الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(24) - (1435) - بَابٌ: مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ فِي مَنَامِهِ .. فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ
(67)
- 3854 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْر، عَنْ عُمَرَ بْنِ سعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
===
(24)
- (1435) - (باب: من لعب به الشيطان في منامه .. فلا يحدث به الناس)
(67)
- 3854 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير) بن عمر بن درهم الأسدي أبو أحمد الزبيري الكوفي، ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عمر بن سعيد بن أبي حسين) النوفلي المكي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(خ م ت س ق).
(حدثني عطاء بن أبي رباح) أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (جاء رجل) من المسلمين، لم أر من ذكر اسمه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال) ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم:
إِنِّي رَأَيْتُ رَأْسِي ضُرِبَ فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"يَعْمِدُ الشَّيْطَانُ إِلَى أَحَدِكُمْ فَيَتَهَوَّلُ لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ".
===
(إني رأيت) في المنام (رأسي ضرب) بنحو السيف - بالبناء للمفعول - أي: رأيته مضروبًا (فرأيته) أي: فرأيت رأسي (يتدهده) هو من مزيد الرباعي بحرف؛ من باب تدحرج؛ أي: يتدحرج ويضطرب على الأرض (فقال) له (رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمد الشيطان) ويقصد (إلى) أن يتلاعب بـ (أحدكم) بالرؤيا المزعجة المخوفة (فيتهول) أي: يتخوف ويفزع ذلك الأحد (له) أي: للشيطان؛ أي: لرؤيا الشيطان المفزعة (ثم يغدو) ذلك الأحد؛ أي: يخرج غدوةً وصباحًا من بيته إلى النادي حالة كونه (يخبر الناس) بتلك الرؤيا المزعجة الخبيثة.
وقوله: "يخبر الناس" مضارع من الإخبار، قاله بقصد الإنكار على الرجل الإخبارَ للناس بمثل تلك الرؤيا، وأنه لا ينبغي له الإخبار بها، إنما ينبغي له السكوت والإعراض عنها؛ كما قال في الحديث الآخر المتفق عليه؛ أعني: حديث أبي قتادة الأنصاري: (والحلم من الشيطان) أي: تخويف وإزعاج منه (فإذا حلم أحدكم حلمًا) أي: رؤيا مزعجة (يكرهه) أي: يزعجه ويحزنه .. (فلينفث عن يساره ثلاثًا، وليتعوذ بالله من شرها) ولا يحدث بها أحدًا (فإنها لا تضره).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله رواه الشيخان، أخرجه مسلم في كتاب الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(68)
- 3855 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ وَسَقَطَ رَأْسِي، فَاتَّبَعْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَعَدْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ
===
(68)
- 3855 - (2)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
(حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التَّمِيميُّ الكوفي، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه (ع).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سفيان) الإسكاف طلحة بن نافع الواسطي نزيل مكة، صدوق، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) جابر: (أتى) أي: جاء (النبي صلى الله عليه وسلم رجل) من المسلمين (وهو) أي: والحال أن النبي صلى الله عليه وسلم (يخطب) الناس أي: يعظهم بالترهيب والترغيب (فقال) الرجل الجائي: (يا رسول الله) إني (رأيت البارحة) أي: في أقرب ليلة مضت علينا (فيما يرى النائم) أي: في رؤية النائم (كأن عنقي ضربت) بنحو السيف (وسقط) عني (رأسي) وهو يتدحرج ويضطرب على الأرض (فاتبعته) أي: فاتبعت رأسي الساقط مني فألحقته (فأخذته فأعدته) أي: فأعدت رأسي ورجعته إلى محله الذي قطع منه؛ وهو العنق (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل: (إذا لعب الشيطان
بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ .. فَلَا يُحَدِّثَنَّ بِهِ النَّاسَ".
(69)
- 3856 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
===
بأحدكم في منامه .. فلا يحدثن) أي: لا يخبرن (به) أي: بذلك المنام لأحد من (الناس) لأنه يأتيكم في الحلم بما يفزعكم ويزعجكم، ليشوشكم ويدخل عليكم الهم بالرؤيا المزعجة.
وفي رواية مسلم: فزجر النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي الذي أخبره ذلك المنام، وقال له في زجره:"لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام وتشويشه لك؛ لأن الرؤيا تقع لأول تعبير عبر به" وقد ورد في ذلك أحاديث؛ منها: ما أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه بسند حسن عن أبي رزين العقيلي مرفوعًا: "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر؛ فإذا عبرت .. وقعت"، ومنها: ما أخرجه عبد الرزاق عن أبي قلابة مرسلًا: (الرؤيا تقع على ما يعبر به، مَثَلُ ذلك مَثَلُ رجلٍ رفع رجْلَه فهو ينتظر متى يضعها)، ولكن قيده البخاري بما إذا كان المعبر مصيبًا، أما إذا أخطأ في التعبير .. فلا تقع الرؤيا على تعبيره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث آخر لجابر أيضًا رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(69)
- 3856 - (3)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي مولاهم
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ .. فَلَا يُخْبِرِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ".
===
المصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري، ثقة ثبت حافظ، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي الزبير) المكي الأسدي، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حلم) - بفتح اللام - ورأى (أحدكم) في المنام الرؤيا المزعجة المخوفة له .. (فلا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام) أي: فلا يخبر أحدكم بتلعب الشيطان وإرهابه إياه وتخويفه له في المنام.
قال النووي: قال المازري: يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن منامه هذا من الأضغاث - أي: أضغاث الأحلام - بوحي أو بدلالة من المنام، دلته على ذلك أو على أنه المكروه الذي هو تحزين من الشيطان، وأما المعبرون .. فيتكلمون في كتبهم على قطع الرأس، ويجعلونه دلالة على مفارقة الرائي ما هو فيه من النعم، أو مفارقةِ مَن فوقه ويزول سلطانه ويتغير حاله في جميع أموره إلا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
أن يكون عبدًا، فيدل على عتقه، أو مريضًا فيدل على شفائه، أو مديونًا فيدل على قضاء دينه، أو من لم يحج فيدل على أنه يحج، أو مغمومًا فيدل على فرحه، أو خائفًا فيدل على أمنه، والله أعلم. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الرؤيا، باب لا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده؛ كما مر آنفًا وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال به على الترجمة، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم