الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
1172 -
عَن عقبَة بن عَامر رضي الله عنه أَنه سمع رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُول لا يدْخل صَاحب مكس الْجنَّة، قَالَ يزِيد بن هَارُون يَعْنِي العشار، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم
(1)
، كلهم من رِوَايَة مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح على شَرط مُسلم كَذَا قَالَ وَمُسلم إِنَّمَا خرج لمُحَمد بن إِسْحَاق فِي المتابعات.
قَالَ الْبَغَوِيّ: يُرِيد بصَاحِب المكس الَّذِي يَأْخذ من التُّجَّار إِذا مروا عَلَيْهِ مكسا باسم الْعشْر
(2)
.
قَالَ الْحَافِظ أما الآن فَإِنَّهُم يَأْخُذُونَ مكسا باسم الْعشْر ومكوسا آخر لَيْسَ لَهَا اسْم بل شَيء يأخذونه حَرَامًا وسحتا ويأكلونه فِي بطونهم نَارا حجتهم فِيهِ داحضة عِنْد رَبهم وَعَلَيْهِم غضب وَلَهُم عَذَاب شَدِيد.
قوله: وعن عقبة بن عامر الصحابي هو أبو حمَّاد ويقال: أبو سعاد ويقال: أبو عامر ويقال: أبو لبيد ويقال: أبو عمرو ويقال: أبو عبيد ويقال: أبو أسيد ويقال: أبو أسد ويقال: أبو الأسود عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي [بن عمرو بن رفاعة] ابن قيس بن جهينة الجهني روى له عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خمسة
(1)
أبو داود (2937)، وابن خزيمة (2333)، وأحمد (17294)، والدارمي (1708)، وأبو يعلى (1756)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6341).
(2)
شرح السنة للبغوي (5/ 310).
وخمسون حديثًا اتفقا منها على تسعة وللبخاري حديث ولمسلم تسعة، وسكن دمشق وكانت له دار في ناحية قنطرة "سنان" من "باب توما" وسكن مصر ووليها لمعاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين. وتوفّي بها سنة ثمان وخمسين وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وشهد فتوح الشام وهو كان البريد إلى عمر بن الخطاب بفتح دمشق ووصل المدينة في سبعة أيام ورجع منها إلى الشام في يومين ونصف بدعائه عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
(1)
وتشفعه به في تقريب طريقه، ومناقبه كثيرة مشهورة ذكره النووي في تهذيب الأسماء واللغات
(2)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل صاحب مكس الجنة" المكس: الضريبة التي يأخذها الماكس [قال الحافظ قال يزيد بن هارون: يعنى العشار
(3)
والماكس العاشر وأصل المكس النقصان مكس وبخس بمعنى نقص الشيء قاله عياض
(4)
.
وأصل المكس الخيانة قاله بعضهم
(5)
].
(1)
من قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره ظانا أنه يستجاب عنده الدعاء، أو يزاد في أجر طاعته فقد ابتدع في الدين ما ليس منه، وهو يحوم حول حمى الشرك، يوشك أن يقع فيه، والعياذ باللّه. ووضح ذلك شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (26/ 147):"ولا يقف عند القبر للدعاء لنفسه، فإن هذا بدعة، ولم يكن أحد من الصحابة يقف عند قبر يدعوا لنفسه، ولكن كانوا يستقبلون القبلة، ويدعون في مسجده صلى الله عليه وسلم".
(2)
ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 336).
(3)
الحافظ أي المنذري.
(4)
مشارق الأنوار (1/ 379).
(5)
شرح السنة (10/ 296).
قوله "لا يدخل الجنة" فيه تأويلان كغيره من الأحاديث، أحدهما: أنه محمول على من يستحل ذلك مع علمه بالتحريم فهذا كافر لا يدخلها أصلا، والثاني: معناه جزاؤه ألا يدخلها وقت دخول الفائزين إذا فتحت أبوابها لهم واللّه أعلم قاله النووي في شرح مسلم
(1)
، قال: البغوي
(2)
يريد بصاحب المكس الذي يأخذ من التجار إذا مروا عليه مكسا باسم العشر إلى آخر كلام المنذري ولهم عذاب شديد.
تنبيه: من الكبائر أخذ المكس والإعانة عليه لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة صاحب مكس"
(3)
.
فائدة: المكاس أعظم إثما من السارق وقاطع الطريق فإنه يحدد على الناس ظلما مستمرا على تعاقب الدهر وتصير سنة يقتدى به فيها فعليه إثمها ما دام يعمل بها من بعده
(4)
، وقد جاء في أثر أنه أمر بقتل صاحب المكس
(5)
واللّه أعلم.
(1)
ينظر: شرح النووي على مسلم (7/ 122).
(2)
ينظر: شرح السنة للبغوي (6/ 19).
(3)
مسند أحمد (17001) ضعيف الجامع الصغير وزيادته (1871).
(4)
انظر إكمال المعلم (5/ 522).
(5)
أخرجه أبو عبيد في الأموال (1455) عن رجل عن مالك بن العتاهية بلفظ: "من لقي صاحب عشور فليضرب عنقه". وأخرجه أبو عبيد (1456) وأحمد 4/ 234 (18057 و 18059) والحربي في غريب الحديث (5/ 32/ 1)، والبخاري في التاريخ (4/ 1/ 302)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/ 462، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص 231)، والطبراني في الكبير 19/ 301 (671) عن مالك بن عتاهية بلفظ:"إذا لقيتم عاشرًا فاقتلوه". وضعفه الألباني في الضعيفة (2434).
1173 -
وَعَن الْحسن رضي الله عنه قَالَ مر عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ رضي الله عنه: على كلاب بن أُميَّة وَهُوَ جَالس على مجْلِس الْعَاشِر بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ مَا يجلسك هَاهُنَا قَالَ استعملني على هَذَا الْمَكَان يَعْنِي زيادا فَقَالَ لَهُ عُثْمَان أَلا أحَدثك حَدِيثا سمعته من رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ بلَى فَقَالَ عُثْمَان سَمِعت رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُول كَانَ لداود نَبِي اللّه عليه السلام سَاعَة يوقظ فِيهَا أَهله يَقُول يَا آل دَاوُد قومُوا فصلوا فَإِن هَذِه سَاعَة يستجيب اللّه فِيهَا الدُّعَاء إِلَّا لساحر أَو عَاشر فَركب كلاب بن أُميَّة سفينة فَأتى زيادا فاستعفاه فأعفاه، رَوَاهُ أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير
(1)
والأوسط وَلَفظه عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تفتح أَبْوَاب السَّمَاء نصف اللَّيْل فينادي مُنَاد هَل من دَاع فيستجاب لَهُ هَل من سَائل فَيعْطى هَل من مكروب فيفرج عَنهُ فَلَا يبْقى مُسلم يَدْعُو بدعوة إِلَّا اسْتَجَابَ اللّه عز وجل لَهُ إِلَّا زَانِيَة تسْعَى بفرجها أَو عشارا
(2)
.
قوله: وعن الحسن تقدم الكلام على الحسن، قوله مر عثمان بن أبي العاصي على كلاب بن أمية عثمان بن أبي العاصي الثقفي استعمله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على الطائف ثم أقره أبي بكر وعمر، توفي في خلافة معاوية وله عقب كثير أشراف قدم على رسول النبي صلى الله عليه وسلم في وفد تقيف فأسلموا وروي له عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث روي له مسلم ثلاثة منها ولم يزل على
(1)
أحمد (16281)، والطبراني في الكبير (8374)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1544).
(2)
الطبراني في الأوسط (2769)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (784).
الطائف وهو الذي منع أهل الطائف من الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأطاعوه ثم سكن البصرة
(1)
.
قال: بعض المفسرين
(2)
أن سبب تسمية الطائف أنها الجنة التي ذكرها اللّه تعالى في سورة [ن] قال: اللّه سبحانه وتعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19)}
(3)
[كان الطائف] جبريل عليه السلام[اقتلعها] من موضعها فأصبحت [كالصريم وهو الليل أصبح موضعها كذلك، ثم سار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت] ثم أنزلها [حيث الطائف اليوم] فسميت باسم الطائف الذي طاف عليها [وطاف] بها وتلك الجنة على فراسخ من صنعاء ومن ثم كان الشجر والماء في الطائف [دون] ما حولها من الأرضين
(4)
ا. هـ قاله في الديباجة.
[قوله مر] على كلاب بن أمية هو: كلاب بن أمية بن [حرثان بن الأشكر بن عبد اللّه بن زهرة بن جندع بن ليمث الكناني الليثي، قيل: أسلم هو وأبوه، وأبوه هو الذي يقول: أتاه مهاجران فولجاه قال البخاري: هو أبو هارون، سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(5)
].
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 321 ترجمة 393).
(2)
ينظر: تفسير القرطبي (1/ 342)
(3)
سورة القلم، الآية:19.
(4)
الروض الأنف (7/ 164 - 165).
(5)
أسد الغابة (4/ 465).
قوله: "وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة"، مجلس العاشر: هو الموضع الذي يؤخذ فيه المكس باسم العشر، قوله بالبصرة البصرة بفتح الباء وكسرها لغتان مشهورتان، والبصرة مدينة مشهورة معروفة.
قوله: فقال: ما يجلسك ها هنا؟ فقال: استعملني على هذا المكان يعني زيادًا يعني وَلّاني على مال لأخذ العشور التي تؤخذ باسم المكس وزياد هو ابن أمية
(1)
وبعضهم يقول زياد بن أبي سفيان ا. هـ.
واسمه: صخر وبعضهم يقول: زياد الأمير وكنيته أبو المغيرة وكان أحمر اللون في عينه اليمنى انكسار، وقال ابن عبد البر
(2)
: قد اختلف في مولد زياد فقيل عام الفتح بالطائف وقيل عام الهجرة، وقيل قبل الهجرة، وقيل يوم بدر، وليست له صحبة ولا رواية ولم ير رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بل أسلم في زمان أبي بكر، وقال البلاذري
(3)
: لما استولى علي رضي الله عنه على [البصرة فاستعمل عليها] ابن عباس استكتب زيادا وأقام حتى توجه ابن عباس إلى مكة مراغما لعلي فولاه علي على فارس وكان من أخص أصحابه فلما قتل أمير المؤمنين بعث معاوية المغيرة بن شعبة إلى زياد فخدعه حتى صالح معاوية وقال الأصمعي: أول من ضرب الدَّنانير والدراهم ونقش عليها اسم الله ومحى عنها اسم
(1)
أسد الغابة 2/ 271، الكامل 3/ 493، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 198، العبر 1/ 58، تاريخ الإسلام 2/ 279، 280، الوافي بالوفيات 10/ 15.
(2)
الاستيعاب: 523.
(3)
أنساب الأشراف (5/ 188).
