الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11) - (1422) - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى
(23)
- 3810 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ
===
(11)
- (1422) - (باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى)
(23)
- 3810 - (1)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا الحسن بن موسى) الأشيب - بمعجمة ثم تحتانية - أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها، ثقة، من التاسعة، مات سنة تسع أو عشر ومئتين (210 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان السمان المدني أبي يزيد، صدوق تغير حفظه في آخره، من السادسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي صالح ذكوان السمان الزيات المدني، ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي عياش الزرقي) زيد بن عياش - بتحتانية ومعجمة - تابعي مدني، صدوق، من الثالثة. يروي عنه:(عم).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات إلا أنه مرسل؛ كما يبينه في آخر الحديث؛ لأن أبا عياش تابعي مدني، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في "الإصابة": أبو عياش، وقيل: ابن عياش، وقيل: ابن أبي عياش، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله
…
" الحديث، من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه، أخرج حديثه أبو داوود والنسائي وابن ماجه.
(قال) أبو عياش: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال) شرطية (حين يصبح) ظرفية: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير .. كان له) أي: لذلك القائل، جواب الشرط (عدل رقبة) أي: مثل أجر عتقها، وهو بفتح العين وكسرها بمعنى: المثل، وقيل: بالفتح: المثل من غير الجنس، وبالكسر: من الجنس، وقيل: بالعكس.
(من ولد إسماعيل) صفة (رقبة) وهو بفتح الواو واللام وبضم وسكون؛ أي: أولاده، وخصهم بالذكر؛ لأنهم أشرف من سبي (وحط) أي: أقيل ومحي ووضع (عنه) أي: عن ذلك القائل (عشر خطيئات) أي: سيئات، معطوف على جواب الشرط (ورفع) أي: أثبت وكتب (له) أي: لذلك القائل (عشر درجات، وكان) ذلك القائل (في حرز) أي: في حفظ وصون (من الشيطان)
حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى .. فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصبِحَ"، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: "صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ".
===
أي: من وسوسته وغوايته في ذلك اليوم (حتى يمسي) ذلك القائل؛ أي: حتى يدخل في مساء ذلك اليوم؛ وهو آخر النهار إلى نصف الليل.
(وإذا أمسى) ذلك القائل، وقال في المساء مثل ما قال في النهار .. (فمثل ذلك) أي: فيكون له من الأجر مثل ذلك؛ أي: مثل ما كان له في النهار من عدل رقبة وما بعده (حتى يصبح) أي: حتى يدخل في صباح اليوم الثاني، وفي رواية أبي داوود:(وإن قالها) أي: قال تلك الكلمات (إذا أمسى .. كان له مثل ذلك) أي: مثل ما ذكر من الجزاء.
(قال) سهيل بن أبي صالح أو من دونه: (فرأى رجل) من المسلمين (رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم) أي: في صورة يراها النائم في المنام (فقال) ذلك الرجل الرائي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام: (يا رسول الله؛ إن أبا عياش) الزرقي (يروي عنك) في المنام حديثًا صفته (كذا وكذا، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الرائي: (صدق أبو عاش) فيما يروي عني من ذلك الحديث؛ لأني حدثته.
قال القاري: ذكر الراوي هذا المنام؛ استظهارًا وتقويةً لهذا الحديث، لا استدلالًا عليه؛ للإجماع على أن رؤية المنام لا يعمل بها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لأن له شاهدًا من حديث مرفوع أخرجه
(24)
- 3811 - (2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَصْبَحْتُمْ
===
الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة، وإن كان سنده ضعيفًا؛ لكونه مرسلًا، فالحديث: ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي عياش رحمه الله تعالى بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(24)
- 3811 - (2)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المدني نزيل مكة، صدوق رُبَّما وَهِم، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ)، أو إحدى وأربعين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن سهيل) بن أبي صالح السمان أبي يزيد المدني، صدوق تغير حفظه بأخرة، من السادسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي صالح السمان ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصبحتم)
فَقُولُوا: اللَّهُمَّ؛ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ؛ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وِإلَيْكَ الْمَصِيرُ".
===
أي: دخلتم في الصباح أيها المسلمون .. (فقولوا) ندبًا: (اللهم؛ بك أصبحنا) الباء متعلق بمحذوف، وهو خبر أصبحنا، ولا بد من تقدير مضاف؛ أي: أصبحنا ملتبسين بحفظك أو مغمورين بنعمتك؛ أي: مغموسين بها، أو مشتغلين بذكرك، أو مستعينين باسمك، أو مشمولين بتوفيقك، أو متحركين بحولك وقوتك، أو متقلبين بإرادتك وقدرتك (وبك أمسينا وبك نحيا، وبك نموت) أي: أنت تحيينا وأنت تميتنا؛ يعني: يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال، وهو من حكاية الحال الآتية.
قال النووي: معناه: أنت تحيينا وأنت تميتنا؛ يعني: يستمر حالنا على هذا في جميع الأوقات وسائر الأحوال.
(وإذا أمسيتم) أي: دخلتم في المساء .. فهو معطوف على قوله: "إذا أصبحتم" .. (فقولوا: اللهم؛ بك أمسينا) أي: دخلنا في المساء (وبك أصبحنا) أي: دخلنا في الصباح (وبك) أي: بقدرتك (نحيا وبك نموت) في جميع الأوقات وسائر الأحوال (وإليك) أي: لا إلى غيرك (المصير) أي: المرجع بالبعث من القبور، قال في "النهاية": يقال: نشر الميت ينشر نشورًا؛ إذا عاش بعد الموت، أو نشره الله؛ أي: أحياه.
قال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى: فرواية أبي داوود فيها: (النشور) في المساء، و (المصير) في الصباح، ورواية الترمذي فيها:(النشور) في المساء و (المصير) في الصباح، ورواية ابن حبان فيها:(النشور) في الصباح و (المصير) في المساء، وهي أولى الروايات؛
(25)
- 3812 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
===
بأن تكون محفوظةً؛ لأن الصباح والانتباه من النوم بمنزلة النشور؛ وهي الحياة بعد الموت، والمساء والصيرورة إلى النوم بمنزلة الموت والمصير إلى الله، ولهذا جعل الله سبحانه في النوم الموت، والانتباه بعده دليلًا على البعث والنشور؛ لأن النوم أخو الموت، والانتباه نشور وحياة، قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} (1).
ويدل عليه أيضًا: ما رواه البخاري في "صحيحه" عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ .. قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور". انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، والترمذي في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا أصبح، وقال: حسن صحيح غريب.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي عياش.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي عياش رحمه الله تعالى بحديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، فقال:
(25)
- 3812 - (3)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(1) سورة الروم: (23).
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُودَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَاد، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كَلِّ لَيْلَةٍ:
===
(حدثنا أبو داوود) سليمان بن داوود بن الجارود الطيالسي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا) عبد الرحمن (بن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني مولى قريش، تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيهًا، من السابعة، مات سنة أربع وسبعين ومئة (174 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) عبد الله بن ذكوان الأموي مولاهم أبي عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد، ثقة فقيه، من الخامسة مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن أبان بن عثمان) بن عفان الأموي المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (105 هـ). يروي عنه:(م عم). وقوله: (أبان) - بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة - يصرف؛ لأنه فعال، ويمنع؛ لأنه أفعل، والصحيح الأشهر: الصرف، كذا نقل القاري عن الطيبي. انتهى من "العون".
(قال) أبان: (سمعت) والدي (عثمان بن عفان) الأموي المدني ذا النورين رضي الله تعالى عنه، حالة كون عثمان (يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كون الرسول صلى الله عليه وسلم (يقول) الحديث الآتي.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(ما من عبد) ولا أمة (يقول في صباح كل يوم) أي: في أول كل يوم من الأيام؛ يعني: بعد طلوع الفجر الصادق (و) في (مساء كل ليلة) من
بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) .. فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ"، قَالَ: وَكَانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنَ الْفَالِج، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْه، فَقَالَ لَهُ أَبَانُ: مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ؟ ! أَمَا
===
الليالي؛ أي: في أول كل ليلة؛ يعني: بعد غروب الشمس؛ أي: ما من عبد يقول في هذين الوقتين: (باسم الله) أي: أستعين أو أتحفظ من كل مؤذ باسم الله (الذي لا يضر مع اسمه) أي: مع ذكر اسمه (شيء) من المؤذيات المستورة (في الأرض ولا) شيء من البلاء المخلوق (في السماء) النازل منها (وهو) أي: والحال أن الله هو (السميع) لدعاء عباده (العليم) باستغاثتهم إليه.
