الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(21) - (1432) - بَابُ رُؤْيَةِ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ
(56)
- 3843 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَص، عَنْ عَبْدِ الله، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ؛
===
(21)
- (1432) - (باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)
(56)
- 3843 - (1)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
(حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي الأحوص) الجُشَمي عوف بن مالك بن نضلة الكوفي مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، قتل قبل المئة في ولاية الحجاج على العراق. يروي عنه:(م عم).
(عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام) أي: في النوم .. (فقد رآني في اليقظة) أي: فكأنما رآني في اليقظة؛ أي: فرؤياه حق صدق،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صورَتِي".
===
فكأن رؤيته تلك رؤية في اليقظة (فإن الشيطان لا يتمثل) أي: لا يقدر أن يتصور (على صورتي) أي: لا يظهر على صورتي بحيث يظن الرائي أنه النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: هذا يختص بصورته المعهودة فَيُعْرَضُ على الشمائل الشريفة المعروفةِ؛ فإن طابقت الصورةُ المرئية تلك الشمائل .. فهي رؤيا حق، وإلا .. فالله أعلم بذلك.
وقيل: بل في أي صورة كانت، وقد رجحه كثير؛ بأن الاختلاف إنما يجيء من أحوال الرائي وغيره، والله أعلم، قيل: وجه ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم مظهر الاسم الهادي، ولذلك قال تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (1)، والشيطان مَظْهَرُ المُضل، والهداية والإضلال ضدان، فمنع الشيطان عن ظهوره على صورته صلى الله عليه وسلم. انتهى من "السندي".
وفي "التحفة": اختلف العلماء في معنى قوله: "فقد رآني": فقال ابن الباقلاني: معناه: أن رؤياه صحيحة، ليست بأضغاث ولا من تشبيهات الشيطان، ويؤيد قوله رواية:"فقد رأى الحق" أي: الرؤية الصحيحة، قال: وقد يراه الرائي خلاف صفته المعروفة؛ كمن رآه أبيض اللحية، وقد يراه شخصان في زمن واحد؛ أحدهما في المشرق، والآخر في المغرب، ويراه كل منهما في مكانه، وحكى المازري هذا عن الباقلاني.
ثم قال: وقال آخرون: بل الحديث على ظاهره؛ والمراد: أن من رآه .. فقد أدركه، ولا مانع يمنع من ذلك، والعقل لا يحيله حتى يضطر إلى صرفه عن ظاهره.
فأما قوله: (فإنه قد يرى على خلاف صفته، أو في مكانين معًا) .. فإن
(1) سورة الشورى: (52).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ذلك غلط في صفاته وتخيل لها على خلاف ما هي عليه، وقد يظن الظان بعض الخيالات مرئيًا؛ لكون ما يتخيل مرتبطًا بما يرى في العادة، فيكون ذاته صلى الله عليه وسلم مرئية وصفاته متخيلة غير مرئية، والإدراك لا يشترط فيه تحديق الإبصار، ولا قرب المسافة، ولا كون المرئي مدفونًا في الأرض، ولا ظاهرًا عليها، وإنما يشترط كونه موجودًا، ولم يقم دليل على فناء جسمه صلى الله عليه وسلم، بل جاء في الأحاديث ما يقتضي بقاءه.
قال: ولو رآه يأمر بقتل من يحرم قتله .. كان هذا من الصفات المتخيلة لا المرئية، هذا كلام المازري.
قال القاضي: ويحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: "فقد رآني - أو فقد رأى الحق - فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" المرادُ به: إذا رآه على صفته المعروفة في حياته، فإن رأى على خلافها .. كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة.
وهذا الذي قاله القاضي ضعيف، بل الصحيح: أنه يراه حقيقةً سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها، لما ذكره المازري.
قال القاضي: قال بعض العلماء: خص الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن رؤية الناس إياه صحيحة وكلها صدق، ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته؛ لئلا يكذب على لسانِهِ في النوم، وكما خرق الله تعالى العادة للأنبياء عليهم السلام بالمعجزة، وكما استحال أن يتصور الشيطان في صورته في اليقظة، ولو وقع .. لاشتبه الحق بالباطل، ولم يوثق بما جاء به مخافة من هذا التصور، فحماها الله من الشيطان ونَزْغِهِ ووسوستِه وكيدِه، قال: وكذا حَمَى رؤياهم بأنفسهم، كذا في "شرح مسلم" للنووي.
قوله: "فإن الشيطان لا يتمثل بي"، وفي رواية:(لا يتمثل في صورتي)
(57)
- 3844 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ،
===
والمعنى: لا يتشبه بصورتي، وفي رواية:(لا يستطيع أن يتمثل بي).
قال الحافظ: فيه إشارة إلى أن الله تعالى وإن أمكنه - أي: الشيطان - من التصور في أي صورة أراد، فإنه لا يُمَكِّنُه من التصور في صورة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب إلى هذا جماعة، فقالوا في الحديث: إن محل ذلك: إذا رآه الرائي على صورته التي كان عليها، ومنهم من ضيق الغرض في ذلك حتى قال: لا بد أن يراه على صورته التي قبض عليها حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لا تبلغ عشرين شعرة.
قال الحافظ: والصواب التعميم في جميع حالاته بشرط أن تكون صورته الحقيقية في وقت ما، سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهوليته أو آخر عمره، وقد يكون لما خالفَ ذلك تعبير يتعلق بالرائي، كذا في "الفتح". انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الرؤيا، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام .. فقد رآني".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(57)
- 3844 - (2)(حدثنا أبو مروان العثماني) محمد بن عثمان بن خالد الأموي المدني نزيل مكة، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(س ق).
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي".
===
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن أبي دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن العلاء بن عبد الرحمن) بن يعقوب الحرقي - بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف - أبي شبل - بكسر المعجمة وسكون الموحدة - المدني، صدوق ربما وهم، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومئة (133 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني مولى الحرقة - بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف - ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام .. فقد رآني): قال الكرماني: فإن قلت: الشرط والجزاء متحدان، فما معناه؟
وأجاب: بأنه في معنى الإخبار؛ أي: من رآني في المنام فأَخْبِرْهُ بأنَّ رؤيتَه حقٌّ ليسَتْ من الأضغاث أحلام.
وقال في "شرح المشكاة": أي: من رآني .. فقد رأى حقيقتي على كمالها لا شبهة ولا ارتياب فيما رأى (فإن الشيطان لا يتمثل) ولا يتصور (بي) أي: بصورتي، وفي أخرى:(فإن الشيطان لا ينبغي أن يتشبه بي)، وفي أخرى: الا ينبغي أن يتمثل بصورتي).
(58)
- 3845 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،
===
فإن قيل: كيف يكون ذلك وهو في المدينة، والرائي في المشرق أو المغرب؟ أجيب: بأن الرؤية أمر يخلقه الله تعالى ولا يشترط عقلًا مواجهة ولا مقابلة ولا مقارنة ولا خروج شعاع ولا غيره، ولذا جاز أن يرى أعمى الصين بَقَّةَ أندلس.
فإن قلت: كثيرًا يرى على خلاف صورته المعروفة، ويراه شخصان في حالة واحدة في مكانين والجسم الواحد لا يكون إلا في مكان واحد.
أجيب: بأنه يعتبر في صفاته لا في ذاته، فتكون ذاته صلى الله عليه وسلم مرئية وصفاته متخيلة غير مرئية؛ فالإدراك لا يشترط فيه تحديق الأبصار ولا قرب المسافة، وإنما يشترط كونه موجودًا، ولو رآه يأمره بقتل من يحرم قتله .. كان هذا من صفاته المتخيلة لا المرئية. انتهى "قسطلاني" كما في بحث حديث ابن عباس. انتهى من "الكوكب".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من رآني في المنام .. فقد رآني".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
وفي "تحفة الأشراف": وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وهو خطأ، أو سبق قلم، والله أعلم.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن مسعود بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(58)
- 3845 - (3)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي
أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَال:"مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَقَدْ رَآنِي؛ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي".
===
المصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري، ثقة حجة إمام مصر وعالمها قرين مالك، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي الزبير) المكي الأسدي محمد بن مسلم بن تدرس، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أنه) صلى الله عليه وسلم (قال: من رآني في المنام .. فقد رآني) رؤية صادقة لا اشتباه فيها ولا تخييل؛ لـ (أنه) أي: أن الشأن (لا ينبغي) ولا يليق (للشيطان أن يتمثل) ويتصور (في صورتي) الحقيقية، والكلام في هذا الحديث مثل الكلام فيما قبله كلمة بكلمة وحرفًا بحرف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام .. فقد رآني
…
" الحديث.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
(59)
- 3846 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ،
===
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث ابن مسعود بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، فقال:
(59)
- 3846 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة ثبت له تصانيف، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(وأبو كريب) محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما (قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، اسمه بلال أو بُلَيْل أو يسار بن نمير، وقيل: لا يحفظ اسمه، الأنصاري أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي، ويقال له: بكر بن عبيد، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة، وقيل: تسع عشرة ومئتين (219 هـ). يروي عنه: (د س ق).
(حدثنا عيسى بن المختار) بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، ثقة، من التاسعة. يروي عنه:(د س ق).
(عن) محمد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبي عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عطية) بن سعد بن جنادة - بضم الجيم بعدها نون مخففة - العوفي
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي".
===
الجدلي - بفتحتين - الكوفي أبي الحسن، صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا، من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ). يروي عنه:(د ت ق).
(عن أبي سعيد) الخدري رضي الله تعالى عنه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه ابن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ضعيف جدًّا، وفيه أيضًا عطية العوفي.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام .. فقد رآني) رؤية حقةً صادقةً؛ (فإن) أي: لأن (الشيطان لا يتمثل) أي: لا يقدر أن يتصور (بي) أي: بصورتي.
والكلام على هذا الحديث كالكلام في الحديث الذي قبله لفظًا ومعنىً، فلا عود ولا إعادة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه بسنده، فسنده ضعيف جدًّا؛ لما تقدم آنفًا، ومتنه صحيح بما قبله من أحاديث الباب، فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث ابن مسعود بحديث أبي جحيفة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(60)
- 3847 - (5) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيه،
===
(60)
- 3847 - (5)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري، ثقة حافظ فاضل، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سليمان بن عبد الرحمن) بن عيسى التميمي (الدمشقي) ابن بنت شرحبيل بن مسلم أبو أيوب، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومئتين (233 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي) أبو يحيى الكوفي نزيل دمشق، سعدان لقبه، واسمه سعيد، صدوق وسط، وما له في "البخاري" سوى حديث واحد، من التاسعة، مات قبل المئتين. يروي عنه:(خ س ق).
(حدثنا صدقة بن أبي عمران) الكوفي قاضي الأهواز، صدوق، من السابعة. يروي عنه:(م ق).
(عن عون بن أبي جحيفة) السُّوائي - بضم المهملة - الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست عشرة ومئة (116 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي جحيفة - مصغرًا - اسمه وهب بن عبد الله السوائي - بضم المهملة والمد - مشهور بكنيته، ويقال له: وهب الخير، الصحابي المعروف رضي الله تعالى عنه، وصحب عليًّا، ومات سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو مختلف فيه.
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي".
(61)
- 3848 - (6) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا
===
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام .. فكأنما رآني في اليقظة) في كون رؤيته صادقة حقة؛ لـ (أن الشيطان لا يستطيع) ولا يقدر (أن يتمثل) ويتشكل (بي) أي: بشكلي وصورتي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي، وابن حبان في "صحيحه".
ودرجته: أنه صحيح بما قبله وإن كان سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث ابن مسعود بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(61)
- 3848 - (6)(حدثنا محمد بن يحيى) الذهلي النيسابوري.
(حدثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم الطيالسي البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة سبع وعشرين ومئتين (227 هـ). يروي عنه:(ع).
(قال) أبو الوليد: (أبو عوانة) مبتدأ، خبره (حدثنا) أي: قال أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة الوضاح - بفتح الواو وتشديد الضاد المعجمة - ابن عبد الله اليشكري - بالشين المعجمة - الواسطي مولى يزيد بن عطاء البزار، كان من سبي جرجان، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من السابعة، مات
عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارِ هُوَ الدُّهْنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ .. فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي".
===
سنة خمس أو ست وسبعين ومئة (176 هـ). يروي عنه: (ع).
(عن جابر) بن يزيد الجعفي أبي عبد الله الكوفي، ضعيف رافضي، من الخامسة، مات سنة سبع وعشرين ومئة (127 هـ)، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين ومئتين. يروي عنه: (د ت ق). وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وبالجملة: فضعفه الجماهير.
(عن عمار) بن معاوية (هو الدهني) - بضم أوله وسكون الهاء بعدها نون - نسبة إلى دهن بن معاوية؛ بطن من بجيلة؛ كما في "اللباب" لابن الأثير، أبي معاوية البجلي الكوفي، وثقه أحمد وأبو حاتم، وقال في "التقريب": صدوق يتشيع، من الخامسة. يروي عنه:(م عم)، مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة (133 هـ).
(عن سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، قتله الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو متروك الحديث.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام .. فقد رآني) حقًّا؛ (فإن الشيطان) أي: لأن الشيطان (لا يتمثل) ولا يتصور (بي) أي: بصورتي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شواهد من أحاديث الباب.
فدرجته: أنه صحيح المتن، ضعيف السند، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن مسعود.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ستة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم