الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صيام يوم الميلاد
المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي
كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/ البدع/البدع المتعلقة ببعض الأمكان والأزمنة
التاريخ 1/9/1424هـ
السؤال
بعض الناس يصومون كل سنة اليوم الذي يوافق يوم ميلادهم، ويقولون إن هذا سنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم ميلاده الأسبوعي، علما أنهم يصومون اليوم الميلادي وليس الهجري، فهل ما يقولونه صحيح؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد أخرج مسلم (1162) في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن جملة من الأشياء ذكرها، ومنها عن صوم يوم الاثنين فقال:"ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه".
ولم يرد في شيء من كتب السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد يوم الاثنين بالصوم أو حث عليه استقلالا، ولا استحب ذلك أحد ممن يعتد برأيه من علماء الأمة، وإنما الذي ورد هو صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرَّى صيام الاثنين والخميس، رواه أحمد (24508) ، والنسائي (2186) ، والترمذي (745) ، وابن ماجة (1739) ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمال العباد تعرض في هذين اليومين - أعني الاثنين والخميس - فأحب صلى الله عليه وسلم حين يعرض عمله أن يكون صائماً، فقد أخرج أحمد (8361) ، والترمذي (747)، وابن ماجة (1740) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تعرض أعمال العباد كل اثنين وخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
وحتى لو سلمنا بأن سبب صيام يوم الاثنين هو كونه اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في ذلك دليل على جواز صيام الإنسان اليوم الذي ولد هو فيه لأمرين:
أولهما: لأن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانته لا تخفى على أحد، فلو قيل بصيام ذلك اليوم لكان من باب صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي كانت تصومه يهود شكرا لله أن نجى فيه موسى وقومه من فرعون وجنده.
وثانيهما: أن العبادات أمرها توقيفي، فلا يجوز القياس فيها، بل يجب التوقُّف عند الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزاد عليه.
وعليه فلا أساس لما ذكر في السؤال، ولا أبالغ إذا قلت إني لم أقف على هذا القول حتى عند الفرق المنحرفة، فقد رأينا من استحب صيام يوم ميلاد شيخ طريقته أو يوم وفاته، أما صيام يوم ميلاد الشخص على غرار الاحتفال به على عادة غير المسلمين فهذا ما لم أقف عليه البتة. ثم إن المستدَل به وهو صيامه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين يقتضي من هؤلاء المداومة على صيام اليوم الذي ولدوا فيه من كل أسبوع، وإلا خالفوا السنة التي زعموها. والله أعلم.