الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والفاء والقاف والكاف، نحو «إن كنتم، والأنثى، قولا ثقيلا، من زوال، صعيدا زلقا، وكلا ضربنا، من طين، فانفلقا، والمنكر» .
باب الفتح والإمالة وبين اللفظين
الفتح عبارة عن فتح القارئ لفيه بالألف وما قبلها فتحا مستقيما، والمراد به الفتح المتوسط، وهو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة لا الفتح الشديد الذي هو التقحم كما يتلفظ به العجم فإن ذلك لا تجوز القراءة به، والإمالة: وهو أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا، وهي المحض والإضجاع والبطح، وقليلا: وهو بين بين، والتقليل والتلطيف، وبين اللفظين: أي بين الفتح المذكور والإمالة المحضة، وهو بفتح النون نصبا على الظرف والعامل فيه اسم فاعل محذوف معطوف على ما قبله: أي والآتي بين اللفظين أو الواقع، ويجوز بالجر عطفا على ما قبله.
أمل ذوات الياء في الكلّ (شفا)
…
وثنّ الاسما إن ترد أن تعرفا
أي أمل ألفات ذوات الياء، والمراد بذوات الياء ما أصل ألفه ياء وانقلبت الألف عنه، هذا هو الأصل في ذلك، وما ألحق به فمحمول عليه كتابة وإمالة وتسمية قوله:(في الكل) أي كل ذوات الياء وما حمل عليها من الأسماء والأفعال والحروف قوله: (وثن الخ) أي إن أردت معرفة أصل الألف في الأسماء فثن الاسم، فإن ظهرت فيه الياء علم أنها أصل الألف التي في المفرد فيمال، وإن ظهرت فيه الواو علم أنها أصل الألف التي في المفرد فلم تمل نحو «الفتى، والصفا» فتقول في الأول فتيان وفي الثاني صفوان.
وردّ فعلها إليك كالفتى
…
هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى
أي رد فعل الألفات التي يراد إمالتها إليك: أي إلى نفسك قوله: (كالفتى) أي في الأسماء الممالة والأفعال على اللف والنشر المرتب مثل الفتى فتقول في تثنيته فتيان، والهدى فتقول في تثنيته هديان؛ وكذا من الأفعال فتقول إذا أردت رد الفعل إلى نفسك اشتريت واستعليت وأتيت.
وكيف فعلى وفعالى ضمّه
…
وفتحه وما بياء رسمه
أي وكيف يأتي وزن فعلى سواء كان مضموم الفاء نحو «دنيا» أو مكسورا نحو «سيماهم» أو مفتوحا نحو «مرضي» فإن ألفه تمال لهم أيضا، وهذا من الملحق بذوات الياء، لأن ألفات التأنيث زائدة غير منقلبة عن شيء لكنها لما انقلبت ياء في التثنية والجمع أشبهت ذوات الياء وألحق بألف التأنيث «موسى، وعيسى، ويحيى» لأنها أعجمية لم يكن لها اشتقاق ولا ألفها للتأنيث، لكنها ملحقة بألف التأنيث من أجل المناسبة اللفظية قوله:(ضمه) أي ضم فعالى نحو فرادى وكسالى قوله: (وفتحه) أي فتح فعالى نحو «يتامى، ونصارى» قوله: (وما بياء) أي وأمالوا الذي رسم بالياء.
كحسرتي أنّى ضحى متى بلى
…
غير لدى زكى على حتّى إلى
أي مثل ألف حسرتي، يريد قوله تعالى «يا حسرتي» وأنى التي للاستفهام نحو «أنى شئتم، أنى يكون لي، وضحا، وضحاها» ومتى حيث جاء لشبهه بألف التثنية مع انقلابه ياء مسمى به و «بلى» حيث وقعت مع كونها حرفا، فقيل لشبهه بالأسماء حيث كفى في الجواب نفسه، وقيل لتضمنه معنى الفعل، وقيل لأن ألفها للتأنيث بالنسبة إلى بل، واستثنى مما كتب بالياء في الطول «لدى الحناجر» في بعض المصاحف، وأما الذي في يوسف فبالألف إجماعا وزكى وهي في النور «ما زكى منكم» وحتى كذلك نحو «حتى إذا» وإلى نحو «إلى أوليائهم» ودخل بمقتضى استثناء هذه الكلمات الخمس «يا ويلتي ويا أسفي» وغير ذلك فأميلت.
وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا
…
كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى
أي حمزة والكسائي وخلف أمالوا من الواوي «الربا» للكسرة قبل «والقوى، والعلى» لتناسب رءوس الآي «وكلا» وهو في الإسراء أو «كلاهما» فقيل لكسر الكاف أو لأن ألفه منقلبة عن ياء، قال سيبويه لو سميت بكلا قلبت الألف ياء، لأنه قد سمع فيها الإمالة وكذا أمالوا الألف إذا وقعت رباعية من فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله الواو نحو «ابتلى، وأنجى، وزكى، وتدعى، وتبلى» لأنك تقول ابتليت وأنجيت وزكيت وتدعيان وتبليان.
مع روس آي النّجم طه اقرأ مع ال
…
قيامة اللّيل الضّحى الشّمس سأل
أي أمالوا ذلك مع إمالتهم ألفات رءوس الآي في هذه السور الإحدى عشرة، وهي: طه والنجم والمعارج والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى واقرأ، ورتبها على ما تأتي في النظم قوله:(اقرأ) أي «اقرأ باسم ربك» قوله: (مع أل) أي القيامة، فقطع كتابته للقافية قوله:(الليل) أي «والليل إذا يغشى» قوله: (الضحى) أي «والضحى والليل» قوله: (الشمس) أي «والشمس وضحاها» قوله: (سأل) أي سأل سائل» وهي في المعارج.
