المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(7) باب الضحك - شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - جـ ١٠

[الطيبي]

الفصل: ‌(7) باب الضحك

(7) باب الضحك

الفصل الأول

4745 -

عن عائشة (رضي الله عنها)،قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم. رواه البخاري ..

4746 -

وعن جرير، قال: ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم. متفق عليه.

4747 -

وعن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويبتسم صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وفي رواية للترمذي: يتناشدون الشعر.

ــ

لم زجر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث هلال إذا عطس الرجل وقال: السلام عليكم، وسمى أمه على سبيل الفظاظة وهو جدير بالرفق؟ قلت: لعله قد سمع منه مرارا التشميت وعدل منه إلى ذلك؛ فلهذا زجره وما كان من ابن عمر ابتداء تعليم وارشاد.

باب الضحك

الفصل الأول

الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها، قوله:((مستجمعا)) المغرب: استجمع السيل، اجتمع من كل موضع. واستجمعت للمرء أموره، وأجمع له ما يحبه. وهو لازم، كما ترى. وقولهم: استجمع الفرس جريا، نصب على التمييز. وأما قول الفقهاء: مستجمعا شرائط الجمعة، فليس يثبت. انتهى كلامه. فعلى هذا ((ضاحكا)) نصب على التمييز، وإن كان مشتقا، كقولهم: لله دره فارسا، أي ما رأيته مستجمعا من جهة الضحك، يعني ما رأيته يضحك تاما مقبلا بكليته على الضحك.

و ((اللهوات)) جمع لهاة، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم.

الحديث الثاني والثالث عن جابر رضي الله عنه قوله: ((لا يقوم من مصلاه)) مح: فيه استحباب الذكر بعد الصبح، وملازمة مجلسها، ما لم يكن عذر. قال القاضي عياض: وكان السلف يواظبون على هذه السنة، ويقتصرون في ذلك على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس.

وفيه جواز الحديث بأخبار الجاهلية، وغيرها من الأمم، وجواز الضحك. والاقتصار على التبسم.

ص: 3081

الفصل الثاني

4748 -

عن عبد الله بن الحارث بن جزء، قال: ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي. [4748]

الفصل الثالث

4749 -

عن قتادة، قال: سئل ابن عمر: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل. وقال بلال بن سعد: أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا. رواه في ((شرح السنة)). [4749]

ــ

الفصل الثاني والثالث

الحديث الأول عن قتادة، قوله:((نعم، والإيمان)) هو من باب الرجوع، والقول بالموجب، أي نعم كانوا يضحكون، لكن لا يتجاوزون إلى ما يميت قلوبهم، ويتزلزل به إيمانهم من كثرة الضحك، كما ورد: إن كثرة الضحك تميت القلب، نحو قوله تعالى:} ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين {كأنه قيل: نعم هو أذن، ولكن نعم الأذن.

قوله: ((يشتدون)) أي يعدون، والشد العدو. و ((الغرض)) هنا الهدف، ومعناه: أنهم كانوا يعدون بين الغرضين، ويضحك بعضهم إلى بعض. وهذا التأويل موافق لما في النهاية، في حديث عقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين، وأنت شيخ كبير.

وضمن الضحك معنى السخرية، وعداه بإلى، كقوله تعالى:} وإذا خلوا إلى شياطينهم {.

قوله: ((رهبانا)) ((نه)) الرهبان بضم الراء جمع راهب، كركبان وراكب. ((نه)):وقد يقع على الواحد، ويجمع على رهابين. والرهبان من ترك الدنيا، وزهد فيها، وتخلى عنها، وعزل عن أهلها، وتعمد مشاقها.

ص: 3082