المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الهمزتين من كلمة - شرح طيبة النشر لابن الجزري

[ابن الجزري]

فهرس الكتاب

- ‌[المقدمة]

- ‌ترجمة يسيرة عن المؤلف ابن الجزري

- ‌[خطبة الطيبة]

- ‌[باب التراجم]

- ‌[ترجمة نافع وراوييه]

- ‌[ترجمة ابن كثير وراوييه]

- ‌[ترجمة ابى عمر وراوييه]

- ‌[ترجمة ابن عامر وراوييه]

- ‌[ترجمة عاصم وراوييه]

- ‌[ترجمة حمزة وراوييه]

- ‌[ترجمة الكسائى وراوييه]

- ‌[ترجمة ابى جعفر وراوييه]

- ‌[ترجمة يعقوب وراوييه]

- ‌[ترجمة خلف البزّاز وراوييه]

- ‌[باب فى بعض مباحث التراجم]

- ‌[مبحث طرق الطيبة وراوييه]

- ‌[مبحث رموز الائمة العشرة ورواتهم]

- ‌[مبحث التجويد]

- ‌[مبحث الوقف والابتداء]

- ‌باب الاستعاذة

- ‌باب البسملة

- ‌تنبيه [فى استثناء سورة التوبة]

- ‌سورة أم القرآن

- ‌باب الإدغام الكبير

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر

- ‌باب الهمزتين من كلمة

- ‌باب الهمزتين من كلمتين

- ‌باب الهمزة المفرد

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

- ‌باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز

- ‌باب الإدغام الصغير

- ‌فصل ذال إذ

- ‌فصل دال قد

- ‌فصل تاء التأنيث

- ‌فصل لام هل وبل

- ‌باب حروف قربت مخارجها

- ‌باب أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب الفتح والإمالة وبين اللفظين

- ‌باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف

- ‌باب مذاهبهم في الراءات

- ‌باب اللامات

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الحظ

- ‌باب مذاهبهم في ياءات الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في الزوائد

- ‌باب إفراد القراءات وجمعها

- ‌باب فرش الحروف

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد وأختيها

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه

- ‌سورة الأنبياء عليهم السلام

- ‌سورة الحج والمؤمنون

- ‌سورة النور والفرقان

- ‌سورة الشعراء وأختيها

- ‌سورة العنكبوت والروم

- ‌ومن سورة لقمان إلى سورة يس

- ‌سورة يس الصلاة والسلام

- ‌سورة الصافات

- ‌ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف

- ‌سورة الأحقاف وأختيها

- ‌ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عز وجل

- ‌سورة الرحمن عز وجل

- ‌ومن سورة الواقعة إلى سورة التغابن

- ‌ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان

- ‌سورة الإنسان والمرسلات

- ‌ومن سورة النبأ إلى سورة التطفيف

- ‌ومن سورة التطفيف إلى سورة الشمس

- ‌ومن سورة الشمس إلى آخر القرآن

- ‌باب التكبير

الفصل: ‌باب الهمزتين من كلمة

الوصل والم أحسب الناس حالة النقل قوله: (وبقي الأثر) أي أثر السبب كأن تسهل الهمز بين بين قوله: (أحب) أي أولى وأقيس.

