المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء فيها من الإعراب - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٥

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القَدْرِ

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة المُنْفَكِّينَ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العاديات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة القارعة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌سورة التكاثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العصر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الهُمَزةِ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الفيل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌سورة قريش

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌سورة {أَرَأَيْتَ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الكوثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌سورة النصر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {تَبَّتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإخلاص

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها على الاختصار

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الفلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءَتِها وقراءةِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة الناس

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أولًا: المخطوطات:

- ‌ثانيًا: الرسائل الجامعية:

- ‌ث‌‌الثًا: المطبوعات:

- ‌ا

- ‌ب

- ‌ ت

- ‌ث

- ‌ ج

- ‌ح

- ‌خ

- ‌د

- ‌ ذ

- ‌ر

- ‌ ز

- ‌س

- ‌ش

- ‌ص

- ‌ ط

- ‌ ض

- ‌ ع

- ‌غ

- ‌ف

- ‌ق

- ‌ك

- ‌ل

- ‌م

- ‌ن

- ‌ه

- ‌ و

- ‌ي

- ‌رابعًا: الدوريات والمجلات:

الفصل: ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

يَدِ الجَبّارِ عز وجل، وَيَخْلُقَ مِنْها نُورًا كَهَيْئةِ الحُورِيّةِ تَحُومُ تَحْتَ العَرْشِ، تَسْتَغْفِرُ لِقارِئِها إلَى يَوْمِ الدِّينِ"

(1)

.

‌باب ما جاء فيها من الإعراب

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} رَوَى جابِرٌ وَأُبَيُّ بن كعب رضي الله عنهما أن المشركين قالوا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لَنا رَبَّكَ، فأنزل اللَّه عز وجل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلَى آخِرِها

(2)

.

قال الزَّجّاجُ

(3)

: {هُوَ} كناية عن ذِكْرِ اللَّهِ تَعالَى، والمعنى: الذي سألتم تَبْيِينَ نِسْبَتِهِ هو اللَّهُ أحَدٌ. قال صاحب إنسان العين

(4)

: و {أَحَدٌ} على هذا بَدَلٌ من اسم اللَّه تعالَى، والعماد لا يكون مستأنفًا ويَجُوزُ الأمْرُ والشَّأْنُ

(5)

.

(1)

لَمْ أعثر له على تخريج.

(2)

رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 134، والترمذي في سننه 5/ 121 أبواب تفسير القرآن: سورة الإخلاص، والحاكم في المستدرك 2/ 540 كتاب التفسير: سورة الإخلاص، وينظر: المعجم الأوسط 6/ 25،

(3)

معانِي القرآن وإعرابه 5/ 377.

(4)

ينظر: عين المعانِي ورقة 149/ ب.

(5)

يعني بالعماد ضميرَ الفصل؛ أي: أن "هو" ليس ضميرَ فَصْلٍ كما قال الكسائي، وإنما هو ضمير الشأن أو الأمر؛ أي: الأمْرُ أو الشَّأْنُ اللَّهُ أحَدٌ، قال الفَرّاءُ:"و"أحَدٌ" وإن كان نكرة في اللفظ، فإنه مرفوع بالاستئناف كقوله: "هَذا بَعْلِي شَيْخٌ"، وقد قال الكسائي فيه قولًا لا أراه شيئًا، قال: "هُوَ" عماد مثل قوله: {إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ}، فجعل "أحَدٌ" مرفوعًا بـ "اللَّهُ"، وجعل =

ص: 127

قال ابن عباس رضي الله عنه

(1)

: هو الواحد الذي ليس كمثله شيء.

ولا فرق بين الواحد والأحَدِ عند أكثر العلماء، وَفَرَّقَ قَوْمٌ بينهما، فقال بعضهم: الواحِدُ لِلْفَضْلِ والأحَدُ لِلْعامّةِ، وقيل: هو واحِدٌ بِصِفاتِهِ أحَدٌ بِذاتِهِ، وقيل: إن الأحَدَ يَدُلُّ على أزَلِيَّتِهِ وَأوَّلِيَّتِهِ، ولأن الواحد في الأعداد رُكْنُها وَأصْلُها وَمُبْتَدَؤُها، والأحَدُ يَدُلُّ على بَيْنُونَتِهِ من خَلْقِهِ في جميع الصفات ونَفْيِ أبْوابِ الشِّرْكِ عنه

(2)

.

