الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه
1432 -
عَن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بِالله فأعيذوه وَمن سألكم بِالله فَأَعْطوهُ وَمن استجار بِالله فأجيروه وَمن أَتَى إِلَيْكُم مَعْرُوفا فكافئوه فَإِن لم تَجدوا فَادعوا لَهُ حَتَّى تعلمُوا أَن قد كافأتموه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا
(1)
. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مُخْتَصرا قَالَ من اصْطنع إِلَيْكُم مَعْرُوفا فجازوه فَإِن عجزتم عَن مجازاته فَادعوا لَهُ حَتَّى تعلمُوا أَن قد شكرتم فَإِن الله شَاكر يحب الشَّاكِرِينَ
(2)
.
قوله: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما تقدم الكلام عليه.
قوله: "ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه" الرواية الأخرى "ومن اصطنع إليكم معروفا فجازوه" الحديث قال أبو الليث السمرقندي: إذا أهدى إليك إنسان هدية فإن لم يكن الذي أهدى إليك ظالما ولا ماله حراما فالأفضل أن تقبل هديته وتكافئه بأفضل منه أو مثله فإن عجزت عن المكافأة بالمال
(1)
أبو داود (1672)، والنسائي (5/ 82)، وابن حبان (3408)، والحاكم (1/ 412)، والبخاري في الأدب المفرد (216)، وأحمد (5743)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (957).
(2)
الطبراني في المعجم الأوسط (29)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 181)، رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الوهاب بن الضحاك، وهو متروك.
فالدعاء وحسن الثناء لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أهدى إليكم معروفا فكافئوه" الحديث
(1)
.
1433 -
وَعَن جَابر رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من أعطي عَطاء فَوجدَ فليجز بِهِ فَإِن لم يجد فليثن فَإِن من أثنى فقد شكر وَمن كتم فقد كفر وَمن تحلى بِمَا لم يُعْط كَانَ كلابس ثوبي زور رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن أبي الزبير عَنهُ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب
(2)
وَرَوَاهُ أبُو دَاوُد عَن رجل عَن جَابر وَقال هُوَ شُرَحْبِيل بن سعد
(3)
. وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صحِيحه عن شُرَحْبِيل عَنهُ وَلفظه من أولي مَعْرُوفا فَلم يجد لَهُ جَزَاء إِلَّا الثَّنَاء فقد شكره وَمن كتمه فقد كفره وَمن تحلى بباطل فَهُوَ كلابس ثوبي زور
(4)
. قَالَ الْحَافِظ وشرحبيل بن سعد تَأتي تَرْجَمته. وَفِي رِوَايَة جَيِّدَة لأبي دَاوُد من أبلي فَذكره فقد شكره وَمن كتمه فقد كفره
(5)
.
(1)
بستان العارفين (1/ 405 - 406).
(2)
الترمذي (2034)، وقال: حديث حسن غريب، من طريق أبي الزبير عن جابر، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (958).
(3)
أبو داود (4813)، والبيهقي (6/ 182).
(4)
ابن حبان (3415)، والبخاري في الأدب المفرد (215)، والطبري في تهذيب الآثار (104)، وعبد بن حميد (1147)، والبيهقي في شعب الإيمان (9109)، والقضاعي (485)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (958).
(5)
أبو داود (4814)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 259)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (958).
قَوْله من أبلي أَي من أنعم عَلَيْهِ والإبلاء الإنعام.
قوله: وعن جابر رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور" وفي حديث عائشة: "من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور" الزور الكذب والباطل والتهمة.
قال النووي
(1)
: قالوا معناه المتكثر بما ليس عنده مذموم كلابس ثوبي زور، ومعناه: أن العرب أكثر ما كانت تلبس عند الجدة [والقدرة] إزارا ورداء ولهذا حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الثوب الواحد قال "أو كلكم يجد ثوبين"
(2)
وفسره عمر رضي الله عنه بإزار ورداء وقميص وغير ذلك، وروي عن إسحاق بن راهوية قال: سألت أبا الغمر الأعرابي وهو ابن ابنة ذى الرمة عن تفسير ذلك فقال: كانت العرب إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يلبس أحدهم ثوبين حسنين فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور فيمضون شهادته بثوبيه يقولون: ما أحسن ثيابه وما أحسن هيئته فيجيزون شهادته لذلك والأحسن أن يقال فيه أن المتشبع بما لم يعط هو أن يقول: أعطيت كذا لشيء لم يعطه فأما أنه يتصف بصفات ليست فيه ويريد أن الله منحه إياها أو يريد أن بعض الناس وصله شيء خصه به فيكون بهذا القول قد
(1)
شرح النووي على مسلم (14/ 110).