‌باب الهمزتين من كلمة

ثانيهما سهّل (غ) نى (حرم)(ح) لا

وخلف ذي الفتح (ل) وى أبدل (ج) لا

لما انقضى الكلام في المد والقصر أتبع الكلام في الهمزتين من كلمة لأنهما وقعتا في «ء أنذرتهم» بعد المد والقصر في «بما أنزل، وبالآخرة» ومد «أولئك» ، وقوله من كلمة: أي كلمة واحدة والأولى منهما مفتوحة بكل حال وتكون الثانية مفتوحة نحو «ء أنذرتهم» ومكسورة نحو «أئنا» ومضمومة نحو «أءنزل» ، وقوله ثانيهما: أي ثاني الهمزتين من كلمة سواء كانت مفتوحة أم مكسورة أو مضمومة، والمراد بتسهيل الهمزة إذا أطلقت أن تكون بين الهمزة وما منه حركتها، فإن كانت مفتوحة فبين الهمزة والألف، أو مضمومة فبين الهمزة والواو، أو مكسورة فبين الهمزة والياء، والمشافهة تحكم ذلك كله قوله:(سهل) أي سهل الثانية من الهمزتين من كلمة كيف أتت أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر ورويس، وحلا من الحلاوة: أي أن غنا كل من الحرمين لوجود بيت الله في أحدهما، والنبي صلى الله عليه وسلم في الآخر عن سائر بقاع الأرض له في النفوس حلاوة، وفي المنهج طلاوة، وقوله: وخلف: أي واختلف عن هشام في تسهيل الهمزة الثانية حالة الفتح، فسهلها عنه من طريق الحلواني ابن عبدان وغيره قوله:(لوى) أي مال، يشير إلى كونه اختص بالفتح دون غيره قوله:(أبدل) أي وأبدل المفتوحة ألفا الأزرق عن ورش على اختلاف بين الرواة، منهم من أبدلها ومنهم من جعلها بين بين كما تقدم في التسهيل، ومن أبدلها مدا في نحو «ء أنذرتهم، وء أشفقتهم» مدا مشبعا لالتقاء الساكنين، وأتى في نحو «ألد» بألف واحدة من غير زيادة قوله:

(جلا) أي كشف؛ يعني أن الإبدال وإن خرج عن القياس ظاهر لصحة الرواية.

خلفا وغير المكّ أن يؤتى أحد

يخبر أن كان (روى ا) علم (حبر ع) د

أي غير المكي وهو ابن كثير يخبر: أي يقرأ أن يؤتى أحد (1) يعني في

(1)«أأن يؤتى» .

ص: 77

آل عمران بالإخبار، ويبقى ابن كثير على ضد الإخبار وهو الاستفهام بهمزتين مفتوحتين، وهو في ذلك على أصله في تسهيل الثانية بين بين قوله:(أن كان) أي واختلفوا أيضا في الاستفهام والخبر في قوله تعالى: أن كان ذا مال (1) في ن، فقرأ بالأخبار المفهوم من عطفه على ما تقدم الكسائي وخلف ونافع وأبو عمرو وابن كثير وحفص، والباقون بالاستفهام وهم حمزة وأبو جعفر وابن عامر وشعبة ويعقوب، وقوله: حبر: أي أيا حبر فحذف حرف النداء، وقوله: عد: أي تجاوز ولا تقض بعلمك دونه بل كن في زيادة في العلم واعلم أن فوق كل ذي علم عليم.

وحقّقت (ش) م (ف) ي (ص) باو أعجمي

حم (ش) د (صحبة) أخبر (ز) د (ل) م

أي وحقق الهمز من الباقين الذين قرءوا بالاستفهام روح وحمزة وشعبة والباقون منهم بالتسهيل وهم رويس وأبو جعفر وابن عامر من روايتيه قوله:

(وأعجمي) أي وأعجمي الذي في سورة فصلت يريد قوله تعالى: لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي (2) حقق الهمز الثانية روح وحمزة والكسائي وخلف، وشعبة وقرأه بالأخبار قنبل وهشام ورويس باختلاف عنهم، والباقون بالاستفهام المفهوم من ضد الإخبار، وبالتسهيل المفهوم من ضد التحقيق وهم نافع وأبو جعفر والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وحفص وكذا قنبل وهشام ورويس في الوجه الثاني والأزرق على أصله في إبدال الثانية ألفا بخلاف عنه قوله:(شم) أي أنظر من شام البرق: إذا نظر إلى سحابته أن يمطر، وشمت السيف: سللته وأغمدته من الأضداد، وشممت مخايل الشيء إذا تطلعت نحوها ببصرك ناظرا له قوله:(صبا) هو ريح مهبها المستوى من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار قوله: (شد) أي أحكم من شاده: إذا بناه بالشيد ليحكمه، وقوله زد: أي زد في جمع العلم وطلبه، وقوله لم: أي لم من لا يجمعه ولا يطلبه.

