الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا تحسبنْ كلّ المياهِ شريعةً
…
يُبَلُّ الصدا منها وتُوكى المزاود
كتب الحصري إلى المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية، وكان بعث إليه بخمسمائة دينار يجهز بها إليه:
أمرتني بركوب البحر أقطعه
…
غيري لك فاخصصه بذا الراءِ
ما أنت نوح فتنجيني سفينته
…
ولا المسيح إذا أمشى على الماءِ
وكتب إليه أبو العرب الزبيري حين بعث له بمثل ذلك:
لا تعجبن لرأسي كيف شاب أسىً
…
وإعجب لسوادِ عيني كيفَ لم يشبِ
البحرُ للرومِ لا تجري السفينُ به
…
إلا على غرر والبر للعربِ
لطيفة
دخل الشيخ عبد الرزاق فاتح البيت المعظم على السيد الحسن بن أبي نمي شريف مكة شرفها الله تعالى، ليستأذنه في ركوب البحر لضيق حاله، فأنشده الشريف:
فيم اقتحامك لجَّ البحرِ تركبه
…
وأنت يكفيك منه مَصَّةُ الوَشَلِ
فأنشده على البديهة من القصيدة:
أريد بسطةَ كفٍ أستعين بها
…
على قضاء حقوق للعلى قِبَلي
فأمر له الشريف بألف دينار. وعلى ذلك في التحفة السنية في الدولة الحسينية أن السيد شكر بن الحسن الملقب بتاج المعالي رأى فرساً مع شخص من العربان، فأعجبته ولم يمكنه طلبها منه، فلما قضى مناسكه بعث وصيفاً بألف دينار يسأله
قبولها في مقابلة الفرس، فأمسى الوصيف على العربي فأضافه بالفرس. فلما أصبح كلمه في ذلك، فقال: إنك لما أمسيت علينا لم يكن عندنا ما نضيفك به، فذبحنا لك الفرس. فبُهِت الوصيف، ثم إنه دفع الألف إليه فأمتنع من قبولها، فبالغه الوصيف حتى قبلها، فلما رجع إلى سيده قَصَّ عليه الخبر. فقال له: ما فعلت بالألف؟ قال: أعطيتها العربي بالمبالغة. قال: نِعْمَ ما فعلت، ولو لم تفعل ذلك لرأيت ما تكره، وحيث فعلت ذلك فأنت حرّ. تُوفِّيَ السيد تاج المعالي سنة أربع وستين وأربعمائة وكان أميراً جليلاً جواد جميلاً، سارت بذكره الركبان، وشهدت بفضله العربان، وهو رابع من ملك مكة من الدولة الحسينية، فإنه ملكها عن أبيه الحسن بن جعفر، وملكها عيسى عن أبيه جعفر بن محمد الحسيني المستولي عليها بالسيف، فإنه دخلها وقتل من طوائف العرب الهذيلية والطلحية وغيرهم وأخلى الترك عنها، وبقيت في يده إلى أن دعاه واجب الإجابة فلباه، وذلك في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة أيام العزيز بالله الفاطمي.
وما هذه الأيام إلا صحائفٌ
…
نؤرخُ فيها ثم تُمْحى وتُمْحق
وأعجب شيء أن دائرة المنى
…
توسعها الآمال والعمر ضيق
مجير الدين بن تميم:
عجبت للبحر لما أنْ رأيتُ بهِ
…
تلك الصواري وقد أرْمتْ على الحُبُكِ
أظنها لم تطل إلا وقد وليت
…
حمل الرسائل بين الفُلك والفَلكِ
وقال:
ولما ركبت البحر والبحر قد طما
…
وهاج علينا موجه يتلاطمُ
تمشّت بنا في لجة ببطونها
…
كما يتمشى في الصعيد الأراقمُ
وقال:
وركبت بحر الروم وهو كحَلْبَة
…
والموج تحسبه جواد يركضُ
كم من غراب للفظيعةِ أسودِ
…
فيه يطير له جناح أبيضُ
وقال آخر:
سفر البر كيف كان جميل
…
ليس لي في البحار من أوطارِ
لست ممن يلقى الهلاكَ بنفس
…
طمعا في غنائم الأخطارِ
(حكى) الشيخ الأكبر أن رجلاً من علماء المغرب قصد الحج ثم تردد بين أن يسافر براً أو بحراً، فعقد النية على مشورة من يلقاه، فلما برز من داره