الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما انفرد به عبد الباقي عن أبيه عن السامري عن الأشناني من السكت على الممدود: أي المنفصل كما هو في غير الممدود، وكذا جاء السكت عن ابن ذكوان من طريق العلوى عن النقاش عن الأخفش (1)، وأطلقه صاحب الإرشاد فيما كان من كلمة أو من كلمتين، وخصه الحافظ أبو العلاء بما كان من كلمتين واللام وشيء، ورواه صاحب المبهج عن ابن ذكوان من جميع طرقه، ولا خلاف عنه في عدم السكت على حرف المد أيضا قوله:(قوله هجا الفواتح كطه الخ) أي أن أبا جعفر قرأ بالسكت على حروف فواتح السور نحو قوله: «طه والم، وحم، ون» وسكت على كل حرف منها ليبين أن هذه ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما، وليست بمؤتلفة ولذا وردت مفردة من غير عامل ولا عطف فسكنت كأسماء الأعداد إذا وردت من غير عامل ولا عطف.
وألفى مرقدنا وعوجا
…
بل رّان من رّاق لحفص الخلف جا
أي واسكت على الألفين من «مرقدنا، وعوجا» فتقول «عوجا» بالألف مبدلة من التنوين وتسكت ثم تقول «قيما» وكذا تقول «مرقدنا» وتسكت ثم تقول «هذا» وكذا تقول «من» ثم تسكت ثم تقول «راق» في القيامة، ولام «بل ران» في التطفيف قوله:(جا) أي ورد عن حفص الخلاف في الأربع الكلمات: وهي ألف «عوجا» في الكهف، وألف «مرقدنا في يس، ونون «من راق» في القيامة، ولام «بل ران» في التطفيف.
باب وقف حمزة وهشام على الهمز
أي في جميع أقاسمه متحركة وساكنة متوسطة ومتطرفة كما سنبينه، وهو مشكل يحتاج إلى تحقيق مذاهب أهل العربية ورسم المصاحف العثمانية وإتقان الرواية، ولصعوبته أفرد بالذكر وختم به أبواب الهمز، لأن محله الوقف.
إذا اعتمدت الوقف خفّف همزه
…
توسّطا أو طرفا لحمزه
(1) لقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه النشر في القراءات العشر أسماء هؤلاء العلماء وأتى على ألقابهم وكناهم فإذا أردت الاستزادة فراجع المجلد الأول.
أي قصدت، يقال عمدت للشيء بالفتح أعمده: أي قصدت له وتعمدت واعتمدت، والتخفيف عام في الإبدال وبين بين، والنقل والحذف، والإدغام، وغير ذلك قوله:(همزه) أي همز الوقف يعني الكلمة الموقوف عليها إذا كان فيها همزة قوله: (توسطا) يعني الهمز المتوسط سواء كان بنفسه أو بمتصل به قبله من حرف الكلمة قوله: (أو طرفا) يعنى المتطرف منه، وهو ما ينقطع الصوت عليه والمتوسط بخلافه.
فإن يسكّن بالّذي قبل ابدل
…
وإن يحرّك عن سكون فانقل
أي الهمز سواء كان ساكنا في نفسه وهو اللازم أم سكن للوقف وهو العارض قوله: (بالذي قبل) أي أبدله بما قبله إن ضمة فواوا أو كسرة فياء أو فتحة فألفا، فالساكن اللازم وقبله فتحة متوسطا نحو:«تألمون» ومتطرفا نحو «اقرأ» والذي قبله كسرة متوسطا نحو «بئر» ومتطرفا نحو «نبىء» والذي قبله ضمة متوسطا نحو «يؤمن» ولم يقع في القرآن متطرفا، والعارض وقبله فتحة «نبأ، والملأ» وقبله كسرة «قرئ» وقبله ضمة «اللؤلؤ» وهذا حكم الهمز الساكن في قسميه قوله: (وإن يحرك) أي وإن كان الهمز محركا بعد ساكن فانقل حركته إلى ذلك الساكن وحركة بحركة الهمز كما هو طريق النقل إلا أن يكون ذلك الساكن ألفا أو ياء أو واوا وسهل بين بين فلا ينقل إليه كما سيأتي، ومثال ما ينقل إليه من ذلك «مسؤولا» ، وقرأنا، والخبء، وشيء، وسوء، ويضيء».