الروم ونقوشهم زياد، وقال الشعبي: أول من جُمع له العراقان وخراسان وسجستان والبحرين وعمان زياد وإنما كانت البحران وعمان إلى ولاة الحجاز، وقال أبو اليقطان: كان معاوية قد جمع لزياد العراقين سنة خمسين فكان يُشَتّي في البصرة ويُصيِّف بالكوفة فيقيم في كلّ مصر ستة أشهر وأما مدّة ولايته فقال أبو عبد اللّه الحاكم
(1)
: ولي زياد العراق سنة ثمان وأربعين ومات سنة ثلاث وخمسين وقال: أبو القاسم بن عساكر
(2)
عن الأصمعي أقام زياد على العراق تسع سنين
(3)
ما بني دارا ولا وضع لبنة على لبنة ولا غرس شجرة، قال الواقدي: سُّر أهل العراق والعلماء والزهاد بموته وقالوا مات طاغية العراق وأعظم إنكارهم عليه كونه ينال من أمير المؤمنين مع زهده وعفافه وقناعته وشهامته وحسن سياسته وقال ابن عساكر
(4)
: ولما بلغ معاوية موته قال:
وأفردت سهما في الكنانة واحدا
…
سيرمى به أو يكسر السهم كاسر
(5)
قال علماء السير: كان له أربعون ولدا ذكورًا وإناثًا ا. هـ. قاله في مرآة الزمان.
قوله سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: كان لداود نبي اللّه ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داوود قوموا فصلوا فإن هذه ساعة يستجيب اللّه فيها الدعاء إلا
(1)
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 494).
(2)
تاريخ ابن عساكر 6/ 242.
(3)
تاريخ الطبري 5/ 176، 214، 288، مروج الذهب 3/ 192، 215.
(4)
تاريخ ابن عساكر 6/ 242.
(5)
انظر التعازى (ص 83 و 167) والكامل (4/ 23).
لساحر أو عاشر، داوود النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو سليمان عليه الصلاة والسلام داوود بن إيشا بهمزة مكسورة ثم مثناة من تحت ثم شين معجمة قال: أبو إسحاق الثعلبي في كتابه العرائس
(1)
هو داوود بن إيشا فذكر نسبه إلى أن قال: ابن يهود بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وقد تظاهرت الآيات والأحاديث الصحيحة على عظم فضل اللّه تعالى عليه وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داوود عليه الصلاة والسلام قال: كان [أعبد] البشر
(2)
، وفي حلية الأولياء عن الفضيل بن عياض قال: قال داوود عليه السلام: إلهي كن لابني سليمان كما كنت لي فأوحى اللّه تعالى إليه يا داوود قل لابنك سليمان يكن لي كما كنت لي حتى أكون له كما كنت لك
(3)
، وقال: الثعلبي، وقال: كعب ووهب بن منبه كان داوود أحمر اللون سبط الرأس أبيض الجسم طويل اللحية فيها جعودة حسن الصوت فلم يعط أحد مثل صوته قال: أهل التاريخ كان عمر داوود مائة سنة مدّة ملكه منها أربعون سنة صلى الله عليه وسلم وأعطى أشياء منها تسخير الجبال والطير للتسبيح معه ومنها الحكمة وفصل الخطاب، فالحكمة الإصابة في الأمور وفصل الخطاب قيل معرفة الأحكام وإتقانها وتسهيلها وقيل بيان الكلام ومنها السلسلة
(1)
عرائس المجالس (ص 376 - 377).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 89)، والختلى في المحبة (75)، والترمذي (3490)، والبزار (4089) والحاكم (2/ 433)، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في الصحيحة (707).
(3)
آداب الشافعي ومناقبه (ص 238).
المشهورة ومنها القوة في العبادة والمجاهدة ومنها قوة الملك وتمكينه ومنها قوة بدنه، ومنها إلانة الحديد له
(1)
واللّه أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم في رواية الطبراني في الكبير: "إن اللّه يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر" دنو اللّه تعالى من خلقه هو عبارة عن قرب كرامة ولطف ورحمته
(2)
.
1174 -
وَفِي رِوَايَة لَهُ فِي الْكَبِير أَيْضًا: سَمِعت رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن اللّه تَعَالَى يدنو من خلقه فَيغْفر لمن يسْتَغْفر إِلَّا لبغي بفرجها أَو عشار
(3)
، وَإسْنَاد أَحْمد فِيهِ عَليّ بن يزِيد وَبَقِيَّة رُوَاته مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح وَاخْتلف فِي سَماع الْحسن بن عُثْمَان رضي الله عنه.
قوله: في رواية الطبراني "إلا لبغي بفرجها" الحديث، يُقَالُ: بَغَتِ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بِغَاءً - بِالْكَسْرِ - إِذَا زنَتْ، فَهِيَ بَغِيّ، جَعَلُوا البِغَاء عَلَى زِنَةِ العُيوب، كَالْحِرَانِ والشِّرَاد، لِأَنَّ الزّنَا عيْب. قاله ابن الأثير
(4)
.
1175 -
وَعَن أبي الْخَيْر رضي الله عنه: قَالَ عرض مسلمة بن مخلد وَكَانَ أَمِيرا على مصر على رويفع بن ثَابت رضي الله عنه: أَن يوليه العشور فَقَالَ إِنِّي سَمِعت
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 179 - 181 الترجمة 153).
(2)
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: يَدْنُو مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ يَشَاءُ. ويقول شيخ الإسلام رحمه الله: والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص: فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفى ما نفاه اللّه ورسوله كما نفاه، وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل والسمي والكفؤ والند بيان تلبيس الجهمية (1/ 622).
(3)
الطبراني في الكبير (8371)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1734).
(4)
النهاية (1/ 144).
رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن صَاحب المكس فِي النَّار، رَوَاهُ أَحْمد من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة وَالطَّبَرَانِيّ بِنَحْوِهِ وَزَاد يَعْنِي الْعَاشِر
(1)
.
قوله وعن أبي الخير واسمه [مرثد بن عبد اللّه اليزني، أبو الخير المصري ويزن بطن من حمير يروى عن أبي أيوب الأنصاري، وأبي بصرة الغفاريّ، وزيد بن ثابت، وعمرو، وابن عمرو، وعقبة بن عامر وكان يلزمه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب. كان مفتي أهل مصر في زمانه، وكان عبد العزيز بن مروان يحضره، فيجلسه للفتيا. قال ابن عفير: توفى سنه تسعين
(2)
].
قوله: قال عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا على مصر، الحديث.
أمر معاوية بن أبي سفيان الأموي مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار بن لوذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة بن الحارث بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي الساعدي
(3)
وقيل الزرقي وُلّي على الديار المصرية سنة سبع وأربعين للهجرة اختلف في كنية مسلمة بن مخلد، قال: الحافظ ابن عساكر يقال: أبو معن وأبو مسعود وأبو سعيد وأبو معمر وأبو معاوية
(4)
، وقال: ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة وجامع
(1)
أحمد (17001)، والطبراني في الكبير (4493)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 88)، رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال: صاحب المكس في النار، يعين العاشر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1871).
(2)
تهذيب الكمال (27/ 357 - 359 الترجمة 5850).
(3)
ينظر: الأعلام للزركلي (7/ 224) كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي (ص: 32).
(4)
تاريخ دمشق (58/ 54 ترجمة 7399).
الأصول
(1)
مسلمة بفتح الميم وسكون السين وفتح اللام بن مخلد بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام وفتحها ونيار بكسر النون وتخفيف الياء تحتها نقطتان وبعد الألف راء مهملة والساعدي منسوب إلى ساعدة والزرقي بتقديم الزاي المعجمة المضمومة على الراء المهملة المفتوحة وبالقاف بطن من الأنصار وهم أولاد عامر بن زريق بن عبد حارثة وروى عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وله صحبة وكتب البخاري أن له صحبة ثم تحول إلى مصر فنزل بها.
وقال: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي
(2)
مسلمة بن مخلد له صحبة ورواية ولي مصر وأقام بها إلى أن [توفي] روى ابن عبد البر
(3)
وساقه بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي إلى أن قال: حدثنا موسى بن علي بضم العين عن مسلمة بن مخلد، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أربع سنين وتوفي وأنا ابن عشر سنين ورواية المصريين أنه ولد [حين قدم] النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
(4)
.
قال: الحافظ بن عساكر قال الحافظ عبد [الغني بن سعيد قال مخلد بضم الميم وفتح الخاء وتشديد اللام والدال مسلمة له صحبة وكان مسلمة] بن مخلد من الغزاة الرماة [وكان] يعد بألف فارس كثير التلاوة للقرآن العزيز
(1)
جامع الأصول (12/ 850)، وأسد الغابة (5/ 168 ترجمة 4924)، واللباب (2/ 65).
(2)
المؤتلف والمختلف (4/ 2003).
(3)
الاستيعاب (3/ 1398).
(4)
الاستيعاب: 3/ 1397 ورواه من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن مسلمة بن مخلد.
وكان أخشع الناس عند قراءة القرآن [وقال] الواقدي وابن عبد الحكم أن مسلمة كان [يقوم] في المحراب يسمع [صوت بكائه و] دموعه على الأرض من كثرة خشوعه.
وقال: الواقدي وابن الأثير
(1)
جمع معاوية بن أبي سفيان الأموي لمسلمة بن مخلد الأنصاري بين ولاية مصر وإفريقية سنة تسع، وقال: الواقدي والطبراني في معجمه الكبير وابن حبان وابن عبد البر وغيرهم أول من جمعت له مصر من العرب مسلمة بن مخلد أقام مسلمة بن مخلد أميرا على مصر بقية خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي وخلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي وخلافة معاوية بن يزيد بن معاوية وقيل أقام مسلمة أميرًا على الديار المصرية خمس عشرة سنة إلى أن توفي في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي في ذي قعدة سنة اثنتين وستين للهجرة وقيل توفي بمصر سنة ستين للهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي، والصحيح أنه عاش بعد خلافة معاوية وتوفي في خلافة ولده يزيد سنة اثنتين وستين.
وقال: الحافظ بن حبان في كتاب الثقات
(2)
له مات مسلمة بن مخلد الأنصاري بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وقال غيره: توفي بمصر ودفن بها ببيته بمذبح الجمل سنة اثنتين وستين للهجرة نقل ذلك ابن زولاق
(1)
الكامل 3/ 493 تاريخ الإسلام 2/ 279.
(2)
الثقات (3/ 391).
وابن عبد الحكم والواقدى وغيرهم وقبره هناك معروف بإجابة الدعاء ويتبرك به
(1)
، الصادر والوارد وزرت قبره وقيل توفي بأفريقيه والأول أظهر ولم يعقب مسلمة ولدا ذكرا قال: ابن عبد الحكم، وتوفي مسلمة ولم يترك ولدا ذكرا فورثته ابنته أم سهل ابنة مسلمة وتزوج أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان الأموي أم سهل ابنة مسلمة وقضى عبد العزيز على مسلمة بعد وفاته عشرين ألف دينار وكانت دينًا عليه
(2)
ا. هـ. قاله ابن الفرات الحنفي في تاريخه واللّه تعالى أعلم بالصواب.
[قوله: عرض] على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور فقال: إني سمعت
(1)
لا يجوز التبرك بالقبور فإن زيارتها للتذكير بالآخرة والاستغفار للميت أمر حث عليه الشارع، أما التبرك وطلب النفع وما شابه ذلك فلا يجوز لأن ذلك لا يطلب إلا ممن يملك النفع والضر وهو الله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: التبرك بالقبور حرام ونوع من الشرك وذلك لأنه إثبات تأثير شيء لم ينزل الله به سلطانًا ولم يكن من عادة السلف الصالح أن يفعلوا مثل هذا التبرك فيكون من هذه الناحية بدعة أيضًا وإذا اعتقد المتبرك أن لصاحب القبر تأثيرًا أو قدرة على دفع الضرر أو جلب النفع كان ذلك شركًا أكبر إذا دعاه لجلب المنفعة أو دفع المضرة. وكذلك يكون من الشرك الأكبر إذا تعبد لصاحب القبر بركوع أو سجود أو ذبح تقربًا له وتعظيمًا له قال الله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} [المؤمنون: 117] قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] والمشرك شركًا أكبر كافر مخلد في النار والجنة عليه حرام لقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
(2)
انظر: إكمال تهذيب الكمال (11/ 192 - 195).
رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن صاحب المكس في النار"
(1)
[صاحب المكس هو الذي يعشر أموال الناس ويأخذ من التجار والمختلفين ما لا يجب عليهم إذا مروا به مكسا باسم العشر أو الزكاة وهو ما فسره بقوله] يعنى [العاشر وريفع بن ثابت] هو: رويفع بن ثابت بن السكن الأنصاري بن حارثة بن عمرو بن زيد فذكره إلى أن قال: الأنصاري النجاري المصري وله صحبة رضي الله عنه وشهد فتح مصر وسكن بها واختطَّ بها، وكان فارسًا جَوادًا، وله في المغرب فتوحٌ كثيرة. وكان قد ولَّاه مَسْلَمة بن مُخَلَّد الأنصاري أميرُ مصر بَرْقَةَ وتلك النواحي، فماتَ ببَرقَةَ وهو وال عليها وأمره معاوية على أطرابلس البلدة المعروفة بالغرب سنة ست وأربعين فغزى منها إفريقيه سنة سبع وأربعين وفتحها، وتوفي ببرقة أميرا عليها وقبره بها، وقيل مات بالشام والصحيح الأول وهو آخر من توفي من الصحابة هناك، وروى عنه جماعة من التابعين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس في الصحابة من اسمه رويفع غيره
(2)
.
وأخرج له الإمام أحمد بن حنبل في المسند ستة أحاديث وليس له في الصحيح شيء وفي مسانيده حديث خيبر قال: أحمد
(3)
بإسناده عن رويفع بن
(1)
سبق تخريجه.
(2)
انظر تاريخ ابن يونس (1/ 180 - 183)، وأسد الغابة (2/ 298)، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 192 ترجمة 172)، وتهذيب الكمال (9/ الترجمة 1939).
(3)
رواه أبو داود (2158) و (2159)، وحسنه الترمذي (1131)، وصححه ابن حبان (4850): ونصه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: لا يحل لامرئ يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يسقي ماءَه زرع غيره (يعني إتيان الحبالى) ولا يحل لامرئ يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها
…
ثابت الأنصاري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فقام فينا خطيبا فقال "لا يحل لامرء يؤمن باللّه واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره" الحديث أشار إلى وطئ الحبالى من السبايا وأخرجه عنه أحمد
(1)
في المسند أيضًا نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن "أن توطأ الأمة حتى تحيض، وعن الحبالى حتى يضعن" ا. هـ.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن صاحب المكس في النار" يعني العاشر وهو الذي يأخذ من التجار إذا مروا عليه مكسا باسم العشر.
1176 -
وَرُوِيَ عَن أم سَلمَة رضي الله عنه قَالَت كَانَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم فِي الصحرَاء فَإِذا مُنَاد يُنَادِيه يَا رَسُول اللّه فَالْتَفت فَلم ير أحدا ثمَّ الْتفت فَإِذا ظَبْيَة موثقة فَقَالَت ادن مني يَا رَسُول اللّه فَدَنَا مِنْهَا فَقَالَ مَا حَاجَتك قَالَت إِن لي خشفين فِي هَذَا الْجَبَل فحلني حَتَّى أذهب فأرضعهما ثمَّ أرجع إِلَيْك، قَالَ وتفعلين قَالَت عذبني اللّه عَذَاب العشار إِن لم أفعل فأطلقها فَذَهَبت فأرضعت خشفيها ثمَّ رجعت فأوثقها وانتبه الْأَعرَابِي فَقَالَ أَلك حَاجَة يَا رَسُول اللّه قَالَ نعم تطلق هَذِه فأطلقها فَخرجت تعدو وَهِي تَقول أشهد أَن لا إِلَه إِلَّا اللّه وَأنَّك رَسُول اللّه، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ
(2)
.
(1)
مسند أحمد (2318) وأخرجه النسائي 7/ 301، وأبو يعلى (2414) و (2491)، والدارقطني 3/ 69، والحاكم 2/ 137 من طريقين عن مجاهد عن ابن عباس، قال: نهى رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كلّ ذي ناب من السباع، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(2)
الطبراني في الكبير (763)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 295)، وفيه أغلب بن تيميم وهو ضعيف.
قوله: وروي عن أم سلمة تقدم الكلام على أم سلمة واسمها هند وقيل رملة
(1)
.
قوله كان رسول اللّه ج بالصحراء، والصحراء بالمد البرية سميت صحراء للون ترابها، قوله: فإذا ظبية موثقة، فقالت: ادن مني يا رسول اللّه فدنا منها الحديث، الظبي: الغزال والأنثى ظبية والجمع ظبيات وظباء وظبية أيضًا اسم امرأة تخرج قبل الدجال تنذر المسلمين به قاله ابن سيده وتكنى الظبية أم الخشف وأم شادن وأم الطلاء والظباء مختلفة الألوان وهي ثلاثة أصناف منها الآرام وهي بيض خالصة البياض الواحدة مثها ريم مساكنها الرمل ويقال إنها ضأن الظباء لأنها أكثر لحوما وشحوما وصنف يسمى العفر وألوانها حمر وهي قصار الأعناق وهي أضعف الظباء عدوا تألف المواضع المرتفعة من الأرض والأماكن الصلبة وصنف يسمى الأدم طوال الأعناق والقوائم بيض البطون وتوصف الظباء بحدة البصر وهي أشد الحيوان نفورا، قاله: في حياة الحيوان
(2)
.
قوله: فقالت إن لى خشفين في هذا الجبل أي ولدين، الخشف بكسر أوله الظبي بعد أن يكون [جداية] وقيل هو خشف أول ما يولد والجمع خشفة قاله: ابن سيده
(3)
.
قوله: قالت: عذبني اللّه عذاب العشار إن لم أفعل، العشار تقدم ذكره.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 361).
(2)
حياة الحيوان (2/ 140 - 141).
(3)
المحكم والمحيط الأعظم (5/ 29)، وحياة الحيوان (1/ 410).
قوله: فخرجت تعدوا وهي تقول أشهد أن لا إله إلا اللّه، أنك رسول اللّه، العدوة والإسراع في المشي مع تقارب الخطا، وسيأتي الكلام عليه في الجنائز إن شاء اللّه تعالى.
فائدة: ذكر ابن خلكان
(1)
في ترجمة جعفر الصادق أنه سأل أبا حنيفة ما تقول في محرم كسر رباعية ظبى فقال: يا ابن بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لا أعلم ما فيه فقال: إن الظبي لا يكون رباعيا وهو ثنى أبدًا حكاه كشاجم
(2)
في كتاب المصايد والمطارد
(3)
.
وروى الدَّارقُطْنِي والطبراني في معجمه الأوسط
(4)
عن أنس بن مالك قال: مر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية وشدوها إلى عمود فسطاط فقالت يا رسول اللّه إني وضعت خشفان فأستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود إليهم فقال: صلى الله عليه وسلم خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما ثم وتأتي إليكم قالوا ما لنا بذلك يا رسول اللّه قال: "أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعتهما ثم عادت إليهم فأوثقوها فقال: عليه السلام "أتبيعوها" قالوا هي لك يا رسول اللّه فخلوا عنها
(1)
وفيات الأعيان (1/ 327).
(2)
هو محمود بن الحُسين، أبو الفتح الكاتب المعروف بكشاجم؛ هو من أهل الرملة من نواحي فلسطين، هو لقب نفسه كشاجم فسئل عن ذلك فقال: الكاف من كاتب والشين من شاعر والألف من أديب والجيم من جواد والميم من منجم. انظر فوات الوفيات (4/ 99).
(3)
المصايد والمطارد (ص 202 - 203)، وحياة الحيوان (2/ 141).
(4)
المعجم الأوسط (5547) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 294) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه صالح المري وهو ضعيف.
فأطلقها، وفي رواية عن زيد بن أرقم لما أطلقها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رأيتها تسيح في البرية وهي تقول "لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه".
وفي دلائل النبوة للبيهقي
(1)
عن أبي سعيد قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بظبية إلى خباء فقالت يا رسول اللّه حلني حتى أذهب فأرضع خشفي ثم أراجع فتربطني فقال: صلى الله عليه وسلم "صيد قوم وربيطة قوم" قال: فأخذ عليها فحلفت له [فحلها] فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت وقد نفضت ما في ضرعها فربطها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم أتى خباء أصحابها فاستوهبها منهم فوهبوها له فحلها ثم قال: صلى الله عليه وسلم لو علمت البهائم من الموت ما [تعلمون] ما أكلتم منها سمينا أبدًا، [وفي ذلك يقول صالح الشافعي من قصيدة له].
وجاء امرؤ قد صاد يومًا غزالة، .. لها ولد خشف تخلف بالكدا
فنادت رسول اللّه والقوم حضر، .. فأطلقها والقوم قد سمعوا الندا
(2)
ا. هـ.
1177 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم قَالَ ويل لِلْأُمَرَاءِ ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أَقوام يَوْم الْقِيَامَة أَن ذوائبهم معلقَة بِالثُّرَيَّا يتذبذبون بَين السَّمَاء وَالأرْض وَلم يَكُونُوا عمِلُوا على شَيْء، رَوَاهُ أَحْمد من طرق رُوَاة بَعْضهَا ثِقَات
(3)
.
(1)
دلائل النبوة للبيهقي (6/ 34) ونقله ابن كثير في التاريخ (6: 148)، والسيوطي في الخصائص الكبرى (2: 61) كلاهما عنه.
(2)
حياة الحيوان (2/ 145).
(3)
أحمد (8627)، وأبو يعلى (6217)، والبزار (1643)، والطيالسي (2646)، والبيهقي =
1178 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم قَالَ ويل لِلْأُمرَاءِ ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أَقوام يَوْم الْقِيَامَة أَن ذوائبهم معلقَة بِالثُّرَيَّا يدلون بَين السَّمَاء وَالأرْض وَإِنَّهُم لم يلوا عملا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(1)
.
قوله وعن عائشة تقدم الكلام على عائشة قوله صلى الله عليه وسلم "ويل للعرفاء ويل للأمناء" أي شدة عذاب في الآخرة، وقال: ابن عباس أنه واد في جهنم يسيل فيه صديد أهل النار
(2)
.
