الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لماذا يتعذب الأطفال
؟
المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ 25/12/1423
السؤال
السلام عليكم.
إنني إنسانة مؤمنة بالله وملتزمة بديني -إن شاء الله- والحمد لله، وأحاول أن أحافظ على إيماني ولا أسأل على كل سبب لكل الأمور، أنا أعلم وأؤمن بأن الله لا يظلم إنساناً أو حتى حيواناً أو جماداً، ولكن هناك أمر لا أستطيع أن أتماسك عن السؤال عنه وفي نفس الوقت أخاف من أن أذنب بسؤالي هذا بيني وبين نفسي، سؤالي هو: عندما أرى طفلاً يتعذب بسبب مرض أو ظلم ظالم أسأل في نفسي لم؟ وما هي الحكمة في هذا؟ هل أنا مذنبة؟ وماذا أفعل حتى لا أتساءل في هذا الأمر؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: اعلمي أنه من المتقرر عند أهل الحق ألا يقال في صفات الله كيف ولا في أفعاله لِم فالله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ثانياً: أن الله لا يظلم أحداً كائناً من كان والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ثالثاً: أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولله حكمة في الخلق والتدبير والله لا يخلق شراً محضاً لا خير فيه بوجه من الوجوه بل كل ما يخلقه له فيه حكمة هو باعتبارها خير وإن كان فيه شر لبعض الناس فهذا شر جزئي إضافي أما الشر المطلق فالله تعالى منزه عنه.
رابعاً: اعلمي أنه "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته" أخرجه البخاري (5642) ومسلم (2573) وغيرهما فما يصيب هؤلاء وغيرهم من المؤمنين مكفر لذنوبهم ومدخر لهم أجره عند ربهم.
خامساً: اعلمي أن العبد قد يحسن منه إيقاع الألم بغيره ويُحمد على فعله كمن يسعى لأن تكون له ماشية فيربيها ويسمنها حتى إذا ازّينت في نظره أوقع الألم بها فذبحها أضحية أو إكراماً للضيف وعند ذلك يحسن منه هذا الفعل لمصلحة راجحة فما بالنا نستحسن ذلك من المخلوق ونعذره عند فعله ثم نتساءل لم يفعل ربنا كذا وكذا مع ماله في خلقه وتدبيره من الحكم.
وختاماً أبعدي عن نفسك هذه الخواطر ودافعيها بالذكر والاستغفار، والله الموفق والهادي، وانظري للتوسع في هذا (مختصر الصواعق المرسلة 1/325) .