إلّا موسّطا أتى بعد ألف
…
سهّل ومثله فأبدل في الطّرف
أي إلا أن يكون الهمز متوسطا وهو بعد ألف نحو «أولئك» ، وملائكة، وشركاؤكم، وأولياؤه، ودعاؤكم» فإنه يسهل بين بين قوله:(سهل) يعني سهل هذا القسم من المتوسط قوله: (إلى آخره) يريد أن الهمز إذا وقع متطرفا بعد ألف نحو «السماء» ونشاء، ومن ماء» فإنه يبدله ألفا لأنه يقدر إسكانه للوقف ثم يدبر بما قبله، فدبر بالفتحة وجعلت كأنها وليته، ولم يعتدّ بالالف لأنها ليست بحاجز حصين فقلبت ألفا، إذا قلبت ألفا اجتمع ألفان فلا بد من حذف إحداهما، فإن قدرت المحذوفة الأولى وهو
القياس قصرت الموجودة لأنها مبدلة من همزة ساكنة فيكون مثل ألف «يأمركم» وإن قدرت الثانية جاز في الأخرى المد والقصر
لأنها تصير حرف مدّ قبل همز مغير كما تقدّم في بابه، وقد أجاز بعضهم بقاء الألفين فيزاد في المد لأجل بقائهما فكأنه مد للساكنين.
والواو واليا إن يزادا أدغما
…
والبعض في الأصليّ أيضا أدغما
ثم أخذ في الكلام فيما إذا كان الساكن قبل الهمز واوا وياء زائدتين نحو «قروء، وبرىء، وهنيئا، ومريئا» والحكم فيهما الإدغام: أي بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله ثم تدغم الأول في الثاني قوله: (والبعض إلخ) أي وبعض أئمة القراءة عن حمزة عامل الياء والواو الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم نحو «شيء» ، ومن سوء، ويضيء» وتقدم فيه النقل من قوله:
وإن يحرك عن سكون فانقل وهذا زائد فيصير فيه النقل والإدغام، وهنا تم الكلام في الهمز المتحرك بعد ساكن، وتقدم قبل ذلك حكم الهمز الساكن بعد المتحرك، وبقي من أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك، فشرع في ذكره بقوله في البيت الآتي وبعد كسره كما سيأتي:
وبعد كسرة وضمّ أبدلا
…
أن فتحت ياء وواوا مسجلا
هذا أول أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك وهو بحسب حركته وحركة ما قبله تسعة أقسام، فذكر هنا قسمين منها: وهو ما إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها كسرة أو ضمة والحكم فيهما الإبدال بحركة ما قبله فيبدل في الكسر ياء نحو «مائة، وفئة، ولئلا» وفي الضم واوا نحو «مؤجلا وفؤادا» .
وغير هذا بين وبين ونقل
…
ياء كيطفئوا وواو كسئل
يعني غير القسمين المتقدمين، وهو سبعة أقسام: مفتوح بعد مفتوح نحو «بدأكم» ومضموم بعد مضموم نحو «برؤوسكم» وبعد مكسور نحو «مستهزئون» وبعد مفتوح نحو «يذرؤكم» ومكسور بعد مكسور نحو «خاطئين» وبعد مضموم نحو «سئل» وبعد مفتوح نحو «يئس» فحكم تخفيف هذا كله بين بين قوله:
(ونقل) أي وورد أيضا وجه زائد على ما تقدم في الهمزة المضمومة بعد كسر نحو «أن يطفئوا» وفي عكسها وهو المكسور بعد ضم، فيبدل بعد الكسر ياء وبعد الضم واوا، هذا مذهب الأخفش النحوي في تخفيف هذين النوعين أي يدبرهما
بحركة ما قبلهما، والذي قبله مذهب سيبويه وهو يدبرهما بحركتها فتجعل بين بين، وهنا تم الكلام في المتطرف والمتوسط بنفسه.
