الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1) - (1412) - بَابُ الْجَوَامِعِ مِنَ الدُّعَاءِ
(1)
- 3788 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ أَبيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي قَالَ: "قُلِ:
===
(1)
- (1412) - (باب الجوامع من الدعاء)
(1)
- 3788 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي، ثقة متقن، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا أبو مالك سعد بن طارق) الأشجعي الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات في حدود الأربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) طارق بن أشيم - بالشين المعجمة على وزن أحمر - ابن مسعود الأشجعي والد أبي مالك، الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، له أحاديث، قال مسلم: لم يرو عنه غير ابنه. يروي عنه: (م ت س ق).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة، لأن رجاله ثقات.
(أنه) أي: أن طارق بن أشيم (سمع النبي صلى الله عليه وسلم و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم (قد أتاه) وجاءه (رجل) من الأعراب ممن أسلم (فقال) ذلك الرجل: (يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي) لحوائجي دينًا ودنيا؟ فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل) أيها الرجل إذا أردت دعاء
اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي - وَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ إِلَّا الْإِبْهَامَ - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ".
===
ربك أي حاجة لك من حوائج الدين والدنيا: (اللهم؛ اغفر لي) جميع ذنوبي صغائرها وكبائرها (وارحمني) رحمة واسعة في الدنيا والاخرة (وعافني) أي: سلمني من بلاء الدنيا والآخرة (وارزقني) رزقًا واسعًا طيبًا حلالًا.
وجملة قوله: (وجمع أصابعه الأربع) حال من فاعل (قال)؛ أي: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: قل هذه الكلمات الأربع، والحال أنه قد جمع أصابعه الأربع (إلا الإبهام).
والفاء في قوله: (فإن هؤلاء) تعليل لجملة الأمر بالقول؛ أي: وإنما أمرتك بقول هذه الكلمات الأربع؛ لأن هؤلاء الكلمات الأربع (يجمعن لك) حوائج (دينك و) حوائج (دنياك).
والمعنى: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمات الأربع، والحال أنه صلى الله عليه وسلم قد جمع أصابعه الأربع أولًا، وقبض إصبعًا من أصابعه الأربع مع كل واحدة من تلك الكلمات الأربع؛ كأنه يعدها، إلا الإبهام؛ فإنه تركها مبسوطة؛ أي: قل هذه الكلمات الأربع عند دعائك (فإن هؤلاء) الكلمات الأربع (يجمعن لك دينك ودنياك) أي: هذه الدعوات الأربع تجمع لك خيرات دينك وخيرات دنياك؛ أي: تجمع به خيرات الدارين وتكفيك شرورهما.
قال القرطبي: قوله: (جمع أصابعه الأربع إلا الإبهام) فعل ذلك تمثيلًا لما في النفس، وجمعًا لها بالحفظ، ولعله صلى الله عليه وسلم قبض كل إصبع عند تكلم كل كلمة من هذه الكلمات الأربع، فصارت الأصابع المقبوضة أربعةً، وبقي الإبهام على حاله.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الذكر والدعاء
(2)
- 3789 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي جَبْرُ بْنُ حَبِيب، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ
===
والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب ذكر ما يستفتح به القيام، وأحمد والطبراني وابن أبي شيبة.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث طارق بن أشيم بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(2)
- 3789 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الباهلي أبو عثمان الصفار البصري، ثقة ثبت، من كبار العاشرة، مات في حدود عشرين ومئتين (220 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).
قال حماد: (أخبرني جبر) بجيم مفتوحة وموحدة ساكنة (ابن حبيب) ثقة عارف باللغة، من السادسة. يروي عنه:(ق).
(عن أم كلثوم بنت أبي بكر) الصديق رضي الله تعالى عنهما، توفي أبوها وهي حمل، ثقة، من الثانية. يروي عنها:(م س ق)، ولدتها له أسماء بنت عميس رضي الله تعالى عنها.
(عن) أختها (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: "اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا".
===
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها) أي: علم عائشة (هذا الدعاء) المذكور بقوله: (اللهم؛ إني أسألك من) أنواع (الخير كله) أي: جميع أنواع الخير، وجملة الدعاء المذكور إلى آخره بدل محكي من قوله:(هذا الدعاء)، ولفظة:(كله) توكيد.
وقوله: (عاجله) أي: مستعجله (وآجله) أي: متأخره؛ بدلان من (كله) بدل تفصيل من مجمل، وقوله:(ما علمت منه) أي: من ذلك الخير وهو راجع إلى عاجله (وما لم أعلم) منه، وهو متأخره في محل الجر بدلان من (كله).
وقوله: (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم) نظير ما قبله في التفصيل السابق.
وعلمها أيضًا: (اللهم؛ إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك) محمد صلى الله عليه وسلم (وأعوذ بك من شر ما عاذ به) أي: من شر ما استعاذ منه (عبدك ونبيك) محمد صلى الله عليه وسلم.
وعلمها أيضًا قوله: (اللهم؛ إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل) وعلمها أيضًا قوله: (وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك) يا إلهي (أن تجعل كل قضاء) وقدر (قضيته) وقدرته (لي) أو عليَّ (خيرًا) ونفعًا لي لا شرًا وضررًا علي.
(3)
- 3790 - (3) حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، لكن رواه أبو داوود الطيالسي في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه" والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي على تصحيحه، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد ومتابعات، وغرضه: الاستشهاد به لحديث طارق.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث طارق بن أشيم بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(3)
- 3790 - (3)(حدثنا يوسف بن موسى) بن راشد (القطان) أبو يعقوب الكوفي نزيل الري ثم بغداد، صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(خ د ت ق).
(حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط - بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة - الضبي، مات سنة ثمان وثمانين ومئة (188 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) سليمان (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة قارئ، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه، مات سنة سبع، وقيل: سنة ثمان، وقيل: تسع وخمسين. يروي عنه: (ع).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: "مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ "، قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّار، أَمَا وَاللهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، قَالَ:"حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ".
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه:(ما تقول) وتقرأ (في الصلاة؟ ) أي: أي شيء تقرأ في صلاتك المفروضة؛ هل تقرأ سورة الفاتحة أم غيرها؟ (قال) الرجل في جواب سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أتَشَهَّدُ) من التفعل مضارع مسند إلى ضمير المتكلم؛ أي: أنا أقرأ التشهد في صلاتي؛ أي: أقول في صلاتي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله (ثم) بعد تشهدي في القيام (أسأل الله الجنة، وأعوذ به) أي: بالله (من النار، أما) أي: أرجو أن تسمع مني فيما أقول لك يا رسول الله، فـ (أما) هنا حرف تنبيه واستفتاح (والله) أي: أقسم لك بالإله الذي لا إله غيره (ما) نافية؛ أي: ما (أُحْسِنُ) ولا أَعرِفُ (دَنْدَنَتكَ) أي: صَوْتكَ الخَفِيَّ في قيامك في الصلاة - إذا صليت أنت بنا في مسجدك يا رسولَ الله (ولا) أعرف (دندنة معاذ) بن جبل؛ أي: صَوْتَه الخفيَّ في قيامه إذا صلى بنا معاذ في مسجده، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(حَوْلَها) أي: حولَ تلك الدندنةِ وأثَرها وخَلْفها (نُدَنْدِنُ) ونَتَّبعُ؛ أي: نتبع نحن معاشرَ المؤمنين تلك الدندنة التي أُدَنْدِنُها أنا أو معاذ وخَلْفَها في أصواتنا الخفية السرية في صلاتنا السرية، فلا نقرأ التشهد ولا الدعاء في قيامنا في الصلاة السرية؛ أي: نقرأ الفاتحة وراء الإمام.
قوله: "كيف تقول في الصلاة؟ " خطاب للرجل وسؤال عن كيفية صلاته
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وقراءته في صلاته؛ أي: أي شيء تقرأ في قيامك في الصلاة.
