الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الطَّهَارَة
التَّرْهِيب من التخلي على طرق النَّاس أَو ظلهم أَو مواردهم وَالتَّرْغِيب فِي الانحراف عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها
الكتاب في اللغة، مصدر، يقال: كتب يكتب كتبًا وكتابًا وكتابةً، وجمعه كتب بضم التاء وإسكانها، وأصل الكتب: الضم، ومنه كتيبة الخيل لاجتماعها وانضمامها، ثم أطلق الكتاب على المكتوب كذا بضم حروفه، وفي اصطلاح الفقهاء: ما يجمع أمورًا من علم، ثم منهم من يعبر عنها تارة بالأبواب وتارة بالفصول، والطهارة: بفتح الطاء تستعمل من حيث اللغة بإزاء النظافة والتنقي من الأدناس الحسية كالأنجاس والمعنوية كالمآثم يقال: ثوب طاهر ونفس طاهرة، وأما الطهارة بالضم فعند بعض أهل اللغة: فضل ما تطهر به، وهي بالفتح في اصطلاح الفقهاء عبارة عن: رفع الحدث وإزالة النجس، ويشبه أن يكون إطلاق الطهارة على ما لا يرفع حدثا ولا يزيل خبثًا كالغسلة الثانية والثالثة في الوضوء والأغسال المسنونة وطهارة المتيمم والمستحاضة من مجاز السنة كما أطلق على التراب وضوءًا في قوله صلى الله عليه وسلم:"الصعيد وضوء المسلم ولو لم يجد الماء عشر حجج"
(1)
، واعلم أن
(1)
أخرجه الطيالسي (486)، وعبد الرزاق (912) و (913) وعنه أحمد 5/ 155 (21371)، وابن أبي شيبة 1/ 144 (1661)، وأحمد 5/ 146 (21304) و (21305) =
قولهم إزالة النجاسة قد يوهم اعتبار تعاطيها منا، ومعلوم أنه ليس كذلك، فإنه لو مر سيل على متنجس أو وقع ثوب في ماء كثير وزال به أثر النجاسة طهر، فلو قيل وزوال النجس لانتفى التوهم المذكور
(1)
، انتهى، قاله ابن الأبياني شارح التبريزي.
فائدة: قال أبو الفرج بن الجوزي، قدس الله روحه
(2)
: اعلم أن الطهارة لها أربع مراتب، الأولى: تطهير الظاهر من الأحداث والأنجاس والفضلات، والثانية: تطهير الجوارح من الذنوب والآثام، والثالثة: تطهير القلب من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة، والرابعة: تطهير السر عما سوى الله تعالى، وهذا هو الغاية القصوى، انتهى.
تنبيه: وأما الباب: فهو ما يتوصل منه إلى الشيء، وجمعه: أبواب، قال الزمخشري: وإنما بوب المصنفون في كل فن من كتبهم أبوابا موشحة الصدور بالتراجم لأن القارئ إذا ختم بابًا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان
= و 5/ 180 (21568)، والبخارى في التاريخ الكبير (6/ 317)، وأبو داود (332 و 333)، والترمذي (124)، والبزار (3973 و 3974)، والنسائي في المجتبى 1/ 457 (326) والكبرى (307). وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني صحيح أبى داود (358 و 359)، والمشكاة (530)، والإرواء (153).
(1)
انظر: المجموع شرح المهذب (1/ 77)، ومنحة البارى (1/ 130)، والنجم الوهاج (1/ 222).
(2)
منهاج القاصدين (1/ 85 - 86).
أنشط له وأهز لعطفه وأبعث على الدرس والتحصيل بخلاف ما لو استمر على الكتاب طوله، ومثله المسافر إذا علم أنه قطع ميلًا وطوى فرسخًا وانتهى إلى رأس بريد ونشط للمسير، ومن ثم كان القرآن سورًا، وجزأه القراء أسباعًا وعشورًا وأخماسًا وأجزاءًا، انتهى، قاله الكمال الدميري
(1)
.
(1)
النجم الوهاج (1/ 264).