(غ) ص خلفهم أذهبتم (ا) تل (ح) ز (كفا)

و (د) ن (ث) نا إنّك لأنت يوسفا

يريد قوله: «أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا» قرأه بالإخبار نافع وأبو عمرو

(1) أأن كان ذا مال».

(2)

سورة فصلت الآية «44» .

ص: 78

والكوفيون، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التسهيل؛ فابن كثير وأبو جعفر ورويس يسهلون بين بين، وروح وابن ذكوان بالتحقيق، وهشام بالوجهين قوله:(ودن) يعني أن ابن كثير وأبا جعفر قرآ «أئنك لأنت يوسف» بالإخبار والباقون بالاستفهام وهم أيضا على أصولهم في التسهيل المتقدم والتحقيق، فسهل الثانية بين بين نافع وأبو عمرو ورويس، وحققها روح وابن عامر والكوفيون، ويوسف مجرور بإضافة جملة لأنت إليه.

وآئذا ما متّ بالخلف (م) تى

إنّا لمغرمون غير شعبتا

أي قرأ ابن ذكوان المرموز له بميم متى «أئذا ما مت» في مريم بالإخبار بخلاف عنه، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله:

(متى) أي مد، من قوله: متيت أو من متوت الشيء: مددته كأنه مد باعه فيه، ويحتمل أن يراد متى الظرفية: أي متى قرأته قوله: (إنا لمغرمون) أي اتفق القراء إلا على الإخبار في قوله تعالى في سورة الواقعة إنا لمغرمون وشعبة وحده بالاستفهام بهمزتين.

أئنّكم الأعراف عن (مدا) أئن

لنا بها (حرم ع) لا والخلف (ز) ن

أي قرأ المدنيان وحفص إنكم لتأتون الرجال في سورة الأعراف بالإخبار والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم المتقدمة، وكذا قرأ المدنيان وابن كثير وحفص أئن لنا لأجرا في الأعراف بالإخبار، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم قوله:(والخلف) أي واختلف عن قنبل في قوله تعالى: آمنتم له في سورة طه كما سيأتي، فرواه عنه بالإخبار ابن مجاهد كما الشاطبية، ورواه ابن شنبوذ بالاستفهام، وكل ما تقدم معطوف على الإخبار من قوله: أخبر زد ثم قوله زن من الزينة، أي مزين قراءته أو من الوزن: أي أتمها كما ينبغي بإعطائها حقها.

آمنتموا طه وفي الثّلاث عن

حفص رويس الاصبهاني أخبرن

أي ففي كلم آمنتم الثلاث يعني الواقعة في الأعراف وطه والشعراء قرأها حفص ورويس والأصبهاني عن ورش بالإخبار والباقون بالاستفهام إلا أن قنبلا في طه على أصله قوله: (أخبرن) أعاد النص على الإخبار لطول الفصل.

وحقّق الثّلاث (ل) ي الخلف (شفا)

(ص) ف (ش) م ءالهتنا (ش) هد (كفا)

ص: 79

أي قرأ بتحقيق الهمزة في كلمات آمنتم الثلاث هشام بخلاف عنه وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر وروح، والباقون بتسهيلها بين بين وهم أبو عمر وابن ذكوان وهشام في أحد وجهيه وقالون وأبو جعفر والبزي وورش من طريق الأزرق، ولقنبل في الأعراف مذهب سيأتي كما تقدم مذهبه في طه وهو مع المسهلين في الشعراء (1) قوله:(آلهتنا) أي وكذلك قرأ بتحقيق الهمزة الثانية من قوله تعالى: وقالوا أآلهتنا خير (2) في سورة الزخرف روح والكوفيون والباقون بالتسهيل وهم المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ورويس قوله: (صف) من الوصف، وشم من شام السيف: إذا سله أو غمده، وشام البرق: إذا نظر إلى سحابته أن يمطر، وشام مخايل الشيء: إذا تطلع نحوها ببصره.

والملك والأعراف الأولى أبدلا

في الوصل واوا (ز) ر وثان سهّلا

أي يبدل قنبل الهمزة الأولى من الهمزتين من كلمة آمنتم في تبارك (3) الملك وفي الأعراف (4) واوا خالصة حالة الوصل بما قبلها يريد قوله تعالى:

وإليه النشور ءآمنتم، وقال فرعون ءآمنتم به فإذا أبدلها فله في الثانية منها خلاف كما سيأتي قوله:(زر) أمر من الزيارة.

بخلفه أئنّ الانعام اختلف

(غ) وث أئنّ فصّلت خلف (ل) طف

أي اختلف الرواة عن قنبل في تسهيل الهمزة الثانية من حرفي الملك والأعراف بعد إبدال الأولى منهما واوا فسهلها ابن مجاهد عنه، وحققها ابن شنبوذ قوله:(أئن الأنعام)

مجرور ويكون أئن مضافا إليه: أي حرف الأنعام: أي اختلفوا عن رويس في تسهيل الثانية من قوله تعالى: أئنكم لتشهدون (5) في الأنعام، فحققها أبو الطيب وسهلها الباقون عنه، وسائر القراء فيها على أصولهم، وكذلك اختلفوا عن هشام في تسهيل الهمزة الثانية من قوله تعالى: قل أئنكم لتكفرون (6) في فصلت، فسهلها عنه جمهور المغاربة كالداني وابن شريح

(1) سيأتي بيانه في موضعه في: سورة الشعراء وفي غيرها.

(2)

سورة الزخرف الآية «58» .

(3)

سورة تبارك الآية «16» .

(4)

سورة الأعراف الآية «123» .

(5)

سورة الأنعام الآية «19» .

(6)

سورة فصلت الآية «9» .

ص: 80

والمهدوي ومكي وغيرهم وكذلك بعض العراقيين كبسط الخياط وحققها عنه الباقون وسائر القراء فيها على أصولهم قوله: (غوث) الغوث الذي يغاث به، وقوله لطف من اللطف: وهو الرفق واللين والحسن.

ء أسجد الخلاف (م) ز وأخبرا

بنحو أئذا أئنّا كرّرا

أي اختلفوا عن ابن ذكوان في قوله تعالى: ء أسجد لمن خلقت طينا (1) في سبحان، فسهلها عنه الصوري، وخففها عنه الأخفش، وسائر القراء على أصولهم قوله:(مز) أي اعزله، أفرده بالبيان لأنه فرد خرج عن أصله المقرر قوله:

(وأخبرا) أي قرأ بالأخبار فيما كرر استفهامه نحو «أئذا، أئنا» وجملته أحد عشر موضعا في تسع سور: الأول في الرعد، واثنان في سبحان، وواحد في المؤمنون، وواحد في النمل، وواحد في العنكبوت وواحد في السجدة، واثنان في الصافات، وواحد في الواقعة، وواحد في النازعات، أخبر في الأول منهما أبو جعفر وابن عامر فيقرءان «إذا كنا ترابا أئنا» وقرأ بالأخبار في الثاني منهما الكسائي ونافع ويعقوب فيقرئون «أئذا كنا ترابا إنا» كما أشار إليهم في البيت الآتي برموزهم والباقون بالاستفهام فيهما، وخرج بعض القراء عن أصولهم في بعض المواضع نبه عليها بعد ذلك.

أوّله (ث) بت (ك) ما الثّاني (ر) د

(إ) ذ (ظ) هروا والنّمل مع نون زد

أوله: أي أول المكرر من الاستفهامين ثبت: أي ثابت يشير إلى صحته تقلا، كما: أي أخفا، يقال كما فلان شهادته إذا كتمها، وناسب الإتيان به لأنه حذفه لدلالة الثاني عليه قوله:(الثاني) أي ثاني المكرر من الاستفهامين، رد من الورود: أي احضر، ظهروا، أي غلبوا: والظاهر من الورود أن ترد الإبل كل يوم نصف النهار قوله: (والنمل) أي والثاني من سورة النمل: يعني قوله تعالى: أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون قرأه بالأخبار مع زيادة نون فيه الكسائي وابن عامر «أئذا كنا ترابا أئنا» فخالف ابن عامر أصله فيه.

(ر) ض (ك) س وأولاها (مدا) والسّاهره

(ث) نا وثانيها (ظ) بى إذ رم (ك) ره

أي وقرأ الكلمة الأولى منهما بالإخبار نافع وأبو جعفر فيقولان «إذا كنا ترابا

(1) سورة الإسراء الآية «61» .

ص: 81

أئنا» فخالف نافع أصله فيه، والباقون بالاستفهام فيهما وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله:(والساهرة) أي وقرأ أبو جعفر الحرف الأول من النازعات بالإخبار فوافق فيه أصله، وقوله وثانيها: أي وقرأ الثاني من سورة والنازعات بالإخبار يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر فهم فيه على أصولهم سواء، والباقون بالاستفهام فيهما وهم ما تقدم من التسهيل والتحقيق.

وأوّل الأوّل من ذبح (ك) وى

ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ث) وى

أي وقرأ الأول من الموضع الأول في سورة الذبح وهي الصافات وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون (1) بالإخبار ابن عامر وحده واستفهم في الثاني منه، وخالف أبو جعفر فيه أصله فأخبر في الثاني كما سيأتي، والذبح بالكسر من أسماء سورة والصافات لقوله تعالى: وفديناه بذبح عظيم وكوى من الكي وهو معروف، ويقال كواه بعينه: إذا أحدّ إليه النظر قوله: (ثانيه) أي الثاني من الحرف الأول في والصافات المتقدم قوله: (مع وقعت) أي مع ثاني إذا وقعت الواقعة. والمعنى أنه قرأ الكسائي المرموز له براء رد ونافع المرموز له بألف إذ وأبو جعفر ويعقوب المرموز لهما بكلمة ثوى بالإخبار في الحرف الثاني من الصافات وهو قوله تعالى: أئذا كنا ترابا وآباؤنا إنا لمبعثون مع الحرف الثاني من الواقعة وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون والأول بالاستفهام، فخالف فيه أبو جعفر أصله وتقدم أن ابن عامر قرأ بالإخبار في الأول وبالاستفهام في الثاني.

والكلّ أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأوّل (صحبة)(ح) با

أي قرأ كل القراء الحرف الأول من الواقعة والثاني من العنكبوت بالاستفهام: يعني أن القراء اتفقوا على الاستفهام في الأول من الوقعة وهو قوله تعالى: أئنكم لتأتون الرجال فلم يختلفوا فيهما وإنما اختلفوا في الثاني من الواقعة كما تقدم، وفي الأول من العنكبوت على ما سيأتي قوله:(الأول الخ) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو الأول من العنكبوت بالاستفهام وهو قوله أئنكم لتأتون الفاحشة والباقون بالإخبار ومن استفهم منهم فهو على أصله في التحقيق والتسهيل.

(1) سورة الصافات الآية «16» .

ص: 82

والمدّ قبل الفتح والكسر (ح) جر

(ب) ن (ث) ق (ل) هـ الخلف وقبل الضّمّ (ث) ر

المراد بالمد بين الهمزتين: هو إدخال ألف بينهما، وقبل الفتح والكسر أي قبل الهمزة المفتوحة المكسورة، نحو «ء أنذرتهم، وأئنكم»