ولفظ "العون": أي: ما تدعو في صلاتك؟ (قال) الرجل: (أتشهَّدُ) - بتشديد الهاء - تفعُّلٌ من الشهادة؛ يريد: تَشهُّدَ الصلاةِ؛ وهو التحياتُ
…
إلى آخره، سمي تشهدًا؛ لأن فيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وقول صاحب "العون": (أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم .. غلط فاحش في هذا المقام؛ لأنها ليست شرطية، بل هي ها هنا استفتاحية، وهي مخففة لا غير، وكأن صاحب "العون" في كتابه هذا غاب عنه كيفيةُ استخدام فنون اللغة العربية رحمه الله تعالى وجزاه عنا على ما أفادنا في كتابه هذا وجميع المسلمين.
وإنما صرحنا هنا بهذا الغلط؛ لأنه فاحش ربما يظن المبتدئ أنه صواب فيستدل به، رب؛ لا تجعلني مِمَّنْ يَدْخلُ في قول بعضهم:
وكم من عائب قول صحيحًا
…
وآفته من الفهم السقيم
قوله: (ما أُحسن دندنتك) من الإحسان؛ أي: لا أعرف ولا أدري ولا أعلم (دندنتك) فأعمل بها - بدالين مفتوحتين ونونين - من الدندنة؛ نظير الزلزلة؛ وهي أن يتكلم الرجل بالكلام تُسمعُ نغمته ولا يُفْهَم؛ نظير الدوي في حديث جبريل؛ وهي أرفع من الهَيْنَمَةِ قليلًا، قاله في "النهاية"، وقال الخطابي: الدندنةُ: قراءةٌ مُبْهَمة غير مفهومة، والهينمةُ مِثْلُها أو نحوُها. انتهى.
(ولا) أدري ولا أعرف (دندنة) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي أبي عبد الرحمن المشهور رضي الله تعالى عنه، من أعيان الصحابة، شهد بدرًا وما بعدها، وكان إليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن، مات
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
بالشام سنة ثماني عشرة (18 هـ) كان يصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم والعشاء بقومه في مسجدهم؛ لأنه كان من قُرَّاءِ الصحابة؛ والمعنى: أي: لا أدري ولا أعرف ما تدعو به أنت يا رسول الله وما يدعو به معاذ إمامنا؛ أي: ولا أعرف دعاءك الخفي الذي تدعو به في الصلاة، ولا صوت معاذ، ولا أقدر على نظم ألفاظ المناجاة لمثلك ومثلِ معاذ.
وإنما ذكَرَ الرجلُ الصحابيَّ معاذًا - والله أعلم - لأنه كان من قوم معاذ، أو هو ممن كان يصلي خلف معاذ.
والحاصل: أي: أني أسمع صوتك وصوت معاذ، ولكن لا أفهم.
(حولها) بالإفراد هكذا في نسخ الكتاب، وكذا في نسخ "أبي داوود".
وقال المناوي في "فيض القدير": (حولها) يعني: الجنة، كذا هو بخط السيوطي، وما في نسخ "الجامع الصغير" من أنه (حولهما) تحريف وإن كان روايةً. انتهى.
قال ابن الأثير: وفي رواية: (حولهما ند ندن) والضمير في (حولهما) للجنة والنار؛ أي: حولهما ندندن بطلب الجنة والاستعاذة من النار.
ومنه: دندن الرجل؛ إذا اختلف في مكان واحد مجيئًا وذهابًا، وأما رواية:(عنهما ندندن) فمعناه أن دندنتنا صادرة عنهما وكائنة بسببهما. انتهى.
وقال المناوي في "فيض القدير": أي: ما ندندن إلا حول طلب الجنة، والتعوذ من النار، وضمير (حولهما) للجنة والنار؛ فالمراد: ما ندندن إلا لأجلهما، ففي الحقيقة لا مباينة بين ما ندعو به وبين دعائك. انتهى.
قال السيوطي: أي: حول الجنة والنار ندندن، وإنما نسأل الجنة ونتعوذ من النار؛ كما تفعل، قاله تواضعًا وتأنيسًا له. انتهى من "العون".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، وأحمد وابن حبان في "الموارد" بإسناد صحيح على شرط مسلم، وابن خزيمة في "صحيحه".
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم