الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8) باب الأسامي
الفصل الأول
4750 -
عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما دعوت هذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي)) متفق عليه.
ــ
باب الأسامي
الفصل الأول
الحديث الأول والثاني عن جابر: قوله: ((ولا تكتتنوا بكنيتي)) اختلفوا فيه على وجوه:
أحدها: أنه لا يحل التكني بأبي القاسم أصلا، سواء كان اسمه محمد أو أحمد أو لم يكن له اسم لظاهر هذا الحديث. وذلك أنه لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى بأبا القاسم؛ لأنه يقسم بين الناس من قبل الله تعالى ما يوحى إليه ويتنزل عليه؛ وينزلهم منازلهم التي يستحقونها في الشرف والفضل وقسم الغنائم. ولم يكن أحد منهم يشاركه في هذا المعنى، منع أن يكنى به غيره بهذا المعنى، وهو مذهب الشافعي وأهل الظاهر.
((قض)):هذا إذا أريد به المعنى المذكور، أما لو كني به أحد للنسبة إلى ابن له اسمه قاسم، أو للعلمية المجردة جاز. ويدل عليه التعليل المذكور للنهي.
وثانيها: أن هذا الحكم كان في بدء الأمر ثم نسخ، فيباح التكني اليوم بأبى القاسم لكل أحد، سواء فيه من اسمه محمد أو غيره، وعلته التباس خطابه بخطاب غيره. ودل عليه نهيه في حديث أنس عقيب ما سمع رجلا يقول: يا أبا القاسم؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما دعوت هذا
…
وما روي في الفصل الثاني عن علي رضي الله عنه: ((أنه قال: يا رسول الله؛ إن ولد لي بعدك ولد أسميه محمدا وأكنيه بكنيتك، قال: ((نعم))،هذا مذهب مالك، وبه قال القاضي عياض، وبه قال جمهور السلف، وفقهاء الأمصار.
وثالثهما: أنه ليس بمنسوخ، وإنما كان النهي للتنزيه والأدب لا للتحريم، وهو مذهب جرير.
ورابعهما: أن النهي للجمع ولا بأس بالكنية وحدها لمن لا يسمى بواحد من الاسمين. ويدل عليه ما روى عن أبي هريرة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أحد بين اسمه وكنيته)) ونظيره قوله: ((لا تشرب اللبن وتأكل السمك)) أي حين شربه فيكون النهي عن الجمع بينهما وهو مذهب جماعة من السلف.
4751 -
وعن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي، فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم)).متفق عليه.
4752 -
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله، عبد الرحمن)) رواه مسلم.
4753 -
وعن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسمين غلامك؛ يسارا، ولا رباحا، ولا نجيحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون، فيقول: لا)) رواه مسلم. وفي رواية له، قال:((لا تسم غلامك رباحا، ولا يسارا، ولا أفلح، ولا نافعا))
ــ
وخامسها: أنه نهى عن التكني بأبي القاسم مطلقا. وأراد المقيد وهو نهي عن التسمية بالقاسم. وقد غير مروان بن الحكم اسم ابنه حين بلغه هذا الحديث فسماه عبد الملك. وكان اسمه القاسم، وكذا عن بعض الأنصار.
وسادسها: أن التسمية بمحمد ممنوعة مطلقا. وجاء فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((تسمون أولادكم بمحمد ثم تلعنونهم)) وكتب عمر إلى الكوفة: لا تسموا أحدا باسم النبي صلى الله عليه وسلم وسببه أنه سمع رجلا يقول لمحمد بن يزيد بن الخطاب: فعل الله بك يا محمد؛ فدعاه عمر رضي الله عنه فقال: ((أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب بك؛ والله لا تدعى محمد ما بقيت. وسماه عبد الرحمن. وهذا أكثره من كلام الشيخ محيي الدين النواوي. وقال أيضا: أجمعوا على جواز التسمية الأنبياء إلا ما قدمناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكره مالك التسمي بأسماء الملائكة كجبريل.
