الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سراة نأوا أُنسي بنادي محلّهم
…
وصحباً كراماً ضمّهم أفق الغربِ
فأفطرتُ من قبلِ الغدوّ بعَبْرةٍ
…
شغلتُ بها يومي عن الأكلِ والشربِ
وقال معين الدين المالكي:
يا أهلَ مصر رأيتُ أيديكم
…
عن بسطها بالنوالِ منقبضهْ
فَمُذ عدمت الغذاء عندكم
…
أكلتُ كتبي كأنّني أرَضَهْ
وقال البدر البشتكي:
من أهل مصر ليس يس
…
لم لا الوضيع ولا المعظم
ناهيك أن بأرضهم
…
جبلاً فسمّوه المُقَطّم
أستغفر الله أن القلم إذا جال، قال في سرحه القيل والقال، وإلا فإذا كانت المنة من الاسترقاق، فأي حر يرضى بالقيد بعد الإطلاق؟ فكيف بمن يأنف من رق الحسنة ولو في المنام، وينشد في هذا المقام:
اسقني خمرة كرقة عقلي
…
أو كديني ولا أقول كحالي
حذراً من توهم السمع أني
…
قلت هذا في مَعْرِضٍ لسؤالي
وعلى جملة فإني أقول بمقتضى الحال:
كلّ البلادِ فداء مصر لأجلِ من
…
قد زانها وهو الأميرُ الأوحدُ
مولاي إسماعيل ذو الحسبِ الذي
…
تسعى الكرامُ لبيتهِ وتوحدُ
نكتة
الشيخ أثير الدين أبو حيان في تفسير قوله تعالى حكاية عن عزيز مصر يوسف أعراض عن هذاوتربة مصر تقتضي ذلك، يعني قلة الغيرة، وفي المعنى يقول أبو مفلح:
في مصر من إذا رأى في أهلهِ
…
سوءاً كما في محكمِ الذكرِ حُكي
يقول إن كان له مروءةٌ
…
لا ترجعي واستغفري لذنبكِ
قال أبو حبان: وأين هذا مما جرى لبعض ملوك بلادنا؟ وهو أنه كان بمجلس ندمائه وجارية تغني من وراء الستر، فاستعاد بعض الندماء من الجارية بيتاً، وكانت غنّت به، فما لبث أن جيء برأس الجارية في طشت، وقال له الملك: استعد هذا البيت من هذا الرأس، فسقط الكأس من يد النديم، ومرض مدّة حياة الملك.
(قلت) وهذا من ذاك، وإلا فما الحامل على التعريض بالأسماع؟
تناقض ما نرى إلا السكوت لهُ
…
وأن نعوذَ بمولانا من النارِ
وقد أراح نفسه من ذلك عبد المحسن الصوري حيث يقول:
تعشقته سكران من خمرة الصبا
…
على غرّةٍ من لوعتي ونحيبي
وشاركني في حبه كلّ ما جد
…
يقاسمني في مُهجتي بنصيبِ
فلا تلزموني غيرةً ما ألفتها
…
فإن حبيبي من أحبَّ حبيبي
ومن أبيات الوأواء الدمشقي:
ومحتجبٌ بين الأسنةِ والظبا
…
وفي القلبِ من إعراضهِ مثل حجبهِ
أغار إذا آنست في الحي أنّه
…
حِذاراً وخوفاً أن تكون لحبّهِ
وفي المعنى للبهاء زهير:
أغارُ على حرفٍ يكون من اسمها
…
إذا ما رأته العينُ في خط كاتبِ
ومالي منها نائل غيرَ أنني
…
أعلّلُ نفسي بالأماني الكواذبِ
حكى الصفدي في تذكرته عن الشيخ تاج الدين الفزاري أنه كان يقول: إن الحكماء وأهل التجارب يزعمون أن من أقام ببغداد سنة وجد في عمله زيادة، ومن أقام بالموصل سنة وجد في عقله زيادة، ومن أقام بحلب سنة وجد في نفسه