الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حوادث السّنة الْعَاشِرَة)
فِيهَا سَرِيَّة خَالِد فِي ربيع الأول إِلَى بني عبد المدان بِنَجْرَان فأسلموا وجريز ابْن عبد الله البَجلِيّ فِي رَمَضَان فِي مائَة وَخمسين إِلَى ذِي الخلصة بَيت أصنام لدوس وخثعم وبجيلة وَمن ببلادهم وَحَدِيثه فِي البُخَارِيّ قَالَ جرير فكسرناه وقتلنا من وَجَدْنَاهُ عِنْده فَدَعَا
لنا ولأحمس وفيهَا حجَّة الْوَدَاع وَتسَمى حجَّة الْبَلَاغ وَحجَّة الْإِسْلَام خرج يَوْم الْخَمِيس لست بَقينَ أَو يَوْم الْجُمُعَة أَو يَوْم السبت لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَمَعَهُ
تسعون ألفا أَو مائَة وَأَرْبَعَة عشر ألفا ووقف فِيهَا يَوْم الْجُمُعَة وَنزل {اليومَ أكمَلتُ لكم دينكُمْ} الْآيَة وَرجع من حجَّة الْوَدَاع لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة وفيهَا نزل {يَا أَيهَا الَّذين ءامنوا ليستئذنكم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم} الْآيَة وَكَانُوا لَا يَفْعَلُونَهُ قبل ذَلِك وَقدم وَفد نَجْرَان فِي اثْنَي عشر رَاكِبًا أَمِيرهمْ العاقب عبد الْمَسِيح وَالسَّيِّد إمَامهمْ واسْمه الْأَيْهَم وَأَبُو حَارِثَة أسقفهم صالحوه عَن أهل نَجْرَان قَالَ فِي الْمَوَاهِب وَكره ابْن عَبَّاس أَن يُقَال حجَّة الْوَدَاع وَكَانَ
قد أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ يُضحي كل عَام ويغزو الْمَغَازِي فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر من الْهِجْرَة أجمع الْخُرُوج إِلَى الْحَج قَالَ ابْن سعد وَلم يحجّ غَيرهَا مُنْذُ تنبأ إِلَى أَن توفاه الله تَعَالَى وَفِي البُخَارِيّ عَن زيد بن أَرقم أَن النَّبِي
حج بعد مَا هَاجر حجَّة وَاحِدَة لم يحجّ بعْدهَا وَهِي حجَّة الْوَدَاع قَالَ ابْن إِسْحَاق وبمكة أُخْرَى قيل حج
بِمَكَّة حجَّتَيْنِ هَذَا بعد النُّبُوَّة وَقبلهَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله فَخرج
من الْمَدِينَة يَوْم السبت لخمس لَيَال بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَجزم ابْن حزم بِأَن خُرُوجه كَانَ يَوْم الْخَمِيس وَفِيه نظر لِأَن أول ذِي الْحجَّة كَانَ يَوْم الْخَمِيس قطعا لما ثَبت وتواتر أَن وُقُوفه بِعَرَفَة كَانَ يَوْم الْجُمُعَة لَكِن ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أنس صلينَا مَعَ النَّبِي
الظّهْر بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا وَالْعصر بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ فَدلَّ على أَن خُرُوجهمْ لم يكن يَوْم الْجُمُعَة وَيحمل قَول من قَالَ لخمس بَقينَ أَي إِن كَانَ الشَّهْر ثَلَاثِينَ فاتفق أَن جَاءَ تسعا وَعشْرين فَيكون يَوْم الْخَمِيس أول ذِي الْحجَّة بعد مُضِيّ أَربع لَيَال لَا خمس وَبهَا الْأَخْبَار هَكَذَا جمع الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير الرِّوَايَات وقوى هَذَا الْجمع بقول جَابر إِنَّه خرج لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة أَو أَربع وَصرح بِهِ الْوَاقِدِيّ بِأَن خُرُوجه عليه الصلاة والسلام كَانَ يَوْم السبت لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة وَكَانَ خُرُوجه من الْمَدِينَة بَين الظّهْر وَالْعصر وَكَانَ دُخُوله مَكَّة صبح رابعه كَمَا ثَبت فِي حَدِيث عَائِشَة وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد وَهَذَا يُؤَيّد أَن خُرُوجه من الْمَدِينَة كَانَ يَوْم السبت كَمَا تقدم فَيكون مكث فِي الطَّرِيق ثَمَان لَيَال وَهِي الْمسَافَة
الْوُسْطَى وَخرج مَعَه عليه الصلاة والسلام تسعون ألفا وَيُقَال مائَة ألف وَأَرْبَعَة عشر ألفا وَيُقَال أَكثر من ذَلِك كَمَا حَكَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَرجع عليه الصلاة والسلام من حجَّة الْوَدَاع لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة