الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم بيَّن رحمه الله أنَّ القنوت في الوتر محفوظٌ عن عمر، وابن مسعود
(1)
.
وسُئل عطاء عن القنوت، فقال:«كان أصحاب رسول الله يفعلونه»
(2)
.
فالقنوت في الوتر إذن ثابت عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه.
-
المسألة الثانية: هل تُشرع المداومة على القنوت
؟
جاء عند ابن أبي شيبة من طريق أيوب، عن نافع:«أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لا يَقْنُت إِلا فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ»
(3)
.
وقال الزُّهْري رحمه الله: «لا قُنُوتَ فِي السَّنَة كُلِّها إِلَّا فِي النِّصف الآخِرِ مِنْ رمضانَ»
(4)
.
وقال أبو داود رحمه الله: «قلت لأحمد: القنوت في الوتر السَّنَة كلها؟ قال: إن شاء، قلت: فما تختار أنت؟ قال: أما أنا فلا أقنت إلا في النصف الباقي، إلا أن أصلي خلف إمام يقنت فأقنت معه»
(5)
.
(1)
زاد المعاد (1/ 323).
(2)
صلاة الوتر لابن نصر المروزي ص (91)، ومختصر كتاب الوتر للمقريزي ص (119).
(3)
مصنف ابن أبي شيبة (2/ 98) رقم (6932).
(4)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 121) رقم (4995).
(5)
مسائل الإمام أحمد ص (95).
وقيل: يُقنت في الوتر في جميع رمضان دون بقية السَّنة.
وقيل: يُقنت في وتر السَّنة كلها.
والأمر في هذا واسع «إن شاء فعله، وإن شاء تركه
…
فإن قنت في جميع الشهر فقد أحسن، وإن قنت في النصف الأخير فقد أحسن، وإن لم يقنت بحال فقد أحسن»
(1)
.
وإن قيل بأن المشروع الفعل أحيانًا والترك أحيانًا فهو جيد.
قال شيخنا ابن باز رحمه الله: «القنوت سُنَّة في الوتر، وإذا تركه في بعض الأحيان فلا بأس»
(2)
.
وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: «إذا قنت أحيانًا فهو خير، وإذا ترك أحيانًا فهو خير»
(3)
.
قال ابن سَحْمان:
ولا تَقْنُتَنْ في كلِّ وترِك يا فَتى
…
فتجعلَه كالواجبِ المتأَكِّد
وَكُنْ قانتًا حينًا وحينًا فتارِكًا
…
لذلك تسعدْ بالدَّليل وتهتَد
(1)
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (22/ 271).
(2)
مجموع فتاوى ابن باز (30/ 32).
(3)
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (14/ 176).