والحاصل أنه لما فرغ من الكلام على حكم الهمزتين تسهيلا وتحقيقا وما اختلف فيه إخبارا واستفهاما شرع في الكلام على الفصل بينهما بحرف المد وعدمه؛ فقرأ أبو عمرو وقالون وأبو جعفر وهشام في أحد وجهيه بالمد بين الهمزتين حالة الفتح والكسر، والباقون بغير مد بينهما وكلهم على أصلهم في التسهيل والتحقيق؛ فتحصل في النوعين للقراء أربعة أوجه: الأول التسهيل مع المد لأبي عمرو وقالون وأبي جعفر وأحد الأوجه لهشام قبل الفتح. والثاني التسهيل مع عدمه لابن كثير ورويس وورش بكماله قبل الكسر، لكن قبل الفتح له المد من طريق الأصبهاني وأحد وجهي الأزرق. الثالث المد مع التحقيق أحد أوجه هشام قبل الفتح وأحد وجهيه قبل الكسر. الرابع التحقيق مع عدمه للباقين ولهشام في الوجه الثالث قبل الفتح، وفي الثاني قبل الكسر، وقد استثنى من المكسور بعضهم له المكرر من الاستفهامين وسبعة مواضع «أئنكم، أئن» في سورة الأعراف «أئذا» في مريم «أئن» في الشعراء «أئنك، أئفكا» في الصافات «أئنكم» في فصلت فمدوه قولا واحدا وهو مذهب ابن غلبون عنه من طريق الحلواني، ويجيء في المفتوحتين وجه خامس وهو إبدالها ألفا لورش من طريق الأزرق في الوجه الثاني كما تقدم قوله:(وقبل الضم) أي وفصل بين الهمزتين قبل الضم أبو جعفر بلا خلاف وأبو عمرو وقالون وهشام بخلاف؛ عنهم فيجيء في هذا النوع للقراء أربعة أوجه: المد مع التسهيل لأبي جعفر وأحد الوجهين عن أبي عمرو وقالون، وعدمه مع التسهيل لابن كثير وورش ورويس وأبي عمرو وقالون في الوجه الثاني عنهما، والمد مع التحقيق لهشام في أحد وجهيه وعدمه مع عدم التحقيق له في الوجه الثاني وللباقين، وطريق التفصيل عن هشام يتداخل لفظا.

والخلف (ح) ز (ب) ى (ل) ذ وعنه أوّلا

كشعبة وغيره امدد سهّلا

يعني بالتحقيق والقصر رواية شعبة عن عاصم قوله: (وغيره) أي الأول يعني حرف صاد والقمر يقرءونه بالمد والتسهيل كأبي جعفر وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون وغيره، تقدم شرحه في البيت قبله.

ص: 83

وهمز وصل من كآلله أذن

أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن

أي ومما يلحق بهذا الباب ما إذا وقعت همزة الاستفهام سابقة على همزة الوصل المفتوحة نحو «آلله أذن لكم» ووقع في ثلاث كلم في ستة مواضع «آلذكرين» (1) كلاهما في الأنعام «آلآن» الحرفان كلاهما في يونس «آلله أذن لكم» (2) فيها «وآلله خير» (3) في النمل، فاتفق القراء على تسهيل الهمزة واختلفوا في كيفيته فأكثرهم على جعلها ألفا خالصة والآخرون على جعلها بين بين، فإذا أبدلت مدت لالتقاء الساكنين وإذا سهلت قصرت قوله:(أبدل) أي أبدل همزة الوصل يعني ألفا لانفتاح ما قبلها قوله: (لكل) أي لكل القراء، وإنما نص على القصر مع التسهيل بقوله واقصرن، ليعلم أنه لا يجوز المد لأحد بين الهمزتين في ذلك، ولم يحتج إلى التنبيه على المد مع البدل لأن ذلك عرف من باب المد لالتقاء الساكنين.

