الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أَمر بني قينقاع
قينقاع بِضَم النُّون فِي الْأَشْهر وَيجوز فتحهَا وَكسرهَا بطن من الْيَهُود لَهُم شجاعة وصبر \ خرج
يَوْم السبت نصف شَوَّال على رَأس عشْرين شهرا من الْهِجْرَة حَاصَرَهُمْ خمس عشرَة لَيْلَة فقذف الله فِي قُلُوبهم الرعب فنزلوا على حكمه
وعَلى أَن لَهُ أَمْوَالهم وَلَهُم النِّسَاء والذرية فَلَحقُوا بأذرعات وَأخذ من حصنهمْ سِلَاحا كثيرا وَقد كَانَت الْكفَّار بعد الْهِجْرَة مَعَ النَّبِي
على ثَلَاثَة أَقسَام
قسم وادعهم عليه السلام على أَلا يحاربوه وَلَا يؤلبوا عَلَيْهِ عدوا وهم طوائف الْيَهُود الثَّلَاث قُرَيْظَة وَالنضير وَبَنُو قينقاع وَقسم حَارَبُوهُ ونصبوا لَهُ الْعَدَاوَة كقريش وَقسم تَرَكُوهُ وَانْتَظرُوا مَا يَئُول إِلَيْهِ أمره كطوائف من الْعَرَب فَمنهمْ من كَانَ يحب ظُهُوره فِي الْبَاطِن كخزاعة وَبِالْعَكْسِ كبني بكر وَمِنْهُم من كَانَ مَعَه ظَاهرا وَمَعَ عدوه بَاطِنا وهم المُنَافِقُونَ وَكَانَ أولَ من نقض الْعَهْد من الْيَهُود بَنو قينقاع فحاربهم عليه الصلاة والسلام فِي شَوَّال بعد وقْعَة بدر قَالَ الْوَاقِدِيّ بِشَهْر وَأغْرب الْحَاكِم فَزعم أَن إجلاء بني قينقاع وَبنى النَّضِير كَانَ فِي زمن وَاحِد وَلم يوافَقْ على ذَلِك لِأَن إجلاء بني النَّضِير كَانَ بعد بدر بِسِتَّة أشهر على قَول عُرْوَة أَو بعد ذَلِك بِمدَّة طَوِيلَة على قَول ابْن إِسْحَاق وَكَانَ من أَمر بني قينقاع أَن امْرَأَة من الْعَرَب جَلَست إِلَى صائغ يَهُودِيّ فَرَاوَدَهَا
على كشف وَجههَا فَأَبت فَعمد إِلَى طرف ثوبها فعقده إِلَى ظهرهَا فَلَمَّا قَامَت انكشفت سوءَتها فضحكوا مِنْهَا فصاحت فَوَثَبَ رجل من الْمُسلمين على الصَّائِغ فَقتله فشدت الْيَهُود على الْمُسلم فَقَتَلُوهُ وَوَقع الشَّرّ بَين الْمُسلمين وَبَين بني قينقاع فَسَار إِلَيْهِم النَّبِي
بعد أَن اسْتخْلف أَبَا لبَابَة بن عبد الْمُنْذر فَحَاصَرَهُمْ أَشد الْحصار خمس عشرَة لَيْلَة إِلَى هِلَال ذِي الْقعدَة وَكَانَ اللواءُ بيد حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَكَانَ أَبيض فقذف الله فِي قُلُوبهم الرعب ونزلوا على حكم رَسُول الله
على أَن لَهُ أَمْوَالهم وَلَهُم النِّسَاء والذرية فَأمر عليه الصلاة والسلام الْمُنْذر بن قدامَة بتكتيفهم وكلم عليه الصلاة والسلام أَن يجلوا وتركهم من الْقَتْل وَأمر بِأَن يجلوا من الْمَدِينَة فَلَحقُوا بأذرعات فَمَا كَانَ أقل بقاءهم فِيهَا وَأخذ من حصنهمْ سِلَاحا وَآلَة كَثِيرَة وَكَانَت بَنو قينقاع حلفاءَ لعبد الله ابْن سلول وَعبادَة بن الصَّامِت فتبرأ عبَادَة بن الصَّامِت من حلفهم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَتَبرأ إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله من حلفهم وأتولى الله وَرَسُوله على الْمُؤمنِينَ وَأَبْرَأ من حلف الْكفَّار وولايتهم ففيهم وَفِي عبد الله أنزل ( {يَا أَيهَا الذينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذوْا اليهودَ والنَصَارى أوْلِياءَ بعْضُهُمُ أولياءَ بعضٍ} إِلَى قَوْله ( {فإنَ حِزْبَ الله هم الغالبون} ثمَّ غَزْوَة السويق سميت بذلك لِأَنَّهُ كَانَ أكثرَ زَاد الْمُشْركين وَتسَمى أَيْضا غَزْوَة الكُدر بِضَم الْكَاف وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة اسْم لماء هُنَاكَ وهم مِائَتَا رَاكب فيهم أَبُو سُفْيَان خرج
لَهُم يَوْم الْأَحَد خَامِس ذِي الْحجَّة على رَأس اثْنَيْنِ وَعشْرين شهرا من الْهِجْرَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق فِي صفر فِي مِائَتي رجل من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَقيل فِي ثَمَانِينَ رَاكِبًا