الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
103 - بَابُ مَا رُوِي في التَّسْمِيَةِ عِنْدَ دُخُولِ الخَلَاءِ
670 -
حَدِيثُ عَلِيٍّ:
◼ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» .
• وفي رواية: «سِتْرُ مَا بَيْنَكم وبَيْنَ الْجِنِّ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيف، وذكر الخلاء فيه منكر، وضعف سنده الترمذي، والبيهقي، وابن العربي، والنووي، والألباني، لكنه صحح متنه بشواهده، وفيه نظر؛ لشدة ضعفها ونكارتها.
[التخريج]:
[ت 610 "واللفظ له" / جه 299 / بغ 187/ هقت 53 / فكر (1/ 197) / مسند أحمد بن عبد الجبار (إمام 2/ 476) "والرواية له"].
[السند]:
قال الترمذي (610): حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان، قال: حدثنا خلاد الصفار، عن الحكم بن عبد الله النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي بن
أبي طالب، به.
ومداره عندهم: على محمد بن حميد الرازي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل:
الأولى: جهالة حال الحكم بن عبد الله النصري؛ روى عنه جماعة، وترجم له البخاري في (التاريخ الكبير 2/ 337)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 120)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وإنما ذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 186) على قاعدته، ولذا لم يلتفت إليه الذهبي فقال:"مجهول"(ديوان الضعفاء 1078)، (المغني 1659)، وقال ابن حجر:"مقبول"(التقريب 1448). أي إذا توبع وإلا فلين، ولا متابعة.
الثانية: محمد بن حميد الرازي؛ فهو - مع سعة حفظه -، متهم بسرقة الحديث، وكذبه أبو زرعة وصالح جزرة وغيرهما، وقال البخاري:"فيه نظر"، وقال النسائي:"ليس بثقة"، ولذا قال الذهبي:"وثقه جماعة، والأولى تركه"(الكاشف 4810). وانظر: (الميزان 7453).
الثالثة: المخالفة؛ فقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن الحكم بن بشير - كما عند البزار (484)، ومحمد بن مهران الجمال - كما عند الطبراني في (الأوسط 6201)، وأبي الشيخ في العظمة 1109) -، كلاهما عن الحكم بن بشير، به. مقتصرًا على قوله:«ستر ما بينكم وبين الجن أَنْ تقول: بسم الله» . كذا بدون ذكر الخلاء.
وعبد الرحمن بن الحكم، ومحمد بن مهران كلاهما من الثقات الحفاظ، وقد خالفهما محمد بن حميد الرازي فزاد فيه ذكر الخلاء، فهي زيادة
منكرة، مع ضعف سند الحديث؛ لجهالة النصري.
* وقد ضعف الحديث الترمذي فقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي".
وقال البيهقي: "هذا إسناد فيه نظر"(الدعوات 53).
وقال ابن العربي: "ضعيف"(عارضة الأحوذي 1/ 20).
وضعفه النووي في (الخلاصة 326).
وقال الحافظ: "رجاله موثقون؛ وفي كلٍّ من محمد بن حميد وشيخه وشيخ شيخه - وكذا الحكم الثاني -: مقالٌ، وأشدهم ضعفًا: محمد بن حميد، ولكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه البزار عن يوسف بن موسى عن عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن أبيه به
(1)
" (نتائج الأفكار 1/ 197).
* ومع ما تقدم صححه بعض أهل العلم:
فقال مغلطاي - متعقبا الترمذي -: "ولا أدري ما الموجب لذلك؛ لأن جميع من في إسناده غير مطعون عليه بوجه من الوجوه فيما رأيت، بل لو قال فيه قائل: إن إسناده صحيح؛ لكان مصيبا"! (شرح ابن ماجه 1/ 132).
وقال أحمد شاكر: "ونحن نخالف الترمذي في هذا، ونذهب إلى أنه حديث حسن إن لم يكن صحيحًا، وقد ترجمنا رواته وبينا أنهم ثقات"(حاشية جامع الترمذي 1/ 504).
ورمز لحسنه السيوطي في (الجامع الصغير 4662)، وكذا في (التنوير 4646).
(1)
وستأتي رواية البزار قريبًا.
وتبعه المناوي فقال: "وهو كما قال أو أعلى"(فيض القدير 4/ 96).
قلنا: وهذا كله تساهل لا يخفى، والحق مع الترمذي ومن وافقه من الأئمة.
