المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٥

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌[الترهيب من منع الزكاة وما جاء في زكاة الحلي]

- ‌فصل

- ‌التَّرْغِيب فِي الْعَمَل على الصَّدَقَة بالتقوى والترهيب من التَّعَدِّي فِيهَا والخيانة واستحباب ترك الْعَمَل لمن لَا يثِق بِنَفسِهِ وَمَا جَاءَ في المكّاسين والعشّارين والعُرَفاء

- ‌فصل

- ‌التَّرْهِيب من الْمَسْأَلَة وتحريمها مَعَ الْغنى وَمَا جَاءَه في ذمّ الطمع وَالتَّرْغِيب فِي التعفف والقناعة وَالْأكل من كسب يَده

- ‌ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزل لها بالله تعالى

- ‌الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

- ‌ترغيب من جَاءَهُ شَيْء من غير مَسْأَلَة وَلَا إشراف نفس فِي قبُوله سِيمَا إِن كَانَ مُحْتَاجا وَالنَّهْي عَن رده وَإِن كَانَ غَنِيا عَنهُ

- ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع

- ‌التَّرْغِيب فِي الصَّدَقَة والحث عَلَيْهَا وَمَا جَاءَ فِي جهد الْمقل وَمن تصدق بِمَا لَا يجب

- ‌[الترغيب في صدقة السر]

- ‌الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

- ‌الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله فيبخل عليه أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

- ‌[الترغيب في القرض وما جاء في فضله]

- ‌[الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه]

- ‌الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما والترهيب من الإمساك والادخار شحا

- ‌الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء والترهيب من منعه

- ‌فصل

- ‌الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه

- ‌كتاب الصيام

- ‌الصوم الترغيب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله وفضل دعاء الصائم

- ‌فصل

- ‌التَّرْغِيب فِي صِيَام رَمَضَان احتسابا وَقيام ليله سِيمَا لَيْلَة الْقدر وَمَا جَاء فِي فَضله

- ‌التَّرْهِيب من إفطار شَيْء من رَمَضَان من غير عذر

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوْم سِتّ من شَوَّال

- ‌التَّرْغِيب فِي صِيَام يَوْم عَرَفَة لمن لم يكن بهَا وَمَا جَاءَ فِي النَّهي عَنْهَا لمن كَانَ بهَا حَاجا

- ‌التَّرْغِيب فِي صِيَام شهر الله الْمحرم

- ‌الترغيب في صوم يوم عاشوراء والتوسيع فيه على العيال

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوْم شعْبَان وَمَا جَاءَ فِي صِيَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَهُ وَفضل لَيْلَة نصفه

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوم ثلاثة أَيَّام من كل شهر سِيمَا الْأَيَّام الْبيض

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخمِيس

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوْم الأرْبَعَاء وَالْخَمِيس وَالْجُمُعَة والسبت والأحد وَمَا جَاءَ فِي النَّهْي عَن تَخْصِيص الْجُمعَة بِالصَّوْم أَو السبت

- ‌التَّرْغِيب فِي صَوْم يَوْم وإفطار يَوْم وَهُوَ صَوْم دَاوُد عليه السلام

- ‌ترهيب الْمَرْأَة أَن تَصُوم تَطَوّعا وَزوجهَا حَاضر إِلَّا أَن تستأذنه

- ‌ترهيب الْمسَافِر من الصَّوْم إِذا كَانَ يشق عَلَيْهِ وترغيبه فِي الْإِفْطَار

- ‌التَّرْغِيب فِي السّحُور سِيمَا بِالتَّمْرِ

الفصل: ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع

‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع

1257 -

عَن أبي مُوسَى الْأشْعَرِيّ رضي الله عنه: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول مَلْعُون من سَأل بِوَجْه الله وملعون من سُئِلَ بِوَجْه الله ثمَّ منع سائله مَا لم يسْأَل هجرا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح إِلَّا شَيْخه يحيى بن عُثْمَان بن صَالح وَهُوَ ثِقَة وَفِيه كَلَام

(1)

.

هجرا بِضَم الْهَاء وَسُكُون الْجِيم أَي مَا لم يسْأَل أمرا قبيحا لَا يَلِيق وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ مَا لم يسْأَل سؤالا قبيحا بِكَلَام قَبِيح.

