الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(31) - (1442) - بَابُ حُرْمَةِ دَمِ الْمُؤْمِنِ وَمَالِهِ
(88)
- 3875 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ: "أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الْأَيَّامِ
===
(31)
- (1442) - (باب حرمة دم المؤمن وماله)
(88)
- 3875 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق خطيب مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي - بفتح المهملة وكسر الموحدة - أخو إسرائيل الكوفي، نزل الشام مرابطًا، مأمون، من الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ)، وقيل: سنة إحدى وتسعين. يروي عنه: (ع).
(حدثنا الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي صالح) ذكوان السمان المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك الأنصاري المدني رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو سعيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ألا) أي: انتبهوا من غفلتكم واستمعوا ما أقول لكم: (إن أحرم الأيام)
يَوْمُكُمْ هَذَا، وَإنَّ أَحْرَمَ الشُّهُورِ شَهْرُكُمْ هَذَا، أَلَا وَإنَّ أَحْرَمَ ألْبَلَدِ بَلَدُكُمْ هَذَا، أَلَا وَإنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ؛ أشْهَدْ".
===
أي: إن أشد الأيام وأكثرها حرمةً وتعظيمًا عند الله (يومكم هذا) أي: يوم عرفة الذي كنتم فيه الآن، ألا (وإن أحرم الشهور) أي: أشدها حرمةً عند الله تعالى وأعظمها تعظيمًا عنده (شهركم هذا) الذي كنتم فيه الآن؛ يعني: شهر ذي الحجة (ألا وإن أحرم البلد) أي: أشدها حرمةً عند الله تعالى (بلدكم هذا) الذي اجتمعتم فيه الآن؛ يعني: مكة.
(ألا) أي: انتبهوا من غفلتكم واستمعوا ما أقول لكم (وإن دماءكم) أيها المؤمنون؛ أي: وإن إراقة بعضكم ظلمًا دماء بعض آخر قتلًا أو جرحًا (و) إن (أموالكم) أي: وإن أخذ بعضكم ظلمًا أموال بعض آخر (عليكم حرام؛ كحرمة يومكم هذا) يعني: يوم عرفة (في شهركم هذا) يعني: ذا الحجة (في بلدكم هذا) يعني: مكة (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم، واشهدوا لي تبليغي إليكم أوامر الله ونواهيه (هل بلغت) إليكم جميع ما ذكر؟ (قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم جميعًا: (نعم) بلغت إلينا يا رسول الله، جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته.
ثم (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم؛ اشهد) لي عليهم شهادتهم لي بالتبليغ إليهم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وله شاهد من حديث عمرو بن الأحوص رواه الترمذي في "الجامع" وصححه.
(89)
- 3876 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ أَبِي ضَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ النَّصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
===
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي سعيد الخدري بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال
(89)
- 3876 - (2)(حدثنا أبو القاسم ابن أبي ضمرة نصر بن محمد بن سليمان الحمصي) وقد ينسب لجد أبيه، ضعيف، من العاشرة. يروي عنه:(ق)، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(حدثنا أبي) محمد بن سليمان بن أبي ضمرة القَاصُّ، أبو ضمرة النصري الحمصي، مقبول، من السابعة. يروي عنه:(ق)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: هو الذي يقال له: محمد بن أبي جميلة، روى له ابن ماجه حديث ابن عمر في الطواف.
(حدثنا عبد الله بن أبي قيس النصري) الحمصي. روى عن: مولاه وابن عمر، ويروي عنه: أبو ضمرة محمد بن سليمان الحمصي، وقال العجلي والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، من الثانية، ويروي عنه:(م عم).
(حدثنا عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه أبا القاسم بن أبي ضمرة، وهو مختلف فيه، وكذا أبوه محمد بن سليمان مختلف فيه.
قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِه؛ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِه، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَا خيْرًا".
===
(قال) ابن عمر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول) في طوافه مخاطبًا لها: (ما أطيبك) - بكسر الكاف - خطابًا لها؛ أي: ما أطيب وأحسن ذاتك؛ حيث كنت معبدًا للناس (و) ما (أطيب ريحك! ) أي: رائحتك؛ لأنك تطيبين كل يوم بل كل وقت و (ما أعظمك) أي: أعظم قدرك حيث كنت معبدًا للناس (و) ما (أعظم حرمتك! ) حيث يطاف بك ليلًا ونهارًا، أو بعدم مرور الطير عليك (و) أقسم لك بالإله (الذي نفس محمد) وروحه (بيده) المقدسة (لحرمة المؤمن أعظم) وأرفع (عند الله حرمةً) وقدرًا (منك) أي: من حرمتك وقدرك؛ فإن حرمة البيت إنما هي للمؤمنين من حيث كونها متعبدًا لهم، قال تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} (1)، وقوله: ولحرمة (ماله) أي: مال المؤمن (و) حرمة (دمه) أي: دم المؤمن (و) حرمة (أن نظن به) أي: بالمؤمن (إلا خيرًا) أي: غير خير؛ وهو سوء الظن .. أعظم عند الله حرمةً من حرمتك.