والأحَدُ بُنِيَ لِنَفْيِ ما يُذْكَرُ معه من العَدَدِ، والواحِدُ اسمٌ لِمُفْتَتَحِ العَدَدِ، فالأحَدُ يَصْلُحُ في الكلام فِي موضع الجُحُودِ، والواحِدُ في موضع الإثبات، تقول: لَمْ يَأْتِنِي مِنْهُمْ أحَدٌ، وَجاءَنِي مِنْهُمْ واحِدٌ، ولا يُقال: جاءَنِي مِنْهُمْ أحَدٌ؛ لأنك إذا قلتَ: لَمْ يَأْتِنِي منهم أحَدٌ، فالمعنى: لا واحِدٌ أتانِي ولا اثنانِ، فإذا قلت: جاءَنِي منهم واحِدٌ، فالمعنى: أنه لَمْ يَأْتِ اثنانِ

(3)

.

= "هُوَ" بِمَنْزِلةِ الهاء في "إنَّهُ". ولا يكون العماد مُسْتَأْنَفًا به حتى يكون قبله "إنَّ" أو بعض أخواتها أو "كانَ" أو الظَّنُّ". معانِي القرآن 3/ 299.

وينظر أيضًا: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 377، إعراب القرآن 5/ 308، وفيه أوجه أخرى، ينظر: إعراب ثلاثين سورة ص 228، كشف المشكلات 2/ 430، التبيان للعكبري ص 1309، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 747.

(1)

ينظر قوله في الوسيط للواحدي 4/ 571.

(2)

هذه الأقوال ذكرها الثعلبي في الكشف والبيان 10/ 333،. وينظر: عين المعانِي 149/ ب.

(3)

من أول قوله: "والأحَدُ بُنِيَ لِنَفْيِ ما يُذْكَرُ معه" حكاه الأزهري بنصه تقريبًا عن بعضهم في تهذيب اللغة 5/ 194 - 195، وينظر: الكشف والبيان 10/ 333 - 334، عين المعانِي ورقة 149/ ب، اللسان: وحد.

ص: 128

وقال ابن الأنباري

(1)

: {أَحَدٌ} في الأصل: وَحَدٌ، فأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة، كما أُبدلت من الواو المضمومة في قولهم: وُجُوهٌ وَأجُوهٌ، ومن المكسورة في قولهم: وِشاحٌ وَإشاحٌ، وَلَمْ يُبْدِلُوا من المفتوحة إلّا في حرفين: أحَدٌ، وامرأةٌ أناةٌ، والأصل: وَناةٌ من الوَنَى، وهو الفُتُورُ، قال الشاعر:

577 -

رَمَتْهُ أناةٌ مِنْ رَبِيعةِ عامِرٍ

نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أيِّ مَأْتَمِ

(2)

وقال عَطاءٌ

(3)

: هو المُتَفَرِّدُ بِإيجادِ المَفْقُوداتِ، والمُتَوَحِّدُ بِإظْهارِ المَخْفِيّاتِ.

(1)

قال ابن الأنباري: "والمُتَوَحِّدُ: الفَرْدُ من الرجال الذي ليس معه أحَدٌ، ويُقال: مُتَوَحِّدٌ وَوَحَدٌ وَأحَدٌ، والأصل في أحَدٍ: وَحَدٌ، فأبدلوا من الواو المفتوحة همزةً، وهذا قليل في المفتوحة، إنما يحسن في المضمومةِ والمكسورةِ كقولهم: وُجُوهٌ وَأُجُوهٌ، وَإسادةٌ وَوِسادةٌ". شرح القصائد السبع الطوال ص 226، 227، وقال مثله في الزاهر في معانِي كلمات الناس 2/ 136.

(2)

البيت من الطويل، لأبِي حَيّةَ النُمَيْرِيِّ، وَنُسِبَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلَالِيِّ، وَلِمَنْصُورِ بنِ الزِّبْرِقانِ النَّمِرِيِّ.

اللغة: رَمَتْهُ أناةٌ أيْ: فَتَنَتْهُ امْرَأةٌ بِمَحاسِنِها وَصادَتْهُ بعَيْنِها، والأناةُ: المَرْأةُ التِي فِيها فتورٌ عِنْدَ القِيامِ، رَبِيعةُ عامِرٍ: رَبيعةُ بنُ صَعْصَعةَ، نَؤُومُ الضُّحَى: كِنايةٌ عَنْ أنَّها مُكَرَّمةٌ، يَخْدِمُها غَيْرُها وَلَا تَخْدِمُ هِيَ غَيْرَها، المأتم: هنا جماعة النساء؛ أي: في نساء أيِّ نساء.

التخريج: ديوان أبِي حية النميري ص 77، أدب الكاتب ص 21، الأضداد لابن الأنباري ص 104، الزاهر 1/ 164، الأضداد لأبِي الطيب اللغوي ص 21، مقاييس اللغة 1/ 48، الصحاح ص 1857، 2274، 2531، الفروق اللغوية ص 167، الكشف والبيان 10/ 334، شرح الحماسة للمرزوقي ص 1368، الاقتضاب 3/ 19، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 94، أمالِي ابن الشجري 1/ 185، منتهى الطلب 7/ 196، زهر الآداب 2/ 262، عين المعانِي ورقة 149/ ب، شرح المفصل 10/ 14، اللسان: أني، خزانة الأدب 7/ 558.

(3)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 334، عين المعانِي 149/ ب، وهو فيهما: ابن عطاء.

ص: 129

واختلف القُرّاءُ فيه، فقرأه العامة:{أَحَدٌ} بالتنوين، وقرأ الحَسَنُ وَنَصْرُ بنُ عاصِمٍ وَأبانُ بنُ عُثمانَ وَهارُونُ بنُ مُوسَى:"أحَدُ"

(1)

بلا تنوينٍ طَلَبًا لِلْخِفّةِ، وَفِرارًا من التقاء الساكنين، كقراءة مَنْ قَرَأ:"عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهِ"

(2)

بغير تنوين، قال صاحب "إنسان العين"

(3)

: حَذْفُ التنوين من {أَحَدٌ. اللَّهُ} لالتقاء الساكنين؛ لقرب التنوين من حَرْفِ العِلّةِ.

قوله تعالَى: {اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} ابتداء وخبر، وقيل

(4)

: {الصَّمَدُ} نعته، وما بعده خَبَرٌ، والصَّمَذُ في اللغة هو السَّيِّدُ الذي يُصْمَدُ إليه في الحَوائِجِ كُلِّها، ليس فوقه أحَدٌ

(5)

، الكامِلُ فِي الصِّفاتِ المَدِيحةِ العالِيةِ، يُقال: صَمَدْتُ صَمْدَهُ، أي: قَصَدْتُ قَصْدَهُ، وتقول العرب: صَمَدْتُ فُلَانًا أصْمِدُهُ صَمْدًا

(1)

قرأ زَيْدُ بنُ عَلِيٍّ والحسنُ ونصرُ بنُ عاصم وأبانُ بنُ عثمانَ، وأبو عمرو في رواية هارون بن موسى وعُبَيْدِ بنِ عُمَيْير عنه، ويونسُ بنُ حبيب والأصمعيُّ ومحبوبٌ واللؤلؤيُّ وأبو السمال وابنُ أبِي إسحاق وابن سِيرِينَ:"أحَدُ اللَّهُ" بغير تنوين، ينظر: السبعة ص 701، الكشف والبيان 10/ 334، تفسير القرطبي 20/ 244، البحر المحيط 8/ 529.

(2)

التوبة 30، وقد قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة، واليزيديُّ عن أبِي عمرو:"عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهِ" بغير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين، ينظر: السبعة ص 313، النشر 2/ 279، الإتحاف 2/ 89 - 90.

(3)

ينظر: عين المعانِي ورقة 149/ ب.

(4)

هذا الوجه والذي قبله قالهما النحاسُ، ولكنه استحسن كون "الصمد" نعتا لِلَفْظِ الجلالةِ، ينظر: إعراب القرآن 5/ 308.

(5)

قاله أبو عبيدة وابن السكيت وابن الأنباري وأبو عمر الزاهد، ينظر: مجاز القرآن 2/ 316، إصلاح المنطق ص 49، الزاهر لابن الأنباري 1/ 83، ياقوتة الصراط لأبِي عمر الزاهد ص 607، وحكاه ابن الجوزي عن ابن عباس في زاد المسير 9/ 267، وينظر: تفسير القرطبي 20/ 245.