ولهذا تعقبهم الألباني فقال: "وهذا خطأ منهم جميعًا: مغلطاي ثم السيوطي ثم المناوي، فليس الحديث بهذا السند صحيحًا بل ولا حسنًا"، وعدد علله، ثم قال:"فتبين من ذلك أَنَّ هذا الإسناد واهٍ"(الإرواء 1/ 88). ثم صححه الشيخ بشواهده الآتية، ولذا قال في (تمام المنة ص 58):"الحديث حسن على أقل الدرجات".
قلنا: وفي تقوية الحديث بشواهده الآتية نظر؛ لشدة ضعفها ونكارتها، كما سيأتي بيانه.
[تنبيه]:
عزا الحديث السيوطي في (الجامع الصغير)، لأحمد، والحديث ليس في مسند أحمد، ولم يعزوه لأحمد غيره، فيظهر أنه سبق قلم، والله أعلم.
* * *
رِوَايَةٌ: بدون ذكر الخلاء:
• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَلِمَتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُحِبُّ، أَنْ تَحْفَظُوهُمَا عَنِّي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«سِتْرُ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنِ الْجِنِّ أَنْ تَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيف.
[التخريج]:
[بز 484 "واللفظ له" / طس 6201 / عظ 1109].
[السند]:
قال الطبراني في (الأوسط 6201): حدثنا محمد بن موسى البابسيري الواسطي، قال: حدثنا محمد بن مهران الجمال، قال: حدثنا الحكم بن بشير بن (سلمان)
(1)
، عن خلاد الصفار، عن الحكم النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي، به.
ورواه أبو الشيخ في (العظمة 1109): عن جعفر بن أحمد، عن محمد بن مهران، به.
ورواه البزار في (مسنده 484): عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، [عن أبيه]
(2)
، عن خلاد الصفار، به.
(1)
تحرف في المطبوع إلى (سليمان)، والصواب المثبت كما في كتب التراجم، وبقية المصادر.
(2)
ما بين المعقوفين سقط من المطبوع، واستدركناه من (نتائج الأفكار 1/ 197)، حيث نقل الحافظ سند البزار على الصواب.
قال البزار - عقبه -: "وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوى عن النبي صلى الله عليه وسلم إِلَّا من هذا الوجه وقد رُوِي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ» ".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي إِلَّا الحكم النصري ويونس بن أبي إسحاق ولم يروه عن الحكم النصري إِلَّا خلاد الصفار تفرد به الحكم بن بشير بن (سَلْمَانَ)، وتفرد به عن يونس بن أبي إسحاق الحجاج الأعور
(1)
".
فمدار هذه الرواية عندهم: على الحكم بن بشير، عن خلاد الصفار، عن الحكم النصري، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة حال الحكم النصري، كما تقدم بيانه في الرواية السابقة.
* * *
(1)
عند الطبراني زيادة في أول الحديث، وهي: «مَا عَاقَبَ اللَّهُ عَلَى ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّي عُقُوبَتَهُ، وَمَا عَفَا اللَّهُ عَنْ ذَنْبٍ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ عَفَا عَنْهُ،
…
». وهذه الزيادة عند الترمذي (2626) وغيره كحديث مستقل، من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق بهذا الإسناد. فسيأتي تخريجها والكلام عليها - إن شاء الله - في كتاب "الإيمان"، وكذا كتاب "الحدود" من هذه الموسوعة.
671 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيف جدًّا، وضعفه الدارقطني، وابن حجر.
[التخريج]:
[طس 2504 "واللفظ له"، 7066 / عيل (2/ 528 - 529) / هقت 54 / تجر (ص 542) / عد (5/ 84 - 85، 487)، (9/ 452) / عظ 1107 / سني 274 / فمند 23 / كر (19/ 383) / تمام 1708 - 1710 / مكائد (آداب الحمام لابن كثير ص 46) / فكر (1/ 152 - 154) / حكيم 466 / حكيم (منهيات ص 28، 191) / فراء (أمالي 79)].
[التحقيق]:
رُوِي هذا الحديث عن أنس من خمسة طرق:
الطريق الأول: عن زيد العمي عن أنس:
رواه الطبراني في (الأوسط 7066) قال: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا سهل بن عثمان، ثنا سعيد بن مسلمة الأموي، عن الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس بن مالك، به.
ورواه الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول 466)، وفي (المنهيات ص 28)، وابن السني في (عمل اليوم والليلة 274)، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" - كما في (آداب الحمام لابن كثير ص 46) -، وابن عدي في (الكامل (5/ 84، 487))، وأبو الشيخ في (العظمة 1107)، والإسماعيلي
في (معجمه 2/ 528)، وتمام في (فوائده 1709، 1710)، والسهمي في (تاريخ جرجان ص 542)، وأبو يعلى الفراء في (أماليه 79)، والبيهقي في (الدعوات 54)، وابن عساكر في (تاريخه 19/ 383)، وابن حجر في (النتائج 1/ 152)، كلهم: من طريق سعيد بن مسلمة، به.
وقال تمام الرازي: "لم يقل عن الأعمش، عن زيد العمي إِلَّا سعيد بن مسلمة، والله أعلم"(الفوائد عقب رقم 1709).
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: زيد العمي " ضعيف" كما في (التقريب 2131)، بل قال ابن حبان:"يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها"(المجروحين 1/ 386).
الثانية: سعيد بن مسلمة الأموي "ضعيف" أيضًا (التقريب 2395). بل قال البخاري: "فيه نظر"(التاريخ الكبير 3/ 516)، وقال الذهبي:"واهٍ"(الكاشف 1959).
قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما فيه سعيد بن مسلمة الأموي ضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن حبان وابن عدي وبقية رجاله موثقون"(المجمع 1006).
قلنا: نعم ذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 374)، لكنه أعاده في (المجروحين 1/ 403) وقال:"مُنكر الْحَدِيث جدًّا فاحش الْخَطَأ فِي الْأَخْبَار".
ولذا ذكر البيهقي أَنَّ في هذا الحديث نظر، ثم قال: "والصحيح في هذا الباب
…
"، فذكر حديث أنس المتقدم أول الباب، (الدعوات عقب رقم 54).
ومع هاتين العلتين رمز لحسنه السيوطي في (الجامع الصغير 1006)، ولعله أراد بشواهده.
وأما المناوي فقال: "إسناده حسن"! ! (التيسير 2/ 56).
قلنا: وقد وقفنا لسعيد بن مسلمة على متابعة؛
فأخرجه ابن عدي في (الكامل 5/ 84 - 85): عن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم - يعني شاذان الفارسي -، حدثنا سعد بن الصلت، حدثنا الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس، به.
قال ابن عدي - عقبه -: "وهذا الحديث لم يكن يعرف إِلَّا بسعيد بن مسلمة عن الأعمش، ثم وجدناه من حديث سعد بن الصلت عن الأعمش، ولا يرويه عن الأعمش غيرهما".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إِلَّا سعيد بن مسلمة، و (سعد)
(1)
بن الصلت" (الأوسط عقب 7066).
قلنا: وسعد بن الصلت هذا، لم يوثقه معتبر، وإنما ذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 378) وقال:"ربما أغرب".
والراوي عنه إسحاق بن إبراهيم الملقب بشاذان، ذكره الحافظ في (اللسان 988) وقال:"له مناكير وغرائب مع أَنَّ ابن حبان ذكره في الثقات".
قال ابن حجر: "وقد جاء عن الأعمش من وجه ثالث، أخرجه ابن السني
(1)
تحرف في (المطبوع) إلى: "سعيد"، والصواب:"سعد"، كما في كتب التراجم، وكذا ذكره ابن عدي.
من رواية يحيى بن العلاء عن الأعمش. ويحيى وسعد وسعيد ضعفاء، وكذا شيخ الأعمش فيه" (نتائج الأفكار 1/ 153). وسيأتي الكلام على رواية يحيى بن العلاء قريبًا.
الطريق الثاني: عن زيد بن وهب عن أنس بن مالك:
أخرجه ابن مَنْدَهْ في (الفوائد 23): من طريق أبي الفضل العباس بن محمد بن نصر الرقي، عن هلال بن العلاء الرقي، يقول: سمعت سعيد بن مسلمة الأموي، يقول: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس بن مالك، به.
وهذا الطريق منكر؛ مسلسل بالعلل:
الأولى والثانية: ضعف زيد العمي وسعيد بن مسلمة، كما تقدم.
الثالثة: العباس بن محمد بن نصر أبو الفضل الرافقي، قال عنه يحيى الطحان:"تكلموا فيه"(لسان الميزان 4122).
وقد أخطأ في هذا الطريق، فقد تقدم الحديث عن هلال بن العلاء الرقي وغيره عن سعيد بن مسلمة الأموي عن الأعمش عن زيد العمي، به.
الطريق الثالث: عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك:
رواه تمام في (الفوائد 1708) - ومن طريقه الحافظ في (النتائج 1/ 153) - قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، بمصر، ثنا بشر بن معاذ العقدي، ثنا محمد بن خلف (الكرماني)
(1)
، ثنا عاصم الأحول، عن أنس بن مالك،
(1)
في مطبوع (الفوائد): "الكُومَانِيّ"، والتصحيح من (الروض البسام 1583)، وكذا وقع في (علل الدارقطني).
به.
وقال تمام الرازي بإثره: "لم يروه إِلَّا بشر بن معاذ".
قلنا: وهذا إسناد منكر؛ فيه محمد بن خلف؛ لم نقف له على ترجمة، وقال الألباني:"لم أعرفه"(الإرواء 1/ 89).
وقد خولف فيه؛ فرواه محمد بن فضيل في (الدعاء 110) - وعنه ابن أبي شيبة في (المصنف 30354) - قال: حدثنا عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله المزني قال: كان يقال: «إن من ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أَنْ يقول أحدكم إذا وضع ثيابه: بسم الله» .
ورواه أبو الشيخ في (العظمة 1110): من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، من قوله.
وسئل الدارقطني عن حديث عاصم، عن أنس هذا، فقال: "يرويه محمد بن خلف الكرماني، ومحمد بن مروان السدي، عن عاصم الأحول، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ووهما فيه، والصحيح عن عاصم الأحول، عن أبي العالية قوله؛ كذلك رواه ابن عُيَيْنَةَ، وعلي بن مسهر.
ورُوِي هذا الحديث عن زيد العمي، عن أنس. ورواه سلام الطويل، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري. والحديث غير ثابت" (العلل 2477).
الطريق الرابع: عن حميد عن أنس:
رواه ابن عدي (9/ 452): عن محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي، عن أبيه، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، به.
وهذا إسناد باطل؛ وآفته محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي، قال عنه ابن عدي:"هو ممن يضع الحديث متنا وإسنادًا وهو يسرق حديث الضعاف يلزقها على قوم ثقات". ثم ذكر له بهذا الإسناد حديثين، وقال:"وهذان الحديثان بهذا الإسناد باطلان".
الطريق الخامس: عن عمران بن وهب عن أنس بن مالك:
رواه الطبراني في (الأوسط 2504) - ومن طريقه الحافظ في (النتائج 1/ 154) - قال: حدثنا أبو مسلم قال: نا حجاج بن المنهال قال: نا إبراهيم بن نجيح المكي قال: نا أبو سنان - وليس بضرار -، عن عمران بن وهب، عن أنس بن مالك، به.
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إِلَّا حجاج".
وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ عمران بن وهب قال أبو حاتم: "ضعيف الحديث .. ، وحدث محمد بن خالد حمويه صاحب الفرائض عن عمران بن وهب عن أنس أحاديث معضلة تشبه أحاديث أبان بن أبي عياش، لا أحسبه سمع من أنس شيئًا"(الجرح والتعديل 6/ 306).
وقال أبو زرعة: "رأى أنسًا رؤية، وحدث عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث أبان، عن أنس، وقد ترك أبانا من الوسط، ورواها عن أنس، أحاديث مناكير "(سؤالات البرذعي لأبي زرعة 1018).
قلنا: وأبان بن أبي عياش، متروك.
وإبراهيم بن نجيح المكي وشيخه أبو سنان لم نجد لهما ترجمة.
* * *
رِوَايَةُ: إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ:
•وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ (مَخْرَجَهُ) أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» .
[الحكم]:
ضعيف جدًّا.
[التخريج]:
[طع 368 / عد (5/ 487) / فكر (1/ 152)]
[السند]:
قال الطبراني في (الدعاء 368) - ومن طريقه الحافظ في (النتائج 1/ 152) -: حدثنا الحضرمي محمد بن عبد الله، ثنا إسماعيل بن أبي أمية الثقفي، ثنا سعيد بن مسلمة الأموي، عن الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس. (ح) وأخبرنا هلال بن العلاء في كتابه، ثنا سعيد بن مسلمة الأموي، بإسناده، عن أنس، به.