أي: قوله: "ماله ودمه وأن نظن به" مجرورة على أن الأول بدل من المؤمن في قوله: "لحرمة المؤمن" والأخيرين معطوف عليه؛ أي: حرمة ماله وحرمة دمه وحرمة أن نظن به ما عدا الخير؛ أي: وحرمة هذه الثلاثة أشد من انتهاك حرمتك.
(1) سورة آل عمران: (96).
(90)
- 3877 - (3) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ وَيُونُسُ بْنُ يَحْيَى جَمِيعًا، عَنْ دَاوُودَ بْنِ قَيْسٍ،
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي سعيد الخدري بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(90)
- 3877 - (3)(حدثنا بكر بن عبد الوهاب) بن محمد بن الوليد بن نجيح المدني ابن أخت الواقدي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة بضع وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الله بن نافع) بن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني. روى عن: داوود بن قيس الفراء، ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين، من كبار العاشرة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(م عم).
(ويونس بن يحيى) بن نباتة الأموي، أبو نباتة المدني. روى عن: داوود بن قيس الفراء، ويروي عنه: بكر بن عبد الوهاب، قال أبو زرعة: كان صدوقًا، وقال أبو حاتم: شيخ من أهل المدينة فاضل، صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من التاسعة، مات سنة سبع ومئتين (207 هـ). يروي عنه:(ت س ق).
كلاهما (جميعًا) رويا (عن داوود بن قيس) الفراء الدباغ أبي سليمان القرشي مولاهم المدني، ثقة فاضل، من الخامسة، مات في خلافة أبي جعفر. يروي عنه:(م عم).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
(91)
- 3878 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصرِيُّ،
===
(عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز) - مصغرًا - الخزاعي. روى عن: أبي هريرة، والحسن البصري، ويروي عنه: داوود بن قيس الفراء، وقال في "التقريب": مقبول، من الرابعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(م س ق).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل المسلم) أي: كُلُّ ما لَهُ من متعلِّقاته (على المسلم حرام) بسبب أخوة الدين.
وقوله: (دمه) أي: إراقة دمه (وماله) أي: أخذ ماله (وعرضه) أي: طعن عرضه؛ أي: كل ما ذكر حرام على أخيه المسلم؛ تفصيل لقوله: "كل المسلم
…
" كما أشرنا إليه في الحل.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذلانه واحتقاره ودمه وماله.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي سعيد بحديث فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(91)
- 3878 - (4)(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَيَّ أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ
===
أبو الطاهر الأموي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه (م د س ق).
(حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم المصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هاني) الخولاني حميد بن هانئ المصري، لا بأس به، من الخامسة، وهو أكبر شيخ لابن وهب، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة (142 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عمرو بن مالك) الهمداني أبي علي (الجَنْبِي) - بفتح الجيم وسكون النون بعدها موحدة - مصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثلاث ومئة (103 هـ)، ويقال: سنة اثنتين ومئة. يروي عنه: (عم).
(أن فضالة بن عبيد) بن نافذ بن قيس الأنصاري الأوسي رضي الله تعالى عنه، أول ما شهد أحد، ثم نزل دمشق وولي قضاءها، ومات سنة ثمان وخمسين (58 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(حدثه) أي: حدث لعمرو بن مالك (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن) الكامل في إيمانه (من أمنه الناس) فالإيمان والأمانة والأمن أخوان، بحيث كان لا وجود للإيمان بدون الأمانة أو الأمن، فمن كان أمينًا بحيث يأمنه الناس (على أموالهم وأنفسهم) ولا يخاف منه على مال أحد ولا على نفسه .. فذلك الحقيق بأن يسمى مؤمنًا (والمهاجر) الكامل هو (من هجر) واجتنب
الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ".
===
(الخطايا والذنوب) فالمقصود من الهجرة: القرب إلى الله تعالى، ولا يتم ذلك بدون ترك الخطايا؛ فالمهاجر الحقيقي الواصل لمطلوب الهجرة: من ترك الخطايا والذنوب. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانة وتعالي أعلم