عبس والنّزع وسبّح وعلي
…
أحيا بلا واو وعنه ميّل
وليس المعنى أنهم أمالوا جميع أواخر السور المذكورة إذ فيها ما لا يجوز إمالته ولا يمكن نحو «أمرى، وذكري، وخلق، وعلق، وأخيه، وتؤويه» والألف المبدلة من التنوين نحو «كبيرا، ونصيرا، وعلما، وأمتا، وذكرا، ووزرا» إذ الإمالة لا مدخل لها في ذلك، وكذا ما فيه هاء التأنيث نحو:«مسفرة، ومستبشرة» لأنها غير مقصودة هنا بالذكر بل لها باب يخصها سيأتي، وإنما المقصود ما وقع في أواخر آي السور من ذوات الياء وما حمل عليه من ذوات الواو، ودل على إرادة هذا المعنى مجيئه في هذا الفصل قوله:(وعلى الخ) يعني الكسائي وتقدم أن اسمه على وليس فيهم عليّ سواه، وهذا استثناء لحروف دخلت في الأصل المتقدم للثلاثة، فانفرد الكسائي منهم بإمالة أحيا الذي ليس مسبوقا بواو نحو «فأحيا به الأرض، إن الذي أحياها» وعلم من ذلك أن ما كان مسبوقا بالواو فإنهم على أصولهم في إمالته وهو في النجم «أمات وأحيا» .
محياهم تلا خطايا ودحا
…
تقاته مرضات كيف جا طحا
أي المضاف إلى الغائبين، يريد قوله تعالى في الجاثية «محياهم ومماتهم» قوله:(تلا) يريد قوله تعالى في الشمس «والقمر إذا تلاها» قوله: (خطايا) أي خطايا حيث وقع نحو «خطاياكم، وخطاياهم، وخطايانا» قوله: (ودحا) وهو في النازعات «والأرض بعد ذلك دحاها» قوله: (تقاته) يعني قوله تعالى «حق تقاته» في آل عمران قوله: (مرضات) أي «مرضات الله، ومرضاتي» حيث وقع وكيف جاء قوله: (طحا) يريد قوله تعالى في الشمس أيضا «والأرض وما طحاها» .
سجى وأنسانيه من عصاني
…
أتان لا هود وقد هداني
وهو في الضحى «إذا سجى» وفي الكهف «وما أنسانيه إلا الشيطان» وفي إبراهيم «ومن عصاني فإنك غفور رحيم» وقوله آتاني يريد قوله تعالى «آتاني الكتاب» في مريم «وآتاني الله» في النمل، وأما قوله «وآتاني» في هود فإنه ممال لحمزة والكسائي وخلف على أصلهم فلذلك استثناه، وقوله «وقد هدان» ، يريد قوله تعالى في الأنعام «وقد هدان، ولا أخاف» .
أوصان رؤياي له الرّؤيا (روى)
…
رؤياك مع هداي مثواي (ت) وى
وهو في مريم «وأوصاني بالصلاة» وقوله «رؤياي» يعني بهذا اللفظ: أي المضاف إلى ياء المتكلم وهو في يوسف حرفان، وسيأتي الخلاف فيه وفي «رؤياك» عن إدريس أيضا قوله:(له) أي الكسائي: أي انفرد على الكسائي المذكور بإمالة هذا كله وهو من قوله: وعلى إلى هنا قوله: (روى) أي اتفق الكسائي وخلف دون حمزة بإمالة «الرؤيا» المعرف باللام وهو أربعة مواضع: في يوسف وسبحان والصافات والفتح وأما «رؤياك» المضاف إلى كاف الخطاب وهو أيضا في يوسف، فاختص الدوري عن الكسائي بإمالته مع «هداي، ومثواي» وهو في يوسف أيضا قوله: (توى) بالقصر: من الضيعة والهلاك، يشير إلى الإمالة من حيث إنهاك سرة إلى ضياع الفتح.
محياي مع آذاننا آذانهم
…
جوار مع بارئكم طغيانهم
أي وكذا أمال الدوري عن الكسائي «محياي» وهو في آخر الأنعام «وآذاننا، وآذانهم» حيث وقع وجوار وهو في الشورى «الجوار في البحر» وفي الرحمن «الجوار المنشآت» وفي كورت «الجوار الكنس» ، وبارئكم» الموضعين من البقرة «وطغيانهم» حيث وقع.
مشكاة جبّارين مع أنصاري
…
وباب سارعوا وخلف الباري
أي وأمال الدوري عن الكسائي «مشكاة» وهو في النور «وجبارين» وهو في المائدة والشعراء «وأنصارى» وهو في آل عمران والصف ولفظ «سارعوا» وما جاء منه مثل «يسارعون، ونسارع» حيث وقع قوله: (وخلف) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في إمالة «البارىء» وهو في الحشر وفي جميع ما يأتي في البيتين بعد.
تمار مع أوار مع يوار مع
…
عين يتامى عنه الاتّباع وقع
يعني «فلا تمار فيهم» في الكهف و «فأوارى سوأة أخي» في المائدة و «يوارى» في موضعي المائدة والأعراف قوله: (عين يتامى) أي عين الفعل وهو ما قبل الألف: أي التاء
من «يتامى» والسين من «كسالى، وأسارى» والصاد من «النصارى» على وجه الاتباع إمالة لإمالته، فإنه يميل ألف التأنيث منها كما تقدم فيمال ما قبلها من أجلها فيميل الألف التي قبل كذلك فيمال ما قبلها لذلك.