(2)
أخرجه أبو داود (629)، وابن حبان (2297). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (640).
جمع بين كذبين أحدهما اتصافه بما ليس فيه أو أخذه ما لم يأخذه والآخر الكذب على المعطي وهو الله تعالى أو الناس
(1)
، وأراد بثوبي الزور هذين [الحالين اللذين ارتكبهما] واتصف بهما و [قد سبق أن الثوب يطلق على الصفة المحمودة والمذمومة، وحينئذ] يصح التشبيه في [في التثنية] لأنه شبه اثنين باثنين قاله ابن الأثير وغيره
(2)
.
قال أبو عبيد وآخرون هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه فهذه ثياب زور ورياء، وقيل: هو فيمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له، وقيل: هو فيمن لبس قميصا واحدا ويصل بكميه كمين آخرين فيظهر أن عليه قميصين، وحكي الخطابي
(3)
قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن
(4)
.
قوله: "من أبلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره" الحديث، قد فسر الحافظ
(5)
قوله "من أبلى من أنعم عليه" والبلاء الإنعام أ. هـ، وقال في
(1)
النهاية (1/ 228).
(2)
المجموع المغيث (1/ 281 - 282) والنهاية (1/ 228).
(3)
معالم السنن (4/ 135).
(4)
غريب الحديث (2/ 253) لأبي عبيد، وشرح الصحيح (7/ 347)، ومشارف الأنوار (1/ 135 و 137)، وشرح النووي على مسلم (14/ 110 - 111).
(5)
أي المنذري.
النهاية
(1)
: الإبلاء الإنعام والإحسان يقال: بلوت الرجل وأبليت عنده بلاء حسنا والابتلاء في الأصل الاختبار والامتحان يقال: بلوته وأبليته [وابتليته] والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما ومنه قوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}
(2)
وفرق القتيبي بينهما فقال: يقال في الخير أبليته وفي الشر بلوته
(3)
، انتهى.
1434 -
وَعَن أُسَامَة بن زيد رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من صنع إِلَيْهِ مَعْرُوف فَقَالَ لفَاعِله جَزَاك الله خيرا فقد أبلغ فِي الثَّنَاء
(4)
.
وَفِي رِوَايَة من أولي مَعْرُوفا أَو أسدي إِلَيْهِ مَعْرُوف فَقَالَ للَّذي أسداه جَزَاك الله خيرا فقد أبلغ فِي الثَّنَاء رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب
(5)
.
قَالَ الْحَافِظ وَقد أسقط من بعض نسخ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير مُخْتَصرا إِذا قَالَ الرجل جَزَاك الله خيرا فقد أبلغ فِي الثَّنَاء
(6)
.
(1)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 155).
(2)
سورة الأنبياء، الآية:35.
(3)
المصدر السابق.
(4)
الترمذي (2035)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (10008)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (276)، وابن حبان (3413)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1173)، والبيهقي في شعب الإيمان (9137)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (959).
(5)
ابن الأثير في جامع الأصول (1037).
(6)
الطبراني في المعجم الصغير (1151)، وعبد الرزاق (3118)، والحميدي (1160)، والبزار (1944)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (960).
قوله: وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، تقدم الكلام على أسامة بن زيد.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من صُنِع إليه معروف" وفي الرواية الأخرى "من أولِيَ معروفا أو أسدى إليه معروف"
(1)
أسدى وأولي وأعطى بمعنى يقال: أسديت إليه معروفا أسدي إسداء [ومعنى قوله فقال] للذي أسداه جزاك الله خيرا، الحديث، أي أعطاه جزاء ما [أسلف] من طاعته قاله في النهاية
(2)
.
1435 -
وَعَن الْأَشْعَث بن قيس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن أشكر النَّاس لله تبارك وتعالى أشكرهم للنَّاس.
وَفِي رِوَايَة لَا يشْكر الله من لَا يشْكر النَّاس رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات
(3)
.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أُسَامَة بن زيد بِنَحْوِ الأولى
(4)
.
