الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سلطان هرات
وهو السلطان المعظم حسين بن السلطان غياث الدين الغوري «96» صاحب الشجاعة المأثورة والتأييد والسعادة، ظهر له من إنجاد الله تعالى وتأييده في موطنين اثنين ما يقضي منه العجب: احدهما عند ملاقاة جيشه للسلطان خليل الذي بغى عليه وكان منتهى امره حصوله أسيرا في يديه.
والموطن الثاني عند ملاقاته بنفسه لمسعود سلطان الرافضة وكان منتهى أمره تبديده وفراره وذهاب ملكه وولى السلطان حسين الملك بعد أخيه المعروف بالحافظ وولى أخوه بعد أبيه غياث الدين «97» .
حكاية الرافضة
كان بخراسان رجلان: أحدهما يسمى بمسعود والآخر يسمى بمحمد وكان لهما خمسة من الأصحاب، وهم من الفتّاك ويعرفون بالعراق بالشطّار ويعرفون بخرسان بسرابدالان «98» ويعرفون بالمغرب بالصّقورة، فاتفق سبعتهم على الفساد وقطع الطرق وسلب
الأموال وشاع خبرهم وسكنوا جبلا منيعا بمقربة من مدينة بيهق وتسمى أيضا مدينة سبزار «99» ، وكانوا يكمنون بالنهار ويخرجون بالليل والعشى، فيضربون على القرى ويقطعون الطرق ويأخذون الأموال، وانثال عليهم أشباههم من أهل الشر والفساد فكثر عددهم واشتدّت شوكتهم وهابهم الناس وضربوا على مدينة بيهق فملكوها، ثم ملكوا سواها من المدن واكتسبوا الأموال وجنّدوا الجنود، وركبوا الخيل وتسمى مسعود بالسلطان وصار العبيد يفرّون عن مواليهم إليه، فكلّ عبد فرّ منهم يعطيه الفرس والمال، وان ظهرت له شجاعة أمره على جماعة، فعظم جيشه واستفحل أمره وتمذهب جميعهم بمذهب الرفض وطمحوا إلى استيصال أهل السنة بخراسان وأن يجعلوها كلمة واحدة رافضيّة.
وكان «100» بمشهد طوس شيخ من الرافضة يسمى بحسن «101» ، وهو عندهم من الصلحاء فوافقهم على ذلك وسمّوه بالخليفة، وأمرهم بالعدل فأظهروه حتى كانت الدراهم والدّنانير تسقط في معسكرهم فلا يلتقطها أحد حتى يأتي ربّها فيأخذها! وغلبوا على نيسابور.
وبعث إليهم السلطان طغتيمور بالعساكر فهزموها ثم بعث إليهم نائبه أرغون شاه «102» فهزموه وأسروه ومنّوا عليه، ثم غزاهم طغيتمور بنفسه في خمسين ألفا من التتر
فهزموه وملكوا البلاد وتغلّبوا على سرخس والزاوه وطوس، وهي من أعظم بلاد خراسان وجعلوا خليفتهم بمشهد علي بن موسى الرّضى «103» ، وتغلبوا على مدينة الجام، ونزلوا بخارجها وهم قاصدون مدينة هرات، وبينها وبينهم مسيرة ستّ.
فلما بلغ ذلك الملك حسينا جمع الأمراء والعساكر وأهل المدينة واستشارهم: هل يقيمون حتّى يأتي القوم أو يمضون إليهم فيناجزونهم، فوقع إجماعهم على الخروج اليهم وهم قبيلة واحدة يسمون الغورية، ويقال: إنهم منسوبون إلى غور الشام، وأن أصلهم منه «104» ، فتجهزوا أجمعون واجتمعوا من أطراف البلاد وهم ساكنون بالقرى وبصحراء مرغيس «105» ، وهي مسيرة أربع لا يزال عشبها أخضر ترعى منه ماشيتهم وخيلهم، وأكثر شجرها الفستق ومنها يحمل إلى أرض العراق، وعضدهم أهل مدينة سمنان «106» ، ونفروا جميعا إلى الرافضة وهم مائة وعشرون ألفا ما بين رجّالة وفرسان، ويقودهم الملك حسين، واجتمعت الرافضة في مائة وخمسين ألفا من الفرسان، وكانت الملاقاة بصحراء بوشنج «107» ، وصبر