الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب مذاهبهم في الزوائد
وإنما جعل هذا والذي قبله آخر أبواب الأصول، لأن الاختلاف فيها في أواخر الكلمة فناسب أن يكون بعد الوقف.
وهي الّتي زادوا على ما رسما
…
تنبت في الحالين (ل) ى (ظ) لّ (د) ما
يعني وياءات هي التي زادها القراء بحسب الرواية على ما رسم في المصاحف، فهي زائدة عند من أثبتها منهم، وتكون في أواخر الكلم من الأسماء والأفعال نحو (الداع، والواد، ويأت، ويتق» وتكون في موضع الجر والنصب نحو (دعاء، ودعان» وتنقسم إلى ما هو رأس آية وإلى غير ذلك نحو «المتعال، واخشون ولا» وضابط ذلك أن تكون الياء محذوفة رسما مختلفا في إثباتها وحذفها وصلا أو وصلا ووقفا، فلا يكون بعدها أبدا ساكن إلا أن يفتح؛ ثم أخذ في بيان حكمها فقال: تثبت في الحالين الخ، يعني أن القراء يختلفون في هذه الياءات، فمنهم من أثبتها في حال الوصل والوقف وهم هشام وابن كثير ويعقوب، ومنهم من أثبتها في الوصل دون الوقف وهم المذكورون في البيت الآتي:
واعلم أن الأمر في ذلك عام لمخالفة بعض المذكورين قاعدته في بعض المواضع كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأوّل النّمل (ف) دا وتثبت
…
وصلا (رضى)(ح) فظ (مدا) ومائة
أي وأثبت حمزة في الحالين موضعا واحدا وهو الأول من النمل وهو «أتمدونن بمال» وقيده بالأول، لأن فيها ياءين من الزوائد هذا أولهما، والثاني «فما أتان الله» قوله:(وتثبت) أي ويثبت الياء من الزوائد حالة الوصل فقط حمزة والكسائي وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر؛ ثم ذكر عدد الياءات المختلف فيها حذفا وإثباتا مما حذف رسما فقال ومائة. (1)
إحدى وعشرون أتت تعلّمن
…
يسر إلى الدّاع الجوار يهدين
قوله: (أتت) أي جاءت عدتها كذلك؛ ثم شرع في تفصيلها فقال: تعلمن،
(1) أي حسب رسم المصحف الشريف.
يعني «تعلمني مما علمت» في الكهف، ويسر؛: أي «والليل إذا يسر» في الفجر، وإلى الداع، يعني «مهطعين إلى الداع» في القمر، والجوار أي «الجوار في البحر» في الشورى، ولا يرد «الجوار الكنس، والجوار المنشئات» لأنهما لا يمكن إثبات يائهما في الوصل، ويهدين، يعني «أن يهدين» في الكهف.
كهف المناد يؤتين تتّبعن
…
أخّرتن الإسرا (سما) وفي ترن
أي الذي في الكهف احترز به عن «يهديني» في القصص، فإنه لا خلاف في إثباتها في الحالين قوله:(المناد) يعني «يناد المناد» وهو مكان واحد في ق قوله:
(يؤتين خيرا من جنتك) في الكهف «وألا تتبعن» في طه قوله: (أخرتن) أي «لئن أخرتنى إلى يوم القيامة» في الإسراء وقيدها بالإسراء احترازا من «لولا أخرتنى» في المنافقون، فإنه لا خلاف في إثباتها في الحالين قوله:(سما) يعني أن مدلول سما وهم نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: أثبتوا هذه التسع الياءات المتقدمة على أصولهم المذكورة؛ فابن كثير ويعقوب يثبتانها في الحالين، والباقون منهم في الوصل قوله:(وفي ترن) يعني «إن ترن أنا» في الكهف.