وقال ابن عدي في (الكامل 5/ 487): عن الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا فتح بن سلمويه، عن سعيد بن مسلمة، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه علل سبق بيانهما في الرواية السابقة، ويزاد عليها هنا الاختلاف في متنه.
رِوَايَةُ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ:
•وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: ((سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْرَحَ ثِيَابَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)).
[الحكم]:
إسناده ضعيفٌ جدًّا؛ وفيه نكارة.
[التخريج]:
[سني 274 / زاهر (سباعيات ق 8/ب، 9/أ)]
[السند]:
قال ابن السني في (عمل اليوم والليلة 274): حدثنا ابن منيع، ثنا سُوَيد بن سعيد، ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك، به.
ورواه زاهر الشحامي: من طريق سُوَيد بن سعيد، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ عبد الرحيم بن زيد العمي، قال عنه الحافظ:"متروك، كذبه ابن معين"(التقريب 4055). وقد تفرد بزيادة: (الذي لا إله إِلَّا هو)، فهي منكرة.
وأبوه ضعيف أيضًا كما تقدم.
* * *
رِوَايَةُ: بِسْمِ اللَّهِ حِينَ يَجْلِسُ:
•وَفِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى الْخَلَاءِ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ حِينَ يَجْلِسُ» .
[الحكم]:
باطل بزيادة: «حِينَ يَجْلِسُ» ، وإسناده تالف، فيه وضاعان، فلعلها من وضع أحدهما، وضعفه ابن حجر.
[التخريج]:
[سني 22]
[السند]:
قال ابن السني في (عمل اليوم الليلة): أخبرنا علي بن الحسين بن قحطبة الصيقلي، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا يحيى بن العلاء، عن الأعمش، عن زيد العمي، عن أنس بن مالك، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف جدًّا؛ فيه آفتان:
الأولى: أصرم بن حوشب، قال فيه البخاري:"متروك الحديث"(التاريخ الكبير 1671)، وكذا قال أبو حاتم، وقال يحيى بن معين:" كذاب خبيث"(الجرح والتعديل 1273).
الثانية: يحيى بن العلاء؛ متروك باتفاق، ورمي بالوضع. قاله الحافظ في (التقريب 7618)، وقال الذهبي:"تركوه"(الكاشف 6224).
زيادة: «حين يجلس» باطلة، لم تأت في غير هذه الرواية، فلعلها من وضع
أحدهما.
والحديث ضعفه ابن حجر في (نتائج الأفكار 1/ 153).
* * *
رِوَايَةُ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ:
• وَفِي رِوَايَةٍ: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا نزع الرجل ثوبه أَنْ يقول: بسم الله، ولا ينزع ثوبه حتى يشد المئزر في وسطه» .
[الحكم]:
لم نقف على سنده.
[التخريج والتحقيق]:
قال الحسيني في (الإلمام بآداب دخول الحمام 82): "ورواه ابن أبي الدنيا في باب مكايد الشيطان من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا
…
" فذكره. ولم نقف على سنده، فإن كتاب "مكائد الشيطان" لابن أبي الدنيا، مازال في عداد المفقود حتى الآن.
* * *
672 -
حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
◼عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» .
[الحكم]:
إسناده ضعيفٌ جدًّا، وضعفه الدارقطني، والبوصيري، وابن حجر.
[التخريج]:
[مع (مط 37)، (خيرة 434) "واللفظ له" / عظ 1108 / تمام 1711 / كر (31/ 75) / خراز 37 / ميمي 519 / فكر (1/ 154) / حكيم 467 / نقور 12 / إمام (2/ 476 - 477) / حسيني (حمام 19)]
[السند]:
أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" قال: حدثنا يزيد - هو ابن هارون -، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري، به.
ومداره عند الجميع - عدا الحكيم الترمذي -: على محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد تالف؛ محمد بن الفضل بن عطية، قال عنه الحافظ:" كذبوه"(التقريب 6225).
وبه ضعفه الحافظ - مع شيء من التساهل - فقال: "محمد ضعيف، وقد خالفه سعيد بن مسلمة عن الأعمش عن زيد العمي، عن أنس رضي الله عنه"(المطالب العالية 2/ 158).
وفيه أيضًا: زيد العمي، وهو ضعيف كما سبق، وبه ضعفه البوصيري في
(إتحاف الخيرة 1/ 274).
