الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام المحدّث شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن الحسن بن
أبي الحسن بن صالح بن عليّ بن يحيى بن طاهر بن محمّد ابن الخطيب
أبي يحيى عبد الرّحيم بن نباتة الفارقيّ، الحذاقيّ
(1)
المصريّ المولد
والمنشأ والوفاة، الدّمشقيّ الدّار، بالمارستان المنصوريّ، ودفن من غده بمقابر باب النّصر.
مولده بمصر سنة ستّ وثمانين وستّ مئة.
وأحضره والده في الثّالثة من عمره على غازي الحلاوي أربعة أجزاء من «الغيلانيّات»
(2)
وتفرّد بالأجزاء المذكورة وبالحضور على غازي وتفرّد أيضا بسماع «السّيرة» تهذيب ابن هشام عاليا سمعها على الأبرقوهيّ، وسمع بعضها على ابن الجبّاب، وتفرّد بالسّماع من ابن الجبّاب
(3)
، ومن
(1)
تحرّفت هذه النسبة في بعض مصادر ترجمته إلى: «الجذامي» وهو خطأ واضح، والحذاقي: بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة-نسبة إلى حذاقة وهي بطن من إياد وإياد من معد. (الأنساب: 161، واللباب: 1/ 286 - 287).
(2)
أجزاء حديثيّة لأبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي المتوفى سنة 354 هـ، رواية أبي طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان المتوفى سنة 440 هـ فنسبت إليه. (كشف الظنون: 1/ 588، وتاريخ التراث العربي: 1/ 475 - 476، وفيه: الفوائد المنتخبة العوالي عن الشيوخ-المشهورة بالغيلانيات).
(3)
قول المؤلف: «سمعها [يعني السّيرة] على الأبرقوهيّ، وسمع بعضها على ابن الجبّاب وتفرّد بالسّماع من ابن الجبّاب» قول غير سليم، فإن أحمد بن إسحاق الأبرقوهيّ المتوفى سنة 701 هـ هو الذي سمع جميع كتاب السّيرة النّبويّة تهذيب ابن هشام من عبد القوي بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله ابن الجبّاب المتوفى سنة 621 هـ وتفرّد بالسّماع عنه-كما في مصادر ترجمة الأبرقوهيّ-. وسماعه للسّيرة مدوّن في معجم شيوخ الأبرقوهيّ، الورقة 90 ب، في ترجمة عبد القوي ابن الجبّاب، ولعل هذا ناتج من وهم الناسخ أو سهو المؤلف، والله أعلم.
التّقي عبيد الإسعرديّ، والإمام بهاء الدّين ابن النّحّاس
(1)
وأبي المعالي
(2)
ابن الصّابونيّ، وعبد الرّحيم
(3)
ابن [39 أ] الدّميريّ، وجدّه شرف الدّين ابن نباتة. فلم يبق على وجه الأرض ممّن سمع منهم غيره فيما أعلم.
وأجاز له من دمشق: الفخر ابن البخاريّ، وزينب بنت مكّي، وابن المجاور
(4)
، وابن الزّين
(5)
وآخرون.
وبرع في الأدب وبلغ في ذلك نهاية الأرب، ونبغ على أقرانه، وفاق أهل زمانه، ثمّ صار منقطع القرين في ذلك منفردا بالرّئاسة فيما هناك.
وشعره في الذّروة. وما أظنّ المئة الثّامنة أخرجت أحلى شعرا منه.
قال والدي: وأخبرني أنّه كان ينظم
(6)
قبل السّبع مئة، وكان جيّد
(1)
بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر ابن النحّاس الحلبي الشافعي المتوفى سنة 698 هـ شيخ العربية والقراءات. (الوافي بالوفيات: 2/ 15، وتذكرة النبيه: 1/ 217 - 218).
(2)
هو الشيخ شهاب الدين أبو المعالي أحمد بن محمد بن محمود بن أحمد المحمودي الشهير بابن الصابوني المتوفى سنة 692 هـ (تذكرة النبيه: 1/ 161 - 162، والسلوك: 1/ 3/787).
(3)
هو محيي الدين عبد الرحيم بن عبد المنعم الدّميري المصري المتوفى سنة 695 هـ (النجوم الزاهرة: 8/ 77، وحسن المحاضرة: 1/ 385).
(4)
نجم الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي الكاتب المعروف بابن المجاور المتوفى سنة 690 هـ (النجوم الزاهرة: 8/ 33، وشذرات الذهب: 5/ 417).
(5)
شمس الدين عبد الرحمن ابن الزّين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 689 هـ (العبر: 5/ 362، ومنتخب المختار: 78).
(6)
تحرّفت في الأصل إلى: «ينزل» .
النّظم من ذلك الوقت. وأخبرني والدي أيضا: أنّه حكى له فقال: جئت مع والدي إلى الشّيخ تقي الدّين ابن دقيق العيد في الكامليّة وهو في بيت كتبه فأرسل والدي في حاجة له فأراد والدي أخذي معه فقال له: خلّه هنا حتّى تجيء قال: فجلست عنده وأنا أنظر إلى الكتب فصار يقلّب الكتب بيده وهو يترنّم كأنّه ينشد شيئا من الشّعر، ثم أخذ جزءا من كتبه فدفعه إليّ قال: فأخذته فنظرت فيه فإذا هو في الأدب وكان من «الذّخيرة» لابن بسّام، فنظرت فيه واستغرقت، فجاء والدي وأنا مستغرق في النّظر في ذلك الكتاب حتّى إنّي لم أشعر بمجيئه
(1)
فتعجّب والدي من إعطاء الشّيخ لي كتبه وصرت أتولّع بنظم الشّعر من ذلك الوقت. انتهى.
وكان ذلك كشفا من الشّيخ تقي الدّين رحمه الله
(2)
.
وسافر-وهو شاب-إلى دمشق فأقام بها [39 ب] أكثر عمره، وصار أحد موقّعي الإنشاء بها، ثمّ طلب إلى الدّيار المصريّة في أيّام الملك النّاصر حسن وجعل أحد موقّعي الدّست، وحضر أيّاما في دار العدل، ثمّ أعفي من الحضور، وأجري عليه معلومه إلى حين وفاته.
وسمع منه الأئمّة منهم: الحافظ الذّهبيّ وروى عنه في «معجم شيوخه» وقال: الأديب البارع، العالم جمال الدّين أبو الفضائل المصريّ، صاحب النّظم البديع، والنّثر الصّنيع
(3)
. وله مشاركة حسنة في فنون من العلم، وشعره في الذّروة. انتهى.
وسمع منه أيضا: الصّلاح الصّفديّ، وتقي الدّين ابن رافع، وشمس الدّين السّروجيّ
(4)
ووالدي، وشيخ الإسلام سراج الدّين البلقينيّ وحدّثانا
(1)
في ب: «لم أشعر بمجيء والدي فتعجب من إعطاء الشيخ. . .» .
(2)
«رحمه الله» ليس في ب.
(3)
تحرّفت في الأصل إلى: «الصفيع» والتصحيح من ب، ومعجم شيوخ الذهبي.
(4)
قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السّروجيّ-
عنه، وآخرون كثيرون من النّحاة، والأدباء، ورووا عنه في حياته وبعد موته.
وسمعت عليه بقراءة والدي «السّيرة» تهذيب ابن هشام، وعدّة أجزاء، وقطعة من «شعب الإيمان» للبيهقيّ، وقطعة من «تاريخ بغداد» وشيئا من نظمه: أنشدنا الإمام جمال الدّين ابن نباتة لنفسه وقد كتبهما عنه الذّهبيّ ورواهما عنه في «معجمه»
(1)
: -
يا ربّ أسألك الغنى عن معشر
…
غضبوا وكافأوا بالجفاء تودّدي
قالوا كرهنا منه مدّ لسانه
…
والله ما كرهوا سوى مدّ اليد
وأنشدنا أيضا لنفسه: -
دعوني في حلي من العيش يائسا
(2)
…
ومرتقبا من بعده عفو راحم [40 أ]
…
أمدّ إلى ذات الأساور مقلتي
وأسأل للإعمال حسن الخواتم
سمعت الإمام تقي الدّين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حاتم يقول:
إنّه كان شديد الحرص على الاجتماع بالشّيخ جمال الدّين ابن نباتة فرآه مرّة عند القاضي محبّ الدّين ناظر الجيش
(3)
وسمعه يقول: الأديب مشتقّ من المأدبة، لم يسمع منه زيادة على ذلك.
= الحنفي المتوفى سنة 710 هـ (الجواهر المضية: 1/ 123 - 129، وتاج التراجم: 11 - 12).
(1)
معجم شيوخ الذهبي، 2/الورقة 183 أ.
(2)
في الأصل: «. . . في حلّ. . بائسا» وأثبتنا رواية ب.
(3)
«ناظر الجيش» سقطت من الأصل.