الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانحناء في التدريب الرياضي
المجيب د. الشريف حمزة بن حسين الفعر
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ 25/4/1424هـ
السؤال
أريد أن أقوم بفريضة الإعداد للجهاد في سبيل الله، وذلك بممارسة إحدى الرياضات الحربية، إلا أن هناك مسألة التحية (وهي بالانحناء أو طأطأة الرأس، سواء للمعلم أو للدخول في الإعداد، أو للخروج منه، أو عند مواجهة الخصم، أو عند الانتهاء من المواجهة) ، والتي يتخذها واضعو هذه الرياضات من الكفار، طقساً تعبدياً ويمارسها من تعلم هذه الرياضات من بني جلدتنا، على أنها حركات من بين الحركات الأخرى، أو على أنها شكل من أشكال الاحترام للمعلم وللقاعة الرياضية، وإذا ناقشتهم في المسألة وقلت لهم إنه لا داعي لهذه التحية في التدريبات على الأقل، لأنه لا يمكننا اجتياز الامتحانات بدونها للمرور للمرحلة الموالية من التدريب، قالوا نحن ليس في نيتنا ما تقول. ولا يمكننا العثور على نادٍ من الأندية يمارس من الرياضة ما لا يخالف الشرع، ويدع ما يخالفه. فهل مثل هذه الحركات مخالفة للشرع؟ وإذا كانت مخالفة للشرع فهل لنا رخصة في القيام بها، مع الأخذ بعين الاعتبار تعذر إيجاد من يعلمنا دون الوقوع في مثل هذه المسائل؟ وأرجو ذكر الأدلة وجزاكم لله عنا خير الجزاء.
الجواب
الاستعداد للجهاد بكل وسيلة تعين عليه أمر مطلوب شرعاً، وهو داخل في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
…
" [الأنفال: 60] ولكن القاعدة الشرعية أن الوسيلة تتبع الغاية، فإذا كانت الغاية شريفة مشروعة فإن وسيلتها التي تؤدي إليها يجب أن تكون كذلك، ولا يتوسل لتحصيل الأمر المشروع بالوسيلة الممنوعة، والانحناء الذي ذكرته في هذه اللعبة لا يجوز، لكونه طقساً تعبدياً عند أهل هذه الرياضة، فهو بهذا أمر محرم لا يجوز ارتكابه، وليس داخلاً في حقيقة هذه الرياضة، وليست هناك ضرورة تلجئ إليه، علماً بأن إعداد المرء المسلم نفسه للجهاد يمكن أن يحصل بوسائل أخرى ليس فيها محذور شرعي، وليس محصوراً في هذه الرياضة المشتملة على المحرم.
ولتعلم أن التعظيم والسجود كله لا يجوز إلا لله، ومن صرف شيئاً منه لغير الله فقد أشرك معه غيره، وفقنا الله وإياك لمرضاته.