الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
108 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْجُلُوسِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ
705 -
حَدِيثُ سُرَاقَة بْن مَالِكِ:
◼ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، عَنْ أَبيهِ، قَالَ: جَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَجُلٌ كَالْمُسْتَهْزِئِ: أَمَا عَلَّمَكُمْ كَيْفَ تَخْرَءُونَ؟ قَالَ: «بَلَى، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ؛ [لَقَدْ]
(1)
أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَكَّأَ
(2)
عَلَى الْيُسْرَى، وَأَنْ نَنْصِبَ الْيُمْنَى».
• وَفِي رِوَايَةٍ، قَالَ:«عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ أَحَدُنَا الخَلاءَ أَنْ يَعْتَمِدَ اليسْرَى، وَيَنْصِبَ اليُمْنَى» .
[الحكم]:
ضعيفٌ جدًّا، وضعفه البيهقي، والحازمي، والنووي، وابن دقيق العيد، والبوصيري، والهيثمي، وابن حجر، والألباني.
(1)
سقطت من مطبوع معجم الطبراني، واستدركناها من النسخة الخطية (2/ ق 160/أ)، وكذا رواه أبو نعيم عن الطبراني بإثباتها.
(2)
تصحفت في مطبوع معجم الطبراني إلي (نتوكل)، والتصويب من النسخة الخطية (2/ ق 160/أ)، وكذا رواه أبو نعيم عن الطبراني على الصواب، وكذا ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد 1020).
[التخريج]:
[طب 6605 "واللفظ له" / مع (مط 47/ 2) (خيرة 447/ 2) / صحا 7111 / هق 462 "والرواية له" / ضيا (سنن 142)].
[السند]:
رواه أحمد بن منيع في "مسنده" قال: حدثنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيّ، عن زَمْعَةَ بن صالح، حدثني محمد بن عبد الرحمن، عن رجل من بني مدلح، عن أبيه، به.
ورواه الطبراني في (المعجم الكبير (7/ 136/ 6605) - وعنه أبو نعيم في (معرفة الصحابة 7111) - قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نُعَيْمٍ، ثنا زَمْعَةُ بن صالح، عن محمد بن أبي عبد الرحمن، زعم أن رجلًا حدثه من بني مدلج، قال: سمعت أبي يقول: جاء سُرَاقَةُ بن مالك بن جُعْشُمٍ
…
الحديث.
ورواه البيهقي في (السنن الكبير 462) قال: وأخبرني أبو عبد الله الحافظ إجازة، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم، عن زمعة، عن محمد بن عبد الرحمن، به.
فمداره عند الجميع: على زمعة بن صالح، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه أربع علل:
الأولى: زمعة بن صالح: "ضعيف" كما في (التقريب 2035).
الثانية: محمد بن عبد الرحمن أو محمد بن أبي عبد الرحمن: مجهول لا
يعرف.
قال الحازمي: "لا نعلم في هذا الباب غير هذا الحديث؛ وهو حديث غريب جدًّا، لا يُرْوى إِلَّا بهذا الإسناد، وزمعة بن صالح المكي؛ لين ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن؛ مجهول لا يعرف، فالحديث منقطع"(البدر المنير 2/ 332).
وقال الذهبي: "رواه أبو نعيم، عن زمعة فقال: عن محمد بن أبي عبد الرحمن، وهذا مجهول كشيخه"(المهذب 1/ 105).
الثالثة والرابعة: الرجل المدلجي وأبوه: لا يعرفان، وليس في الحديث ما يدل على صحبته.
ولذا قال ابن دقيق العيد: "هذا الحديث في حكم المنقطع؛ لجهالة الرجل من بني مُدْلِج، وجهالة أبيه"(الإمام 2/ 506).
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في (الكبير)، وفيه رجل لم يسم"(المجمع 1020).
وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة التابعي"(إتحاف الخيرة 447).
ولأجل هذا قال البيهقي مُبَوِّبًا على هذا الحديث: "والاعتماد على الرجل اليسرى إذا قعد، إن صح الخبر فيه"(السنن الكبير 1/ 291).
وقال النووي: "هذا الحديث ضعيف
…
وهذا الأدب مستحب عند أصحابنا، واحتجوا فيه بما ذكره الْمُصَنِّفُ، وقد بَيَّنَّا أَنَّ الحديث لا يُحْتَجُّ به، فيبقى المعنى ويستأنس بالحديث والله أعلم" (المجموع 2/ 89)، وذكره في فصل الضعيف من (خلاصة الأحكام 1/ 160).
وقال ابن حجر: "رواه البيهقي بسند ضعيف"(بلوغ المرام 104).
وقال الألباني: "منكر"(الضعيفة 5616).
[تنبيهان]:
الأول:
عزا هذا الحديث البوصيري في (الإتحاف 447/ 3) للحاكم في "المستدرك"، والحديث موجود في المستدرك، ولم يعزه للحاكم غيره، فنخشى أَنْ يكون هذا وهما من البوصيري، اعتمد على إخراج البيهقي للحديث عن الحاكم، فظنه في "المستدرك"، وقد تقدم غير ما حديث تكرر فيه هذا الأمر، والله أعلم.
الثاني:
قال ابن الملقن: "ولما ذكر ابن الرّفْعَة في «المطلب» حديث سراقة هذا ولم يعزه؛ بل قال: إِنَّه حَدِيث لا يثبت. قال: ورُوِي عن أنس نحوه. انتهى. فَليُحرر هذا مع قول الحازمي: (لا نعلم في الباب غير هذا الحديث) "(البدر المنير 2/ 332).
قلنا: ولم نقف عليه من حديث أنس في شيء من كتب السنة التي بين أيدينا.
* * *
رواية: " أَمَرَنَا أَنْ نَتَّكِئَ عَلَى الْيُمْنَى":
• وَفِي رِوَايَةٍ: «
…
أَمَرَنَا أَنْ نَتَّكِئَ عَلَى الْيُمْنَى وَأَنْ نَنْصِبَ الْيُسْرَى».
[الحكم]:
ضعيف جدًّا، كسابقه.
[التخريج]:
[مش (مط 47/ 1)، (خيرة 447/ 1)]
[السند]:
أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في (مسنده) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأَسَدِيُّ، عن زَمْعَةَ بن صالح حدثني محمد بن عبد الرحمن عن رجل من بني مُدْلِجٍ عن أبيه، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ كسابقه، فهو بنفس الإسناد، إِلَّا أنه هنا قلب متنه في اليمين واليسرى. كذا رواه ابن أبي شيبة عن محمد بن عبد الله الأسدي وهو أبو أحمد الزبيري، وقد رواه عنه أحمد بن منيع، كروية الجماعة عن زمعة، فلا ندري هذا من ابن أبي شيبة، أم حَدَّثَ به أبو أحمد الزبيري مرة هكذا ومرة هكذا، أم هذا من زمعة نفسه حَدَّثَ به أبا أحمد الزبيري هكذا وهكذا، الكل محتمل، وعلى كل حال، الحديث ضعيف جدًّا بلفظيه، والله المستعان.
* * *
706 -
حَدِيثُ سُرَاقَةَ:
◼ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلْيُكْرِمْ قِبْلَةَ اللَّهِ، ولا يَستَقبل القِبلَةَ، وَاتَّقُوا مَجَالِسَ اللَّعْنِ: الظِّلَّ، وَالمَاءَ، وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ، وَاسْتَمْخِرُوا
(1)
الرِّيحَ، وَاسْتَشِبُّوا عَلَى سُوقِكُمْ، وأَعِدُّوا النُّبَلَ - يَعْني: الْحِجَارَةَ -».
[الحكم]:
إسناده ضعيف، ورفعه خطأ، الصواب موقوف، كما قال أبو حاتم، وأقره الحافظ، والسيوطي، وضَعَّف الحافظ سنده أيضًا.
[اللغة]:
* قَوْلُهُ: «وَاسْتَشِبُّوا عَلَى سُوقِكُمْ» قال الخطابي: "أي انتصبوا على سوقكم، يريد: الاتكاء عليها في قضاء الحاجة ومنه شبوب الفرس وهو أَنْ يرفع يديه ويعتمد على رجليه"(غريب الحديث 2/ 559).
[التخريج]:
[حرب (طهارة 165) "واللفظ له" / تطبر (إمام 2/ 516) / علحا 75].
سبق تخريجه وتحقيقه في باب: "النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبالِ القِبْلَةِ، وَاسْتِدْبارِها عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
* * *
(1)
في المطبوع: "واستخمروا"، والصواب المثبت، كما في بقية المصادر، وانظر: ما سطرناه في اللغة هناك.