الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمعنى إلصاقاً لأنوفهم بالتراب جزاءاً لأنفتهم من متابعته صلى الله عليه وسلم، وجزاءاً لإفكهم بأن طاعته صلى الله عليه وسلم شرك {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً} (1) .
وأقول لهم: الربط بين طاعة الله وطاعة رسوله هو عين التوحيد الخالص: {فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} (2) .
ثانياً: إنكار أعداء النبوة الإيمان بشخص النبى صلى الله عليه وسلم
واستدلالهم على ذلك بقوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم} (3) هذه الآية الكريمة حجة عليهم، وتفضحهم فى كل ما يأفكون. لأن مما أنزل على سيدنا محمد وهو الحق من ربنا قوله:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} (4) وقوله سبحانه: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} (5) .
وقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} (6) .
…
وهم بهذه الآيات يكفرون؛ إذ ينكرون على ما سبق أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبياناً للقرآن، وهو الحكمة، وهى السنة كما قال علماء الأمة، وينكرون أن يكون له صلى الله عليه وسلم طاعة فى هذه السنة.
-
الأدلة من القرآن الكريم علي وجوب الإيمان بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
وإذا كانوا هنا يزعمون بأنه لا يوجد فى الإسلام إيمان بشخص النبى محمد صلى الله عليه وسلم فالآية التى استدلوا بها على زعمهم ترد عليهم حيث أطلقت {وآمنوا بما نزل على محمد} وما أنزل على محمد آيات كريمات تصرح بالإيمان بشخصه الكريم، منها ما يلي:
(1) الآية 5 الكهف.
(2)
الآية 32 آل عمران: وينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/25.
(3)
الآية 2 محمد.
(4)
جزء من الآية 44 النحل.
(5)
جزء من الآية 113 النساء.
(6)
الآية 59 النساء.
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله} (1) .
وقوله سبحانه: {فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى الذى يؤمن بالله وكلماته} (2) .
وقوله عز وجل: {ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا} (3) .
ومعلوم أن الإيمان بالله عز وجل يعنى: الإيمان بذاته المقدسة، وبكتابه العزيز، وطاعته عز وجل فى كل ما أمرنا به فى كتابه العزيز.
وكذلك الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم: يعنى: الإيمان بشخصه الكريم، وبكل ما جاء به من عند ربه عز وجل من كتاب وسنة، وطاعته فى ذلك.
ويؤيد أن الإيمان فى الآيات السابقة مراداً به شخصه صلى الله عليه وسلم ما جاء فى القرآن الكريم من الأمر بتعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم نحو قوله تعالى: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه} (4) وقوله سبحانه: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه} (5) .
(1) الآية 136 النساء.
(2)
جزء من الآية 158 الأعراف.
(3)
الآية 13 الفتح.
(4)
جزء من الآية 157 الأعراف.
(5)
الآية 9 الفتح.
فقوله: "وتعزروه" أى: تعظموه وتجلوه (1) والتعظيم والإجلال والتوقير والنصرة، تشمل فى المقدمة شخصه الكريم. بدليل ما جاء فى القرآن الكريم أيضاً من تعظيم رب العزة لنبيه بنداءه وخطابه باللقب المشعر بالتعظيم بالنبوة والرسالة دون غيره من الأنبياء (2) . وكذلك أمره عباده بالأدب مع رسوله بعدم التقديم بين يديه أو رفع صوتهم على صوته (3) وتحذيرهم من الانصراف من مجلسه قبل استئذانه، أو ندائه باسمه (محمد) كما ينادى بعضهم بعضاً (4) وتحريم إيذائه (5)
(1) قاله ابن عباس وغير واحد. ينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 7/312.
(2)
نحو قوله تعالى: {يا أيها النبى اتق الله} الآية الأولى الأحزاب، وقوله:{لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة} الآية 21 الأحزاب.
(3)
(4)
نحو قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنونك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً} الآيتان 62، 63 النور.
(5)
نحو قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذالكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق} الآية 53 الأحزاب.