ومن كسالى ومن النّصارى
…
كذا أسارى وكذا سكارى
أي ويميل العين من «كسالى» وهي السين وكذا يميل العين من «النصارى» وهي الصاد وكذا السين من «أسارى» وهو العين أيضا وكذا الكاف من «سكارى» وهو عين الكلمة وهذا آخر ما اختلف فيه عن الدوري عن الكسائي.
وافق في أعمى كلا الإسرا (ص) دا
…
وأوّلا (حما) وفي سوى سدى
أخذ في ذكر من وافق حمزة والكسائي وخلفا فيما تقدّم إمالته، فمن ذلك أعمى وهي الحرفان في الإسراء: أي «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى (1)» فوافقهم في إمالتها شعبة قوله: (كلا الإسرا) أي موضعي الإسراء قوله:
(صدا) الصدا: طير صغير يقال له الجندب الذي يرى ليلا، وقيل هو ذكر البوم، والصدا: العطش، والصدا الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، وهو الأليق هنا لموافقته قوله وأولا حما: أي وافقهم على إمالة «أعمى» الحرف الأول من الإسراء، يعني قوله تعالى:«في هذه أعمى» أبو عمر ويعقوب ووافقهم في إمالة «سوى» في طه «وسدى» في القيامة، يعني في الوقف شعبة بخلاف عنه، والإمالة فيهما طريق التيسير والمغاربة، والفتح طريق العراقيين والجمهور كما سيأتي في البيت الآتي:
رمى بلى (ص) ن خلفه و (م) تّصف
…
مزجا يلقّيه أتى أمر اختلف
وهو في الأنفال «ولكن الله رمى، وبلى» حيث وقع وافقهم في إمالتها شعبة بخلاف عنه، فإمالة «رمى» له طريق التيسير والمغاربة، والفتح طريق العراقيين،
(1) سورة الإسراء الآية «72» .
وإمالة «بلى» طريق العراقيين عن يحيى ابن آدم والفتح طريق غيرهم وطريق العليمي قوله: (صن) من الصيانة: وهو الحفظ والحراسة: أي احفظه فإنه عزيز في الكتب قوله: (ومتصف) أي منعوت قوله: (مزجا) يعني قوله تعالى في يوسف «وجئنا ببضاعة مزجاة» قوله: (يلقيه) يعني قوله تعالى في الإسراء «كتابا يلقاه منشورا» ولفظ به بالضم والتشديد كما قرأه ابن ذكوان وسيأتي في موضعه قوله:
(أتى أمر) يعني في أول النحل «أتى أمر الله» قوله: (اختلف) أي اختلف عن ابن ذكوان في إمالة «مزجاة، ويلقاه، وأتى أمر الله» فروى إمالة «مزجاة» عنه في التجريد من جميع طرقه والكامل عن الصوري، وإمالة «أتى أمر الله» طريق الداجوني عنه عن الصوري عن الأخفش عنه، وإمالة «يلقاه» طريق الداجوني والرملي عن الصوري وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم في الإمالة.
إناه (ل) ي خلف نأى الإسراء (ص) ف
…
مع خلف نونه وفيهما (ض) ف
أي وافقهم على إمالة «إناه» وهو في الأحزاب «غير ناظرين إناه» هشام بخلاف عنه قوله: (نأى) وهو في الإسراء وفصلت، وافقهم على إمالة حرف الإسراء فقط شعبة، واختلف عنه في إمالة نونه اتباعا للهمزة، فأمالها العليمي والحمامي وابن شاذان عن يحيى، وروى الجمهور فتح النون وإمالة الهمزة قوله:
(صف) من الوصف (وفيهما) أي في حرفي الإسراء وفصلت أمال النون خلف عن حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت الآتي قوله: (ضف) أي أنزل علينا ضيفا، من ضفت الرجل: إذا نزلت عليه ضيفا:
(روى) وفيما بعد راء (ح) ط (م) لا
…
خلف ومجرى (ع) د وأدرى أوّلا
أي ووافق في إمالة ما بعد راء يعني الألفات الواقعة بعد الراء نحو «اشترى، وذكرى، والنصارى، وأدراك» وغيره بأي وجه كان أبو عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه؛ فالصوري بالإمالة، والأخفش بالفتح إلا أنه اختلف عن الأخفش في «أدراك» كيف وقع كما سيأتي قوله:(حط) أي احفظ واحرس واكلا قوله: (ملا) أي جماعة أشرافا قوله: (خلف) أي عن ابن ذكوان قوله: (ومجرى) يعني قوله تعالى في هود «مجريها» وافقها أي المميلين يعني حمزة والكسائي وخلف المذكورين أولا وأبا عمرو وابن ذكوان بخلاف المذكورين آخرا على إمالة حفص قوله: (عد)
من العود: أي عد إلى إمالة هذا الحرف من هذا الباب قوله: (وأدرى) أي ووافقهم على إمالة أدرى أول ما وقع في القرآن العظيم، يعني حرف يونس قوله تعالى «ولا أدريكم» أماله شعبة بلا خلاف عنه.
(ص) ل وسواها مع يا بشرى اختلف
…
وافتح وقللها وأضجعها (ح) تف
أي وسوى أدرى التي في يونس قوله: (مع يا بشرى اختلف) أي اختلف الرواة عن شعبة في إمالة أدرى حيث وقع غير الأول وهو الذي في سورة يونس مع اختلافهم عنه في «يا بشرى» في يوسف قوله: (وافتح الخ) أي افتح بشراي وقللها: أي أملها بين بين، وأضجعها: أي أملها إمالة محضة لأبي عمرو، فله فيها ثلاثة أوجه: الفتح وهو رواية الجمهور عنه، وبين بين وهو أحد الوجهين في التذكرة والتبصرة وحكاه في تلخيص ابن بليمة، والإمالة المحضة وهو الذي في غاية ابن مهران وكامل الهذلي، وذكر
الثلاثة الشاطبي رحمه الله ومن تبعه قوله:
(حتف) من الحتف: وهو الموت من غير قتل ولا ضرب، يشير إلى أنه قطع بالأوجه الثلاثة.
وقلّل الرّا ورءوس الآي (ج) ف
…
وما به ها غير ذي الرّاء يختلف
أي أن الأزرق عن ورش يميل ذوات الراء بين بين وكذلك رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة سواء كانت واوية أو يائية من غير خلاف عنه في شيء من ذلك إلا ما يأتي قوله: (جف) أمر من جف الثوب يجف بالكسر: إذا يبس بعد البلّ وفيه رطوبة، يشير إلى تلطيف الإمالة قوله:(وما به ها) أي والذي به ها من رءوس الآي إلا أن يكون ذا راء لم يختلف فيه الرواة عن الأزرق.
والحاصل أنه اختلف عنه فيما به لفظ ها من رءوس الآي نحو «بناها، وضحاها، وتلاها، وأرساها» سواء الواوى واليائي إلا أن يكون رائيا وهو «ذكراها» فلا خلاف في إمالته بين بين على أصله.
مع ذات ياء مع أراكهم ورد
…
وكيف فعلى مع رءوس الآي (ح) د
أي مع اختلاف رواة الأزرق في ذوات الياء، يعني غير رءوس الآي المتقدمة مطلقا نحو «أتى، وهدى، والهدى، والفتى» مع اختلافهم في «أراكهم» مع كونه رائيا ورد الخلاف عنه في هذه اللفظة فقط وكل ذلك بين بين كما تقدم
قوله: (ورد) أي جاء، يعني أن الخلاف ورد أيضا عن ورش من طريق الأزرق قوله:(وكيف فعلى) لما فرغ من الأزرق عن ورش أخذ في مذهب أبي عمرو، فذكر أنه يميل فعلى كيف أتت بالضم أو الفتح أو الكسر مع رءوس الآي المتقدمة وهو بين بين أيضا بخلاف عنه قوله:(حد) الحد: الحاجز بين الشيئين، وحد الشيء أيضا: منتهاه، ويجوز أن يكون فعلا ماضيا: أي حصر، يعني جعل له حدا وذلك إشارة إلى تخصيصه ما ذكر.
خلف سوى ذي الرّا وأنّى ويلتي
…
يا حسرتى الخلف (طوى) قيل متى
أي اختلف عن أبي عمرو في إمالة فعلى كيف أتت وفي رءوس الآي ياءيها وواويها ولذا قال سوى ذي الراء، يعني أن الرائي من ذلك لا خلاف في إمالته كما تقدم من قوله: وفيما بعد راء حط ملا قوله: (وكيف فعلى) الواو فاصل وذلك أنه لما فرغ من مذهب أبي عمرو أخذ يبين ما انفرد به الدوري عنه وعطفه على بين بين والمراد بأني: هي التي للاستفهام، يعني وأمال الدوري عن أبي عمرو بين بين بخلاف عنه «أني، ويا ويلتي، ويا حسرتي» قوله: (طوى) من الطي: وهو ضد النشر، إشارة إلى إخفاء من ذكر الخلف عنه في ذلك، يعني من جمع بين الوجهين له في كتاب وإن كان كل منهما مشهورا صحيحا قوله:(قيل متى) أي قيل عن الدوري عن أبي عمرو إمالة متى بين بين وهو في الكافي والهداية والهادي.
بلى عسى وأسفى عنه نقل
…
وعن جماعة له دنيا أمل
أي قيل عن الدوري عن أبي عمرو إمالة بلى بين بين كما في الكافي والهداية والهادي، وعسى أيضا قال بإمالتها بين بين عنه صاحب الهداية والهادي قوله:(وأسفي) أي قوله تعالى: حكاية «يا أسفي» فنقل إمالتها بين بين عن الدوري عنه صاحب الكافي والهادي والهداية، ونقل الخلاف فيها عنه صاحب التبصرة قوله:(وعن جماعة) أي وذكر عن جماعة من أهل الأداء الدوري عن أبي عمرو إمالة الدنيا حيث وقعت محضة، وروى ذلك بكر ابن شاذان وأبو الفرج النهرواني عن زيد عن ابن فرح عن الدوري، نص على ذلك ابن سوار والقلانسي والحافظ أبو العلاء قوله:(له) أي للدوري عن أبي عمرو، وقوله أمل: أي محضا، فيكون
في «الدنيا» للدوري عن أبي عمرو ثلاثة أوجه: الفتح والإمالة بين بين كما تقدم في فعلي والمحض من هذا الموضع.
حرفي رأى (م) ن (صحبة) ل) نا اختلف
…
وغير الاولى الخلف (ص) ف والهمز (ح) ف
أي وأمال حرفي رأى يعني الراء والهمزة محضا إذا لم يكن بعده ساكن نحو «رأى كوكبا، رأى أيديهم، رآه، رآها» ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وهشام بخلاف عنه قوله: (لنا) أي عندنا في كتبنا التي رويناها قوله: (اختلف) أي اختلف عن هشام قوله: (وغير الأولى) أي اختلف عن شعبة في إمالة حرفي رأى في غير الأولى وهي التي في الأنعام «رأى كوكبا» فأماله عنه يحيى بن آدم وفتحه العليمي قوله: (والهمز حف) أي أمال أبو عمرو الهمز وحده، يعني وفتح الراء فيصير فيها ثلاث قراءات وبين بين للأزرق فتكون أربعا، وسيأتي ما ذكره الشاطبي للسوسي آخر الباب قوله:(وغير الأولى أيضا) يريد قوله تعالى: رأى كوكبا لا خلاف عنه في إمالة حرفيه قوله: (أيضا حف) من الحيف: وهو الجور، يريد المبالغة في الإمالة.
وذو الضّمير فيه أو همز ورا
…
خلف (م) نى قلّلهما كلّا (ج) رى
أي اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الهمزة من ذي الضمير أو في إمالة الهمزة والراء، فيجيء له ثلاثة أوجه: الأول إمالة الهمزة فقط وهو الذي رواه الجمهور عن الصورى عنه. الثاني إمالة الراء والهمزة وهو من طريق جمهور المغاربة عن ابن ذكوان ولم يذكر في التيسير عنه من طريق الأخفش سواه. الثالث فتحهما وهو رواية جمهور العراقيين عن ابن ذكوان وطريق ابن الأخرم عن الأخفش قوله: (فيه) أي في الهمزة منه خلاف، قوله:(قللهما الخ) أي وأمال بين بين الراء والهمزة من «رأى» إذا لم يكن بعده ساكن ورش من طريق الأزرق ونصب كلا على نزع الخافض قوله: (قللهما) أي الراء والهمزة قوله: (كلا) أي الذي بعده ضمير وغيره قوله: (جرى) من الجري: وهو المرور سريعا، يعني لم يتوقف في تقليلهما.
وقبل ساكن أمل للرّا (صفا)
…
(ف) ي وكغيره الجميع وقفا
أي ما كان بعده ساكن نحو «رأى القمر، رأى المجرمون» فأمال الراء فقط شعبة وخلف وحمزة، وأما ما ذكر فيه للسوسي فسيأتي آخر الباب قوله:(للرا) أي أمل حركة الراء قوله: (في) من الفيء: وهو الرجوع، كأنه أمر بالرجوع إلى الصفا قوله:(وكغيره) أي وكغير ما قبل ساكن، يعني نحو «رأى كوكبا» قوله:
(الجميع): أي جميع القراء وقفوا على ما هو قبل ساكن كما لو لم يكن قبل ساكن، فيميل الراء والهمزة ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وهشام بخلاف عنهما، وأبو عمرو الهمزة فقط، والأزرق الهمزة والراء بين بين.
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدّار نار (ح) ز (ت) فز (م) نه اختلف
أي وأمال الألفات الواقعة قبل راء مكسورة طرفا مثل «الدار، والنار، والنهار، وأبصارهم، وحمارك» أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واختلف عن ابن ذكوان، فروى الصوري عنه الإمالة، وروى الأخفش عنه الفتح قوله:(حز) من الحيازة، كأنه قال اجمع العلم تحصل الفوز دنيا وأخرى قوله:(منه) أي من المذكور أو الفوز.
وخلف غار (ت) مّ والجار (ت) لا
…
(ط) ب خلف هار (ص) ف (ح) لا (ر) م (ب) ن (م) لا
أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في غار، يعني الذي في سورة التوبة «إذ هما في الغار» ففتحه عنه أبو عثمان الضرير من أجل الغين المستعلية قوله:
(تم) أي انتهى، لأنه لم يختلف عنه في غيره قوله:(والجار) يريد قوله تعالى:
والجار ذي القربى والجار الجنب الحرفين في النساء: أي وأمال الجار في الموضعين الدوري عن الكسائي بلا خلاف وبخلاف له عن أبي عمرو، فروى الجمهور له الفتح، وروى الإمالة من طريق ابن فرح الجماعة قوله:(تلا) أصله تلاء ممدودا: وهو الذمة، ويجوز أن تكون فعلا من التلاوة: أي قرأ قوله: (طب) أي طب ذمة أو خلاف هار: أي غير واقع في الهار. قوله: (هار) يعني قوله تعالى: على شفا جرف هار في التوبة، أماله شعبة وأبو عمرو والكسائي وابن ذكوان وقالون.
خلفهما وإن تكرّر (ح) ط (روى)
…
والخلف (م) ن (ف) وز وتقليل (ج) وى
أي إذا وقعت الراء المكسورة مكررة نحو «القرار، ومع الأبرار، ومن الأشرار» فأمال الألف أبو عمرو والكسائي وخلف، واختلف عن ابن ذكوان وحمزة قوله:(وتقليل) يجيء شرحه في البيت الآتي قوله: (جوى) مقصور: شدة الوجد، وممدود: الواسع من الأودية، والمقصور بالمعنى أشبه.
للباب جبّارين جار اختلفا
…
وافق في التّكرير (ق) س خلف (ض) فا
أي لباب الألفات قبل الراء المكسورة المتطرفة سواء كانت مكررة أم غير مكررة، فإن الأزرق عن ورش يميلها فيه بين بين قوله:(جبارين) يعني جبارين في المائدة والشعراء وتقدم إمالتهما محضة للدوري عن الكسائي، والكلام هنا على إمالتهما بين بين وكذا الجار في الموضعين من النساء اختلف عن الأزرق في إمالتهما: أي «جبارين، والجار» بين بين قوله: (وافق) أي ووافق الأزرق على إمالة بين بين في الراء المكررة خلاد بخلاف عنه (1) وخلف عن حمزة بلا خلاف وتقدم لحمزة الخلاف في إمالته، فيكون لخلاد ثلاثة أوجه: الإمالة المحضة كما تقدم، وبين بين من هنا، والفتح؛ ولخلف عن حمزة وجهان: الإمالة المحضة كما تقدم، وبين بين من هنا قوله:(قس) من القياس: وهو التقدير قوله: (ضفا) أي كثر، يشير إلى كثرة رواة بين بين عنهما.
وخلف قهّار البوار (ف) ضّلا
…
توراة (ج) د والخلف (ف) ضل (ب) جّلا
عطف على بين بين أيضا: أي واختلف عن حمزة في «القهار» حيث وقع «ودار البوار» في إبراهيم، فرواه عنه بين بين من الروايتين المغاربة كما في الشاطبية والتيسير وغيرهما وبالفتح المشارقة كما في الإرشاد والمستنير وغيرهما قوله:(فضلا) أي رجح لأنه جمع بين الطرق قوله: (توراة) عطف على إمالة بين بين أيضا؛ والمعنى أن «التوراة» حيث وقعت أمالها بين بين الأزرق عن ورش، واختلف عن حمزة وقالون، والوجه الآخر لحمزة الإمالة المحضة كما سيأتي في أواخر الباب، والوجه الآخر لقالون وهو الفتح لأنه لم يذكر مع من أمال فيما يأتي قوله:(جد) من الجود، يعني جد في تلطيف «التوراة» قوله:(فضل) أي زيادة قوله: (بجل) أي عظم.
(1) أي لديه أكثر من وجه كما سيأتي في السطر التالي.
وكيف كافرين (ج) اد وأمل
…
(ت) ب (ح) ز (م) نا خلف (غ) لا وروح قل
كل هذا معطوف على التقليل: أي ويميل الأزرق «كافرين» كيف أتى بالياء معرّفا أو منكرا مجرورا أو منصوبا بين بين وهذا آخر ما عطف على التقليل وهو قوله: وتقليل جوى؛ ثم ذكر من أماله بقوله: وأمل، يعني أمال «كافرين» حيث وقع وكيف أتى الدوري عن الكسائي وأبو عمرو ورويس، واختلف عن ابن ذكوان، فأماله الصورى وفتحه الأخفش.
معهم بنمل والثّلاثي (ف) ضّلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
أي مع من أمال كافرين يميل الذي في سورة النمل، يريد قوله تعالى:
إنها كانت من قوم كافرين وافقهم روح على إمالته فلا خلاف حينئذ عن يعقوب في إمالته مع المميلين، وقوله: والثلاثي، عطف على الإمالة: أي ويميل الألف الواقعة عينا من الفعل الثلاثي في الكلمات الآتية وذلك في عشرة أفعال، اختص حمزة منها بإمالة خمسة وهي المذكورة في هذا البيت، واستثنى من ذلك «زاغت» كما سيأتي، واحترز
بقوله: والثلاثي من الرباعي من هذا اللفظ نحو «فأجاءها، وأزاغ الله» فإنه لا يمال والأمثلة نحو «خافوا عليهم، خافت من بعلها، فانكحوا ما طاب لكم، وضاق بهم، وضاقت عليهم، وحاق بهم، فلما زاغوا» قوله: (لا) أي غير زاغت فإنه لا يمال.
زاغت وزاد خاب (ك) م خلف (ف) نا
…
وشاء جا (ل) ي خلفه (ف) تى (م) نا
أي واتفق هو وابن عامر بخلاف عنه على «إمالة زاد، وخاب» إلا أن الرواة عن ابن ذكوان اتفقوا على إمالة «فزادهم الله مرضا» أول البقرة بلا خلاف وسيأتي قوله: (وشاء الخ) أي واتفق حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه على إمالة «شاء وجاء» قوله: (لي) أي عندي في طريق هذه الرواية قوله: (خلفه) أي خلف هشام.
وخلفه الإكرام شاربينا
…
إكراههنّ والحواريّينا
أي اختلف عن ابن ذكوان فيما يأتي من الكلمات وهو «الإكرام» موضعان في سورة الرحمن وللشاربين في النحل والصافات والقتال وإكراههن في
سورة النور والحواريين في المائدة والصف، والضمير الذي في قوله: وخلفه يعود على ابن ذكوان.
عمران والمحراب غير ما يجر
…
فهو وأولى زاد لا خلف استقر
أي حيث أتى نحو «آل عمران، وامرأت عمران، والمحراب» كيف وقع، ولكن اختلف عنه في غير المجرور وهو «كلما دخل عليها زكريا المحراب، وإذ تسوروا المحراب» فالخلاف فيهما مع ما تقدم ولم يختلف عنه في إمالة ما هو مجرور وهو قوله تعالى: يصلى في المحراب، فخرج على قومه من المحراب وكذلك لم يختلف عنه في الحرف الأول من زاد وهو قوله تعالى: فزادهم الله مرضا قوله: (فهو) أي فالمجرور من قوله لا خلف: أي لا خلاف عن ابن ذكوان في إمالتهما قوله: (استقر) أي ثبت.
مشارب (ك) م خلف عين آنيه
…
مع عابدون عابد الجحد (ل) يه
وهو في يس «منافع ومشارب» اختلف عن ابن عامر في إمالته من الروايتين قوله: (عين آنية) أي أمال هشام بخلاف عنه الألف من قوله تعالى: عين آنية في الغاشية، وقيده بعين ليخرج الذي في سورة الإنسان ويطاف عليهم بآنية من فضة قوله:(مع عابدون) أي مع إمالة «عابدون، وعابد» في سورة الكافرون قوله: (عابد الجحد) أي سورة الكافرون، وتسمى سورة الجحد أيضا لما اشتملت عليه من النفي، واحترز بذكرها عن غيرها نحو «ونحن له عابدون» قوله:(ليه) أصله لى فدخلت هاء السكت وصار ليه كما «كتابيه، وحسابيه، وماهيه» .
خلف تراءى الرّا (ف) تى النّاس بجر
…
(ط) يّب خلفا ران (ر) د (صفا)(ف) خر
أي وأمال الراء من «تراءى الجمعان» وهو في الشعراء حمزة وخلف مع فتح الهمزة، وهذا في الوصل؛ فأما في الوقف فتمال الهمزة أيضا من أجل الألف المنقلبة عن الياء، وكذا يميل الكسائي وقفا الألف والهمزة،. والأزرق بين بين عن ورش على أصله قوله:(الناس الخ) أي يميل الدوري عن أبي عمرو بخلاف عنه «الناس» حيث وقع مجرورا والإمالة هي التي في التيسير، وكلام الشاطبي موهم ولكنه كان يأخذ بها له والجمهور بالفتح عنه قوله:(طيب) أي جعله طيبا واضحا بخلاف ما وقع في الشاطبية حيث أشكل قوله: (ران) أي وأمال ران،
يعني من قوله تعالى: كلا بل ران على قلوبهم وهو العاشر من الأفعال الثلاثية الممالة العين الكسائي وشعبة وخلف وحمزة قوله: (رد) أي اقصد قوله: (فخر) أي افتخر، وغلبه في الفخر.
وفي ضعافا (ق) ام بالخلف (ض) مر
…
آتيك في النّمل (فتى) والخلف (ق) ر
أي وأمال ضعافا وهو في النساء «ذرية ضعافا» خلاد عنه وخلف عن حمزة بلا خلاف قوله: (ضمر) من الضمور: وهو خفة اللحم قوله: (آتيك) أي وأمال آتيك الذي في سورة النمل يعني في الحرفين آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، (1) آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك (2) حمزة وخلف، ولكن اختلف فيه عن خلاد، واحترز بقوله في النمل عن غيره نحو آتيكم بسلطان قوله:
(والخلف قر) إنما أفرد خلاد بالذكر بعد دخوله مع حمزة في فتى لضرورة كون خلف في اختياره ليس له رمز يخصه.
ورا الفواتح أمل (صحبة)(ك) ف
…
(ح) لا وها كاف (ر) عى (ح) افظ (ص) ف
أي وأمال الراء في فواتح الست سور يعني الر و «المر» حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن عامر وأبو عمرو قوله: (كف) يريد به الكف الذي هو من اليد: يريد الاجتماع قوله: (وها) أي وأمال الهاء من فاتحة مريم الكسائي وأبو عمرو وشعبة، والمعنى بقوله: كاف سورة مريم، وتسمى أيضا سورة كاف قوله:
(رعى) أي أحاط، وفي قوله صف: المراد به واحد الصفوف.
وتحت (صحبة)(ج) نا الخلف (ح) صل
…
يا عين (صحبة)(ك) سا والخلف قل
أي وأمال الهاء من طه حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو، واختلف فيه عن الأزرق، فالذي قطع به في التيسير والشاطبية والتذكرة والعنوان والكامل وغيرها هو الإمالة المحضة، وليس له في القرآن ما يمال محضا سواه، وقطع له آخرون بإمالة بين بين كما سيأتي قوله:(وتحت) أي تحت مريم، يعني طه قوله:
(جنى) عنى به ما يجتني من ثمر وعسل قوله: (يا عين) أي وأمال ياء في فاتحة مريم حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن عامر، واختلف عن أبي عمرو وهشام
(1) سورة النمل الآية «39» .
(2)
سورة النمل الآية «40» .
إلا أن الخلاف عن أبي عمرو قليل، وعن هشام كثير كما سيأتي قوله:(يا عين) يعني في أول مريم قوله: (كسا) من الكسوة.
لثالث لا عن هشام طا (شفا)
…
(ص) ف حا (م) نى (صحبة) يس (صفا)
أي لأبي عمرو فإنه ثالث القراء في الترتيب، وقد روى إمالة الياء في فاتحة مريم في التجريد والغاية وجامع البيان عن الدوري من طريق ابن فرح، وكذلك في التجريد والجامع من طريق القرشي والرقي عن السوسي وسائر الرواة والطرق عن عمرو من الروايتين على الفتح فلذلك كان الخلاف له قليلا، إذ الجمهور على الفتح وجها واحدا قوله:(لا عن هشام) أي فإن الخلاف كثير، يعني أنه بعكس أبي عمرو من حيث إن رواة الإمالة عنه كثير، فقد قطع له قطع بالإمالة ابن مجاهد وابن شنبوذ والداني من جميع طرقه في الجامع وغيره والكامل والمبهج والتلخيص والتذكرة والتبصرة والكافي وغيرها، وروى جماعة له الفتح كالتجريد والهداية وهو عند أبي العز وابن سوار وابن فارس من طريق الداجوني قوله:(طا) أي وأمال الطاء من فاتحة طه، وطسم، وطس حمزة الكسائي وخلف وشعبة قوله:
(صف) من الوصف، ومنى جمع منية قوله:(حا) أي أمال الحاء من فواتح حم السبعة ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة قوله: (يس) أي وأمال الياء من فاتحة يس شعبة وخلف ومن يأتي في أول البيت الآتي وهم الكسائي وروح وحمزة في المشهور عنه، وله أيضا فيها بين بين كما سيأتي
(ر) د (ش) د (ف) شا وبين بين (ف) ي (أ) سف
…
خلفهما را (ج) د و (إ) ذ ها يا اختلف
وهنا انتهى الكلام على إمالة الفواتح محضا وشرع في الكلام فيها أيضا علي بين بين فقال وبين بين: أي أمال بين بين الياء من يس، لأن الكلام فيها حمزة ونافع بخلاف عنهما، فأما حمزة فتقدم له الإمالة وهو المشهور، وروى عنه جماعة بين بين وهو الذي في العنوان والتبصرة، وتلخيص أبي معشر وغيرها؛ وأما نافع فقطع له بين بين ابن بليمة وصاحب العنوان والكامل والمستنير من قراءته على العطار عن الطبراني عن أصحابه عن نافع، وبه كان يأخذ ابن مجاهد لنافع، فثبت الخلاف عنه من الروايتين جميعا قوله:(خلفهما) أي باختلاف عن حمزة ونافع قوله: (را جد) أي وأمال الراء من فاتحة «الر، والمر» بين بين ورش
من طريق الأزرق قوله: (وإذ إلى آخر البيت) أي اختلف الرواة عن نافع في إمالة بين بين ها يا من فاتحة مريم والخلاف عنه من الروايتين جميعا أيضا ولا يشتبه يا هذه بياء يس لأن هاء طه يأتي حكمها في البيت الآتي:
وتحت ها (ج) ىء حا (ح) لا خلف (ج) لا
…
توراة (م) ن (شفا)(ح) كيما ميّلا
أي وأمال بين بين هاء طه ورش من طريق الأزرق، والوجه الثاني له الإمالة المحضة كما تقدم قوله:(حا) أي وأمال حا حم في السبعة بين بين أبو عمرو بخلاف عنه من الروايتين وورش من طريق الأزرق قوله: (حلا) من الحلاوة قوله:
(توراة الخ البيت) أي أمال التوراة محضا حيث وقع ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وتقدم حمزة والذين يميلونها بين بين عند الكلام على إمالتها بين بين فيكون له وجهان، وهذا هو الوجه الثاني من خلافه كما تقدم.
وغيرها للأصبهاني لم يمل
…
وخلف إدريس برؤيا لا بأل
أي وغير التوراة لم يمله الأصبهاني، فعلم أن الأصبهاني يميلها محضا فقط، وإنما أتى بما يقتضي الحصر لأنه تقدم إمالات في حروف لقالون، وعلم مما أصله أن الأصبهاني يكون كقالون فيما نص فيه الأزرق بالرمز فبين ذلك ليرتفع الإشكال، وهنا تم الكلام على أحرف الإمالة، وبقي تتمات لما تقدم قوله:
(وخلف إدريس) أي اختلف عن إدريس في إمالة رؤيا العاري من الألف واللام وهو «رؤياك، ورؤياي» فرواهما الشاطبي عنه بالإمالة ورواهما عنه غيره بالفتح قوله: (لا بأل) أي المحلى بالألف واللام.
وليس إدغام ووقف إن سكن
…
يمنع ما يمال للكسر وعن
يعني أن ما أميل لأجل كسرة «كالدار، والحمار، والنار، والأبرار، والناس، والمحراب» فلا يمنع ما أدغم منه أو وقف عليه بالسكون إمالته محضة كانت أو بين بين لعروض ذلك، ولكن اختلف عن السوسي في ذلك كما سيأتي في البيت الآتي، واحترز بقوله: سكن عن الروم فإنه لا كلام فيه أنه كالوصل والأمثلة نحو «وقنا عذاب النار ربنا، والأبرار لفي» حالة الإدغام «والدار، والنار» حالة الوقف بالسكون.
سوس خلاف ولبعض قلّلا
…
وما بذي التّنوين خلف يعتلى
أي واختلف عن السوسي في حالة الإدغام والوقف بالسكون، فروى عنه ابن حبش الفتح في ذلك قوله:(ولبعض) أي بعض القراء يأخذ فيه له بين بين:
أي عمن يميل محضا قوله: (وما بذي التنوين) يريد أن الخلاف الذي حكاه الشاطبي على الوقف على المنون لأصحاب الإمالة على نوعيها لا يصح عند أئمة القراءة ولا يقوم به حجة بل الوقف بالإمالة لمن مذهبه ذلك بحسب مذهبه كما سيأتي بيانه في البيت الآتي قوله: (يعتلي) أي يرتفع.
بل قبل ساكن بما أصل قف
…
وخلف كالقرى الّتي وصلا (ي) صف
أي أن الحكم فيما منع من إمالته ساكن تنوينا كان أو غيره نحو «هدى، ومسمى، وغزا، وقرى، ومفترى، وموسى الكتاب، وعيسى ابن مريم، وذكرى الدار، ونرى الله» فإنه إذا زال ذلك المانع وقف عليه بما أصل لهم، فمن كان مذهبه الإمالة المحضة وقف كذلك، ومن كان بين بين فكذلك، ولكن اختلف عن السوسي وصلا في غير المنون إذا كان راء كما سيأتي قوله:(وخلف الخ البيت) أي واختلف عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل ساكن غير منون في حالة الوصل نحو «القرى التي، والنصارى المسيح، ونرى الله» فروى عنه ابن جرير الإمالة وهو اختيار الداني ولم يذكر في التيسير سواه، ورواه ابن جمهور وغيره بالفتح قوله:(يصف) من الوصف: وهو ذكر الشيء بحليته ونعته.
وقيل قبل ساكن حرفي رأى
…
عنه ورا سواه مع همز نأى
أي وروى بعضهم عن السوسي إمالة الراء والهمزة من رأى إذا كانت قبل ساكن وبه قرأ الداني على فارس، ولكن من غير طريق ابن جرير التي هي في التيسير وتبعه الشاطبي على ذلك، وليس من طرقه ولا طرق كتابنا وإن كنا قرأنا به على الجملة قوله:(ورا سواه) أي وروى عن السوسي إمالة الراء الذي ليس قبل ساكن، وقد تقدم أن أبا عمرو يميل همزته فتمال الراء والهمزة في هذا الوجه، وقد ذكره الشاطبي وليس من طرقه ولا من طرق كتابنا قوله:(مع همز نأى) أي وكذلك روى عن السوسي إمالة الهمزة، يعني في الموضعين ذكر ذلك الشاطبي عنه في وجه، وهو ما انفرد به فارس بن أحمد عن السوسي وليس من هذه الطرق.