وقوله: (ثلاث مرات) بالنصب على المفعولية لـ (يقول).
وقوله: (فيضره شيء) على النصب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النفي؛ أي: ما من أحد يقول هذا الذكر قولًا ثلاث مرات، فيضره شيء من تلك البلايا الخارجة من الأرض، والنازلة من السماء.
(قال) أبو الزناد: (وكان أبان) بن عثمان (قد أصابه طرف) أي: شيء قليل (من) المرض المسمى بـ (الفالج): وهو استرخاء لأحد شقي البدن؛ لانصباب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح.
(فجعل الرجل) أي: فشرع الرجل من الحاضرين عند أبان، لم أر من ذكر اسمه (ينظر إليه) أي: إلى أبان (فقال له) أي: لذلك الرجل الناظر إليه (أبان) بن عثمان؛ كأن الرجل يتعجب من أبان؛ من إصابة الفالج له مع علمه بهذا الذكر (ما تنظر إلي) أيها الرجل؟ ! أي: لأي شيء تنظر إلي نظر متفكر متعجب؟ ! ثم قال أبان للرجل رافعًا لتعجبه: (أما) أي: انتبه واستمع ما أقول
إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا قَدْ حَدَّثْتُكَ، وَلكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ؛ لِيُمْضِيَ اللهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ.
(26)
- 3813 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ،
===
لك أيها الرجل من قولي هذا: (إن الحديث) الذي حدثتك من الذكر المذكور (كما قد حدثتك) حق صادق (ولكني لم أقله) أي: لم أقل هذا الذكر الوارد في هذا الحديث (يومئذ) أي: يوم إذ أصابني هذا المرض (ليمضي الله) عز وجل (علي قدره) وقضاءه علي بهذا المرض ويتمه وينفذه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، والترمذي في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا أصبح، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي عياش بحديث أبي سلام رحمهما الله تعالى، فقال:
(26)
- 3813 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر) بن الفرامضة العبدي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا مسعر) بن كدام بن ظهير الهلالي أبو سلمة الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، مات سنة: ثلاث أو خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه: (ع).
حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ سَابقٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ خَادِمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ:
===
(حدثنا أبو عقيل) - بفتح العين - هاشم بن بلال، ويقال: ابن سلام الدمشقي قاضي واسط، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(د س ق).
(عن سابق) بن ناجية، مقبول، من السادسة. يروي عنه:(د س ق).
(عن أبي سلام) بتخفيف اللام (خادم النبي صلى الله عليه وسلم هكذا وقع عنده.
والصواب: (عن أبي سلام) - بتشديد اللام - الأسود الحبشي، اسمه ممطور الحبشي، ثقة، يرسل، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه، اسمه مجهول، ولكن الجهالة في الصحابي لا تضر في السند؛ لأنهم كلهم عدول.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سابق بن ناجية، وهو مقبول.
وهذا التصويب الذي ذكرناه في السند تدل عليه رواية أبي داوود، فراجعها.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما) نافية (من) زائدة (مسلم) مبتدأ؛ لإهمال (ما) النافية بزيادة (من) الزائدة بعدها (مسلم) سوغ الابتداء بالنكرة وقوعها في حيز النفي (أو) قال الراوي: ما من (إنسان، أو) قال: ما من (عبد) بالشك من الراوي أو ممن بعده، وجملة قوله:(يقول) صفة لمسلم؛ أي: ما مسلم يقول (حين يمسي) أي: يدخل في المساء (وحين يصبح) أي: حين
رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا .. إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
===
يدخل في الصباح، وقوله: (رضيت بالله
…
) إلى آخر الذكر، مقول محكي لـ (يقول) أي: رضيت بالله.