قوله: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، تقدم الكلام على أبي موسى.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ملعون من سأل بوجه الله" غير الجنة "وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله" الحديث، أما الحديث الذي جاء في أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

(2)

ولعن من فعل غير ذلك فلعله في جانب طلب تحصيل الشيء

(1)

الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (3/ 103)، وابن عساكر في تاريخ دمشق، (26/ 58)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن، على ضعف في بعض مع توثيق. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (844).

(2)

أخرجه أبو داود (1671)، وابن عدى في الكامل (4/ 241)، والبيهقي في الأسماء والصفات (661) والكبرى (4/ 333 رقم 7889) والشعب (5/ 172 رقم 3259) بلفظ لا يسأل بوجه الله إلا الجنة. قال ابن عدى: وهذا الحديث لا أعرفه عن محمد بن المنكدر إلا من رواية سليمان بن قرم وعن سليمان يعقوب بن إسحاق الحضرمي وعن =

ص: 302

ولعل ذكر الجنة في الحديث إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام ولم يرد تخصيصها بذلك وإنما أريد النهي عن سؤال المخلوقين بذلك وكذا عن سؤال الله تعالى بوجهه في الأمور الهينة أما طلب الأمور العظام تحصيلا ودفعا فلم يتناوله دفع نهي والله أعلم

(1)

.

اعلم أن المنع قد يكون حراما كما إذا كان السائل مضطرا أو محتاجا أو طالبا من الزكاة، وقد يكون مكروها كما إذا كان الفقير لا يعلم حاله والمسئول قادر، وقد يكون المنع واجبا كما إذا سأل شيئا لا يجوز إعطاؤه إليه، وقد يكون مستحبا ومثله بعض العلماء ربما إذا كان يسأل بوجه الله تعالى فإنه لا ينبغي أن يعطى شيئا ليترك السؤال بذلك.

قال النووي

(2)

: يكره السؤال بوجه الله تعالى ويكره للمسؤول رد السائل، وفي الحديث "أشقى الناس من سأل باللّه فلم يعط"

(3)

أ. هـ، والله أعلم.

وتكرر ذكر وجه الله تعالى في الكتاب والسنة وللعلماء في ذلك كغيره من

= يعقوب أحمد بن عمرو العصفري. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (298) وضعيف الترغيب (506)، والمشكاة (1944).

(1)

طرح التثريب (3/ 112).

(2)

الأذكار (ص 586)، والمجموع (6/ 245).

(3)

أخرجه الترمذي (1652)، والبزار (5288)، والنسائي في المجتبى 4/ 568 (2588) والكبرى (2555)، وابن حبان (604 و 605) عن ابن عباس بلفظ: وأخبركم بشر الناس؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله عز وجل، ولا يعطي به. وصححه الألباني في الصحيحة (255)، وصحيح الترغيب (854) و (1298) و (2737).

ص: 303

الصفات مذهبان مشهوران، أحدهما: إمرارها كما جاءت من غير كيف فنؤمن بها ونكل علمها إلى عالمه مع الجزم بأن الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}

(1)

وأن صفاته لا تشبه صفات المخلوقين، وثانيهما: تأويلها على ما يليق بذاته الكريمة أ. هـ.

وقال بعضهم: المراد بوجه الله أي لذات الله أو لجهة رضي الله تعالى

(2)

.

تنبيه: قوله صلى الله عليه وسلم: "ملعون من سأل بوجه الله غير الجنة"

(3)

عده ابن النحاس

(1)

سورة الشورى، الآية:11.

(2)

الكواكب الدراري (11/ 81)، وعمدة القارى (13/ 87). قلنا: هذا تأويل لصفة الوجه الذي يثبته السلف ويثبتون حقيقته قال ابن خزيمة في التوحيد (1 - 26): فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر ذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين.

وقال البيهقي في الاعتقاد (ص/ 89) حيث قال وهذه صفات طريق إثباتها السمع، فَنُثْيِتُها لورود خير الصادق بها، ولا نكيفها قال الله تبارك وتعالى: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فأضاف الوجه إلى الذات، وأضاف النعت إلى الوجه، فقال: ذو الجلال والإكرام ولو كان ذكر الوجه، ولم يكن للذات صفة لقال: ذي الجلال والإكرام. فلما قال: ذو الجلال والإكرام علمنا أنه نعت للوجه، وهو صفة للذات.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: في هاتين الآيتين الكريمتين إثبات الوجه لله - تعالى -، وثبوت الوجه، والصورة لله قد جاء في نصوص كثيرة من الكتاب، والسنة، واتفق على ذلك سلف الأمة. وهو من الصفات الخبرية السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع درء تعارض العقل والنقل (9/ 16).

(3)

أخرجه الرويانى (495)، والطبراني في الدعاء (2112) عن أبي موسى. =

ص: 304

في كتابه التنبيه من الصغائر أن يسأل بوجه الله غير الجنة، وقد جاء الوعيد في ذلك في عدة أحاديث فإن بلغ هذا الإسناد أو إسناد غير مبلغه يحتج به كان ذلك من الكبائر

(1)

والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "ما لم يسأل هجرًا" قد ضبطه الحافظ وفسره فقال: أي: ما لم يسأل أمرا قبيحا، ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤال قبيحا بكلام قبيح أ. هـ.

1258 -

وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذ بِالله فأعيذوه وَمن سَأل بِالله فَأَعْطوهُ وَمن دعَاكُمْ فأجيبوه وَمن صنع إِلَيْكُم مَعْرُوفا فكافئوه فَإِن لم تَجدوا مَا تكافئوه فَادعوا لَهُ حَتَّى تروا أَنكُمْ قد كافأتموه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ

(2)

.

= قال الهيثمي في المجمع 3/ 103: رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن على ضعف في بعضه مع توثيق. وقال في 10/ 153: رواه الطبراني عن شيخه: يحيى بن عثمان بن صالح، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 377 رقم 943) وأبو نعيم في المعرفة (6901) عن أبي عبيد، مولى رفاعة بن رافع. قال أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (9/ 448): أبو معقل لا يسمى وأبو عبيد ليست له صحبة. قال الهيثمي في المجمع 3/ 103: رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه. وحسنه الألباني في الصحيحة (2290) وصحيح الترغيب (851).

(1)

تنبيه الغافلين (ص 337).

(2)

أبو داود (1672)، والنسائي في الكبرى (2348)، وابن حبان (3408)، والحاكم =

ص: 305

قوله: وعن جابر، تقدم الكلام على جابر.

قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة"

(1)

.

قوله: وعن ابن عمر تقدم الكلام على ابن عمر.

قوله: صلى الله عليه وسلم "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه" الحديث في تسهيل المقاصد

(2)

، قال في فتاوى بعض الحنفية

(3)

: أنه لا ينبغي أن يعطى لمن يسأل بوجه الله تعالى حتى يمتنع من السؤال وهذا يحتمل لأمرين أحدهما أن يكون معناه لا تسألوا من الناس شيئًا بوجه الله مثل أن يقول فلان أعطني شيئًا لوجه الله فإن اسم الله أعظم من أن يسأل به شيء من متاع الدنيا بل اسألوا به الجنة مثل أن يقولوا يا الله يا ربنا نسألك الجنة لوجهك الكريم.

الثاني: معناه لا تسألوا الله شيئا من الدنيا، بل اسألوا الله الجنة ورضاه؛ فإن متاع الدنيا قليل

(4)

، والمراد بوجه الله أي بذات الله، لكن ورد في الحديث "من سألكم بالله فأعطوه".

= (1/ 412)، والبخاري في الأدب المفرد (216)، وأحمد (5365)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (845).

(1)

مر تخريجه قريبا.

(2)

تسهيل المقاصد (لوحة 31).

(3)

ذكره ابن العماد في تسهيل المقاصد (لوحة 31)، وينظر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (2/ 2) البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (2/ 216).

(4)

انظر: المفاتيح (2/ 553 - 554)، وشرح المشكاة (5/ 1566 - 1567).

ص: 306

وقال النووي في الروضة

(1)

: في كتاب الإيمان ويكره السؤال بوجه الله ويكره لمن سأل بالله الرد وفي الحديث أشقى الناس من سأل بوجه الله فلم يعط أو فلم يعط كما تقدم. قال: الحليمى في شعب الإيمان ومن اضطر إلى السؤال فليجعل سؤاله في غير المساجد، وعن الحسن يرفعه قال: ينادي مناد يوم القيامة ليقم بغيض الله فيقوم سؤال المساجد، قال الحليمى

(2)

: ولا يسأل بوجه الله تعالى ففي الحديث ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطى به نعم إن كان المسئول ممن يعلم السائل إنه إذا سأل بالله اهتز لإعطاءه واغتنمه جاز له أن يسأله به وإن كان ممن يضجر به ولا يأمن أن يرده فحرام عليه المسألة بالله فقيل إنما يكره ذلك لأنه قد يضطر به من لا يريد الإعطاء إلى الإعطاء فيكون كأنه انتزعه منه كرهًا

(3)

ا. هـ والله أعلم.

1259 -

وَرُوِيَ عَن أبي عُبَيْدَة مولى رِفَاعَة عَن رَافع رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَلْعُون من سَأل بِوَجْه الله وملعون من سُئِلَ بِوَجْه الله فَمنع سائله رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ

(4)

.

(1)

روضة الطالبين (11/ 4).

(2)

المنهاج في شعب الإيمان (2/ 361).

(3)

تسهيل المقاصد (لوحة 32).

(4)

الطبراني في الكبير (943)، والدولابي في الكنى (294)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6901)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 103)، رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (846).

ص: 307

1260 -

وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَلا أخْبركُم بشر النَّاس رجل يسْأَل بِالله وَلا يُعْطي، رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي آخر حَدِيث يَأْتِي فِي الْجِهَاد إِن شَاءَ الله تَعَالَى

(1)

.

قوله: وروى عن أبي عبيدة مولى رفاعة بن رافع (أبو عبيد مولى رفاعة بن رافع الزرقي ذكر في الصحابة، ولا يثبت قال أبو زرعة: وأبو عبيد ليست له صحبة

(2)

.

قوله: صلى الله عليه وسلم "ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سأل بوجه الله فمنع سائله" الحديث تقدم الكلام عليه.

1261 -

وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلا أخْبركُم بشر الْبَريَّة قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ الَّذِي يسْأَل بِالله وَلا يُعْطي رَوَاهُ أَحْمد

(3)

.

قوله: وروى عن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بشر البرية" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "الذي

(1)

الترمذي (1652)، والنسائي (5/ 83)، وابن حبان (605)، وأحمد (2116)، وجامع الأصول (7186)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (847).

(2)

الجرح والتعديل (9/ 448)، وأسد الغابة (6/ 200 ترجمة 6081).

(3)

أحمد (9142)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 279)، رواه أحمد، وأبو معشر نجيح ضعيف، وأبو وهب مولى أبو هريرة لم أعرفه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (748).

ص: 308

يسأل بالله ولا يعطى" البرية: الخلق ت تقول: براه الله يبروه بروا، أي خلقه، ويجمع على البرايا والبريات، من ال [برى] التراب، هذا إذا لم يهمز، ومن ذهب إلى أن أصله الهمزة أخذه من برأ الله الخلق يبرؤهم أي خلقهم قاله في النهاية

(1)

.

1262 -

وَروِيَ عَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَلا أحدثكُم عَن الْخضر قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ بَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم يمشي فِي سوق بني إِسْرَائِيل أبصره رجل مكَاتب فَقَالَ تصدق عَليّ بَارك الله فِيك فَقَالَ الْخضر آمَنت بِالله مَا شَاءَ الله من أَمر يكون مَا عِنْدِي شَيْء أعطيكه فَقَالَ الْمِسْكِين أَسأَلك بِوَجْه الله لما تَصَدَّقت عَليّ فَإِنِّي نظرت السماحة فِي وَجهك ورجوت الْبركَة عنْدك فَقَالَ الْخضر آمَنت بِالله مَا عِنْدِي شَيْء أعطيكه إِلَّا أَن تأخذني فتبيعني فَقَالَ الْمِسْكِين وَهل يَسْتَقِيم هَذَا قَالَ نعم أقول لقد سَأَلتنِي بِأَمْر عَظِيم أما إِنِّي لَا أخيبك بِوَجْه رَبِّي بِعني قَالَ فقدمه إِلَى السُّوق فَبَاعَهُ بأربعمائة دِرْهَم فَمَكثَ عِنْد المُشْتَرِي زَمَانا لَا يَسْتَعْمِلهُ فِي شَيْء فَقَالَ إِنَّمَا اشتريتني التمَاس خير عِنْدِي فأوصني بِعَمَل قَالَ أكره أَن أشق عَلَيْك إِنَّك شيخ كَبِير ضَعِيف قَالَ لَيْسَ يشق عَليّ قَالَ قُم فانقل هَذِه الْحِجَارَة وَكَانَ لا ينقلها دون سِتَّة نفر فِي يَوْم فَخرج الرجل لبَعض حَاجته ثمَّ انْصَرف وَقد نقل الْحِجَارَة فِي سَاعَة قَالَ أَحْسَنت وأجملت وأطقت مَا لم أرك تُطِيقهُ قَالَ ثمَّ عرض للرجل سفر فَقَالَ إِنِّي أحسبك أَمينا فَاخْلُفْنِي فِي أَهلِي وَمَالِي خلَافَة حَسَنَة قَالَ وأوصني

