الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما قد قضي يا نفس فاصطبري لهُ
…
ولك الأمانُ من الذي لم يقدرِ
وتيقني أن المقدر كائنٌ
…
حتماً عليك صبرت أم لم تصبرِ
وقال:
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني
…
سعي الفتى وهو مخبوء له القدرُ
والمرء ما عاش ممدود له أمل
…
فالنفس واحدة والهم منتشرُ
ما أوعظ ما قال:
ملكنا أقاليمَ البلاد فأذنت
…
لنا رغبة أو رهبة عظماؤها
فلما انتهت أيامنا علقت بنا
…
شدائد أيامٍ توالى رخاؤها
إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت
…
علينا الليالي لم يدعنا حياؤها
وكنا نلاقي النائبات بأوجه
…
رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها
الطاعون يوناني، قال البصري: وهو كلّ ورم يظهر للحس، ثم خص بالحار القتال السريع التعفن، ويطلق على الوباء للتلازم الحاصل بينهما غالباً، وإلا فبينهما عموم وخصوص.
بغداد
(وأما بغداد) فهي قاعدة أرض العراق، بناها المنصور العباسي في الجانب الغربي على الدجلة، وبلغت النفقة عليها أربعة آلاف ألف دينار، وحُصِرت حمّاماتها فكانت ستين ألفاً، حكاه الطبري في تاريخه.
يقال إن المنصور بنى أربع مدن على أربع طوالع فلا تخرب إلا بخراب الدنيا، وهي الرافعة بأرض الجزيرة، والمِصيصة بكسر الميم على بحر الشام، والمنصورة بالسند وطولها ميل في ميل، وبغداد بالعراق وهي مدّورة الشكل، وتسمى الزوراء لازورار قبلتها، وفيها يقول بعض واصفيها:
بلد طيب وماء معين
…
وترى طينهُ يفوح عبيرا
وإذا المرءُ قدر السير منهُ
…
فهو ينهاهُ باسمه أن يسيرا
وقال:
لهفي على بغداد من بلدةٍ
…
كانت من الأسقام لي جُنَّه
كأنّني عند فراقي لها
…
آدم لما فارق الجنَّه
هذا والقاضي عبد الوهاب المالكي لما نبت به تلك الديار، وخرج منها طالباً مصر، قال بحسب حاله والحكم يدور مع العلة:
بغداد دار الأهل المال طيبة
…
وللمفاليس دار الضنكِ والضيقِ
ظللت حيران أمشي في أزقّتها
…
كأنني مصحف في دار زِنديقِ
وممن تشرفت بحضرته، وتمليت بسنا طلعته، فخر قضاه العساكر، وليث الفضاء الكاسر، المولى أبو سعيد محمد بن أسعد، لا زال هام الفراقد يصعد، فإذا هو أعز الله تعالى قدره، وأطلع في أفق المعالي بدره، قرة عين الأعيان، وغرة جبهة الزمان، وهو القائل فيه:
عَلتْ درجات الفضل واتضحت
…
دقائق من معاني لفظه البهجِ
هذا وليل الشباب الجون منسدل
…
فكيف حتى يضئ الشيب بالسرجِ
يا حبذا أعين الأوصاف ساهرة
…
بين الدقائق من علياه والدرجِ
كيف لا وهو الذي أثنت علوم الأوائل على طبعه السليم، وذوقه المستقيم، وشهدت بفضله رواة الحديث النبوي، فما أعلى قدر من شهد بفضله الحديث والقديم:
-
فالدهر يرقص والأيام تنشده
…
هذا هو العيش إلا أنه الهاني
فلا زال متفقها في الخيرات ومدرساً ومعيداً، وكما أسعد براعة ابتدائه يجعل ختامه سعيداً.
فإني وإن بالغت في الشكر والثنا
…
عليه مقر بالقصور وبالعجزِ