الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسحاق: هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله الوراق المروزي البغدادي، كان قيما بالقراءة ضابطا ثقة، انفرد برواية اختيار خلف عنه، مات سنة مائتين وست وثمانين.
وإدريس: هو أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، كان إماما ضابطا محققا ثقة، سئل عنه الدارقطني، فقال ثقة وفوق الثقة بدرجة، روى عن خلف روايته واختياره، مات سنة مائتين واثنتين وتسعين، وقوله: عنه: أي عن خلف، ويعرف بالرواية والقراءة.
[باب فى بعض مباحث التراجم]
[مبحث طرق الطيبة وراوييه]
وهذه الرّواة عنهم طرق
…
أصحّها في نشرنا محقّق
يعني العشرين؛ لأنه ذكر عن كل قارئ راويين فبلغوا بذلك عشرين إلا أن الدوري منهم روى عن أبي عمرو وعن الكسائي؛ فهم من حيث الذات تسعة عشر، ومن حيث الرواية عشرون، والطرق جمع طريق، وهي لغة: السبيل والمذهب، واصطلاحا هي الرواية عن الرواة عن أئمة القرآن وإن سفلوا، فتقول مثلا: هذه قراءة نافع من رواية قالون من طريق أبي نشيط من طريق بن بويان (1) من طريق الفرضي، ولا يقال رواية نافع كما لا يقال قراءة قالون ولا طريق قالون كما لا يقال رواية أبي نشيط؛ فما كان عن أحد الأئمة العشرة أو من هو مثلهم يقال قراءة، وما كان عن أحد رواتهم يقال رواية، وما كان عمن بعدهم وهلم جرا يقال طريق سواء كان من مؤلفي الكتب أو غيرهم؛ فيقال طريق الداني مثلا وطريق الشاطبي، وطريق أبي العز، وطريق الكندي ونحو ذلك، وقد يعد بعض الراويين طريقا بالنسبة إلى قراءة، ويعد رواية بالنسبة إلى أخرى كإدريس هو بالنسبة إلى قراءة حمزة في رواية خلف طريق وبالنسبة إلى خلف في اختياره رواية.
إذا علم ذلك، فليعلم أن المؤلف أثابه الله تعالى نظر في هذه الروايات العشرين وجعل في كتابه النشر أصح طرق وردت عنهم، فاختار منها عن كل راو طريقين، وعن كل طريق طريقين فيكون عن كل راو من العشرين أربع طرق غالبا. وحيث لم يتأتّ له ذلك من رواية خلف وخلاد عن حمزة جعل عن خلف
(1) بويان بموحدة مضمومة فواو فياء تحتية.
أربعة عن إدريس عنه وعن خلاد بنفسه أربعة، وفي رواية رويس عن التّمّار عنه أربعة، وفي رواية إسحاق عن خلف أربعة اثنين عن نفسه واثنين عن ابن أبي عمر عنه، وفي رواية إدريس أربعة عن نفسه ليتم عن كل راو أربعة ويكون عن الرواة العشرين ثمانون طريقا ثم تتشعب هذه الطرق فيما بعد فتبلغ عدة الطرق عن الأئمة العشرة تقريبا من ألف طريق كلها مذكورة في النشر مسماة. فهذا ملخص معنى ما في هذا البيت والبيت الآتي بعده، وأصح الطرق التي عن هؤلاء الرواة مذكور في النشر محقق واضح.
باثنين في اثنين وإلّا أربع
…
فهي زها ألف طريق تجمع
تقدم بيانه في البيت السابق: أي بطريقين في طريقين كما تقدم بيانه ونزيده الآن إيضاحا؛ مثاله في ورش ذكره من طريقين وهما الأزرق والأصبهاني، وعن الأزرق طريقين وهما النحاس وابن سيف، وعن الأصبهاني طريقين وهما هبة الله والمطوعي فصارت طريقين في طريقين، وقوله: فهي زها ألف الخ بيان كون تلك الطرق الثمانين تبلغ ألف طريق أو نحوها أن قالون مثلا ذكره من طريقين: أبي نشيط والحلواني. فأبو نشيط من طريقي ابن بويان والقزّاز، فابن بويان اجتمع له إحدى وعشرون طريقا، والقزاز إحدى عشرة طريقا فيكون لأبي نشيط اثنان وثلاثون طريقا. وأما الحلواني فذكره من طريق ابن أبي مهران وجعفر بن محمد؛ فابن أبي مهران من تسع وعشرين طريقا وجعفر من أربع طرق فيكون لقالون خمسة وستون طريقا، وخذ على ذلك؛ ومن أعظم فوائد معرفة الطرق تحقيق الخلاف وعدم التخليط والتركيب بما لم يقرأ به، فقد وقع في التيسير مع اختصاره مواضع خرج فيها عن طرقه وتبعه على ذلك الشاطبي كما نبه عليه في النّشر مع أنه لم يكن في التيسير عن الأربعة عشر راويا الذين هم عن السبعة سوى أربعة عشر طريقا فليعلم من ذلك قدر ما زاد المؤلف على كتاب التيسير والشاطبية من الطرق والروايات ولله الحمد وهو المستعان؛ وإذا جمعت طرق العشرة الأئمة من النشر تبلغ أكثر من تسعمائة وثمانين طريقا كما فصلت عن راو راو والله أعلم (1).
(1) إذا أردت الاستزادة فعليك بمراجعة كتاب النشر في القراءات العشر للمؤلف رحمه الله:
المجلد الأول من الصحيفة «98» إلى «193» .