الحديث الثالث عن سمرة: قوله: ((لا تسمين)) ((مح)):قال أصحابنا: يكره التسمي بالأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم. والعلة فيها ما نبه صلى الله عليه وسلم بقوله:((أثم هو؟)) فيقول: ((لا)) فكره لشناعة الجواب.
((حس)):معنى هذا أن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل لحسن ألفاظها ومعانيها. وربما ينقلب عليهم ما قصدوه إلى الضد وسألوا، فقالوا: أثم يسارا أو نجيح؟ فقيل: ((لا)) فيتطيروا بنفيه، وأضمروا اليأس من اليسر وغيره، فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوء الظن والإياس من الخير، قال حميد بن زنجويه: فإذا ابتلى رجل في نفسه أو أهله ببعض هذه الأسماء فليحوله إلى غيره، فإن لم يفعل وقيل: أثم أو بركة؟ فإن من الأدب أن يقال: كل ما هنا يسر وبركة والحمدلله، ويوشك أن يأتي الذي تريده. ولا يقال:((ليس هنا)) ولا ((خرج)).والله أعلم.
4754 -
وعن جابر، قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك. ثم سكت بعد عنها، ثم قبض ولم ينه عن ذلك، رواه مسلم.
4755 -
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل يسمى ملك الأملاك)) رواه البخاري. وفي رواية لمسلم، قال:((أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله)).
ــ
الحديث الرابع عن جابر: قوله: ((أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهي)) كأنه لما رأي أمارات وسمع ما يشعر بالنهي لم يقف على النهي صريحا قال ذلك، وقد نهاه صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق لسمرة وشهادة الإثبات أثبت.
الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أخنى الأسماء)) قال في أساس البلاغة: الخنى الفحش، وقد خنى عليه في كلامه أفحش عليه. ومن المجاز أخنى عليهم الدهر، بلغ منهم بشدائده وأهلكهم، وأصابهم خنى الدهر. قال لبيد:
فإن هجدنا فقد طال السرى وقدرنا أن خنى الدهر غفل
أقول: لابد في الحديث من الحمل على المجاز؛ لأن التقييد بيوم القيامة مع أن حكمه في الدنيا كذلك؛ للإشعار بترتب ما هو مسبب عنه من إنزال الهوان وحلول العذاب. والرواية الأخرى لمسلم: أخنع اسم عند الله)).
قال الشيخ محيي الدين: سأل أحمد بن حنبل أبا عمرو عن ((أخنع)) فقال: أوضع، المعنى: أشد ذلا وصغارا يوم القيامة. وقال أبو عبيد: معنى أخنع: أي أقتل. والخنع القتل الشديد. انتهى كلامه. وقوله: ((رجل يسمى)) خبر ((أخنى)) ولابد من التأويل ليطابق الخبر المبتدأ وهو على وجهين: أحدهما: أن يقدر مضاف في الخبر أي: اسم رجل. وثانيهما: أن يراد بالاسم المسمى مجازا، أي أخنى الرجال رجل، كقوله تعالى:} سبح اسم ربك الأعلى {.وفيه من المبالغة أنه إذا قدس اسمه عما لا يليق بذاته فكأن ذاته بالتقديس أولى. وهذا إذا كان الاسم محكوما عليه بالهوان والصغار، فكيف بالمسمى، وإذا كان حكم المسمى ذلك فكيف بالمسمى، هذا إذا رضي المسمى بذلك الاسم واستمر عليه ولم يبدله. وهذا التأويل أبلغ من الأول وأولى؛ لأنه موافق لرواية مسلم:((أغيظ رجل)).
قوله: ((أغيظ الرجل)) ((قض)):أي أكثر من يغضب عليه غضبا، اسم تفضيل بني للمفعول كـ ((ألوم)) أضافه إلى المفرد على إرادة الجنس والاستغراق فيه.
أقول: و ((علي)) ليست بصلة لـ ((أغيظ)) كما يقال: اغتاظ على صاحبه ويغيظ عليه وهو مغيظ محنق؛ لأن المعنى يأباه كما لا يخفي. ولكن بيان، كأنه لما قيل: أغيظ رجل، قيل: على من؟ قيل: على الله تعالى، كقوله تعالى:} هيت لك {.فإن ((لك)) بيان لاسم الصوت.
