الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين، فاضربوا عنقه حمائل، وهو أن يقطع الرأس مع الذراع وبعض الصدر، واضربوا أعناق الآخرين، فقالا له: أما هو فيستحق العقاب بقوله، وأما نحن فبأي جريمة تقتلنا؟
فقال لهما: إنكما سمعتما كلامه فلم تنكراه فكأنكما وافقتما عليه! فقتلوا جميعا رحمهم الله تعالى!.
ذكر قتله أيضا للفقيهين من أهل السند كانا في خدمته
وأمر السلطان هذين الفقيهين السنديّين أن يمضيا مع أمير عيّنه إلى بعض البلاد وقال لهما انّما سلّمت احوال البلاد والرعيّة لكما ويكون هذا الأمير معكما يتصرّف بما تأمرانه به فقالا له: إنّما نكون كالشاهدين عليه ونبين له وجه الحقّ ليتبعه، فقال لهما: إنّما قصدكما أن تاكلا أموالي وتضيّعاها وتنسبا ذلك إلى هذا التركيّ الذي لا معرفة له، فقالا له، حاشا لله ياخوند عالم! ما قصدنا هذا، فقال لهما: لم تقصدا غير هذا! اذهبوا بهما إلى الشيخ زاده النّهاونديّ، وهو الموكّل بالعذاب، فذهب بهما إليه فقال لهما: السلطان يريد قتلكما، فأقرّا بما قوّلكما ايّاه ولا تعذّبا انفسكما! فقالا: والله ما قصدنا الّا ما ذكرنا، فقال لزبانيّته:
ذوّقوهما بعض شيء، يعني من العذاب، فبطحا على أقفائهما وجعل على صدر كلّ واحد منهما صفيحة حديد محماة، ثمّ قلعت بعد هنيهة، فذهبت بلحم صدورهما، ثمّ أخذ البول والرماد فجعل على تلك الجراحات، فأقرّا على أنفسهما انّهما لم يقصدا الّا ما قاله السلطان وانّهما مجرمان مستحقّان للقتل! فلا حقّ لهما ولا دعوى في دمائهما دنيا ولا أخرى، وكتبا خطّهما بذلك واعترفا به عند القاضي! فسجّل على العقد وكتب فيه أن اعترافهما كان عن غير اكراه ولا إجبار، ولو قالا: أكرهنا لعذّبا أشدّ العذاب! ورأيا أن تعجيل ضرب العنق خير لهما من الموت بالعذاب الأليم فقتلا رحمهما الله تعالى!
ذكر قتله للشيخ هود
وكان الشيخ زاده المسمى بهود حفيد الشيخ الصالح الوليّ ركن الدين بن بهاء الدين بن أبي زكرياء الملتاني للبنت «98» ، وجدّه الشيخ ركن الدين معظم عند السلطان، وكذلك أخوه عماد الدين الذي كان شبيها بالسلطان، وقتل يوم وقيعة كشلوخان وسنذكره «99» ، ولما قتل عماد الدين أعطى السلطان لأخيه ركن الدين مائة قرية ليأكل منها ويطعم الصادر
والوارد بزاويته، فتوفى الشيخ ركن الدين وأوصى بمكانه من الزاوية لحفيده الشيخ هود، ونازعه في ذلك ابن أخي الشيخ ركن الدين، وقال: أنا أحق بميراث عمي، فقدما على السلطان وهو بدولة آباد، وبينها وبين ملتان ثمانون يوما فأعطى السلطان المشيخة لهود حسبما أوصى له الشيخ، وكان كهلا وكان ابن أخي الشيخ فتى، وأكرمه السلطان وأمر بتضييفه في كل منزل يحله وأن يخرج إلى لقائه أهل كل بلد يمر به إلى ملتان وتصنع له فيه دعوة.
فلما وصل الأمر للحضرة خرج الفقهاء والقضاة والمشايخ والأعيان للقائه، وكنت فيمن خرج إليه، فلقيناه وهو راكب في دولة يحملها الرجال وخيله مجنوبة، فسلمنا عليه وأنكرت أنا ما كان من فعله في ركوبه الدولة، وقلت: إنما كان ينبغي له أن يركب الفرس ويساير من خرج للقائه من القضاة والمشايخ، فبلغه كلامي، فركب الفرس واعتذر بأن فعله أولا كان بسبب ألم منعه عن ركوب الفرس، ودخل الحضرة وصنعت له بها دعوة أنفق فيها من مال السلطان عدد كثير وحضر القضاة والمشايخ والفقهاء والأعزة ومدّ السماط وأتوا بالطعام على العادة. ثم أعطيت الدراهم لكل من حضر على قدر استحقاقه فأعطى قاضي القضاة خمسمائة دينار، وأعطيت أنا مائتين وخمسين دينارا، وهذه عادة لهم في الدعوة لسلطانية ثم انصرف الشيخ هود إلى بلده ومعه الشيخ نور الدين الشيرازي بعثه السلطان ليجلسه على سجادة جده بزاويته، ويصنع له الدعوة من مال السلطان هنالك، واستقر بزاويته وأقام بها أعواما ثم إن عماد الملك أمير بلاد السند كتب إلى السلطان يذكر أن الشيخ وقرابته يشتغلون بجمع الأموال وإنفاقها في الشهوات ولا يطعمون أحدا بالزاوية، فنفذ الأمر بمطالبتهم بالأموال، فطلبهم عماد الملك بها، وسجن بعضهم وضرب بعضا وصار يأخذ منهم كل يوم عشرين ألف دينار مدة أيام حتى استخلص ما كان عندهم ووجد لهم كثير من الأموال والذخائر من جملتها نعلان مرصعان بالجوهر والياقوت بيعا بسبعة الاف دينار قيل: إنهما كانا لبنت الشيخ هود، وقيل لسرّيّة له، فلما اشتدت الحال على الشيخ هرب يريد بلاد الأتراك، فقبض عليه، وكتب عماد الملك بذلك إلى السلطان فأمره أن يبعثه مبعث الذي قبض عليه كلاهما في حكم الثقاف، فلما وصلا إليه سرح الذي قبض عليه، وقال الشيخ هود: أين أردت أن تفر؟ فاعتذر بعذر، فقال له السلطان إنما أردت أن تذهب إلى الاتراك فتقول: أنا ابن الشيخ بهاء الدين زكرياء. وقد فعل السلطان معي كذا وتأتي لقتالنا، اضربوا عنقه، فضربت عنقه رحمه الله تعالى!