الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم جاءنا فأخبرنا الخبر فاحتملنا صاحبنا فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
زاد بن عقبة، ومحمد بن عمر: وهو على المنبر- فقال: «فأفلت الوجوه» فقالوا: أفلح وجهك يا رسول اللَّه.
فأخبرناه بقتل عدو اللَّه. واختلفنا عنده في قتله، كلّنا يدّعيه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«هاتوا أسيافكم» . فجئناه بها، فنظر إلى سيف عبد اللَّه بن أنيس فقال:«هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام»
فقال حسان بن ثابت رضي اللَّه تعالى عنه يذكر بقتل كعب بن الأشرف وقتل سلّام بن أبي الحقيق:
للَّه درّ عصابة لاقيتهم
…
يا بن الحقيق وأنت يا بن الأشرف
يسرون بالبيض الخفاف إليكم
…
مرحا كأسد في عرين مغرف
حتّى أتوكم في محلّ بلادكم
…
فسقوكم حتفا ببيض ذفّف
مستبصرين لنصر دين نبيّهم
…
مستصغرين لكلّ أمر مجحف
تنبيهات
الأول: اختلفوا في وقت خروجهم متى كان فذكرها البخاري قبل غزوة أحد، وقال الزهري: كانت بعد قتل كعب بن الأشرف، ووصله يعقوب بن سفيان في تاريخه. قال ابن سعد: كانت في رمضان سنة ست. وقيل من ذي الحجة سنة خمس، وقدمه في الإشارة.
وقيل في ذي الحجة سنة أربع. وقيل في رجب سنة ثلاث واللَّه أعلم.
الثاني: وقع في الصحيح: وهو بخيبر، ويقال في حصن له بأرض الحجاز، فيحمل أن حصنه كان قريبا من خيبر في طرف أرض الحجاز. وقال في النور: خيبر من الحجاز.
الثالث: في حديث البراء رضي اللَّه تعالى عنه في الصحيح أن عبد اللَّه بن عتبة كان فيهم كما تقدم ذكره. قال الحافظ الدمياطي صوابه: عبد اللَّه بن أنيس. وقال في الزّهر: زعم البخاري أن عبد اللَّه بن عتبة كان معهم ولم أر من قاله غير البخاري حتى قال بعض العلماء في الصحابة: عبد اللَّه بن عتبة اثنان لا ثالث لهما. الأول الذّكواني وليس من هؤلاء بشيء لأنهم قالوا إن كلهم من الأنصار.
الرابع: عبد اللَّه بن عتبة ذكره بعضهم في الصحابة والأكثرون على أنه تابعي. قلت:
ظاهر كلام صاحب الزّهر أن البخاري ذكره من عند نفسه، وليس كذلك بل الذي قاله هو البراء بن عازب كما روى البخاري عنه، وكون عبد اللَّه بن عتبة ذكواني لا يخالف قول من قال إنهم من الأنصار لاحتمال أنه كان حليفا للأنصار. وفي الحديث:«وحليفنا منا» ، وعبد اللَّه بن أنيس كان معهم وليس هو من الأنصار قطعا بل هو جهني حالفهم. ولم يعرج في الفتح
والإصابة على ما ذكره الدمياطي ومغلطاي والصحيح ما في الصحيح لصحة سنده واللَّه تعالى أعلم.
وقال ابن الأثير في جامع الأصول إنه عبد اللَّه بن عنبة بكسر العين المهملة وفتح النون.
قال الحافظ في الفتح: «وهو غلط منه فإنه خولاني لا أنصاري ومتأخر الإسلام، وهذه القصة متقدمة. والرواية بضم العين المهملة وسكون التاء الفوقية لا بالنون» .
الخامس: في حديث عبد اللَّه بن عتيك: فانكسرت ساقي، وفي الرواية عنه فانخلعت رجلي ويجمع بينهما بأنها انخلعت من المفصل وانكسرت من الساق.
السادس: قول عبد اللَّه بن عتيك: «فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبشّرته» يحمل على أنه لما سقط من الدرجة وقع له جميع ما تقدم، لكنه من شدة ما كان فيه من الاهتمام بالأمر ما أحسّ بالألم وأعين على المشي أولا وعليه ينزل قوله:«فقمت أمشي ما بي قلبة» . ثم لما تمادى عليه المشي أحسّ بالألم فحمله أصحابه فلما أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مسح على رجله فزال عنه جميع الألم ببركته صلى الله عليه وسلم.