((نه)):هذا مجاز الكلام المعدول عن ظاهره، فإن الغيظ صفة تعتري المخلوق، عند احتداده يتحرك لها. والله تعالى يتعالى عن ذلك وإنما هو كناية عن عقوبته للمسمى بهذا الاسم، أي أنه أشد أصحاب هذه الأسماء عقوبة عند الله تعالى.
أقول: إن الغيظ والغضب من الأعراض النفسانية لها بدايات وغايات. فإذا وصف الله تعالى بها، يتعين حملها على الغايات من الانتقام بإنزال الهوان وحلول العقاب، لا على بداياتها من التغيير النفساني، فعلى هذا في ((على)) معنى الوجوب أي واجب على الله تعالى على سبيل الوعيد أن يغيظ عليه وينكل به ويعذبه أشد العذاب.
قوله: ((ملك الأملاك)) ((مح)):زاد ابن أبي شيبة في روايته ((لا مالك إلا الله تعالى)) قال سفيان: مثل شاهنشاه. قال القاضي عياض: وقع في رواية ((شاه شاه)).قال: وزعم بعضهم أن الأصوب شاه شاهان. قال القاضي: فلا ينكر مجيء ما جاءت به الرواية؛ لأن كلام العجم مبني على التقديم والتأخير في المضاف والمضاف إليه انتهى كلامه. فيتغير الاعتبار بكون المعنى شاهان شاه. ثم قال القاضي عياض: ومنه قولهم: شاه ملك وشاهان الملوك وكذا ما يقولون: قاضي القضاة. أي يتسمى باسم الله عزوجل كقوله: ((الرحمن الجبار العزيز)).
((حس)):والذي قاله سفيان أشبه وكل له وجه.
أقول: تأويل الوجه الثاني هو أن يقال: معنى قوله: ((يسمى ملك الأملاك)) أي يسمى باسم من له الوصف وهو الله تعالى ونظيره قوله تعالى:} ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم {.إلى آخر الآيات الثلاثة. وليس هذا من مقول الكفار وجوابهم، بل جوابهم:((الله)) فحسب، يعني أنك إذا سألت الكفار: من خلق السموات والأرض؟ ينسبون الخلق إلى من هذه صفاته وهو الله تعالى.
ولو شئت قلت: هذه الوجه أبلغ؛ لأنه من باب الكناية؛ فإنهم يكنون بأخص الأوصاف
4756 -
وعن زينب بنت أبي سلمة، قال: سميت برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، سموها زينب)) رواه مسلم.
4757 -
وعن ابن عباس، قال: كانت جويرية اسمها برة فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. رواه مسلم.
4758 -
وعن ابن عمر، أن بنتا لعمر يقال لها: عاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة. رواه مسلم.
ــ
الرجل عن ذاته والمسمى به، وتنزيله على ما نحن بصدده أن يقال: إن هذا الوصف بلغ في الشهرة وعدم الإلباس بحيث ساوى الموصوف. فإذا أطلق لم يتبادر إلى الذهن غيره ولو احتمل الغير لبطلت المساواة. وأيضا إذا لم يجز أن يسمى مدلول ملك الأملاك كالرحمن والجبار، فلأن لا يجوز بالدال أولى.
وقوله: ((لا ملك)) اسئناف لبيان تعليل تحريم التسمية، فنفي جنس الملاك بالكلية لأن المالك الحقيقي ليس إلا هو، ومالكية الغير عارية له مستردة إلى مالك الملوك، فمن تسمى بهذا الاسم، نازع الله في رداء كبريائه، واستنكف أن يكون عبدا لله فيكون له الخزي والنكال والإلقاء في النار. وتحريره أن صفة المالكية مختصة بالله تعالى لا تتجاوز إلى غيره، والمملوكية صفة العبد لا يتجاوز عنها إلى غيرها. ولذلك كان أحب الأسماء إلى الله تعالى: عبد الله وعبد الرحمن ونحوهما؛ لأن من تسمى بها يكون على بصيرة؛ لأنه عرف قدره ولم يتعد طوره؛ وذلك أنه ليس بين الله وبين العبد نسبة إلا العبودية. وما تحقق أحد هذه النسبة حق تحقيقه إلا سيد المرسلين صلوات الله عليه؛ فلذلك وصفه الله تعالى في مقام القرب وبساط الأنس بقوله:} سبحان الذي أسرى بعبده ليلا {.ورفع روح الله عيسى عليه السلام عن نفسه التهمة بالربوبية بقوله:} إني عبد الله {ونهى أن يقول أحد لمملوكه: عبدي؛ لأن العبودية غاية التذلل لا يستحقها إلا من له غاية العزة والكبرياء،} وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم {} والله يقول الحق وهو يهدي السبيل {.
الحديث السادس والسابع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((فحول)) ((مح)):بين رسول الله صلىى الله عليه وسلم في الحديثين نوعين من العلة وهما التزكية وخوف التطير.
الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((يقال لها عاصية)) ((تو)):إنما كان ذلك منه في الجاهلية فإنهم كانوا يسمون بالعاصي والعاصية ذهابا إلى معنى الإباء عن قبول النقائص والرضى بالضيم، فلما جاء الله بالإسلام كره ذلك لهم.
4759 -
عن سهل بن سعد، قال: أتى بالمنذر بن أبى أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه على فخذه فقال:((ما اسمه؟)) قال: فلان. قال: ((لا، لكن اسمه المنذر)) متفق عليه.
4760 -
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي، ولا يقل العبد: ربي؛ ولكن ليقل: سيدي)) وفي رواية: ((ليقل: سيدي ومولاي)) وفي رواية: ((لا يقل العبد لسيده: مولاي؛ فإن مولاكم الله)).رواه مسلم.
ــ
قوله: ((جميلة)) كان من الظاهر أن تسمى بما يقابل اسمها، والمقابل برة وهو أيضا غير جائز للعلتين السابقتين؛ ولذلك عدل إلى ((جميلة)) وهي مقابلة لها من حيث المعنى؛ لأن الجميل لا يصدر منه إلا الجميل والبر. ((مح)):فيه استحباب تغيير الاسم القبيح كما يستحب تغيير الأسماء المكروهة إلى حسنة.
الحديث التاسع عن سهل: قوله: ((ولكن اسمه المنذر)) أي لا أرضى له بما سميتموه، ولكن أرضى له أن يكون اسمه المنذر. ولعله صلى الله عليه وسلم تفاءل به ولمح إلى معنى التفقه في الدين في قوله تعالى:} فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم {.
الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا يقولن أحدكم عبدي)) ((حس)): قيل: إنما منع أن يقول: ربي؛ لأن الإنسان مربوب متعبد بإخلاص التوحيد فكره المضاهاة بالاسم لئلا يدخل في معنى الشرك. والعبد الحر فيه بمنزلة واحدة، ولم يمنع العبد أن يقول: سيدي ومولاي؛ لأن مرجع السياد إلى معنى الرئاسة له وحسن التدبير لأمره؛ ولذلك سمي الزوج سيدا، وقيل في كراهة هذه الأسماء: هو أن يقول ذلك عن طريق التطاول على الرقيق والتحقير لشأنه. وإلا فقد جاء به القرآن قال تعالى:} والصالحين من عبادكم وإمائكم {.وقال:} عبدا مملوكا لا يقدر على شيء {.وقال:} اذكرني عند ربك {وقال أيضا:} سيدها لدى الباب {.ومعنى هذا راجع إلى البراءة من الكبر والتزام الذل والخضوع، ولم يحسن لأحد أن يقول: فلان عبدي، بل يقول: فتاي، وإن كان قد ملك فتاه ابتلاء وامتحانا من الله تعالى لخلقه، كما قال تعالى:} وجعلنا بعضكم لبعض فتنة {.وعلى هذا امتحان الله تعالى أنبياءه وأولياءه، ((ابتلى)) يوسف بالرق.