ص: 130

بسكون الميم: إذا قَصَدْتَهُ

(1)

، ويُقال: بَيْتٌ مَصْمُودٌ وَمُصَمَّدٌ: إذا قَصَدَهُ الناسُ فِي حوائجهم، قال طَرَفةُ:

578 -

وَإنْ يَلْتَقِ الحَيٌّ الجَمِيعُ تُلَاقِنِي

إلى ذِرْوة البَيْتِ الرَّفِيعِ المُصَمَّدِ

(2)

وقال آخر:

579 -

سِيرُوا جَمِيعًا بِنِصْفِ اللَّيْلِ، واعْتَمِدُوا

أنْ لا رَهِينةَ إلّا السَّيِّدُ الصَّمَدُ

(3)

وقيل

(4)

: الصَّمَدُ: الذي لا جَوْفَ له، وقيل

(5)

: هو الذي لا يأكل ولا

(1)

قاله الزجاجي في اشتقاق أسماء اللَّه ص 252 - 253، وحكاه الأزهري عن الليث في تهذيب اللغة 12/ 151.

(2)

البيت من الطويل، لطرفة بن العبد، ويُرْوَى:"البَيْتِ الكَرِيمِ".

التخريج: ديوانه ص 47، أدب الكاتب ص 395، أمالِيُّ القالِي 2/ 288، جمهرة أشعار العرب ص 322، الكشف والبيان 10/ 334، الاقتضاب 2/ 269، 3/ 340، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص 257، أمالِيُّ ابن الشجري 2/ 608، مجمع البيان 10/ 483، شرح كافية ابن الحاجب للرضي 4/ 276، رصف المبانِي ص 83، خزانة الأدب 9/ 469.

(3)

البيت من البسيط، لِلزِّبْرِقانِ بنِ بَدْرٍ يصف جَيْشًا، ورواية ديوانه:

سارُوا إلَينا بِنصْفِ اللَّيلِ، فاحتَمَلُوا

فَلا رَهينةَ إلَّا سَيِّدٌ صَمَدُ

التخريج: ديوانه ص 38، الزاهر لابن الأنباري 1/ 83، أمالِيُّ القالِي 2/ 288، معجم البلدان 4/ 82، تفسير القرطبي 20/ 245، فتح القدير 5/ 516.

(4)

قاله ابن عباس وعكرمة ومُجاهد والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 542، جامع البيان 30/ 448: 450، اشتقاق أسماء اللَّه ص 253، الكشف والبيان 10/ 334، زاد المسير 9/ 268، عين المعانِي ورقة 149/ ب، تفسير القرطبي 20/ 245.

(5)

قاله الشعبي، ينظر: جامع البيان 30/ 449، الكشف والبيان 10/ 334، عين المعاني ورقة 149/ ب.

ص: 131

يشرب، وقيل

(1)

: هو السيد الذي قد انْتَهَى سُؤْدَدُهُ، وقيل

(2)

: هو الدائم الباقي بعد فناء خلقه.

وقال جعفر الصادق

(3)

: الضمَدُ خَمْسةُ حُرُوفٍ، فالألف دليل على أحَدِيَّتِيهِ، واللام دليل على إلَهِيَّيهِ، والصاد دليل على صِدْقِهِ، والميم دليل على مُلْكِهِ، والدال علامةُ دَوامِهِ فِي أبَدِيَّتِهِ وَأزَلِيَّتِهِ، وقيل: هو الذي لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ، ولا تَحْوِيهِ الأقْطارُ، ولا تَبْلُغُهُ الأفْكارُ، وكل شيء عنده بِمِقْدارٍ، وقيل

(4)

: هو الأزَليُّ بلا عَدَدٍ، والباقي بلا أمَدٍ، والقائم بلا عَمَدٍ.

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} لَمْ يَلِدْ فَيُورَثَ، وَلَمْ يُولَدْ فَيُشارَكَ، بل هو الأوَّلُ الذي لا أوَّلَ لأوَّليَّتِهِ، والآخِرُ الذي لا آخِرَ لآخِرِيَّتِهِ، وكان قَبْلَ الكَوْنِ وَبَعْدَ الكَوْنِ، لا فَناءَ ولا انْقِضاءَ له.

و {يَكُنْ} مجزوم بـ "لَمْ"، وأصله: يَكُونُ برفع النون، فحُذفت الضمة لِلْجَزْمِ، وحُذفت الواو لالتقاء الساكنين، وكانت أحَقَّ بالحذف؛ لأن قبلها ما يدل عليها وهي الضمة، فبقي {يَكُنْ} .

(1)

قاله ابن عباس وشقيق بن سلمة وابن قتيبة والزجاج والزجاجي، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 542، جامع البيان 30/ 451، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 377، إعراب ثلاثين سورة ص 229، الكشف والبيان 10/ 334، زاد المسير 9/ 267، تفسير القرطبي 20/ 245.

(2)

قاله قتادة، ينظر: جامع البيان 30/ 451، الكشف والبيان 10/ 335، زاد المسير 9/ 268، تفسير القرطبي 20/ 245.

(3)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 335.

(4)

هذا القول والذي سبقه قالهما محمد بن علي الترمذي، ينظر: الكشف والبيان 10/ 335، عين المعانِي ورقة 149/ ب، قال ابن عطية مُعَلِّقًا على هذه الأقوال في تفسير الصَّمَدِ:"وفي هذا التفسير كُلِّهِ نَظَرٌ؛ لأن الجسم في غاية البُعْدِ عن صفات اللَّه، تعالَى، فما الذي تُعْطِينا هذه العباراتُ؟ ". المحرر الوجيز 5/ 536.

ص: 132

والكُفْءُ: هو العِدْلُ والمِثْلُ والشَّبِيهُ والنَّظِيرُ، واللَّه تعالَى بَرِيءٌ من ذلك كُلِّهِ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(1)

.

واختلف القُرّاءُ فيه، فقرأه حَمْزةُ وَيَعْقُوبُ وَخَلَف:"كُفْأً" ساكنةَ الفاء مهموزةً، وَمِثْلَهُ رَوَى حَفْصٌ عن عاصِمٍ، وَحَفْصٌ يَقْلِبُ الهمزة واوًا، وَرُويَ عن أهل المدينة بتسكين الفاء وَتَزكِ الهَمْزِ، وقرأ الباقون بضم الفاء مُثَقَّلًا مَهْمُوزًا

(2)

، وكلها لغات صحيحة فصيحة

(3)

.

ومعنى الكُفْءِ: المِثْلُ المُكافِئُ؛ أي: فهو أحَدٌ، وقيل

(4)

: هو على التقديم والتأخير، مجازه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أحَدٌ كُفْوٌ، فلما تقدم نُصِبَ، {أَحَدٌ} اسم "كانَ"، و {كُفُوًا} خبر "كانَ"، و {لَهُ} مُلْغًى، وقيل: هو الخبر، وهو قياس قول سيبويه

(5)

؛ لأنه يَقْبُحُ عنده إلْغاءُ الظرف إذا تقدم، وخالفه المُبَرِّدُ،

(1)

الشورى 11.

(2)

قرأ حمزةُ ويعقوبُ وخلفٌ، ونافعٌ في رواية كُلٍّ من إسْماعِيلَ وَقالُونَ وابنِ أبِي أُوَيْسٍ عنه:"كُفْأً"، وسَهَّلَ الهَمْزةَ أبو جعفر وَشَيْبةُ وَنافِعٌ والأعرجُ، وقرأ حَفْصٌ:"كُفْوًا"، وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائيُّ، وأبو عمرو في رواية اليَزِيدِيِّ وعبدِ الوارث عنه، وعاصمٌ في رواية أبِي بكر عنه، ونافعٌ في رواية ابنِ جَمّازٍ وَوَرْشٍ وَخارِجةَ عنه:"كُفُؤًا" بضم الفاء وبالهمز، وَرَوَى حَفْصٌ عن عاصمٍ:"كُفُوًا" بضم الفاء وبغير همز، ينظر: السبعة ص 701 - 702، البحر المحيط 8/ 530، الإتحاف 2/ 637.

(3)

قال الأزهري: "هذه لغات، وأجودها: "كُفُؤًا"، ثم "كُفْئًا" مهموزًا، وأما "كُفُوًا" بترك الهمزة وَضَمِّ الفاء فليس بالكثير". معانِي القراءات 3/ 172، وينظر: إعراب القراءات السبع لابن خالويه 2/ 547.

(4)

يعني أن نعت النكرة لَمّا تَقَدَّمَ عليها نُصِبَ على الحال كما ذكر هو بعد قليل، واستشهد ببيت كُثَيِّرِ عَزّةَ، وقال بالتقديم والتأخير في الآية كُلٌّ من الفَرّاءِ والنحّاسِ، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 299، إعراب القرآن للنحاس 5/ 312.

(5)

قال سيبويه: "وتقول: ما كان فيها أحَدٌ خَيْرٌ مِنْكَ، وما كان أحَدٌ مِثْلُكَ فيها، وليس أحَدٌ فيها =

ص: 133