كذا به السّحر (ث) نا (ح) ز والبدل

والفصل من نحوء آمنتم خطل

يعني هذا الحكم في قوله تعالى «ما جئتم به السحر» في يونس يريد الإبدال والتسهيل على ما تقدم، قرأ به أبو جعفر وأبو عمرو وقوله والبدل: أي إبدال الهمزة الثانية المفتوحة لمن تقدم له ذلك يريد وجه الأزرق عن ورش فيما اجتمع فيه ثلاث همزات يعني «آمنتم» الثلاثة و «آلهتنا» خطا لا يجوز، فكل من أبدل نحو «ء أنذرتهم» عنه استثنى هذا للاشتباه بالخبر ووهم من عمم الحكم فيه، وقصر في الشاطبية حيث لم ينبه على ذلك، وقد نبه على ذلك صاحب التيسير كما نبه عليه في سائر كتبه قوله:(والفصل) أي وكذلك الفصل بين الهمزتين بالمد لمن تقدم له الفصل فيه بقوله:

والمد قبل الفتح والكسر حجر الخ، وعبر بقوله نحو «ليدخلء آلهتنا» في الزخرف قوله خطل خبر البدل والفصل، والخطل يقال على الخطأ في القول وهو الأصل المنطق الفاسد قوله:(حز) أي اجمع وضم، أمر يجوز الثناء: أي لا شيء عند ذوي العقل أفضل من حيازة الثناء وإنما يحاز بمكارم الأخلاق.

(1) سورة الأنعام الآية «143» . سورة الأنعام الآية «144» .

(2)

سورة يونس الآية «51» سورة يونس الآية «91» .

(3)

سورة النمل الآية «59» .

ص: 84

أئمة سهّل أو ابدل (ح) ط (غ) نا

(حرم) ومدّ (ل) اح بالخلف (ث) نا

وما هو من الهمزتين من كلمة «أئمة» لكن الأولى ليست بهمزة استفهام كغيرها من هذا الباب إذ أصلها أأممة جمع إمام فنقلت حركة الميم إلى الهمزة قبل فأدغمت الميم في الميم للسكون. والحاصل أنه سهل الهمزة الثانية من أئمة أبو عمرو ورويس والمدنيان وابن كثير وعنهم أيضا إبدالها ياء مكسورة وجعله الشاطبي ثانيا في النحو، فأفهم أنه لا يجوز في القراءة وكلام الكشاف يؤكد ذلك مع أنه خلاف المفصل، والصواب ثبوته في القراءة أيضا قوله:(ومد) أي وقرأ بالمد بين الهمزتين في أئمة هشام بخلاف عنه وأبو جعفر بلا خلاف، لكنه مع وجه التسهيل بين بين لا مع وجه إبدال الياء، ولذا قال سهل قوله:(ثنا) بالضم والكسر وهو دون العالي في المرتبة، وناسب مجيئه لترجيح عدم الفصل بالمد عليه.

مسهّلا والأصبهاني بالقصص

في الثّان والسّجدة معه المدّ نص

أي فيكون في «أئمة» للقراء خمسة أوجه: الأول التسهيل لمن ذكر، الثاني الإبدال لهم أيضا، الثالث المد مع التسهيل لأبي جعفر، الرابع المد مع التحقيق أحد وجهي هشام، والخامس التحقيق من غير مدّ له وللباقين، ولا يجوز المد مع البدل لأحد من القراء قوله:(نص) أي نص الأصبهاني المد مع التسهيل: أي رفعه واستقصاه؛ يعني أن الأصبهاني روى الثاني من القصص، والأول من السجدة بالتسهيل مع المد.

أن كان أعجمي خلف مليا

والكلّ مبدل كآسى أوتيا

يريد قوله تعالى: أن كان ذا مال وبنين في ن المتقدمة و «أعجمي وعربي» في فصلت اختلف فيهما عن ابن ذكوان، وهذا وجه زائد لابن ذكوان على ما تقدم فإنه تقدم له التسهيل فيها ولم يذكر له مد بين الهمزتين، وقد نص على المد له فيهما مكي وأكثر المغاربة، ورواه ابن العلا من طريق الصورى عنه فذكره هنا معطوفا على المد مع التسهيل قوله:(مليا) من ملأت الإناء فهو ملآن ومملوء إشارة إلى ثبوته خلافا لمن أنكره قوله: (والكل) أي كل القراء قوله:

(مبدل) أي الهمزة الثانية إذا كانت ساكنة: أي اتفق القراء على إبدال الهمزة الثانية

ص: 85