريب 5021).
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمته مع جملة من حديثه، ثم قال:"ولعمرو بن خالد غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه موضوعات"(الكامل 5/ 126).
وقال ابن القيسراني: "رواه أبو خالد الواسطي - واسمه عمرو بن خالد -: عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي. وعمرو هذا كذاب"(ذخيرة الحفاظ 1567).
(1)
كذا في "الكامل" في كل طبعاته، ووقع في مطبوع "الأباطيل":(حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ) فزاد بين ابن عدي وابن أبي داود (البغوي)، والصواب ما في (الكامل)؛ فإن ابن عدي معروف بالرواية عن ابن أبي داود، بدون واسطة. والله أعلم.
(2)
كذا في "الكامل"، وتحرف في "الأباطيل" إلى:(الفدان)، قال محققه:"وفي نسخة (الفران) ". قلنا: وكلاهما خطأ، الصواب:(الوزان)، كما عند ابن عدي، وكتب التراجم.
وقال الجورقاني: "هذا حديث منكر"، وذكر بعض أقوال الأئمة في تكذيبه (الأباطيل 1/ 186). وأقره ابن رجب (أحكام الخواتيم/ ضمن مجموع رسائله 2/ 701).
وعلقه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 537) فقال: "روى عمرو بن خالد الو اسطي عن زيد بن علي
…
الحديث"، ثم قال: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى ابن معين: عمرو كذاب لا يساوي شيئًا، وقال ابن راهويه: يضع الحديث".
وقال ابن الملقن: "ومن الأحاديث الواهية في هذا الباب
…
"، وذكره (البدر المنير 2/ 343).
وقال ابن ناصر الدين: "هذا حديث مطروح، آفته أبو خالد الواسطي هذا؛ لأنه من النسخة الموضوعة التي رواها عن زيد بن علي، عن آبائه"(جامع الآثار 7/ 377).
[تنبيه]:
قال الجورقاني - عقب حديث علي هذا -: "وقد روى هذا الحديث أيضًا، الحكم بن مروان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر رضي الله عنه، وفرات بن السائب، قال أبو زرعة: هو ضعيف الحديث"(الأباطيل 1/ 534).
قلنا: لم نقف علي رواية فرات هذه، والله المستعان.
وفرات هذا ليس ضعيفًا فحسب، بل واه جدًّا، قال البخاري:"تركوه، منكر الحديث"(التاريخ الكبير 7/ 130)، وأحاديثه عن ميمون بن مهران خاصة مناكير، قاله ابن عدي في (الكامل 8/ 592/ 1575)، وقد تقدمت ترجمته بتوسع في باب: "النهي عن التخلي في الطرق والظلال
…
".
* * *
657 -
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:
◼عنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَتَّمُ فِي خِنْصَرِهِ الأَيْمَنِ، فَإِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ جَعَلَ الْكِتَابَةَ مِمَّا يَلِي كَفَّيْهِ» .
[الحكم]:
منكر، وسنده ضعيف جدًّا، أنكره ابن عدي، وتبعه ابن طاهر القيسراني، وابن دقيق وابن الملقن، وقال ابن رجب: باطل. وقد صح تختمه في اليمنى واليسرى، وأنه كان يجعل فص خاتمه مما يلي كفه مطلقا.
[التخريج]:
[عد (9/ 26)]
[السند]:
قال ابن عدي: حدثنا عبد الله بن أبان بن شداد، حدثنا أحمد بن الفضل بن عبيد الله، حدثنا رواد بن الجراح، عن العرزمي، عن نافع، عن ابن عمر، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد واهٍ جدًّا؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: العرزمي: هو محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان، تركه ابن مهدى وابن المبارك والقطان وابن معين، وغيرهم، قال أحمد:"ترك الناس حديثه"، وقال الحاكم:"متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه"(تهذيب التهذيب 9/ 323)، ولذا قال الحافظ:"متروك"(التقريب 6108).
الثانية: رواد بن الجراح الشامي، قال ابن حجر: "صدوق اختلط بأخرة
فترك" (التقريب 1958).
الثالثة: أحمد بن الفضل: هو العسقلاني أبو جعفر الصائغ، قال ابن أبي حاتم:"كتبنا عنه"، ولم يذكر فيه جرحًا، وأما ابن حزم فقال:"مجهول"(اللسان 708).
الرابعة: عبد الله بن أبان بن شداد شيخ ابن عدي، لم نجد له ترجمة.
والحديث عدّه ابن عدي من مناكير العرزمي، فرواه في ترجمته من (الكامل) ثم قال عقبه:"وهذا المتن غريب بهذا الإسناد"، ثم قال:"ولمحمد بن عبيد الله غير ما ذكرت من الحديث .. وعامة رواياته غير محفوظة".
وأقره ابن طاهر القيسراني في (الذخيرة 4030)، فقال: "رواه محمد بن عبيدالله العرزمي
…
وهذا المتن غريب بهذا الإسناد، والعرزمي متروك الحديث".
وبهذا أعله ابن دقيق في (الإمام 2/ 455) وابن الملقن في (البدر المنير 2/ 343).
وقال ابن رجب: "ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعله إلى ظاهر كفه إِلَّا في حديث باطل لا يثبت «أنه كان إذا دخل الخلاء جعل الكتابة مما يلي كفه» "(أحكام الخواتيم/ ضمن مجموع رسائله 2/ 697). وذكره أيضًا فقال: "وروى ابن عدي من حديث محمد بن عبيد الله العرزمي،
…
والعرزمي متروك" (أحكام الخواتيم/ مجموع رسائل ابن رجب 2/ 701).
هذا وقد صح تختمه صلى الله عليه وسلم في خنصر اليسرى عند مسلم (2095).
كما صح تختمه صلى الله عليه وسلم في اليمنى، وأنه كان يجعل فص خاتمه مما يلي كفه، ولم يقيد بدخوله الخلاء، فقد أخرج مسلم (2094) عن أنس بن
وروى البخاري (6651) ومسلم (2091) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يَلْبَسُهُ، فَيَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ، فَصَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ، ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى المِنْبَرِ فَنَزَعَهُ، فَقَالَ:«إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الخَاتمَ وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ» فَرَمَى بِهِ ثمَّ قَالَ: ((وَاللَّهِ لا أَلْبَسُهُ أَبَدًا))، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ، وزاد في رواية عند البخاري (5866):"ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الفِضَّةِ"، وفي رواية عند مسلم (2091) "ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ،
…
وَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ جَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ".
قال الحكيم الترمذي: "وأما قوله: «جعل فصه مما يلي بطن كفيه»، فذلك عندنا بمعنى دخول الخلاء"(المنهيات ص 214).
[تنبيه]:
ذكر مغلطاي في (شرح ابن ماجه 1/ 143 - 144) حديث ابن عمر هذا، ثم نقل عن الجورقاني أنه ضعفه.
وفي نقله عن الجورقاني نظر؛ فإنما ضعف الجورقاني رواية أخرى من طريق آخر، فإنه لما ذكر حديث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:«أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الخَلَاءَ حَوَّلَ خَاتَمَهُ فِي يَمِينِهِ، فَإِذَا خَرَجَ وَتَوَضَّأَ، حَوَّلَهُ فِي يَسَارِهِ» ، أنكره وبين ضعفه، ثم قال:"وقد روى هذا الحديث أيضًا: الحكم بن مروان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر رضي الله عنه، وفرات بن السائب، قال أبو زرعة: هو ضعيف الحديث"(الأباطيل 1/ 534).
وقد تقدم الكلام عليه.
* * *