الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسخ الإسلام للأديان السابقة
المجيب أ. د. جعفر الشيخ إدريس
رئيس الجامعة الإسلامية الأمريكية المفتوحة
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ 19/5/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أدرس في فرنسا منذ سبع سنين، ولي مسؤول فرنسي منذ أن قدمت إلى فرنسا وهو يحمل لي معزة كبيرة، ويعتبرني كابنه نتناقش كثيراً عن الإسلام وعن المسيحية، بعد سنتين من النقاش يعترف أن الإسلام حق وأن القرآن حق، ولكنه يقول إن دينه أيضا صحيح، في يوم من الأيام طلب مني أن أوضح له الصلاة وصليت أمامه، والله يا شيخ إنه بكى وتعلم الصلاة بعدها وأتاني بعدها يقول أنا الآن أقوم بالصلاة وأشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومستعد أصوم وأزكي وأحج، لكن ديني لم أتركه، وضحت له أن دينهم ضد توحيد الله، وبينت له في ترجمة القرآن بالفرنسي الآيات التي بينت بطلان دينهم، وجدت كتاب "أصول في الإيمان"للشيخ ابن عثيمين رحمه الله مترجم بالفرنسي وطلبت منه قراءته، وبعد أن قرأه رأيت فيه تغييراً، ويقول لي أنا الآن في حيرة كبيرة وهو لا يريد كتباً بالإنجليزية، ويريد أن يتعلم عن طريقي فقط أحس إنها مسؤولية كبيرة ملقاة على كتفي، أعينوني أعانكم الله، واسمحوا لي بطرح سؤاله التالي: لماذا الإسلام نسخ جميع الأديان السابقة؟ ما هو دليل موت مريم كباقي الناس؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله في جهودكم وضاعف أجركم.
الإسلام لم ينسخ الأديان السابقة بمعنى أنه أبطل كل ما فيها، بل إنه أقر كل ما فيها من أصول الإيمان والأخلاق وكثير من العبادات، لكنه نسخ بعض ما جاء فيها مما هو خاص بزمانها أو مكانها، لأن الإسلام بما أنه الدين العالمي الخاتم لا يرتبط بزمان ولا مكان. ثم إنه الدين الأكثر شمولا. وأنت تجد في كثير من آيات القرآن، مثل قوله تعالى:"وهو الحق مصدقا لما معهم"[البقرة: 91] وقوله: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم"[البقرة: 183] أما سؤالك عن موت مريم رضي الله عنها فإنه هو نفسه يتضمن الإجابة، لأنه إذا كان كل الناس يموتون، بل كل الرسل يموتون كما قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم "إنك ميت وإنهم ميتون" [الزمر: 30] ، بل إذا كان عيسى نفسه سيموت بعد مجيئه الثاني فلماذا لا تموت أمه؟ ألم يقل الله تعالى:"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"[الرحمن: 26-27] .