قلنا: وقد وقفنا لمحمد بن الفضل على متابعة لا يفرح بها؛
فقد أخرج الحديث الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول 467): من طريق عثمان بن مطر، عن سلام بن سليم، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري، به.
كذا في مطبوع كتاب (النوادر)، ولكن ذكر الدارقطني والحافظ ابن حجر - كما سيأتي - أَنَّ سلام الطويل رواه عن زيد العمي عن جعفر العبدي، به. فلعل (زيد) سقط من سنده، والله أعلم.
وعلى أية حال، مدار هذا الإسناد على سلام بن سليم الطويل، وهو:"متروك"(التقريب 2702).
والراوي عنه: عثمان بن مطر: "ضعيف"(التقريب 4519).
ولذا قال الدارقطني: " ورُوِي هذا الحديث عن زيد العمي، عن أنس. ورواه سلام الطويل، عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري. والحديث غير ثابت"(العلل 2477).
وقال ابن حجر: "رواه سلام الطويل ومحمد بن الفضل بن عطية - وهما ضعيفان أيضًا - عن زيد العمي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري"(نتائج الأفكار 1/ 153).
ثم قال الحافظ بعد أَنْ بيّن ضعف كل مرويات هذا الباب: "فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيء، والله أعلم"(نتائج الأفكار 1/ 155).
[تنبيه]:
كلمة (ستر) تحرفت في (تاريخ دمشق) إلى (سد).
673 -
حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ:
◼ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ((ستر بين أعين الجن وعوراتكم، إذا نزع أحدكم ثوبه أَنْ يقول: بسم الله)).
[الحكم]:
إسناده منكر.
[التخريج]:
[شذا (قانع ق 156/ أ- ب)].
[السند]:
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان في "جزء من حديث ابن قانع وغيره": حدثنا محمد بن حفص بن عمر الضرير، حدثنا محمد بن معاذ، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد منكر؛ فيه علتان:
الأولى: محمد بن حفص بن عمر الضرير، لم نقف له على ترجمة.
الثانية: محمد بن معاذ، وهو ابن عباد:"صدوق يهم" كما في (التقريب 6306).
وتفرد مثله عن يحيى بن سعيد القطان، يعد منكرًا، وقد تقدم الحديث عن الأعمش عن زيد العمي عن أنس.
* * *
674 -
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ:
◼ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَزَعَ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ أَوْ تَعَرَّى فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ سِتْرٌ لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ» .
[الحكم]:
إسناده ساقط، فيه وضاع، وضعفه ابن حجر.
[التخريج]:
[حل (7/ 255) / فكر (1/ 155)]
[السند]:
أخرجه أبو نعيم في (الحلية 7/ 255) - ومن طريقه الحافظ في (النتائج 1/ 155) - قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حميد ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا محمد بن عيسى بن عبد الملك الآدمي ثنا [السري بن مَرْثَد الأعرج أبو الفضل]
(1)
ثنا إسماعيل بن يحيى ثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ آفته إسماعيل بن يحيى التيمي، قال فيه أبو علي النيسابوري الحافظ والدارقطني والحاكم:"كذاب"، وقال صالح جزرة:"كان يضع الحديث"، (لسان الميزان 1259).
وفيه أيضًا: عطية العوفي، قال عنه الحافظ:"صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًّا مدلسًا"(التقريب 4616).
(1)
في مطبوع الحلية: (السري بن مزيد، ثنا الأعرج بن الفضل)، وفي النتائج (السري بن يزيد، ثنا إسماعيل بن يحيى)، والصواب ما أثبتناه، انظر:(تلخيص المتشابه 1/ 366).
قال أبو نعيم - عقبه -: "غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل".
قال الحافظ: "وهو ضعيف، وفي عطية أيضًا ضعف، فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيء، والله أعلم"(نتائج الأفكار 1/ 155).
* * *
675 -
حَدِيثُ أَنَسٍ:
◼ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا دَخَلْتُمُ الْخَلَاءَ فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» .
[الحكم]:
شاذ بلفظ الأمر وزيادة التسمية، وكذا قال الألباني.
[التخريج]:
[معمري (يوم - الفتح 1/ 244 "واللفظ له"، فكر 1/ 196)]
سبق تخريجه وتحقيقه في باب: "ما يقول إذا دخل الخلاء".
وقد وردت التسمية عند دخول الخلاء من وجوه أخرى عن أنس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن قوله، ولا يصح منها شيء، انظر: الكلام عليها في الباب المذكور.
* * *