(1)

النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 123) بمعناه.

ص: 309

بِعَمَل قَالَ إِنِّي أكره أَن أشق عَلَيْك قَالَ لَيْسَ يشق عَليّ قَالَ فَاضْرب من اللَّبن لبيتي حَتَّى أقدم عَلَيْك قَالَ فَمر الرجل لسفره قَالَ فَرجع الرجل وَقد شيد بناءه قَالَ أَسأَلك بِوَجْه الله مَا سببك وَمَا أَمرك قَالَ سَأَلتنِي بِوَجْه الله وَوجه الله أوقعني فِي هَذِه الْعُبُودِيَّة فَقَالَ الْخضر سأخبرك من أَنا أَنا الْخضر الَّذِي سَمِعت بِهِ سَأَلَني مِسْكين صَدَقة فَلم يكن عِنْدِي شيْء أعْطِيه فسَألَنِي بِوَجْه الله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أَنه من سُئِلَ بِوَجْه الله فَرد سائله وَهُوَ يقدر وقف يَوْم الْقِيَامَة جلدَة وَلَا لحم لَهُ يتقعقع فَقَالَ الرجل آمَنت بِالله شققت عَلَيْك يَا نَبِي الله وَلم أعلم قَالَ لا بَأْس أَحْسَنت وأتقنت فَقَالَ الرجل بِأبي أَنْت وَأمي يَا نَبِي الله احكم فِي أَهلِي بِمَا شِئْت أَو اختر فأخلي سَبِيلك قَالَ أحب أَن تخلي سبيلي فأعبد رَبِّي فخلى سَبيله فَقَالَ الْخضر الْحَمد لله الَّذِي أوثقني فِي الْعُبُودِيَّة ثمَّ نجاني مِنْهَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبير وَغير الطَّبَرَانِيّ وَحسن بعض مَشَايِخنَا إِسْنَاده وَفِيه بعد وَالله أعلم

(1)

.

قوله: وعن أبي أمامة تقدم الكلام على أبي أمامة الباهلي.

قوله: صلى الله عليه وسلم "ألا أحدثكم عن الخضر" قالوا: بلى يا رسول الله، الخضر بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع فتح الخاء وكسرها كما

(1)

الطبراني في المعجم الكبير (7530)، وابن عساكر في التاريخ (6/ 417)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 213)، ورجاله موثقون، إلا أن بقية مدلس، وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، بعد عزو الحديث إلى أبي نعيم الأصبهاني: وهذا حديث رفعه خطأ، والأشبة أن يكون موقوفا، وفي رجاله من لا يعرف، فالله أعلم.

ص: 310

في نظائره والخضر لقب وسبب تلقيبه بذلك ما جاء في صحيح البخاري في كتاب الأنبياء أنه عليه السلام قال: إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء

(1)

والفروة وجه الأرض اليابسة وقيل النبات المجتمع اليابس

(2)

والبيضاء الأرض الفارغة التي لا غرس فيها لأنها تكون بيضاء كذا في النهاية

(3)

واهتزاز النبات تحركه، وقيل سمي خضرًا لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله والصواب الأول

(4)

وكنيته أبو العباس واسمه بليا بباء موحدة مفتوحة ثم لام ساكنة ثم مثناه تحت بن ملكان بفتح الميم وإسكان اللام وقيل كليان وهو صاحب موسى صلى الله عليه وسلم الذي سأل السبيل إلى لقيه وقد أثنى الله عليه في كتابه بقوله: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}

(5)

وأخبر الله في باقي الآيات بتلك الأعجوبات وموسى الذي صحبه هو موسى بنى إسرائيل وقد اختلف الناس في الخضر اختلافًا متباينًا فاختلفوا أولا في نسبه ومن أغرب ما قيل في ذلك أنه ابن آدم لصلبه

(6)

وقيل إنه من الملائكة وقال أقضى القضاة

(1)

أخرجه البخاري (3402) عن أبي هريرة.

