الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليمرضها وَقَالَ لَهُ لَك أجر رجل شهد بَدْرًا وَضرب لَهُ بسهمه من غنيمتها وَأما غيبته عَن بيعَة الرضْوَان فَبَعثه رَسُول الله
من الْحُدَيْبِيَة إِلَى مَكَّة عَن أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لما أرسل رَسُول الله
عُثْمَان إِلَى أهل مَكَّة دَعَا رَسُول الله أَصْحَابه إِلَى الْبيعَة وَقَالَ إِن عُثْمَان فِي حَاجَة لله وَرَسُوله فَضرب بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى وَقَالَ هَذِه عَن عُثْمَان فَكَانَت يَد رَسُول الله
لَهُ خيرا من أَيْديهم لأَنْفُسِهِمْ خرجه التِّرْمِذِيّ وَإِنَّمَا أرْسلهُ عليه الصلاة والسلام لعزته فيهم وَلَو كَانَ أحد أعز بِبَطن مَكَّة من عُثْمَان لبعثه لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ فِي قُرَيْش محبَّة وَعزة لَا توصفان حَتَّى ضربوا بذلك الْمثل فَقَالُوا أحبك الرَّحْمَن حب قُرَيْش عُثْمَان وَتُوفِّي رَسُول الله
وَهُوَ عَنهُ راضٍ وبشره بِالْجنَّةِ ودعا لَهُ بالخصوص غير مرّة فأثرى وَكثر مَاله وَكَانَت لَهُ شَفَقَة وَرَحْمَة ورأفة على الْمُسلمين فَلَمَّا ولي زَادَت رَحمته وتواضعه ورأفته برعيته وَكَانَ يطعم طَعَام الْإِمَارَة وَيَأْكُل الْخلّ وَالزَّيْت وجهزة جَيش الْعسرَة بتسعمائة وَخمسين بَعِيرًا بأحلاسها وأقتابها وَأتم الْألف بِخَمْسِينَ فرسا وَقَالَ قَتَادَة حمل على ألف بعير وَسبعين فرسا وَاشْترى بِئْر رومة بِخَمْسَة وَثَلَاثِينَ ألفا وسبَّلها وَله من أَفعَال الْخَيْر وأنواع الْبر مَا يطول ذكره ولد بِمَكَّة قلت لم أظفر بِتَعْيِين مَوضِع وِلَادَته فِي كَلَام أحد مِمَّن يتَعَمَّد كَلَامه افْتتح فِي أَيَّامه الْإسْكَنْدَريَّة وسابور وافريقية وقبرص وسواحل الرّوم واصطخر الْآخِرَة وَفَارِس الأولى وخوزستان وطبرستان وكرمان وسجستان وساحل الْأُرْدُن ومرو والأساورة
(ذكر إِسْلَامه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)
قَالَ فِي الرياض النضرة فِي مَنَاقِب الْعشْر عَن عَمْرو بن عُثْمَان رَضِي الله
عَنْهُمَا قَالَ كَانَ إِسْلَام عُثْمَان أبي فِيمَا حَدثنَا عَن نَفسه قَالَ كنت رجلا مشتهراً بِالنسَاء وَإِنِّي ذَات لَيْلَة بِفنَاء الْكَعْبَة قَاعد فِي رَهْط من قُرَيْش إِذْ أَتَيْنَا فَقيل لنا إِن مُحَمَّدًا أنكح عتبَة بن أبي لَهب رقية وَكَانَت رقية ذَات جمال رائع قَالَ عُثْمَان فدخلتني الْحَسْرَة لم لَا أكون أَنا سبقت إِلَى ذَلِك فَلم ألبث أَن انصرفت إِلَى منزلي فَأَصَبْت خَالَة لي قَاعِدَة وهى سعدى بنت كريز وَكَانَت قد ظرفت وتكهنت عِنْد قَومهَا فَلَمَّا رأتني قَالَت // (من الرجز) //
(أَبْشِرْ وحُيِّيتَ ثَلاثًا تَتْرَى
…
أتَاكَ خيرٌ ووُقِيتَ شرَّا)
(أُنْكِحْتَ وَالله حَصَانًا زَهْرَا
…
وأنتَ بَكْرٌ ولَقِيتَ بِكْرَا)
(وافيتهَا بنتَ عَظِيمٍ قَدْرَا
…
لله أمْرٌ قَدَ أشاد ذِكْرَا)
قَالَ عُثْمَان فعجبت من قَوْلهَا فَقلت يَا خَالَة مَا تَقُولِينَ فَقَالَت يَا عُثْمَان // (من الرجز) //
(لَكَ الجَمَالُ ولَكَ اللِّسَانُ
…
هَذَا نَبيٌّ مَعَه البُرْهانُ)
(أَرْسَلَهُ محبُّه الدَّيَّانُ
…
فَاتْبَعْهُ لَا يعبأْ لَكَ الأوثَانُ)
قَالَ قلت يَا خَالَة إِنَّك لتذكرين شَيْئا مَا وَقع ذكره فِي بلدنا فأبينيه لي قَالَت مُحَمَّد بن عبد الله رَسُول الله من عِنْد الله جَاءَ بتنزيل الله يَدْعُو إِلَى الله ثمَّ قَالَت مصباحه مِصْبَاح وَدينه فلاح وَأمره نجاح وقرنه نطاح دَانَتْ لَهُ البطاح مَا ينفع الصياح لَو وَقع الذباح وسلت الصفاح ومدت الرماح قَالَ ثمَّ انصرفت وَوَقع كَلَامهَا فِي قلبِي فَجعلت أفكر فِيهِ وَكَانَ لي مجْلِس عِنْد أبي بكر فَأَتَيْته فَأَصَبْته فِي مجْلِس لَيْسَ عِنْده أحد فَجَلَست إِلَيْهِ فرآني منكسراً فَسَأَلَنِي عَن أَمْرِي وَكَانَ رجلا شايباً فَأَخْبَرته بِمَا سَمِعت من خَالَتِي فَقَالَ يَا عُثْمَان وَيحك إِنَّك رجل حَازِم لَا يخفى عَلَيْك الْحق من الْبَاطِل مَا هَذِه الْأَوْثَان الَّتِي يَعْبُدهَا قَومنَا أليست من حِجَارَة لَا تضر وَلَا تَنْفَع صم لَا تبصر وَلَا تسمع قلت بلَى وَالله إِنَّهَا كَذَلِك فَقَالَ وَالله صدقتك خالتك هَذَا مُحَمَّد بن عبد الله قد بَعثه الله برسالته إِلَى خلقه فَهَل لَك أَن تَأتيه فَتسمع مِنْهُ قلت بلَى فوَاللَّه مَا كَانَ بأسرع من أَن مر رَسُول الله
وَمَعَهُ عَليّ بن أبي طَالب يحمل ثوبا فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بكر قَامَ فسارَّه فِي أُذُنه بِشَيْء فجَاء رَسُول الله
فَقعدَ ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ يَا عُثْمَان أجب الله إِلَى