4761 -
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((لا تقولوا: الكرم؛ فإن الكرم قلب المؤمن)) رواه مسلم.
4762 -
وفي رواية له عن وائل بن حجر، قال:((لا تقولوا: الكرم؛ ولكن قولوا: العنب والحبلة)).
4763 -
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسموا العنب الكرم، ولا تقولوا: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر)) رواه البخاري.
ــ
((مح)):قالوا إنما كره للملوك أن يقال لهم: ربي؛ لأن فيه إبهام المشاركة لله تعالى. وأما حديث: ((حتى يلقاها ربها في الضالة، وحديث ((رب الصريمة)) وما في معناهما، فإنما استعمل؛ لأنها غير مكلفة فهي كالدار والمال. ولا كراهة أن يقول: رب المال والدار. وأما قول يوسف عليه السلام:} اذكرني عند ربك {و} إنه ربي أحسن مثواي {ففيه جوابان: أحدهما: أنه خاطبه بما يعرفه وجاز ذلك للضرورة. وثانيهما: أن هذا منسوخ من شرعنا.
الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((لا تقولوا: الكرم)) ((مح)) قال أهل اللغة: يقال رجل كرم وامراة كرم ورجلان كرم ورجال كرم ونسوةكرم، كله بفتح الراء وإسكانها بمعنى كريم، وصف بالمصدر كعدل وضيف. قوله:((الحبلة)) ((نه)):هي بفتح الحاء والباء وربما سكنت وهو في الأصل والقصيب من شجر الأعناب. أراد أن يقرر ويشدد ما في قوله تعالى:} إن أكرمكم عند الله أتقاكم {.بطريقة أنيقة ومسلك لطيف، فبصر أن هذا النوع من غير الأناسي المسمى بالاسم المشتق من الكرم. أنتم أحقاء بألا تؤهلوه بهذه التسمية ولا تسموها له غيرة للمسلم التقي ورفعة لمنزلته أن يشارك فينا سماه الله تعالى. وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كرما، ولكن الغرض بيان أن المستحق للاسم المشتق من الكرم المسلم، ونظيره في الأسلوب قول الله عزوجل:} صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة {.
أقول: وتلخيص المعنى تخطئة رأي من سمى العنب بالكرم؛ نظرا إلى أنه تتخذ منه الخمر، وشربها يولد الكرم، وتسفيههم فيها؛ لأنها أم الخبائث والرجس الذي هو من عمل الشيطان؛ وتصويب رأي من رأي استحقاق هذا بقلب المؤمن الطاهر عن أوضار الرجس والآثام، وأنه معدن مكارم الأخلاق ومنبعها ومركز التقوى، فهو أولى وأحرى أن يسمى كرما قال تعالى:} فإنها من تقوى القلوب {.وقال:} إن أكرمكم عند الله أتقاكم {،كأنه صلى الله عليه وسلم نبه
4764 -
وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسب أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر)) رواه مسلم.
4765 -
وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي/ ولكن ليقل: لقست نفسي)) متفق عليه.
وذكر حديث أبي هريرة: ((يؤذيني ابن آدم)) في ((باب الإيمان))
ــ
المسلمين على التحلي بالتقوى والتزيي به، وأنه رأس مكارم الأخلاق لا ما ذهب إليه أهل الجاهلية، وهو من باب المشاكلة، كقوله تعالى:} صبغة الله {فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه بالمعمودية، يقولون: هو تطهير لهم، فقيل للمسلمين: قولوا:} آمنا بالله {إلى قوله:} صبغة الله {أي قولوا: صبغنا الله بالإيمان صبغته ولم يصبغ صبغتكم التي هي النجاسة لا الطهر.
الحديث الثاني عشر والثالث عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يا خيبة الدهر)) ((الخيبة)) الحرمان والخسران، وقد خاب يخيب ويخوب، وهو من إضافة المصدر إلى الفاعل. وما يتعلق بالحديثين مضى بحثه مستوفي في كتاب الإيمان.