وقوله: (ربًا) بالنصب على التمييز؛ أي: رضيته من جهة كونه ربًا وخالقًا لي، وهو يشمل الرضا بالأحكام الشرعية، والقضايا الكونية.
(و) رضيت (بالإسلام) من جهة كونه (دينًا) لي (و) رضيت (بمحمد) من جهة كونه (نبيًّا) لي .. (إلا كان حقًّا على الله) أي: واجبًا على الله وجوب تفضل أو وعد أو إحسان، لا وجوب إلزام وتكليف؛ لأن الله جل وعز لا يجب عليه شيء، وقوله:"حقًّا" خبر مقدم على اسمها الآتي (أن يرضيه) أي: أن يرضي الله ذلك القائل بهذا الذكر (يوم القيامة) أي: يعطيه ثوابًا جزيلًا حتى يرضى.
وجملة أن المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مرفوع على أنه اسم كان؛ تقديره: إلا كان إرضاء الله إياه يوم القيامة حقًّا على الله جل وعلا.
و(إلا) للاستثناء المفرغ، وجملة كان مع اسمها وخبرها خبر المبتدأ السابق؛ تقديره: ما مسلم قائل هذا الذكر المذكور .. إلا كان إرضاء الله له يوم القيامة حقًّا، والله أعلم. انتهى من الفهم السقيم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك أخرجه أبو داوود والترمذي.
ودرجته: أنه صحيح وإن كان سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا؛ لأن له شواهد من حديث أبي سعيد وأنس وثوبان، فهذا الحديث: حسن السند، صحيح المتن، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
(27)
- 3814 - (5) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي،
===
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي عياش رحمه الله تعالى بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(27)
- 3814 - (5)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق (الطنافسي) الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبادة بن مسلم) - بضم العين وتخفيف الموحدة - الفزاري أبو يحيى البصري، ثقة اضطرب فيه قول ابن حبان، من السادسة. يروي عنه:(عم).
(حدثنا جبير) مصغرًا (ابن أبي سليمان بن جبير بن مطعم) بن عدي بن نوفل النوفلي المدني، روى عن ابن عمر، ويروي عنه: عبادة بن مسلم الفزاري، ثقة، من الثالثة، أخرجوا له حديثًا واحدًا في الدعاء، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(د س ق).
(قال) جبير بن أبي سليمان: (سمعت ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: سمعت ابن عمر حالة كونه (يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع) أي: يترك (هؤلاء الدعوات) الآتية (حين يمسي) أي: حين يدخل في المساء عند الغروب، والظرف متعلق بـ (يدع).
وَحِينَ يُصْبِحُ: "اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ؛ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي"، قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: الْخَسْفَ.
===
(و) لم يكن يدع (حين يصبح) أي: حين يدخل في الصباح بعد طلوع الفجر، وتلك الدعوات هي قوله:(اللهم؛ إني أسألك العفو) أي: محو الذنوب عن صحف أعمالي، أو التجاوز عن الذنوب (والعافية) أي: السلامة من البلاء والأسقام، وقيل: عدم الابتلاء بها، والصبر عليها، والرضا بقضائها.
(في الدنيا والآخرة، اللهم؛ إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم؛ استر عوراتي) بلفظ الجمع؛ أي: معايبي (وآمن روعاتي) أي: مخاوفي؛ والعورات: العيوب؛ والروعات: الفزعات.
ومعنى آمن روعاتي: أي: ادفع عني خوفًا يقلقني ويزعجني؛ والروعة: الخوفة والفزعة.
(واحفظني) من كل البلاء (من بين يدي) أي: أمامي (ومن خلفي) أي: من ورائي (وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك) أي: أستعيذ بك من (أن أغتال) بصيغة المجهول؛ أي: أُوخَذَ بَغْتةً وأُهْلَكَ فَجْأةً (من تحتي).
(قال وكيع) بالسند السابق: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالاغتيال المذكور آنفًا: (الخسف) أي: خسف الأرض به.
والمراد بقوله: "واحفظني من بين يدي" أي: ادفع عني البلاء من الجهات
(28)
- 3815 - (6) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
===
الست؛ لأن كل بلية تصيب الإنسان إنما تصيبه من إحدى الجهات الست، وبالغ في جهة السفل؛ لرداءة الآفة منها.
والاغتيال: الأخذ غيلة وخفيةً، والخسف؛ من خسف الله بفلان؛ أي: غَيَّبَتْهُ الأرضُ فيها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث أبي عياش رحمه الله تعالى بحديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه، فقال:
(28)
- 3815 - (6)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا إبراهيم بن عيينة) ابن أبي عمران الهلالي مولاهم الكوفي أبو إسحاق أخو سفيان بن عيينة، صدوق يهم، من الثامنة، مات قبل المئتين. يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا الوليد بن ثعلبة) الطائي أو العبدي البصري، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(د س ق).
(عن عبد الله بن بريدة) بن الحُصَيب الأسلمي أبي سهل المروزي قاضيها،
عَنْ أَبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ؛ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،
===
ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومئة (105 هـ)، وقيل: بل خمس عشرة ومئة. يروي عنه: (ع).
(عن أبيه) بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي، اسمه عامر وبريدة لقبه، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة ثلاث وستين (63 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) بريدة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه: (اللهم؛ أنت ربي) أي: خالقي ومالكي (لا إله) أي: لا معبود بحق في الوجود (إلا أنت) يا إلهي (خلقتني) أي: أوجدتني من العدم (وأنا عبدك) أي: عبد من عبادك (وأنا) مقيم (على عهدك) أي: مواظب على الوفاء بعهد الميثاق الذي واثقتنا عليه في عالم الذر (و) أنا موقن بـ (وعدك) الذي وعدتنا إياه في يوم الحشر والجزاء.
وعبارة السندي: (وأنا على عهدك) أي: مقيم على ميثاقك الذي أخذت بقولك: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (1)، أو على ما عاهدتني وأمرتني به في كتابك من الإيمان بك وبنبيك وبكتابك (و) مقيم على (وعدك) الذي لا يخلف، الذي وعدت به أهل الإيمان بك وبكتابك ونبيك صلى الله عليه وسلم ومتمسك به وراج رحمتك بمقتضاه.
(ما استطعت) أي: بقدر استطاعتي؛ فـ (ما) مصدرية.
(1) سورة الأعراف: (172).
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَهَا فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ .. دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى".
===
وفي "فتح الباري": قال الخطابي: يريد (أنا على عهدك) أي: على وفاء ما عاهدتك عليه وواعدتك؛ من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت.
وفيه أيضًا: واشتراط الاستطاعة في ذلك: معناه: الاعتراف بالعجز والقصور عَنْ كُنْهِ الواجبِ من حقه تعالى.
(أعوذ بك) أي: أتعوذ بفضلك ورحمتك (من شر ما صنعت) أي: من جزاء أقبح ما صنعت من المعاصي (أبوء) أي: أعترف (بنعمتك) التي أنعمت بها علي وأقر بشكرها (وأبوء بذنبي) أي: أعترف بذنبي على نفسي (فاغفِرْ) هُ (لي) بمحض فضلك ورحمتك (فإنه) أي: فإن الشأن والحال (لا يغفر الذنوب) أي: لا يقدر على غفرانها (إلا أنت) يا إلهي.
(قال) بريدة بالسند السابق: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قالها) أي: من قال هذه الأدعية (في يومه) أي: في يوم القائل الذي يمر هو عليه (و) في (ليلته) أي: وفي ليلة القائل التي تمر هي عليه (فمات) ذلك القائل (في ذلك اليوم) الذي قالها فيه (أو) في (تلك الليلة) التي قالها فيها.
وقوله: (دخل الجنة) أي: دخولًا أوَّليًّا إن مات على الإيمان، أو هو بشارة له بحسن الخاتمة، اللهم؛ ارزقناها بجودك (إن شاء الله تعالى) دخوله الجنة؛ وهذا قيد في دخوله الجنة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم