الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليس فى الربط بين القرآن الكريم، والسنة المطهرة، فى تحديد شخصية وسيرة المعصوم صلى الله عليه وسلم شرك وتأليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يزعم أعداء السنة! لأن الربط هنا ربط إلهى، وطاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. وقد دل على هذا الربط عشرات الآيات القرآنية فى طاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة مستقلة؛ وأنها من طاعته عز وجل.
إن منكرى السنة النبوية فى دعواهم التعارض بين سيرته صلى الله عليه وسلم فى القرآن الكريم وسيرته صلى الله عليه وسلم فى السنة المطهرة، مغرضون مفترون فى تكلف التعارض، ولو أرادوا الحق لسألوا، أو قرأوا، والأجوبة عن كل استشكالاتهم فى كتب الأئمة؛ وهم أدرى بالنص، وعلى غيرهم أن يحترم رأيهم. فهم رجال قيدهم رب العزة لحفظ دينه، وأمر عباده بالرجوع إليهم. قال تعالى:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (1) .
هذه هي أهم نتائج البحث في موضوع ((عقوبتا الرجم والردة في ضوء القرآن والسنة ودفع الشبهات)) وإذا كان لي أن أقترح أو أوصى بشئ فى هذا المقام، فإنى
أقترح وأوصي بما يلي:
دراسة شبهات أعداء السنة قديماً وحديثاً، وبيان بطلانها من خلال تدريس تاريخ السنة وعلومها.
إخضاع الكتابات المتعلقة بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للتدقيق والتمحيص، وسد منافذ الإجتراء على السيرة النبوية بديار المسلمين، وتجريم ذلك فى جميع الوسائل.
الحكم بالارتداد على منكر سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنفيذ أحكام الله فيهم بمعرفة القضاء؛ لأن منكر السنة النبوية منكر لوحى الله تعالى.
العمل على أن يكون للمحدثين رابطة على مستوى العالم الإسلامى؛ تجمع شملهم، وتقنن أعمالهم، وتلم شعث جهودهم.
(1) الآية 43 النحل، والآية 7 الأنبياء.
مواصلة العمل الجاد، وتضافر الجهود، وتشابك الأيدى، وإخلاص النية، كى نبين ما ينطوى عليه الغرض الخبيث؛ الذى يلتقى عليه أعداء الله للنيل من سنة سيدنا رسول الله وسيرته العطرة الواردة فيها، ومن أئمة السنة الأعلام، ومن ثم وقف هذه الحملة الشرسة المسعورة التى تستهدف الإسلام، وهدم كل ما يتصل به من قرآن، وسنة، وسيرة، وتاريخ، وأمة تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها.
وبعد:
…
فهذا آخر ما فتح الله علىَّ به، ووفقنى لكتابته فى هذا البحث الجليل، الذى اعترف فيه بالعجز والتقصير.
…
ولعلى أكون قد أصبت فى بعض مسائله، وشفيت الغليل فى شئ من مباحثه؛ فإن يكن ذلك حقاً: فبفضل الله، وهدايته، وحسن توفيقه، وعنايته، وإن كانت الأخرى، فذلك من نقصى وتقصيرى، وأتوب إلى الله وأستغفره، وأسأله عز وجل الصفح والغفران، فيما زلت فيه قدمى، وانحرف فيه عن جادة الحق قلمي.
اللهم تقبل هذا الجهد الضئيل، خالصاً لوجهك الكريم، وانفع به المستفيدين
وارزقنى دعوة صالحة منهم، ينالنى بها عفوك ورضاك
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد، خاتم النبيين
وإمام المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله، وصحبه
والمتمسكين بسنته أجمعين.