الحديث الرابع عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لقست)) ((نه)):أي غثت واللقس الغثيان، وإنما كره ((خبثت)) هربا من لفظ الخبث والخبيث، واللقس أيضا السيء الخلق، وقيل: الشحيح، ولقست نفسه إلى الشيء إذا حرصت عليه ونازعته عليه.
((مح)):إنما كره لفظ الخبث لشناعته، وعلمهم الأدب في الألفاظ واستعمال أحسنها وهجران قبيحها، فإن قيل: قد قال صلى الله عليه وسلم في الذي ينام عن الصلاة ((فأصبح خبيث النفس كسلان)) والجواب أنه صلى الله عليه وسلم مخبر هناك عن صفة غيره، وعن شخص مبهم مذموم الحال.
((تو)):وكم مثل ذلك في السنن، نهى عن لعن المسلم أشد النهي، ثم قال:((لعن الله من تولى غير مواليه))،وقال ((لعن الله من سرق منار الأرض))،وأمثال ذلك مما كان القصد فيه الوعيد والزجر لا اللعن لمسلم بعينه.
أقول: ويمكن أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم نهى الشخص أن ينسب إلى نفسه الخبث، فإنه مذموم لا يحتمل غير الذم، والمراد النهي عن التعرض لما يوصف به من صفة المنافقين من الكسل والرياء، قال تعالى:} وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس {.نعم؛ إذا صدر منهم نحو غثيان كنوم أو سهو أو نحو ذلك، يخبرون عن أنفسهم بأني لقست، فيتدارك ما فات منهم.
الفصل الثاني
4766 -
عن شريح بن هانئ، عن أبيه، أنه لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنون بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنى أبا الحكم)) قال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كل فريق بحكمي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما أحسن هذا، فما لك من ولد؟)) قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله. قال:((فمن أكبرهم)) قال: قلت: شريح. قال: ((فأنت أبو شريح)).راوه أبو داود، والنسائي. [4766]
4767 -
وعن مسروق، قال: لقيت عمر، فقال: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع. قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الأجدع الشيطان)).رواه أبو داود، وابن ماجه. [4767]
الفصل الثاني
الحديث الأول عن شريح: قوله: ((إن الله هو الحكم)) عرف الخبر وأتى بضمير الفصل فدل على الحصر، وأن هذا الوصف مختص به لا يتجاوز إلى غيره، أي منه الحكم وإليه ينتهي الحكم. ((حس)):الحكم هو الحاكم الذي إذا حكم لا يرد حكمه، وهذه الصفة لا تليق لغير الله تعالى، ومن أسمائه ((الحكم)).انتهى كلامه.
ولما لم يطابق جواب أبي شريح هذا المعنى، قال صلى الله عليه وسلم على ألطف وجه وأرشقه ردا عليه ذلك:((ما أحسن هذا)) لكن أين ذلك من هذا فاعدل عنه إلى ما هو يليق بحالك من التكني بالأبناء. وهو من باب الرجوع والتنبيه إلى ما هو أولى به وأليق بحاله.
والكنى على أنواع يطلق تارة على قصد التعظيم والتوصيف، كأبي المعالي، وأبي الفضائل وأبي الحكم، وللنسبة إلى الأولاد كأبي سلمة وأبي شريح وإلى ما لا يلابسه كأبي هريرة؛ فإنه رئي ومعه هرة فكني بذلك، وللعلمية الصرفة كأبي عمرو وأبي بكر.
((حس)):فيه أن الأولى أن يكنى الرجل بأكبر بنيه فإن لم يكن له ابن فبأكبر بناته، وكذلك المرأة بأكبر بنيها، فإن لم يكن لها ابن فبأكبر بناتها.
الحديث الثاني عن مسروق: قوله: ((الأجدع الشيطان)) وهو استعارة من مقطوع الأطراف لمقطوع الحجة.
4768 -
وعن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم)) رواه أحمد وأبو داود. [4768]
4769 -
وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسمى محمدا أبا القاسم. رواه الترمذي. [4769]
4770 -
وعن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سميتم باسمي، فلا تكتنوا بكنيتي)) رواه الترمذي، وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وفي رواية أبي داود، قال:((من تسمى باسمي، فلا يكتن بكنيتي؛ ومن تكنى بكنيتي، فلا يستم باسمي)). [4770]
4771 -
وعن عائشة (رضي الله عنها)،أن امرأة قالت: يا رسول الله! إني ولدت غلاما فسميته محمدا، وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، قال:((ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي، أو ما الذي حرم كنيتي وأحل اسمي؟)) رواه أبو داود. وقال محيي السنة: غريب. [4771]
الحديث الثالث والرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((يسمى محمد أبا القاسم))، ((محمد)) مرفوععلى أنه مقعول أقيم مقام الفاعل. كذا في جامع الترمذي وشرح السنة وأكثر نسخ المصابيح. المعنى يسمى المسمى بمحمد أبا القاسم. وفي جامع الأصول وبعض نسخ المصابيح ((محمدا)) منصوب فالفعل يكون على بناء الفاعل.
الحديث الخامس والسادس عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((ما الذي حرم كنيتي)) فيه تصريح على أن النهي عن الجمع ليس للتحريم بل للتنزيه كما سبق.
4772 -
وعن محمد بن الحنفية، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله! أرأين إن ولد لي بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: ((نعم)).رواه أبو داود. [4772]
4773 -
وعن أنس، قال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي ((المصابيح)):صححه.
4774 -
وعن عائشة (رضي الله عنها)،قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم القبيح. رواه الترمذي. [4774]
4775 -
وعن بشير بن ميمون، عن عمه أسامة بن أخدري، أن رجلا يقال له. أصرم كان في النفر الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما اسمك؟)) قال: أصرم قال: ((بل أنت زرعة)).رواه أبو داود. [4775]
4776 -
وقال: وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحباب، وشهاب، وقال: تركت أسانيدها للاختصار. [4776]
الحديث السابع والثامن عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((ببقلة)) ((مظ)) يعني كنت أقلع بقلة اسمها حمزة- بالحاء والزاي- فكناني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حمزة.
الحديث التاسع والعاشر عن بشير: قوله: ((أصرم)) الأصرم مأخوذ من الصرم وهو القطع فهو غير مستحسن. والزرعة مأخوذة من الزرع وهو مستحسن.
الحديث الحادي عشر عن أبي داود: قوله: ((اسم العاص)) ((فا)):كره العاصي؛ لأن شعار المؤمن الطاعة. و ((العزيز))؛لأن العبد موصوف بالذل والخضوع، والعزة لله تعالى. و ((عتلة))؛ لأن معناها الغلظة والشدة من ((عتلته)) إذا جذبته جذبا عنيفا، والمؤمن موصوف بلين الجانب وخفض الجناح، و ((الحكم))؛لأنه الحاكم ولا حاكم إلا الله. و ((شهابا))؛لأن الشعلة والنار عقاب الكفار؛ ولأنه يرجم به الشيطان. و ((غرابا))؛لأن معناه البعيد؛ ولأنه من أخبث الطير لوقوعه على الجيف وبحثه عن النجاسة.
4777 -
وعن أبي مسعود الأنصاري، قال لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ((زعموا؟)) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بئس مطية الرجل)).رواه أبو داود وقال: إن أبا عبد الله، حذيفة. [4777]
4778 -
وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)) رواه أحمد وأبو داود. [4778]
((حس)):وشيطانا))؛ لأن اشتقاقه من الشطن وهو البعد عن الخير، وهو اسم المارد الخبيث من اوالجن. و ((حبابا))؛ لأنه نوع من الحيات، وروى أن الحباب اسم الشيطان.
قوله: ((وقال: تركت أسانيدها)) عطف على قوله: ((قال وغير)) وهو قول راوي أبي داود يقول: روى أبو داود أحاديث متعددة بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها أنه صلى الله عليه وسلم غير أسامي رجال، ثم عطف أبو داود قوله: وغير .... إلخ من حيث المعنى على المذكور. ثم قال: ما ذكرته من التغيير ورد في أحاديث متفرقة مسندة، وإني تركت أسانيدها اختصارا، كذا في شرح السنة وفي سنن أبي داود: قال أبو داود سليمان الأشعث: وغير النبي صلى الله عليه وسلم .... وفي المصابيح: وروي أنه صلى الله عليه وسلم غير اسم العاص .... ولعله سهوا من الناسخ.
الحديث الثاني عشر عن أبي مسعود: قوله: ((زعموا)) أي في شأن ((زعموا)) أو أمره، أي هل كان يرضى به قولا أو لم يرض، ولابد من هذا التأويل؛ ليدخل في باب تغيير الألفاظ الشنيعة، ولما لم يرض به صلى الله عليه وسلم قال:((بئس مطية الرجل)) يعني ينبغي أن لا يكثر الرجل في كلامه: زعم فلان وفلان كيت وكيت. وينسب الكذب إلى أخيه المسلم، اللهم إذا تحقق وتيقن كذبه، وأراد أن يحترز الناس عنه كما ورد في كلامه تعالى:} زعم الذين كفروا {،} بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا {،} أين شركائي الذين زعمتم {.
((نه)):معناه أن الرجل إذا أراد شيئا من المسير إلى بلد والظعن في حاجه، ركب مطية وسار حتى يقضي إربه، فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله: زعموا كذا وكذا، بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة. وإنما يقال:((زعموا)) في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، وإنما يحكى على الألسن على سبيل البلاغ، فذم من الحديث ما كان هذا سبيله. والزعم- بالضم- والفتح قريب من الظن.
الحديث الثالث عشر عن حذيفة: قوله: ((وشاء فلان))، ((حس)):لما كان الواو حرف
4779 -
وفي رواية منقطعا قال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد وقولوا: ما شاء الله وحده)).رواه في ((شرح السنة)). [4779]
4780 -
وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيد فقد أسخطتكم ربكم)).رواه أبو داود. [4780]
الفصل الثالث
4781 -
عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: جلست إلى سعيد بن المسيب
الجمع والتشريك، منع من عطف إحدى الشيئين على الأخرى. ((نه)):وأمر بتقديم مشيئة الله وتأخير مشيئة من سواه بحرف ((ثم)) الذي هو للتراخي.
أقول: ((ثم)) ههنا يحتمل التراخي في الزمان وفي الرتبة: فإن مشيئة الله تعالى أزلية ومشيئته حادثة تابعة لمشيئة الله تعالى:} وما تشاءون إلا أن يشاء الله {.وما شاء الله كان، ومشيئة العبد لم يقع أكثرها، فأين إحداهما من الأخرى؟
فإن قلت: كيف رخص أن يقال: ما شاء الله ثم شاء فلان، ولم يرخص في اسمه صلى الله عليه وسلم حيث قال:((قولوا ما شاء الله وحده))؟.
قلت: فيه وجهان: أحدهما: دفعا لمظنة التهمة في قولهم: ((ما شاء الله وشاء محمد)) تعظيما له ورياء لمنزلته. وثانيهما: أنه رأس الموحدين ومشيئته مغمورة في مشيئة الله تعالى ومضمحلة فيها.
الحديث الرابع عشر عن حذيفة: قوله: ((إن يك سيدا)) أي إن يك سيدا لكم، فيجيب عليكم طاعته، فإذا أطعتموه فقد أسخطتم ربكم؛ أو لا تقولوا للمنافق سيدا، فإنكم إن قلتم ذلك فقد أسختطم ربكم؛ فوضع الكون موضع القول تحقيقا له. وفيه أن قول الناس لغير الله ((مولانا)) كالحكماء والأطباء داخل في هذا النهي والوعيد بل هو أشد لورود قوله تعالى ((مولانا)) في التنزيل دون السيد.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عبد الحميد: قوله: ((بل أنت سهل)) أي هذا الاسم غير مناسب لك؛ لأنك حليم لين الجانب ينبغي أن تسمى سهلا.