الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصر ويقال عامر بن الحارث، ذكره ابن حبان في الثقات وقال أحمد فيه: شيخ وسماه ابن حبان عمرو بن عبد الله، قال أبو الوليد بن الفرضي: مجهول، وقال القطان: وثقه بعضهم وصحح حديثه ابن السكن وغيره، وقال ابن الجارود في الكنى وثقه ابن نمير والله أعلم.
5 -
علي رضي الله عنه: تقدم 91.
80 - باب حَدِّ الْغَسْلِ
97 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَاللَّفْظُ لَهُ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا، وَأَدْبَرَ بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
• [رجاله: 7]
1 -
محمد بن سلمة بن عبد الله: تقدم 20.
2 -
الحارث بن مسكين: تقدم 9.
3 -
ابن القاسم العتقي: تقدم 20.
4 -
مالك: تقدم 7.
5 -
عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري المدني ابن بنت عبد الله بن زيد بن عاصم، واسم أبي حسن تميم بن عمرو فيما قيل، روى عن أبيه وعباد بن تميم ومحمد بن يحيى بن حبان وعباس بن سهل بن سعد وغيرهم، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وهما من أقرانه وأيوب والسفيانان وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وعن ابن معين ثقة إلا أنه اختلف عنه في حديثين: "الأرض كلها مسجد". . . و"كان يسلم عن يمينه"
وعن ابن معين أيضًا: صويلح وليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات قال ابن عبد البر: مات سنة 140 هـ، قال ابن حجر: ما ذكره المصنف يعني صاحب التهذيب من أن أمه بنت عبد الله بن زيد وهم تبع فيه صاحب الكمال، وسببه ما في رواية مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أن رجلًا سأل عبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى تجوزًا لأن العم صنو الأب، ثم ذكر أن أم عمرو بن يحيى حميدة بنت إياس بن البكير عند ابن سعد في الطبقات وعند غيره أم النعمان بنت أبي حية، والله أعلم.
6 -
أبوه يحيى بن عمارة بن أبي الحسن الأنصاري المازني المدني، روى عن عبد الله بن زيد بن عاصم وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري، وعنه ابنه عمرو ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة وعمارة بن غزية والزهري قال ابن إسحاق كان ثقة وكذا قال النسائي وابن خراش وذكره ابن حبان في الثقات، والله أعلم.
7 -
عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن مبذول بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني وقيل في نسبه غير هذا. ذكره الواقدي أنه الذي قتل مسيلمة الكذاب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث الوضوء وغيره، وعنه ابن أخيه عباد بن تميم وسعيد بن المسيب ويحيى بن عمارة وكان صهره على ابنته وغيرهم قتل في الحرة وكانت في آخر ذي الحجة سنة 63 هـ، وهو ابن 70 سنة.
قال ابن سعد: بلغني أنه قتل بالحرة وقتل معه ابناه خلاد وعلي، قال أبو القاسم البغوي قيل: إنه شَهِدَ بدرًا ولا يصح، والله أعلم.
• التخريج
أخرجه البخاري في مواضع ومسلم وأخرجه أبو داود والترمذي وابن خزيمة في صحيحه وابن الجارود في المنتقى والبيهقي والطيالسي والدارقطني والدارمي مختصرًا.
• اللغة والإعراب والمعنى
(هل) حرف استفهام تدخل على الاسم وعلى الفعل ولهذا لا تعمل
ودخولها على الفعل أكثر. قوله: (أن تُريني) المصدر المنسبك من أن وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به لتستطيع وقوله: (كيف كان. . .) إلخ كيف اسم مبني على الفتح لأنه إما شرط أو استفهام فهو مبني على الحالتين ولهذا أي كونها شرطًا أو استفهامًا لا يعمل فيها إلا ما بعدها ويدل على إسميتها صحة دخول الحرف عليها بلا تأويل كما في قولهم:
"على كيف تبيع الأحمرين" يعني الخمر واللحم، وصحة إبدال الاسم الصريح منها في قولك كيف زيد أصحيح أم سقيم وتأتي لمعنيين أحدهما وهو الأكثر: أن تكون استفهامية فتكون خبرًا لما لا يستغنى عن الخبر من مبتدأ باق على رفعه أو منسوخ بأحد النواسخ نحو "كيف أنت""وكيف ظننت زيدًا" فإن وقعت قبل ما يستغنى لتمام الجملة بعدها أعربت حالًا نحو "كيف جاء زيد" قلت: ومنه ما في الحديث هنا (كيف كان رسول الله يتوضأ).
قال ابن هشام رحمه الله: "وعندي أنها تأتي في هذا النوع مفعولًا مطلقًا أيضًا" وخرج عليه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} التقدير أي فعل فعل ربك وكيف مدَّ الظل لتعذر الحال، وقد تكون مع جملتها التي بعدها بدلًا من اسم كما في قول الشاعر:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة
…
وبالشام أخرى كيف يلتقيان
وقيل: إنها تكون ظرفًا وتعقب بأنها لا تدل على الزمان ولا على المكان وزعم عيسى بن وهب أنها تكون عاطفة وجعل منه قول الشاعر:
إذا قل مال المرء لانت قناته
…
وهان على الأدنى فكيف الأباعد
بجر الأباعد، ورد بأنها هنا خبرٌ لمبتدأ محذوف والتقدير فكيف الهوان على الأباعد فحذف المبتدأ وحرف الجر وبقى الاسم المجرور كما في قول الشاعر:
إذا قيل أي الناس شر قبيلة
…
أشارت كليب بالأكف الأصابع
أي إلى كليب فحذف الحرف وبقى العمل، المعنى الثاني: أن تكون شرطًا غير جازم لأنها تخالف أدوات الشرط في لوزم فعلين بعدها متفقين في اللفظ والمعنى نحو قولك كيف تجلس أجلس، وكيف تقوم أقوم، ولا يجوز الجزم ولا مخالفة الفعلين، فلا تقول: كيف تقوم أجلس، واستشكل على
اشتراط الاتفاق في الفعلين أنها وردت في القرآن شرطية محذوفة الجواب دل على جوابها ما قبلها كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} وقوله: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} وقوله: {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ} ونحو ذلك. وقد تستعمل كيف محذوفة الفاء كما في قول الشاعر:
كي تجنحون إلى سلمٍ وما ثئرت
…
قتلاكم ولظي الهيجاء تضطرم
وقوله: (تريني) من رأي البصرية لكنها هنا من أرى يُرى فهي تتعدى بهمزة النقل إلى مفعولين، والمفعول الأول ياء المتكلم التي بعد نون الوقاية والثاني: محل الجملة ولا يرد على ذلك ما تقدم من أن كيف لا يعمل فيها ما قبلها لمكانها من التصدر؛ لأن المراد أن تكون صدر جملتها وعاملها في الجملة بعدها وذلك لا ينافي أن تكون الجملة معمولًا لشيءٍ قبلها، وتقدم أنها قد تكون مع جملتها بدلًا من اسم قبلها كما في قول الشاعر:
…
إلى الله أشكو ..
البيت السابق، والله أعلم.
وقد ذكر ثم في هذا الحديث سبع مرات وأصلها حرف يفيد ثلاثة أشياء كلها فيه مقال: التشريك والترتيب والتراخي وقد تأتي لمجرد ترتيب الأخبار فقط كقوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} وقوله: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} وقوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
…
ثُمَّ آتَيْنَا}
…
فهي في هذه المواضع لترتيب الذكر وكذا في قول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه
…
ثم قد ساد قبل ذلك جده
وزعم قوم أنها قد تكون زائدة وجعلوا منه قوله تعالى: {. . . ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} عقب {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
…
}، وقول زهير:
إراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى
…
فثم إذا أمسيت أمسيت غاديًا
وهو قول الأخفش، والظاهر أنها تكون بمعنى الفاء لترتيب الذكر ولا داعي إلى تكلف الجواب عن ذلك كله، والله أعلم، وقد تقدم الكلام عليها في حديث أبي موسى في السواك، فهي في الحديث لترتيب الأخبار عن أفعال
الوضوء، والله أعلم. وقوله:(نعم) حرف جواب والتقدير نعم أستطيع أن أريك ذلك.
• الأحكام والفوائد
هذا الحديث قد تقدم أكثر ما دل عليه من الأحكام، وفيه: جواز غسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثًا، وفيه: بيان كيفية مسح الرأس وأنه يكون باليدين معًا ويبدأ من مقدمه يمرهما إلى قفاه ثم يردهما وهذا أكمل حالات المسح عليه، وفيه: التصريح بكونه ردهما فهو دليل على استحباب ذلك ولم يذكر فيه تكرار المسح ففيه حجة لقول الجمهور بعدم استحباب تكراره خلافًا للشافعي رحمه الله وأهل مذهبه، وفيه: استعمال الأدب في السؤال والتعلم من العلماء وفيه: ما قدمنا من جواز فعل العبادة لتعليم الناس أو ليقتدي به غيره فيها، وفيه: كالروايات السابقة تثليث المضمضة والاستنشاق ولم يذكر عدد الغرفات وفي رواية للبخاري ثلاثًا من غرفة واحدة وقد تقدمت رواية عبد خير عن علي وفيها ثم مضمض واستنشق بكف واحدة وفي رواية للبخاري أيضًا في حديث عبد الله بن زيد: "فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثًا بثلاث غرفات" وهاتان الروايتان في البخاري وغيرهما من روايات غيره قد يستدل بمضمون الكل على أن الأمر في هذا واسع وفي صحيح مسلم: "من كفٍّ واحدة فعل ذلك ثلاث مرات" وهي رواية خالد بن عبد الله عن عمرو بن يحيى وفي رواية وهيب عنه: "بثلاث غرفات" ورواية خالد بن عبد الله صريحة في الصورة التي اختارها واستحبها الجمهور في كيفية المضمضة والاستنشاق ولو فعل غيرها لأجزأه وذكر النووي في شرح مسلم أنه الصحيح المختار أي من صور المضمضة والاستنشاق وصورة ذلك أن يأخذ غرفة فيمضمض ويستنشق منها ثم الثانية ثم الثالثة كذلك فتحصل ثلاث بثلاث غرفات وقد يحصل الجمع بين رواية من غرفة ورواية من ثلاث غرفات بأن المراد بقوله من غرفة كونه يتمضمض ويستنشق من غرفة ويكرر ذلك في الواحدة ترجع لفعل الاثنين مرة من غرفة والثلاث لتكرر تلك الغرفة التي يجمع منها بينهما، والله أعلم، وفي صفة المضمضة والاستنشاق خمسة أوجه:
الأول: ما تقدم بيانه.