(2)

الكواكب الدراري (2/ 42).

(3)

النهاية لابن الأثير (3/ 441).

(4)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 176).

(5)

سورة الكهف، الآية:65.

(6)

أخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 827) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 400) من طريق رواد بن الجراح، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن =

ص: 311

الماوردي في تفسيره

(1)

: بعد ذكر الخلاف في نبوته وقيل إنه من الملائكة وهذا غريب ضعيف أو باطل، وقيل إنه من بني إسرائيل وقيل إنه من أبناء الملوك الذين تزهدوا في الدنيا قاله الكرماني

(2)

في شرح البخاري.

واختلف العلماء أيضًا في نبوة الخضر على أقوال: الأول: هو ملك، والثاني: نبي غير مرسل وهو قول الأكثرين وحكاه ابن عطية عن الجمهور، والثالث: ولي غير نبي وهذا خلاف المختار، والرابع: نبي مرسل نقله النووي

(3)

وغيره واختلف العلماء أيضًا في حياة الخضر فقال الأكثرون: من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وهذا متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة: وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك والأكثرون من المحدثين على وفاته وقيل إنه لا يموت إلا آخر الزمان حين يرفع القرآن وقيل إلى حين

= ابن عباس. قال ابن حجر في الإصابة (2/ 246): ورواد ضعيف، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

(1)

تفسير الماوردي أو النكت والعيون (3/ 321).

(2)

وخلاف العلماء يرجع إلى ثلاثة أقوال: وجمهور العلماء على أنه نبي، وجماعة من الصوفية يقولون: هو ولي، وجماعة يقولون: هو ملك، قال الإمام النووي: وقول القائلين: هو ملك؛ باطل، كما أنه ليس بولي، ولكن كما قال جمهور العلماء: الخضر نبي لكن لم يرسل لأحد.

(3)

ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 176 - 177 ترجمة 147)، والمجموع شرح المهذب (5/ 569).

ص: 312

يقتله الدجال وفي آخر صحيح مسلم في أحاديث الدجال أنه يقتل رجلا ثم يحيي وقا: إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم: يقال: إن هذا الرجل هو الخضر والصحيح الذي عليه الجمهور أنه نبي معمر موجود كما ذكره النووي

(1)

وغيره وقد ثبت وجوده فلا يكون عدمه إلا بدليل ولا دليل على موته ولا نص فيه من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا نقل أنه مات بأرض كذا في وقت كذا في زمن ملك من الملوك والصحيح ما تقدم أنه نبي معمر موجود إلى حين رفع القرآن ويقتله الدجال وابن العربي قائل بموته نقله السهيلي والقرطبي

(2)

.

غريبة: ذكر أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني عن أبي عبيدة، وأبى اليقظان، ومحمد بن سلام الجمحي، وغيرهم أن أطول بني آدم عمرا الخضر قال: وذلك أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه فقال لهم: إن الله سبحانه وتعالى منزل على أهل الأرض عذابًا فليكن جسدي معكم في المغارة فإذا كان بعد ذلك فادفنوني بأرض الشام فكان جسده معهم فلما كان بعد الطوفان ونزل نوح بأرض بابل أوصى بنيه الثلاثة وهو سام وحام ويافث أن يذهبوا بجسده إلى المكان الذي أمرهم أن يدفنوه فيه فقالوا أرض موحشة أي لا أنيس بها ولا يهتدى إل الطريق فقال: لهم نوح إن آدم عليه السلام دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة ولم يزل جسد آدم عليه السلام حتى كان

(1)

ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 177) وشرح النووي على مسلم (15/ 136).