واتّبعون أهد (ب) ي (حقّ)(ث) ما
…
ويأت هود نبغ كهف (ر) م (سما)
يريد «اتبعون أهدكم» في غافر، وقيدها بأهد، يعني «أهدكم سبيل الرشاد» ليخرج «واتبعون هذا صراط» في الزخرف، لأنها لأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب؛ والمعنى أن قالون وابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وأبا جعفر أثبتوا الياء في حرفي «ترن، واتبعون أهدكم» على أصلهم قوله: (ويأت الخ) أي وأثبت الياء في قوله: (يوم يأت) في هود و «ما كنا نبغ» في الكهف الكسائي ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، واحترز بهود من نحو «يأتي بالشمس، يأتي بعض آيات ربك» مما لا خلاف في إثباته، وبالكهف من التي في يوسف «يا أبانا ما نبغي» إذ لا خلاف في إثباتها.
تؤتون (ث) ب (حقّا) ويرتع يتّقي
…
يوسف (ز) ن خلفا وتسألن (ث) ق
يعني «حتى تؤتون موثقا» في يوسف أثبت الياء فيه أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (ويرتع) أي «نرتع ونلعب، ويتق ويصبر» وهما في يوسف أثبت الياء فيهما قنبل بخلاف عنه قوله: (وتسألن) يعني قوله تعالى «فلا تسألني ما
ليس لك به علم» في هود أثبت الياء فيها أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وورش، ولم يحتج إلى تقييدها بهود لأن التي في الكهف يأتي الكلام فيها قوله:(ثق) أي ائتمن وحسن ظنك.
(حما)(ج) نا الدّاعي إذا دعان هم
…
مع خلف قالون ويدع الدّاع (ح) م
جنى، من الجنى: وهو قطع الهمزة: أي «الداع إذا دعان» وكلاهما في البقرة، أثبت الياء فيهما المذكورون قبل وهم أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وورش وقالون بخلاف عنه فيهما، فقوله هم: أي المذكورون قبل مع خلاف عن قالون قوله: (ويدع الداع) أي في القمر «يوم يدع الداع» أثبت الياء فيها أبو عمرو والبزي وورش وأبو جعفر ويعقوب.
(هـ) د (ج) د (ثوى) والباد (ث) ق (حقّ)(ج) نن
…
والمهتدي لا أوّلا واتّبعن
قوله: (والباد) أي «العاكف فيه والباد» في الحج، أثبت الياء فيه أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وورش قوله:(جنن) جمع جنة: وهي ما استترت به من سلاح وغيره قوله: (والمهتدي) يعني «فهو المهتد» في الإسراء والكهف، واحترز بقوله: لا أو لا عن «فهو المهتدي» في الأعراف، فإنه أول ما وقع، ولا خلاف في إثباتها قوله:(واتبعن) أي «ومن اتبعن» في آل عمران، أثبت الياء فيها أبو عمرو ويعقوب ونافع وأبو جعفر كما في البيت الآتي:
وقل (حما)(مدا) وكالجواب (ج) ا
…
(حقّ) تمدّونن (ف) ي (سما) وجا
وقل قيد لاتبعن، احترز به من قوله تعالى: أنا ومن اتبعني في يوسف فإنه لا حلاف في إثباته قوله: (وكالجواب) يعني «وجفان كالجواب» في سبأ أثبت الياء فيه ورش وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (تمدونن) أي «تمدونني بمال» أثبت الياء فيه حمزة ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، وهذا الذي تقدم أن حمزة أثبت ياءه في الحالين وتقدم أيضا في باب الإدغام الكبير أن حمزة ويعقوب يدغمان النون في النون.
تخزون في اتّقون يا اخشون ولا
…
واتّبعون زخرف (ثوى)(ح) لا
يعني «ولا تخزون في ضيفي» في هود، واحترز بقوله: في، ليخرج «ولا تخزون» الذي في الحجر ليعقوب كما سيأتي «واتقون يا أولى الألباب» في البقرة، وقيدها بيا احترازا من غيرها نحو «وإياي فاتقون» مما انفرد به يعقوب «واخشون، ولا تشتروا» في المائدة، وقيدها بو لا احترازا من «واخشوني، ولأتم» في البقرة، فإنه لا خلاف في إثباتها، واتبعون: أي «واتبعون هذا صراط» في الزخرف، وإنما قيدها بالسورة ليخرج «فاتبعوني يحببكم الله» في آل عمران و «فاتبعوني وأطيعوا أمري» في طه، فإنه لا خلاف في إثباتهما وليخرج «اتبعون أهدكم» في غافر، فإنه تقدم الخلاف فيه؛ فأثبت الياء في هذه المواضع أبو جعفر ويعقوب وأبو عمرو على أصلهم قوله:(حلا) جمع حلية: وهي من التحلي الذي هو لبس الحلى.