قوله: وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه، كنيته: أبو محمد، الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي، وفد الكندي وهو الأشعث على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة في وفد كندة وكانوا ستين راكبا فأسلموا ورجع إلى اليمن وكان الأشعث ممن ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فبعث أبو بكر الصديق الجنود إلى اليمن فأسروه فأحضروه بين يديه فأسلم وقال [فأسلم] [وقال: استبقنى لحربك]
(1)
سبق تخريجه.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 270) و (2/ 356).
(3)
أحمد (21846)، والخرائطي في فضيلة الشكر (79)، والبيهقي في شعب الإيمان (9120)، والقضاعي في مسند الشهاب (996)، والطيالسي (1048)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (961).
(4)
الطبراني في الكبير (425)، والبيهقي في شعب الإيمان (9118)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 181)، وفيه عبد المنعم بن نعيم، وهو ضعيف.
وزوجني أختك، فأطلقه أبو بكر وزوجه أخته، وهي أم محمد بن الأشعث وشهد الأشعث اليرموك بالشام ثم القادسية بالعراق والمدائن وجلولا ونهاوند وسكن الكوفة وشهد صفين مع علي رضي الله عنه: وكان عثمان استعمله على أذربيجان وكان الحسن بن علي زوج ابنته روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث، اتفق البخاري ومسلم على حديث منها نزل الكوفة وتوفي بها بعد قتل علي بن أبي طالب بأربعين ليلة بعد سنة ثنتين وأربعين
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى أشكرهم للناس" سيأتي الكلام على الشكر في حديث أبي هريرة بعد بعده.
1436 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من أُتِي إِلَيْهِ مَعْرُوف فليكافئ بِهِ وَمن لم يسْتَطع فليذكره فَإِن من ذكره فقد شكره وَمن تشبع بِمَا لم يُعْط فَهُوَ كلابس ثوبي زور رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا صَالح بن أبي الْأَخْضَر
(2)
.
قوله: وعن عائشة رضي الله عنها، تقدم الكلام على عائشة.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من أتي إليه معروف فليكافئ به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور" قال في النهاية
(3)
:
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 123 - 124 ترجمة 61).
(2)
أحمد (24593)، والطبراني في الأوسط (2463)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 380)، والبيهقي في شعب الإيمان (9113)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 180)، رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال أحمد ثقات، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (962).
(3)
النهاية (2/ 493 - 494).
معنى الحديث أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر، وقيل: معناه أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته كفر نعمة الله وترك الشكر له، وقيل: معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله وإن شكره كما تقول: لا يحبني [من لا يحبك] أي أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك ومن لم يحبك فكأنه لم يحبني وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه أ. هـ.
قوله: "ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور" أي: المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك كالذي يرى أنه شبعان وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه وهو من أفعال ذوي الزور بل هو في نفسه زور أي كذب
(1)
.
فائدة: فإن قلت: ما فائدة التثنية؟ قلت: المبالغة اشعارا بالإزار والارتداء يعني هو زور من رأسه إلى قدمه أو للإعلام بأن في التشبع حالتين مكذوبتين فقدان ما تشبع به وإظهار الباطل
(2)
أ. هـ.
1437 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا يشْكر الله من لَا يشْكر النَّاس رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ صَحِيح
(3)
.
(1)
النهاية (2/ 441).
(2)
الكواكب الدراري (19/ 160).
(3)
أبو داود (4811)، والترمذي (1954)، والبخاري في الأدب المفرد (218)، وأحمد (7939)، والطيالسي (2613)، والبيهقي في شعب الإيمان (9117)، وابن حبان (3407)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 389)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (963).
قَالَ الْحَافِظ رُوِيَ هَذَا الحَدِيث بِرَفْع الله وبرفع النَّاس وَرُوِيَ أَيْضا بنصبهما وبرفع الله وَنصب النَّاس وَعَكسه أَربع رِوَايَات.
قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه، تقدم الكلام على أبي هريرة وعلى معنى الحديث في الأحاديث قبله وقد ضبطه الحافظ
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" فقال: برفع الله ورفع الناس وروي أيضًا بنصبهما وبرفع الله وبنصب الناس وبعكسه أربع روايات أ. هـ.
فائدة: قوله "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" قال الحافظ
(2)
: في هذا الحديث نكتة حسنة وهي التنبيه بالأدنى على الأعلى وذلك أن الذي يفعل الإحسان من الخلق يحتاج إلى المكافأة والله تعالى غني عنها فإذا كان المنعم عليه لا يكافئ بالشكر من هو محتاج إليه فلأن لا يشكر غير المحتاج أولى
(3)
والله أعلم قاله ابن العماد في شرح العمدة.
1438 -
وَرُوِيَ عَن طَلْحَة يَعْنِي ابْن عبيد الله رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أولي مَعْرُوفا فليذكره فَمن ذكره فقد شكره وَمن كتمه فقد كفره رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ
(4)
. وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا من حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها
(5)
.
(1)
أي المنذري.
(2)
كذا هو في المخطوط ومحله الفقرة السابقة.
(3)
انظر معالم السنن (4/ 113)، والنهاية (2/ 493 - 494).
(4)
الطبراني في المعجم الكبير (211)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 181)، وفيه من لم أعرفهم، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (964).
(5)
ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (79).
قوله: وروي عن طلحة يعني ابن عبيد الله رضي الله عنه، هو: أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المكي المدني وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء بن الحضرمي أسلمت وهاجرت وأسلم الحضرمي عبد الله بن عماد بن البرء وعماد بالميم وطلحة أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير وطلحة الجود وهو من المهاجرين الأولين ولم يشهد بدرا ولكن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره كمن حضر وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد وكان أبو بكر إذا ذكر أحدا قال ذلك يوم كله كان لطلحة، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثًا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة قتل يوم الجمل لعشر خلون من جمادي الآخر سنة ست وثلاثين وهذا لا خلاف فيه، وكان عمره أربعا وستين سنة، وقيل: ثمانيا وخمسين، وقيل: ثنتين وستين، وقيل: غير ذلك، وقبره بالبصره مشهور يزار ويتبرك به
(1)
وكان طلحة ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقاه بيده ضربة قصد بها فشكت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجب طلحة" وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقاص، وذكر ابن قتيبة في
(1)
سبق الكلام عن النهي بتبرك القبور وأنها بدعة وقد يكون شركا.
المعارف
(1)
: أن طلحة دفن بقنطرة قرة فرأته بنته عائشة بعد دفنه بثلاثين سنة في المنام فشكى إليها النز فأمرت به فأخرج طريا فدفن في داره في الهجرتين في البصرة وذكر غيره أنهم حين حولوه قال الراوي كأني أنظر إلى الكافور في عينيه لم يتغير إلا عقيصته فإنها مالت عن موضعها واخضر شقه الذي يلي الأرض من نز الماء فاشتروا له دارا من دور أبي بكرة بعشوة آلاف درهم قال: ولطلحة عشر بنين وأربع بنات وهم: محمد وموسى وعيسى وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وصالح وعمران وأم إسحاق وعائشة ومريم والصعبة
(2)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من أُولِيَ معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره" تقدم ذكره.
1439 -
وَعَن النُّعْمَان بن بشير رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من لم يشْكر الْقَلِيل لم يشْكر الْكثير وَمن لم يشْكر النَّاس لم يشْكر الله والتحدث بِنِعْمَة الله شكر وَتركهَا كفر وَالْجَمَاعَة رَحْمَة والفرقة عَذَاب رَوَاهُ عبد الله بن أَحْمد فِي زوائده بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا في كتاب اصطناع الْمَعْرُوف بِاخْتِصَار
(3)
.
(1)
المعارف (ص: 229).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 251 - 253 ترجمة 270).
(3)
عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (19351)، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (78)، والبزار (1637)، والبيهقي في شعب الإيمان (4419)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 217)، رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (966).
قوله: وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، تقدم ذكره في وصل الصفوف.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر" الحديث تقدم معنى الشكر.
1440 -
وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ الْمُهَاجِرُونَ يَا رَسُول الله ذهب الْأَنْصَار بِالْأَجْرِ كُله مَا رَأينَا قوما أحسن بذلا لكثير وَلَا أحسن مواساة فِي قَلِيل مِنْهُم وَلَقَد كفونا الْمُؤْنَة قَالَ أَلَيْسَ تثنون عَلَيْهِم بِهِ وتدعون لَهُم قَالُوا بلَى قَالَ فَذَاك بِذَاكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ لَهُ
(1)
.
قوله: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله: قالت المهاجرون يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله، المهاجرون الأولون الذي هاجروا قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة والأنصار هم الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم[ونصروه وبذلوا له أنفسهم وأموالهم أوان الضعف والعسرة
(2)
].
* * *
(1)
أبو داود (4812)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (967).
(2)
تحفة الأبرار (3/ 575).