(2)

ينظر: تفسير القرطبي (6/ 111) والتذكرة (ص 1223).

ص: 313

الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله سبحانه وتعالى له ما وعده فهو يحيي إلى ما شاء الله عز وجل أن يحيي

(1)

.

قال

(2)

: الصوفي القديم لا يرى من يحب الدنيا ولا من ليس على السنة ولا من ليس سليم الصدر من أهل الإيمان فلا يراه أحد من هؤلاء ولو كان أعلم أهل الأرض وأعبدهم وأزهدهم ا. هـ قاله في الديباجة.

فائدة: وقع الخلاف هل الخضر أعلم من موسى مطلقًا أو في علم دون علم على أقوال من قال: مطلقًا استدل بالحديث وهو قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل فسأل أي الناس أعلم قال: انا، فذكر الحديث إلى أن قال: أن عبدًا من عبادنا بمجمع البحرين هو أعلم منك ولا يجوز أن يكون ولي أعلم من نبي بأمور الشرائع، البحرين تثنية البحر موضع معروف بين بحرى فارس والهند مقارب جزيرة العوب وجزيرة العرب هي من عدن إلى العراق طولا ومن جدة إلى الشام عرضًا قاله: الكرماني.

(3)

الثاني: قول الخضر لموسى عليه السلام أنت على علم من علم الله لا أعلمه أنا وأنا على علم من علم الله لا تعلمه أنت فسوى بينهما في إثبات العلم الثابت ونفي العلم المنتفى عنهما.

الثالث: قول الخضر لموسى عليهما السلام أمرت أن أفعل أمرًا إذا رأيته

(1)

المعمرون والوصايا (ص 1).

(2)

بعض الكلمات غير مقروءة.

(3)

الكواكب الدراري (7/ 216 و 16/ 235).

ص: 314

لم تصبر عليه وهذا تفسير لقوله تعالى: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}

(1)

وأنه أمر خفي من الله تعالى مباشرة بلا واسطة.

الرابع: وهو الدليل الظاهر القوي أن الولي لا يجوز له أن يتحدى بكرامته في أحد القولين والخضر عليه السلام تحدى وادعى.

الخامس: قتل الغلام ولا يجوز قتله بغير وحي من الله تعالى لا إلهامًا البتة، فالشرائع مبنية على أحكام الظواهر والسرائر أمرها إلى الله تعالى ولا يرجع إلى قائل يدعي حكمًا باطنًا خلافًا لظواهر الشرائع الظاهرة إلا بوحي من الله تعالى فلا نطع بصدق من ادعى ذلك من غير تردد إذا أخبر عن الله تعالى والولي ليس كذلك، الصواب أن موسى عليه السلام أفضل لأن الإجماع منعقد على نبوة موسى عليه السلام ومختلف في نبوة الخضر وما كان نبيًا مجمعًا عليه أعلم من الذي لم يجمع على نبوته، والجواب عن الحديث وهو قوله: أن عبدًا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك أن يكون الخضر أعلم من موسى في علم من العلوم الخاصة دون سائرها كما أن الإجماع منعقد على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق وأفضل الخلق على الإطلاق والله أعلم.

قوله: صلى الله عليه وسلم "بينما الخضر ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل" بني إسرائيل هم أولاد يعقوب عليه السلام.

قوله: "أبصره رجل مكاتب فقال: تصدق علي بارك الله فيك فقال: الخضر

(1)

سورة الكهف، الآية:82.

ص: 315

آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه" الحديث المكاتب هو العبد الذي يبتاع نفسه من سيده.

تنبيه: الكتابة تعليق عتق بصفة ضمنت معاوضة وهي بيع الرجل ماله بماله

(1)

وهي قربة لقوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}

(2)

وهذا الأمر للاستحباب والمراد بالخير الأمانة والكسب كذا فسره الشافعي

(3)

ولا يجوز إلا من جائز التصرف في ماله كالهبة ولا يجوز أن يكاتب إلا عبدًا بالغًا عاقلا ولا يستحب إلا لمن عرف كسبه وأمانته

(4)

وأصح الأوجه أن الرقبة باقية على ملك السيد إلى إعطاء النجوم وبه جزم الرافعي

(5)

ولا تصح حتى يقول السيد كاتبتك على كذا فإذا أديت فأنت حر وينوي الكتابة الشرعية ويقبل العبد

(6)

وعلى السيد أن يحط عن المكاتب بعض ما عليه أو يؤتيه شيئًا من عنده يستعين به لقوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}

(7)

وظاهره الوجوب ومحله قبل العتق على الأصح والنجم

(1)

كفاية النبيه (12/ 362)، وكفاية الأخيار (ص 580).

(2)

سورة النور، الآية:33.

(3)

مختصر المزنى (8/ 433)، والحاوى (18/ 140)، وشرح السنة (9/ 373)، وكفاية النبيه (12/ 363).

(4)

التنبيه (ص 146)، وكفاية النبيه (12/ 363 و 365).

(5)

العزيز (13/ 484)، وكفاية النبيه (12/ 382).

(6)

التنبيه (ص 146)، وكفاية النبيه (12/ 372).

(7)

سورة النور، الآية:33.

ص: 316

الأخير أليق والأصح أنه يكفى ما يقع عليه الاسم وإن كان حبة بخلاف المتعة

(1)

فمن أراد الزيادة على ذلك فليراجع ذلك في كتب الفقه.

ويجوز فسخ الكتابة إذا عجز المكاتب نفسه وإن المكاتب لا يصير حرًا بنفس الكتابة بل هو عبد ما بقي عليه درهم كما صرح به الحديث المشهور في سنن أبي داوود وغيره

(2)

وبهذا قال: الشافعي ومالك وجماهير العلماء وحكى القاضي عياض

(3)

عن بعض السلف أنه يصير حرًا بنفس الكتابة ويكتب المال في ذمته ولا يرجع إلى الرق أبدًا، وعن بعضهم أنه إذا أدى نصف المال صار حرًا ويصير الباقي دينًا عليه قال: وحكى عن عمر وابن مسعود وشريح

(4)

مثل هذا إذا أدى الثلث وعن عطاء مثله إذا أدى ثلاثة ثلاثة أرباع المال

(5)

وإن الكتابة تكون على نجوم ومذهب الشافعي أنها لا تجوز على نجم واحد بل على نجمين فصاعدا وقال مالك والجمهور تجوز على نجوم وتجوز على نجم

(6)

قاله ابن العماد في شرح العمدة.

(1)

كفاية النبيه (12/ 382 - 385)، والنجم الوهاج (10/ 545 - 547).

(2)

أخرجه أبو داود (3926)، والطحاوى في معانى الآثار (4712)، والطبراني في الشاميين (1386) عن ابن عمرو بلفظ:"المكاتب عبد ما بقي عليه من كتابته درهم". وحسنه الألباني في الإرواء (1674).

(3)

ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 506).

(4)

ينظر: الاستذكار (3/ 188).

(5)

انظر: رياض الأفهام (4/ 364 - 365)، وطرح التثريب (6/ 238).

(6)

شرح النووي على مسلم (10/ 143)، والعدة (2/ 1152).

ص: 317

قوله أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السماحة في وجهك، تقدم الكلام على السؤال بوجه الله.

قوله: فمكث عند المشتري، المكث الإقامة مع الانتظار والمكث في المكان قاله في النهاية

(1)

.

قوله: فَاضْرِبْ مِنَ اللَّبِنِ لِبَيْتِي حَتَّى أُقْدِمَ عَلَيْكَ، اللبن الطوب الذي يبنى به فَرَجَعَ الرَّجُلُ، وَقَدْ شَيَّدَ بِنَاءَهُ، وتشييد البنيان رفعه يقال: شاد البنيان يشيده شيدا فهو مشاد، وشيدته إذا طوله أو إذا جصصه وعمله بالشيد وهو كل ما طليت به الحائط من جص وغيره. قاله في النهاية

(2)

.

قوله: فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم فقول الرجل يا نبي الله يدل على أنه نبي ففيه تقوية لمن يقول ذلك وقد تقدم الكلام على الاختلاف في ذلك في أول هذا الحديث تقدم الكلام على الخضر في كتاب العلم مبسوطًا.

قوله: وقف يوم القيامة جلدة، ولا لحم له يتقعقع أي يضطرب ويتحرك وهو والقعقعة: حكاية حركة يسمع منها صوت.

(1)

النهاية (4/ 348).

(2)

النهاية (2/ 517).

ص: 318