خافون إن أشركتمون قد هدا
…
ن عنهم كيدون الاعراف (ل) دى
أي «وخافون إن كنتم» في آل عمران، وبما أشركتمون من قبل» في إبراهيم «وقد هدان» في الأنعام، وقيده بقد احترازا من نحو «لو أن الله هداني» فإنه ثابت الياء للجميع قوله:(عنهم) أي إثبات هذه الثلاثة عنهم: أي أبي جعفر ويعقوب وأبي عمرو المذكورين في البيت قبل قوله: (كيدون) يعني قوله تعالى «ثم كيدون فلا» أثبت الياء فيها هشام بخلاف عنه وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر، والخلاف الذي عن هشام صح عندنا عنه وقفا ووصلا، ولكن الذي نأخذ به من طرق كتابنا هو الخلاف في الوقف والله تعالى أعلم، وقيده بالسورة احترازا من قوله تعالى:
فكيدوني جميعا في هود فإنها ثابتة للجميع ومن قوله «كيد فكيدون» في المرسلات فإنها ليعقوب كما سيأتي:
خلف (حما)(ث) بت عباد فاتّقو
…
خلف (غ) نى بشّر عباد افتح (ي) قوا
يعني «عباد فاتقون» في الزمر أثبت الياء فيها غنى: أي رويس بخلاف عنه قوله: (بشر عباد) يريد «فبشر عباد الذين يستمعون القول» في الزمر أيضا أثبتها مفتوحة وصلا السوسي بخلاف عنه وله الوجهان وقفا، وأثبتها يعقوب أيضا في الوقف قوله:(يقوا) من الوقاية: وهو الحفظ وأصله يقون: أي العباد، فجزم على أنه جواب الأمر في بشر أو افتح.
بالخلف والوقف (ي) لي خلف (ظ) بى
…
آتان نمل وافتحوا (مدا)(غ) بى
قوله: (أتان نمل) يعني «فما آتاني الله» في النمل، أثبتها مفتوحة وصلا نافع وأبو جعفر ورويس وأبو عمرو وحفص ووقف عليها يعقوب بالياء بلا خلاف، وحفص وأبو عمرو وقالون وقنبل بخلاف عنهم كما سيأتي في البيت الآتي قوله:
(غبا) الغباء: بالمد والقصر مصدر غبى من الشيء: إذا خفى عليه ولم يتفطن له.
(ح) ز (ع) د وقف (ظ) عنا وخلف (ع) ن (ح) سن
…
(ب) ن (ز) ر يردن افتح كذا تتّبعن
عد، من العيادة أو العود إن كان بالمهلة، أو من العياذ إن كان بالمعجمة، والظعن: السير قوله: (وخلف عن حسن) أي عن قارئ حسن ولا يشتبه بالعلم، لأنه ليس من القراء العشرة ورواتهم من اسمه حسن قوله:(يردن) أي «يردن الرحمن» في يس و «تتبعن» أي «تتبعني أفعصيت أمري» في طه، فتحهما في الوصل أبو جعفر وأثبتهما في الوقف.
وقف (ث) نا وكلّ روس الآي (ظ) ل
…
وافق بالواد (د) نا (ج) د و (ز) حل
يعني أن ما بقي من الباب وهو ما وقع رأس آية، وجملة ذلك فيما فيه أصلى وإضافي ست وثمانون ياء ذكر منها فيما تقدم ياء واحدة وهي «يسر» في الفجر، وبقي خمس وثمانون أثبت الياء في جميعها يعقوب في الحالين على أصله ووافقه غيره في تسع عشرة كلمة ذكرها فيما يأتي قوله:(ظل) أي يستظل ببركتها قوله:
(وافق بالواد) أي «بالواد» في الفجر، فوافقه على إثباتها وصلا ورش، وفي الحالين ابن كثير إلا أنه اختلف عن قنبل في الوقف، فروى الأكثرون عنه حذفها فيه وروى الآخرون إثباتها على أصله وكلاهما صحيح قوله:(وزحل) من زحل من مكانه: إذا تنحى فهو زاحل، وناسب ذلك لما روى عنه في ذلك من مخالفة أصله.
بخلف وقف ودعاء (ف) ي (ج) مع
…
(ث) ق (ح) ط (ز) كالخلف هـ (د) ى التّلاق مع
يعني «ربنا وتقبل دعائي» في إبراهيم على إثباتها وصلا أبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وورش، وفي الحالين البزي؛ واختلف عن قنبل، فروى بعضهم عنه حذفها في الحالين، والبعض إثباتها فيهما، وبعض حذفها وصلا، والكل صحيح عنه، ولم يحتج إلى الاحتراز عما وقع في نوح وهو «دعائي إلا فرارا» لأنه ليس
برأس آية، ولأنه تقدم في باب الإضافة قوله:(في جمع) جمع جمعة قوله:
(التلاق) أي «يوم التلاق» في غافر.
تناد (خ) ذ (د) م (ج) ل وقيل الخلف (ب) ر
…
والمتعال (د) ن وعيد ونذر
يعني «يوم التناد» في غافر أيضا، وافق يعقوب على الإثبات فيها وفي التلاق وصلا ورش وعيسى بن وردان، وفي الحالين ابن كثير، وقد روى إثباتها وصلا لقالون على أصله، وحكى الخلاف صاحب التيسير ومن تبعه، والأصح الحذف، جل، من الجول: وهو السعي والانتقال قوله: (بر) من باره يبوره: إذا اختبره، ويحتمل أن يكون مخففا وهو البر المعروف قوله:(والمتعال) أي «الكبير المتعال» في الرعد، وافقه أيضا على إثباتها في الحالين ابن كثير قوله:(دن) أي جاز وكاف واخضع وذل في الطاعة، وفي الحديث «الكيس من دان نفسه» قوله:(وعيد) يعني وعيد في المواضع الثلاثة: في إبراهيم موضع «وخاف وعيد» وفي ق موضعان «فحق وعيد، من يخاف وعيد» قوله: (ونذر) أي «عذابي ونذر» في المواضع الستة في القمر.
يكذّبون قال مع نذيري
…
فاعتزلون ترجمو نكيري
يعني قوله تعالى: إني أخاف أن يكذبون قال سنشد وقيدها بقال احترازا عن نحو قوله: «أن يكذبون ويضيق» قوله: (مع نذير) أي «كيف نذير ولقد كذب» وقوله: «فاعتزلون» يعني «فاعتزلون فدعا ربه» في الدخان قوله: (ترجمو) أي «ترجمون» في الدخان أيضا قوله: (نكير) يعني نكير في المواضع الأربعة: الحج وسبأ وفاطر والملك.
تردين ينقذون (ج) ود أكرمن
…
أهانن (هـ) دا (م) دا والخلف (ح) ن
أي «لتردين» في الصافات «ولا ينقذون» في يس قوله: (جود) أي وافق ورش يعقوب على إثبات الياء في هذه الثماني عشرة ياء وصلا، والجود. المطر الكثير الواسع الغزير النافع قوله:(أكرمن أهانن) يعني «فيقول ربي أكرمن، فيقول ربي أهانن» كلاهما في الفجر، وافق يعقوب على إثبات الياء فيهما في الحالين البزي وفي الوصل نافع وأبو جعفر؛ واختلف عن أبي عمرو، فقطع الأكثرون بالتخيير فيهما، وقطع بعضهم بالإثبات، وقطع بعضهم بالحذف قوله:(حن) من الحنين: وهو الشوق، ويقال حن عليه: رحمه.