الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{مِثْقَالَ} ، و {يَرَهُ} جواب الشرط، حُذفت الألف منه للجزم
(1)
، وكذا قوله:{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، قرأ العامة:"يَرَهْ" بفتح الياء بالحرفين، وقرأ خُلَيْدُ بنُ نُشَيْط وَعاصِمٌ الجَحْدَرِيُّ بضم الياء
(2)
؛ لقوله: {لِيُرَوْا} ، وعن هشام:{خَيْرًا يَرَهْ} ، {شَرًّا يَرَهْ}
(3)
بإسكان الهاء في الوصل فيهما.
فصل
عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول اللَّه: إلَامَ يَنْتَهِي النّاسُ يوم القيامة؟ قال: "إلَى أعْمالِهِمْ، مَنْ يَعْمَلْ
(4)
مِثْقالَ ذَرّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرّةٍ شَرًّا يَرَهُ"
(5)
.
(1)
من أول قوله: "و"مَنْ" في موضع رفع بالابتداء" نقله المؤلف عن النحاس في إعراب القرآن 5/ 276، وينظر: إعراب ثلاثين سورة. لابن خالويه ص 153، 154، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 713.
(2)
قرأ ابنُ عباس وَعَليُّ بنُ الحُسَيْنِ وَزَيْدُ بنُ عَلِيِّ وَخُلَيْدُ بنُ نُشَيْطٍ وَعاصِمٌ الجَحْدَرِيُّ وَأبانُ، وَهارُونُ عن عاصمٍ، وَحُمَيْدُ بنُ الرَّبِيعِ عن الكِسائِيِّ وأبو حَيْوةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ مسلم وعيسى بن عمر وأبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ:"خَيْرًا يُرَهُ. . . شَرًّا يُرَهُ"، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 177، شواذ القراءة للكرمانِيِّ ورقة 269، تفسير القرطبي 20/ 151، البحر المحيط 8/ 498.
(3)
قرأ هشام بن عَمّارٍ عن ابن عامرٍ، والكسائيُّ عن أبِي بكر عن عاصم، وابنُ وَرْدانَ في روايةٍ عنه، وأبو حَيْوة والمغيرة:"يَرَهْ" في الموضعين بإسكان الهاء في الوصل، وقرأ يعقوبُ والجَحْدَرِيُّ والزُّهْرِيُّ وَشَيْبةُ وابنُ وَرْدانَ وَرَوْحٌ وَرُويْسٌ والحُلْوانِيُّ باختلاس الضمة، وقرأ الباقون، وَحَفْصٌ عن عاصم، وَبُرَيْدةُ عن أبِي بكر عن عاصم بإشباع الضم فيهما، ينظر: السبعة ص 694، إعراب القراءات السبع 2/ 516، تفسير القرطبي 20/ 151، البحر المحيط 8/ 498.
(4)
في الأصل: "من عمل".
(5)
ينظر: الوسيط للواحدي 4/ 543.
وعن شَدّادِ بنِ أوْسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض ما يقول: "ألَا إنَّ الدُّنْيا عَرَضٌ حاضِرٌ، يَأْكُلُ مِنْها البَرُّ والفاجِرُ، وَإنَّ الآخِرةَ أجَلٌ صادِقٌ، يَقْضِي فِيها مَلِكٌ قادِرٌ، وَإنَّ الخَيْرَ كُلَّهُ بحَذافِيرِهِ فِي الجَنّةِ، وَإنَّ الشَّرُّ كُلَّهُ بِحَذافِيرِهِ فِي النّارِ، فاعْمَلُوا وَأنْتُمْ مِنَ اللَّهِ عَلَىَ حَذَرٍ، واعْلَمُوا أنَّكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَى أعْمالِكُمْ وَأنْتُمْ مُلَاقُو اللَّهِ لا بُدَّ مِنْهُ، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
(1)
.
قال النَّقّاشُ
(2)
: وواحد الحَذافِيرِ حِذْفارٌ، ومعناه: جَماعةٌ، ويُقال: أخَذْتُ الشَّيْءَ بِحَذافِيرِهِ؛ أي: بِرُمَّتِهِ، وَحَذافِيرُ وَجَزاِميرُ واحدٌ.
قال ثعلبٌ
(3)
: حَذافِيرُها: جَوانِبُها، واحِدُها حُذْفُورٌ، واللَّه أعلم.
* * *
(1)
رواه البيهقىِ في السنن الكبرى 3/ 216 كتاب الجمعة: باب "إنما الدنيا عرض حاضر"، وينظر: الدر المنثور للسيوطي 6/ 383، كنز العمال للهندي 3/ 233، 15/ 934.
(2)
شفاء الصدور ورقة 268/ أ.
(3)
ينظر قول ثعلب في تهذيب اللغة للأزهري 5/ 332، 333، لسان العرب: حذفر.