الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(17) - (1428) - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ
(44)
- 3831 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: يَتَعَوَّذُ إِذَا سَافَرَ: "اللَّهُمَّ؛ إِنِّي
===
(17)
- (1428) - (باب ما يدعو به الرجل إذا سافر)
(44)
- 3831 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا عبد الرحيم بن سليمان) الكناني أبو علي الأشل المروزي نزيل الكوفة، ثقةٌ له تصانيف، من صغار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(وأبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عاصم) بن سليمان الأحول أبو عبد الرَّحمن البصري، ثقةٌ، من الرابعة، مات بعد سنة أربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن سرجس) - بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم بعدها مهملة - المزني البصري حليف بني مخزوم الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه. يروي عنه: (م عم).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن سرجس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) هذا رواية أبي معاوية (وقال عبد الرحيم) في روايته: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يتعوذ) ويتحصن باسم الله (إذا سافر) فيقول في تعوذه: (اللهم؛ إني
أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَب، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْر، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُوم،
===
أعوذ بك من وعثاء السفر) أي: شدته ومشقته.
والوعثاء - بفتح الواو وإسكان العين المهملة وبالثاء المثلثة وبالمد -: الشدة والمشقة والتعب، وأصله من الوعث؛ وهو الرمل، والمشي فيه يشتد على صاحبه ويشق، ويقال: رمل أوعث، ورملة وعثاء.
(و) من (كآبة) أي: ومن سوء (المنقلب) والرجوع إلى الأهل والأولاد لآفة أصابتهم بعد سفره؛ والكآبة - بفتح الكاف وبالمد -: وهو تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن، يقال: كئب كآبة واكتأب فهو مكتئب وكئيب.
والمعنى: أنه يرجع من سفره بأمر يحزنه؛ إما أصابه في سفره، وإما قدم عليه؛ مثل أن يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضي، أو قد فقد بعضهم، كذا في "النهاية".
والمنقلب - بفتح اللام - المرجع. انتهى من "تحفة الأحوذي".
(و) من (الحور) أي: من النقصان (بعد الكور) أي: بعد الزيادة، وقيل: من فساد الأمور بعد صلاحها، وأصل الحور: نقض العمامة بعد لفها، وأصل الكور: من تكوير العمامة؛ وهو لفها وجمعها.
(و) من (دعوة المظلوم) أي: أعوذ به من الظلم؛ فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم، ودعوة المظلوم ليس بَيْنَهَا وبين اللهِ حجاب، ففيه التحذير من الظلم ومن التعرض لأسبابه.
قال الطيبي: فإن قلت: (دعوة المظلوم) يحترز عنها، سواء كانت في الحضر أو السفر .. قلت: كذلك الحور بعد الكور، لكن السفر مظنة البلايا
وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ"، وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَإِذَا رَجَعَ .. قَالَ مِثْلَهَا.
===
والمصائب والمشقة فيه أكثر، فخصت به. انتهى.
ويريد به: أنه حينئذ مظنة النقصان في الدين والدنيا، وباعث على التعدي في حق الرفقة وغيرهم، لا سيما في مضيق الماء؛ كما هو مشاهد في سفر الحج فضلًا عن غيره (و) من (سوء المنظر) بفتح الظاء المشالة (في الأهل والمال) أي: من أن يطمع ظالم أو فاجر في المال والأهل، قاله القاري.
وقال في "المجمع": سوء المنظر في الأهل والمال: أن يصيبهما آفة يسوء النظر إليه (وزاد أبو معاوية) في روايته على عبد الرحيم لفظة: (فإذا رجع) النبي صلى الله عليه وسلم من سفره .. (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (مثلها) أي: مثل هذه الاستعاذة التي قالها في بداية سفره، وهذه زيادة قالها المؤلف نقلًا عن شيخه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافرًا، والنسائي في كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الحور بعد الكور، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا هذا الحديث الواحد.
والله سبحانه وتعالى أعلم