والهمز الاوّل إذا ما اتّصلا
…
رسما فعن جمهورهم قد سهّلا
ثم أخذ في الكلام في الهمز المتوسط بغيره، وهو ما إذا كان أول كلمة ودخل قبله ما صار به متوسطا، وهو على نوعين: الأول ما اتصل في الرسم، وسمي متوسطا بزائد نحو «يا أيها، وها أنتم، وبأي، وكأنهم، فإنهم، وأخاه، والأرض، والإيمان، والأولى» فجمهور القراء سهلوه: أي خففوه على ما تقدّم، وإن كان قبله ألف فبين بين، وإن كان قبله ساكن فالنقل، وإن كان قبله متحرك، فعلى ما تقدّم إن كان مفتوحا وقبله مكسور فياء أو مضموم فواو، وإلا فبين بين؛ وذهب الباقون عن حمزة إلى تحقيقه من غير تسهيل شيء منه وهو مذهب ابن غلبون ومكي وجماعة، والمراد بقوله الأول الواقع في أول الكلمة نحو «أتى» إلى أنها «أنتم أولاء» وقوله سهلا: أي خفف على ما تقدّم.
أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح
…
لا ميم جمع وبغير ذاك صح
أي وإن لم يكن متصلا رسما بل منفصلا، فلا يخلو إما أن يكون ساكنا صحيحا نحو «قل إن، قد أفلح» أو ما في حكمه نحو «فاسعوا إلى، وابني آدم» ، أو يكون غير ذلك، فإن كان صحيحا أو ما في معناه فاختلفوا أيضا في تسهيله وتحقيقه، والأرجح تسهيله بالنقل وهو الذي زاده الشاطبي على التيسير ومذهب صاحب الروضة المالكي وأبي العز وغيرهم، واستثنى هؤلاء من هذا الأصل ميم الجمع فلم ينقلوا إليها وإن كان ساكنا صحيحا، ولم يستثنه الشاطبي ولا بد من استثنائه قوله:(وبغير ذلك صح) أي وبغير أن يكون منفصلا بعد ساكن صحيح أو ما في حكمه كأن يكون بعد ساكن وهو حرف مد نحو «بما أنزل، قالوا آمنا، وفي أنفسكم» أو يكون محركا بعد محرك في أقسامه التسعة فإن تسهيله أيضا صح رواية بحسب ما تقدم من بين بين وغيره وإن لم يذكره الشاطبي فهو الذي عليه أكثر العراقيين، ولم يذكر الحافظ أبو العلاء غيره؛ إلى هنا تم جميع أقسام الهمزة ساكنة ومتحركة ومتوسطة ومتطرفة وأنواع تخفيفه القياسي، وبقي التخفيف الرسمي مما ذكره بعض القراء عن حمزة وسيأتي الكلام عليه بحقه.
وعنه تسهيل كخطّ المصحف
…
فنحو منشون مع الضّمّ احذف
أي وعن حمزة أيضا تخفيف آخر؛ وهو التخفيف الرسمي الذي يكون موافقا لخط المصحف، وقد ذكره الداني وشيخه أبو الفتح ومكي وابن شريح والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين؛ والمعنى فيه أنه إذا خفف الهمز في الوقف، فما كان من أنواع التخفيف موافقا لخط المصحف خففه به وإن كان ما يخالفه أقيس وذلك نحو «منشئون، ومتكئون، ويستنبئونك» فإن القياس ما تقدم على مذهب سيبويه وهو بين بين وعلى مذهب الأخفش وهو إبدال الهمزة ياء، وهنا يجيء وجه ثالث وهو حذف الهمزة وضم ما قبلها ليوافق خط المصحف وهو لغة صحيحة قرأ بها أبو جعفر في الحالين كما تقدم.
