الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وستّين وسبع مئة
فيها قصد الفرنج طرابلس في مئة وثلاثين مركبا ونازلوها؛ إلى أن ملكوها ودخلوها وهدّموها. ثمّ تلاحق المسلمون وتكاثروا، واستشهد
(1)
من المسلمين جمع، ثمّ ألقى الله الرّعب في قلوب الكفرة وهزمهم. وكان وصول الفرنج إلى طرابلس يوم السّبت ثاني عشري المحرّم.
وفيها توجّه الأمير منكليّ بغا الشّمسيّ نائب حلب وصحبته العساكر الحلبيّة [إلى]
(2)
مدينة أياس
(3)
لمّا بلغهم أنّ الفرنج قصدوها فأدركوهم وقد فعلوا بها الأفاعيل فقتلوا منهم جماعة، ثمّ رجعوا. وكانت هذه الوقعة يوم الاثنين ثاني صفر.
وفي صفر كانت بمصر وقعة عظيمة بين الأتراك؛ فأمسك الأمير أسندمر
(4)
وحبس في الإسكندريّة حتّى مات بها، وهو الذي انتصب للحكم
(1)
تحرّف في الأصل إلى: «استشد» .
(2)
زيادة يقتضيها السياق.
(3)
آياس: بفتح الهمزة الممدودة والياء المثناة من تحت ثم ألف وسين مهملة في الآخر. بلدة كبيرة على ساحل البحر من بلاد الأرمن وبها ميناء حسنة وهي فرضة تلك البلاد. . . ومن آياس إلى بغراس مرحلتان ومن آياس إلى تل حمدون نحو مرحلة. ولما استنقذ المسلمون البلاد الساحلية مثل طرابلس وعكا وغيرها من أيدي الفرنج قلّ وصولهم إلى الشام من جهة المواني التي بأيدي المسلمين ومالوا إلى آياس لكونها للنصارى فصارت ميناء مشهورة ومجمعا عظيما لتجار البر والبحر. (تقويم البلدان: 248 - 249).
(4)
هو الأمير الكبير أتابك العساكر أسندمر الناصري وكانت وفاته في رمضان من هذه السنة. انظر ترجمته في: السلوك: 3/ 1/164، وتاريخ ابن قاضي شهبة، 1/الورقة-
بعد الأمير يلبغا. وكان كريما مفرطا يقال: ليس في التّرك أكرم منه. وقتل بعض المفسدين من الجلب ونفي
(1)
الباقون، وطهّر الله الأرض منهم وكانوا قد عاثوا في البلاد وأفسدوا. وهم مماليك الأمير يلبغا
(2)
.
ثمّ طلب الأمير منكلي بغا الشّمسيّ، واستقرّ أتابك العساكر وناظر البيمارستان. ثمّ طلب أمير عليّ الماردانيّ من الشّام فجعل نائب السّلطنة بمصر؛ ولبس الخلعة بذلك في
(3)
رابع عشر جمادى الأولى، وعلى يديه كان عزل قاضي القضاة تاج الدّين ابن السّبكيّ
(4)
وولاية شيخنا [42 ب] الشّيخ سراج الدّين البلقيني، ولي قضاء دمشق عوضا عنه نحو سنة، ودخلها صبيحة يوم الأحد ثامن عشري رجب. وامتحن القاضي تاج الدّين السّبكيّ وادّعي عليه بالكفر بسبب قوله في غضون كلامه: فبطل دين الإسلام، وحكم القاضي صلاح الدّين ابن المنجّى
(5)
نائب الحنبليّ بدمشق بإسلامه ورفع التّعزير عنه، فغضب عليه بسبب ذلك؛ وعزل عن النّيابة. وحكم الشّيخ سراج الدّين البلقينيّ بإبطال ما حكم به صلاح الدّين المذكور. ثمّ طلب القاضي تاج الدّين إلى الدّيار المصريّة
(6)
فخرج من دمشق يوم الجمعة تاسع عشري شوّال. ثمّ طلب الشّيخ سراج الدّين إلى مصر فتوجّه يوم الاثنين تاسع ذي القعدة على خيل البريد وصحبته جماعة
= 191 أ-ب، والدرر الكامنة: 1/ 413، والنجوم الزاهرة: 11/ 103.
(1)
تحرّف في الأصل إلى: «بقي» وهو خطأ.
(2)
انظر تفاصيل أكثر في: السلوك للمقريزي: حوادث سنة 769 هـ.
(3)
«في» سقطت من الأصل.
(4)
في ب: «تاج الدين السبكي» ولا فرق.
(5)
هو محمد بن محمد بن المنجى بن عثمان التّنوخي، ستأتي ترجمته في وفيات سنة 770 هـ من هذا الكتاب.
(6)
في ب: «إلى مصر» .
طلبوا بمرسوم السّلطان منهم: جمال الدّين الرّهاويّ
(1)
وابن أخته محمّد الفرّاء المحدّث، والشّيخ تقي الدّين
(2)
ابن الصّائغ، وعلاء الدّين حجّيّ
(3)
، والبارينيّ
(4)
استعدى عليهم القاضي تاج الدّين السّبكيّ فرسم بإحضارهم. ولمّا وصل تاج الدّين إلى الدّيار
(5)
المصريّة خلع عليه، وأعيدت
(6)
له الخطابة بدمشق، والشّاميّة البرّانيّة، والأمينيّة، ودار الحديث الأشرفيّة. ثمّ عاد الشّيخ سراج الدّين إلى الشّام فدخلها في مستهلّ صفر من السّنة الآتية.
وفي أواخر هذه
(7)
السّنة أعيد المسلاّتيّ
(8)
إلى قضاء دمشق بصرف السّريّ
(9)
إلى قضاء حماة.
وفيها ولي سيف
(10)
الدّين بيدمر الخوارزميّ نيابة السّلطنة [43 أ] بدمشق مدّة لطيفة دون شهر، ثمّ عزل منها، وأعيد الذي كان قبله وهو أقتمر
(1)
هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إلياس الدمشقي المعروف بابن الرهاوي المتوفى سنة 777 هـ (تاريخ ابن قاضي شهبة، 1/الورقة 231 أ-ب، وشذرات الذهب: 6/ 250).
(2)
هو محمد بن أحمد بن عبد الخالق ابن الصائغ. تقدم التعريف به.
(3)
هو علاء الدين حجّي بن موسى الحسباني الشافعي، ستأتي ترجمته في وفيات سنة 781 هـ من هذا الكتاب.
(4)
هو عماد الدين إسماعيل بن أحمد بن علي الباريني الحلبي الشافعي المتوفى سنة 798 هـ (الدرر الكامنة: 1/ 389، وشذرات الذهب: 6/ 353).
(5)
في ب: «إلى مصر» .
(6)
تحرّف في الأصل إلى: «اعتدت» .
(7)
ذكر المقريزي هذا الخبر في حوادث سنة 770 هـ.
(8)
هو القاضي جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي. تقدم التعريف به.
(9)
هو سري الدين إسماعيل بن محمد بن محمد الأندلسي. تقدم التعريف به.
(10)
تحرّف في الأصل إلى: «سند الدين» .