السابع: ذكر ابن عتبة فيمن توجه لقتل ابن أبي الحقيق أسعد بن حرام. قال في الروض: ولا نعرف أحدا ذكره غيره. وفي الإكليل للحاكم عن الزهري أنه ذكر فيهم أسعد بن حرام. قال في الزهر: ولما ذكر ابن الكلبي عبد اللَّه بن أنيس قال هو أسعد بن حرام، فيحتمل إن يكون اشتبه على بعض الرواة عن هذين الإمامين يعني الزهري وابن عقبة. قلت الزهري شيخ ابن عقبة فهو متابع له.
الثامن: في بيان غريب ما سبق:
سلّام: اختلف في تشديد لامه وتخفيفها وجزم في الفتح بالتشديد.
الحقيق: بضم الحاء المهملة وفتح القاف وسكون التحتية وبقاف أخرى.
خيبر: تقدم الكلام عليها في غزوتها.
الحجاز: بكسر الحاء المهملة: مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها قال الإمام الشافعي.
وقال غيره ما بين نجد والسّراة. وقال الكلبي: ما حجز بين اليمامة والعروض، وما بين نجد والسّراة.
حزّب: بفتحتين والزاي مشددة: جمع.
الأحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء صلى اللَّه عليهم وسلم.
يتصاولان: يقال تصاول الفحلان إذا حمل كل منهما على الآخر، وأراد بهذا الكلام أن
كل واحد من الأوس والخزرج كان يدفع عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ويتفاخران بذلك، فإذا فعل أحدهما شيئا فعل الآخر مثله.
الفحل: بفتح الفاء وسكون الحاء المهملة وباللام: الذّكر من الإبل.
الغناء: بغين معجمة فنون كسحاب: النفقة.
يزلف: يقرّب.
أجلب عليه: بفتح أوله وسكون الجيم وفتح اللام والموحدة: جمع ما قدر عليه ممّن أطاعه.
غطفان: بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وبالفاء وبعد الألف نون: قبيلة نسبت إلى جدّها.
بنو سلمة: بكسر اللام.
عتيك: بفتح العين المهملة وكسر الفوقية وسكون التحتية وبالكاف.
سنان: بكسر السين المهملة وبالنون.
أنيس: بضم أوله وفتح النون وسكون التحتية وسين مهملة.
ربعيّ: بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة.
خزاعيّ: بضم الخاء المعجمة وبالزاي وبعد الألف عين مهملة مكسورة فتحتية مشدّدة.
البراء: بفتح الموحدة المخففة وبالمدّ على المشهور، وحكى أبو عمر الزاهد القصر.
الوليد: بفتح الواو وكسر اللام وسكون التحتية والدال المهملة، وهو هنا الصّبي.
دنوا: قربوا.
راح: براء فألف فحاء مهملة: رجع هنا.
السّرح: بفتح السين وسكون الراء وبالحاء المهملات: المال السّائم من إبل وبقر وغنم.
القبس: بفتح القاف والموحدة وبالسين المهملة: الشّعلة من النار.
تقنّع ثوبه: بفتح الفوقية والقاف والنون المشددة وبالعين المهملة: تغطّى به ليخفي شخصه لئلا يعرف.
هتف: بفتح الهاء والفوقية والفاء: ناداه.
يا عبد اللَّه: لم يرد اسمه لأنه لو كان كذلك لكان قد عرفه، والواقع أنه كان مستخفيا منه، فالذي يظهر أنه أراد معناه الحقيقي لأن الجميع عباد اللَّه تعالى.
كمنت: فتح الكاف والميم: اختبأت.
الكوّة: بفتح الكاف وتضمّ النّقب في الحائط. وقيل بالفتح غير النافذة وبالضم النافذة.
الأغاليق: بغين معجمة بفتح أوله ما يغلق به الباب والمراد هنا المفاتيح لأنه يفتح بها ويغلق وفي رواية في الصحيح بالعين المهملة وهو المفتاح.
الوتد: بفتح الواو ويقال فيه الودّ بفتح الواو وتشديد الدال المهملة.
يسمر عنده: بالبناء للمفعول أي يتحدثّ عنده ليلا.
العلاليّ: بفتح العين المهملة جمع علّيّة بضم العين وفتح اللام. وتشديد التحتية: الغرفة.
هدأت الأصوات: بالهمز: سكنت.
الأقاليد: بالقاف جمع إقليد وهو المفتاح.
نذر: بفتح النون وكسر الذال المعجمة والراء: علم.
المهل: بفتح الميم وسكون الهاء وباللام خلاف العجلة.
عمدت: بفتح العين المهملة والميم: قصدت.
إن القوم: بتخفيف إن وهي شرطية دخلت على فعل محذوف يفسره ما بعده مثل قوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [التوبة 6] .
لم يخلصوا: بضم اللام.
إليّ: بتشديد التحتية.
أهويت نحو الصوت: قصدت صاحب الصّوت.
الدّهش: بفتح الدال المهملة وكسر الهاء وبالشين المعجمة: الحيران.
لأمّه الويل: أتى بالويل هنا للتعجب.
فأضربه: ذكره بلفظ المضارع مبالغة لاستحضاره صورة الحال وإن كان ذلك قد مضى.
لم تغن شيئا: أي لم تقتله.
ظبة السيف: بضم الظاء المعجمة المشالة وفتح الموحدة المخففة: حدّه ووقع في غير رواية أبي ذر في الصحيح.
ضبيب: بضاد معجمة وموحدتين وزن رغيف. قال الخطّابي: هكذا يروى وما أراه محفوظا وإنما هو ظبة السيف وهو حدّه، لأن الضبيب لا معنى له هنا لأنه سيلان الدم من الفم.
قال القاضي عياض: هو في رواية أبي ذرّ بالصاد المهملة.
أرى: بضم أوله: أظنّ.
انخلعت رجله: انقلبت.
الحجل: بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وباللام: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى، وقد يكون بالرجلين إلا أنه قفز، وقيل الحجل مشي المقيّد.
النّجاء: بالنصب أي أسرعوا.
لا أبرح: لا أذهب.
الناعية: مؤنثة.
أنعى أبا رافع: كذا ثبت في روايات البخاري. قال ابن التين هي لغيّة والمعروف أنعو، والنّعي خبر الموت والاسم النّاعي.
القلبة: بقاف فلام فباء موحدة مفتوحات فتاء تأنيث الداء.
يدعوا: بفتح الفوقية والدال المهملة: يتركوا.
الميرة: بكسر الميم: طعام يمتاره الإنسان.
الحجرة: بضم الحاء المهملة وسكون الجيم [الغرفة] .
توّه به: رفع ذكره.
القبطيّة: بضم القاف وسكون الموحدة وكسر الطاء المهملة: ثوب من كتّان حرير يعمل بمصر نسبة إلى القبط على غير قياس فرقا بينه وبين الإنسان. قال الخليل إذا جعلت ذلك اسما قلت قبطيّة وأنت تريد الثوب بضم القاف وكسرها.
قطني: بفتح القاف وسكون الطاء المهملة فنون فتحتية: ومعناه حسبي أي كفايتي.
وثئت يده: بفتح الواو وكسر الثاء المثلثة فهمزة مفتوحة ففوقية. قال الحافظ: الصواب:
وثئت رجله. قال في الإملاء: يقال وثئت يده إذا أصابه شيء ليس بكسر. وقال بعض اللغويين الوثء إنما هو توجّع في اللحم لا في العظم. وقال في القاموس: الوثء والوثاءة وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم أو توجّع في العظم بلا كسر أو هو الفكّ.
المنهر: بفتح الميم والهاء وسكون النون بينهما.
اشتدّوا: بالشين المعجمة والفوقية: عدوا. وفي رواية بالمهملة والنون أي علوا.
يفيض بينهم: بتحتية ففاء مكسورة فتحتية ساكنة فضاد معجمة ساقطة، في لغة تميم،
وفي لغة غيرهم بظاء معجمة مشالة: أي يموت.
أكذبت نفسي: بالهمزة والكاف والذال المعجمة والفوقية [ألفاها كاذبة] .
أنّي: بفتح أوله والنون المشددة.
فاظ: بفاء فألف فظاء معجمة مشاة في لغة غير تميم وتقدم.
اليهود: بفتح الدال المهملة لأنه لا ينصرف للعلمية والتأنيث لأنه اسم للقبيلة وفيه أيضا وزن الفعل.
ألذّ: بفتح أوله واللام والذال المعجمة المشددة.
أرى: بفتح الهمزة من رؤية العين.
العصابة: الجماعة من الناس.
البيض الرقاق: وفي لفظ الخفاف والمراد بذلك السيوف.
مرحا: المرح بفتح الميم والراء وبالحاء المهملة: النشاط هنا.
الأسد: بضم أوله وسكون السين والدال المهملتين.
العرين والعرينة: بعين فراء مهملتين فتحتية ساكنة فنون مأوى الأسد يقال ليث عرينة وليث غابة وأصل العرين جماعة الشجر.
المغرف: بضم الميم وسكون الغين المعجمة وكسر الراء وبالفاء: الشجر الملتف الأغصان.
ذفّف: بذال معجمة مضمومة ففاء مفتوحة مشددة وفاء أخرى: سريعة القتل.
المجحف: بضم الميم وسكون الجيم وكسر الحاء المهملة وبالفاء.