وألف النّشأة مع واو كفا
…
هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا
أي ونحو ألف «النشأة» وهو في العنكبوت والنجم والواقعة كتبت بالألف وتقدم أن وقفه بالنقل والحذف ولكنها لما رسمت هنا صار تخفيفها بالحذف مخالفا صورة
الرسم فوقف عليها بالألف على لغة من ألقى حركة الهمزة قبل الألف وأبقى الهمزة ساكنة فأبدلها كما قالوا «كماه» وكذلك يقف على «كفوا، وهزوا» بالواو اتباعا للرسم وذلك أنه يقرؤهما بالإسكان فقياس تخفيفهما له بالنقل، فإذا نقل خالف الرسم فيجوز له وجه آخر وهو الواو مع الإسكان، وهو لغة صحيحة، وكذلك يقف في وجه اتباع الرسم على «يعبؤا بكم ربي» بواو ساكنة بعد الباء المفتوحة، وتقف على «البلؤا» وهو في سورة الصافات والدخان بواو بعد الألف، وكذا «الضعفؤا» وهو في إبراهيم بالواو بعد الألف على اتباع الرسم، وهي لغة ثابتة للعرب من بني تميم وقيس وهذيل وغيرهم، وهذا غير التخفيف القياسي الذي تقدّم وهو الوقف بإبدال الهمزة لتطرفها ووجود الألف قبلها.
وياء من آنا نبإى أل وريّا
…
تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا
أي وكذا يقف بالياء على نحو «ومن آناىء الليل» في طه بياء ساكنة بعد الألف، وعلى قوله من «نباىء المرسلين» بياء ساكنة بعد الألف في الأنعام، وهو وجه زائد على الإبدال المتقدّم في التخفيف القياسي؛ وكذا يقف في وجه اتباع الرسم على «رئيا» وهو في مريم بياء مشددة على الإدغام وكذا «تؤوي، وتؤويه،
بواو مشددة وتدغم، ويجيء وجه آخر وذلك زائد على التخفيف القياسي وهو الوقف بياءين وبواوين، وهي لغة للعرب قرأ بها جماعة وجاءت منصوصة عن حمزة وقفا قوله:(وقيل) أي وذكر بعضهم في وجه اتباع الرسم «رؤيا» المضموم الراء نحو «رؤيا، وللرؤيا تعبرون» لأنه كتب بياء واحدة وهي لغة للعرب أيضا قرأ بها أبو جعفر وغيره كما تقدم.
وبين بين إن يوافق واترك
…
ما شذّوا كسرها كأنبئهم حكي
أي بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها فحذف ما بين الحرفين والعاطف وركب الظرفان فجعلا اسما واحدا مبنيا لتضمنه معنى حرف العطف على حد خمسة عشر؛ والمعنى أنه يوقف بين بين في نحو «يبنئوم، ويومئذ» ونحو «سئل» على مذهب سيبويه في تسهيلها مع الوقف وعلى نحو «سنقرئك» وبالياء الخالصة على مذهب الأخفش لئلا يخالف الرسم وكذلك فيما كتب بالواو من نحو «البلؤا، والضعفؤا» وفيما كتب بالياء من نحو «آناىء، ومن نباىء المرسلين» بين بين دون ما كتب بالألف من غير ياء من ذلك وذلك في وجه الروم كما سيأتي وهو مذهب المهدوي وغيره قوله: (إن يوافق) أي اتباع الرسم: أي ما كتب منه بالواو وقف عليه بين الهمزة والواو، وما كتب منه بالياء فبين الهمزة والياء، وما كتب بالألف فكذلك قوله:(واترك) أي لا تأخذ بما شذ ولا تقرأ به، ويعني بما شذ الشاذ من التخفيف الرسمي ما لم يجتمع فيه شروط الصحة كالأخذ في «خائفين، وأولئك» بالياء المحضة وفي «شركاؤهم، وجاؤوا» بالواو مخففة وفي «إن أولياه» بألف من غير واو مما لا يجوز في العربية ولا صحت به الرواية، وأشذ من هذا وأضعف الوقف بالألف على «وأخاه، وإياي» ونحوه، وأشد تحريما من هذا ما ذكر في «بأنهم وبآيات» بالألف اتباعا للرسم على زعمهم، وهذا لا يجوز به التلاوة، إذ لم يصح عن أحد ممن يوثق به عن حمزة ولا صح في العربية فاعلم ذلك، وقوله واكسر الخ: أي حكى بعضهم الوقف على «أنبئهم، ونبئهم» لحمزة بكسر الهاء وذلك أنه إذا أبدل الهمزة ياء على أصله في الوقف وقعت الهاء بعد ياء بعد كسرة فأشبهت يوفيهم فيكسر وهو زائد على وجه الضم حكاه الشاطبي وغيره، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وابن غلبون وغيرهم.