قوله: العرفاء، والعرفاء جمع عريف والعريف القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، وهو فعيل بمعنى فاعل مبالغة في اسم من يعرف الجند ونحوهم، والعرافة عمل وقال الجوهري: العريف النقيب وهو دون الرئيس وقال غيره:
(3)
والنقيب فوق العريف على القوم وقيل الأمير، قاله: صاحب المغيث
(4)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا ليتذبذبون بين السماء والأرض لم يكونوا عملوا على شيء"، الثريا النجم المعروف
= (10/ 97)، والبغوي في شرح السنة (2468)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 200)، رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من أربعة، ورواه أبو يعلى والبزار.
(1)
ابن حبان (4483)، والحاكم (4/ 91).
(2)
تفسير القرطبي (19/ 250).
(3)
قاله الماوردى وغيره كما في النجم الوهاج (6/ 291).
(4)
المجموع المغيث (2/ 428)، والنجم الوهاج (6/ 291).
وهو تصغير ثروي ويقال: ثري القوم يثرون وأثروا إذا كثروا وكثرت أموالهم ويقال: إن خلال أفحم الثريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد ومنه حديث إسماعيل عليه السلام قال: لأخيه إسحاق إنك أثريت وأمشيت أي كثر. ثراؤك وهو المال وكثرت ماشيتك ا. هـ، قاله في النهاية.
1179 -
وَرُوِيَ عَن سعد بن أبي وَقاص رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم إِن فِي النَّار حجرا يُقَال لَهُ ويل يصعد عَلَيْهِ العرفاء وينزلون، رَوَاهُ الْبَزَّار
(1)
.
قوله: عن سعد بن أبي وقَّاص
(2)
، سعد بن أبي وقَّاص هو أحد العشرة هو أبو إسحاق سعد بن مالك بن وهيب ويقال: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري المكي المدني أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالجنة وتوفي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب أمر الخلافة إليهم وأسلم قديما بعد أربعة وقيل بعد ستة وهو ابن سبع عشرة سنة وهو "أول من رمى بسهم في سبيل اللّه"، "وأول من أراق دما في سبيل اللّه"
(3)
وهو من المهاجرين الأوليين هاجر إلى المدينة قبل قدوم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إليها
(1)
البزار (904).
(2)
الاستيعاب: 4/ 170 - 177، تاريخ بغداد: 1/ 144 - 146، تاريخ ابن عساكر: 7/ 66/ 2، تاريخ الإسلام: 2/ 281، العبر: 1/ 60 الإصابة: 4/ 160 - 164، النجوم الزاهرة: 1/ 147، تاريخ الخلفاء: 250، خلاصة تذهيب الكمال:135.
(3)
ينظر: مسند أحمد: 1/ 168 - 187.
شهد مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد وكان يقال: له فارس الإسلام وكان مجاب الدعوة وحديثه في دعائه على الرجل الكاذب عليه من أهل الكوفة وهو أبو سعدة وأجيبت دعوته فيه في ثلاثة أشياء مشهورة في الصحابة روي له عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مائتان وسبعون حديثًا اتفق البخاري ومسلم منها على خمسة عشر وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بثمانية عشر استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي بعثها لقتال الفرس وهو كان أمير الجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية وبجلولا وغنموهم وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى وهو الذي بني الكوفة وولاه عمر العراق قال: الزهري رمى سعد يوم أحد ألف سهم ولما قتل عثمان اعتزل سعد الفتن فلم يقاتل في شيء من تلك الحروب توفي سنة خمس وخمسين وقيل غير ذلك توفي بقصره بالعقيق على عشرة أميال وقيل سبعة من المدينة
(1)
.
قوله: صلى الله عليه وسلم "أن في النار حجرًا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون" تقدم ذكره.
1180 -
وَعَن أنس رضي الله عنه أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرت بِهِ جَنَازَة فَقَالَ طُوبَى لَهُ إِن لم يكن عريفا، رَوَاهُ أَبُو يعلى وَإِسْنَاده حسن إِن شَاءَ اللّه تَعَالَى
(2)
.
قوله: عن أنس تقدم ذكر أنس.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 213 - 214 ترجمة 205).
(2)
أبو يعلى (3939)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 89)، رواه أبو يعلى عن محمد ولم ينسبه فلم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
قوله أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "مرت به جنازة فقال: طوبى له إن لم يكن عريفًا" طوبى اسم الجنة وقيل اسم شجرة فيها وقيل غير ذلك.
1181 -
وَعَن الْمِقْدَام بن معدي كرب رضي الله عنه أَن رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم ضرب على مَنْكِبَيْه ثمَّ قَالَ أفلحت يَا قديم إِن مت وَلم تكن أَمِيرا وَلا كَاتبا وَلا عريفا، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
(1)
.
قوله عن المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن معدي كرب أبو كريمة (وقيل: أبو صالح،) وقيل أبو يحيى الكندي صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مات بالشام وهو ابن إحدى وسبعين سنة روى له الجماعة سوى مسلم
(2)
وسيأتي الكلام عليه مبسوطا واللّه تعالى أعلم.
قوله أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ضرب علي منكبيه ثم قال: "أفلحت يا قديم" أي فزت يقال: لكل من أصاب خيرًا مفلح
(3)
قال: الزمخشري
(4)
في كتابه الكشاف والمفلح الفائز بالبغية كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر ولم تستغلق عليه قاله البغوي في شرح السنة
(5)
واللّه أعلم.
(1)
أبو داود (2933)، وأحمد (17205)، والطبراني في مسند الشاميين (1377)، والبيهقي (6/ 361)، وابن عساكر في التاريخ (60/ 194)، وجامع الأصول (2035)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1055).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 113)، وتهذيب الكمال (28/ 459).
(3)
شرح السنة (1/ 20).
(4)
تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (1/ 46).
(5)
قاله الطيبى في شرح المشكاة (4/ 1251).
وقيل الفلاح الفوز والبقاء
(1)
وقيل هو الظفر وإدراك البغية وقيل أنه عبارة عن أربعة أشياء بقاء بلا فناء وغنى بلا فقر وعز بلا ذل وعلم بلا جهل
(2)
قالوا ولا كلمة في اللغة أجمع للخيرات منه
(3)
وقديم تصغير المقدام رضي الله عنه.
1182 -
وَعَن مَوْدُودُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ ضُرَيْبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَيْفِ بْنِ جَارِيَةَ الْيَرْبُوعِيُّ عَن أَبِيه عَن جدّه رضي الله عنه. أَنه أَتَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِن رجلًا من بني تَمِيم ذهب بِمَالي كلّه فَقَالَ لي رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم لَيْسَ عِنْدِي مَا أعطيكه ثمَّ قَالَ هَل لَك أَن تعرف على قَوْمك أَو أَلا أعرفك على قَوْمك قلت لا قَالَ أما إِن العريف يدْفع فِي النَّار دفعا، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ ومودود لَا أعرفهُ
(4)
.
قوله: وعن مَوْدُودُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ ضُرَيْبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَيْفِ بْنِ جَارِيَةَ الْيَرْبُوعِيُّ عن أبيه عن جدّه [يزيد بن سيف بن حارثة اليربوعي عداده في أعراب البصرة، روى عنه أولاده قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبان. وقال أبو عمر: يزيد بن سيف، ويقال ابن يوسف التميمي اليربوعي
(5)
].
(1)
شرح السنة (1/ 20).
(2)
المفردات في غريب القرآن (ص 644) للراغب، وفتوح الغيب (2/ 118) وشرح المشكاة (2/ 459) للطيبي.
(3)
عمدة القاري (1/ 266).
(4)
الطبراني في المعجم الكبير (646)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6618)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 89)، رواه الطبراني في الكبير ومودود وأبوه لم أجد من ترجمهما.
(5)
الجرح والتعديل (9/ 266) والاستيعاب (4/ الترجمة 2785)، وأسد الغابة (5/ الترجمة 5563).
قوله: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه إن رجلًا من بني تميم ذهب بمالي كلّه الحديث بنو تميم اسم قبيلة معروفة من العرب.
قوله: صلى الله عليه وسلم "ألا أعرفك على قومك" الحديث.
العريف: القيم أو القائم بأمور القوم أو القبيلة ويلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم وهو حَقّ لِمَا فِيهِ مِنْ مَصْلَحَةِ النَّاسِ
(1)
.
1183 -
وَعَن غَالب الْقطَّان عَن رجل عَن أَبِيه عَن جدّه رضي الله عنه: أَن قوما كَانُوا على منهل من المناهل فَلَمَّا بَلغهُمْ الإِسْلام جعل صَاحب المَاء لِقَوْمِهِ مائَة من الإِبِل على أَن يسلمُوا فأسلموا وَقسم الْإِبِل بَينهم وبدا لَهُ أَن يرتجعها فَأرْسل ابْنه إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَذكر الحَدِيث وَفِي آخِره ثمَّ قَالَ إِن أبي شيخ كَبِير وَهُوَ عريف المَاء وَإنَّهُ يَسْأَلك أَن تجْعَل لي العرافة بعده، قَالَ إِن العرافة حق وَلا بُد للنَّاس من عرافة وَلَكِن العرفاء فِي النَّار، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَلم يسم الرجل وَلا أَبَاهُ وَلَا جدّه
(2)
.
قوله وعن غالب القطَّان عن رجل عن أبيه عن جدّه [في إسناده مجاهيل وغالب القطَّان قد وثقه غير واحد من الأئمة واحتج به البخارى ومسلم في صحيحيهما، وذكر ابن عدي هذا الحديث في كتاب الضعفاء في ترجمة غالب القطَّان مختصرا، وقال: ولغالب غير ما ذكرت وفي حديثه النكر وقال أيضًا: الضعف على أحاديث غالب بين
(3)
].
(1)
المجموع المغيث (2/ 428)، والنهاية (3/ 218).
(2)
أبو داود (2934).
(3)
الكامل لابن عدي (6/ 235)، مختصر سنن أبي داود (4/ 196).
قوله: "أن قومه كانوا على منهل من المناهل" الحديث. المنهل من المياه: كلّ ما يطؤه الطريق، وما كان على غير الطريق لا يدعى منهلا، ولكن يضاف إلى موضعه، أو إلى من هو مختص به، فيقال: منهل بني فلان: أي مشربهم وموضع نهلهم
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن العرافة حق ولا بد للناس من عرافة ولكن العرفاء في النار" يريد إن فيها مصلحة للناس ورفقا بهم في أمورهم وأحوالهم ألا تراه ج يقول "ولابد للناس من عرافَة ولكن العرفاء في النار"
(2)
الحديث ومعناه التحذير من التعرض للرياسة والتأمر على الناس لما في ذلك من الفتنة لأن فيها خمار التكبر وأخذ الرشا وأنه إذا لم يقم بحقها ولم يؤد الأمانة فيها أثم واستحق العقوبة في النار
(3)
، والمعنى أن الحاكم يكون أسيرًا متحيرًا يوم القيامة حتى يحاسب فإن كان عادلا خلصه العدل وإن كان جائرًا دخل النار بظلمه
(4)
.
وفي الحديث دليل على جواز تعريف العرفاء على العساكر ونحوها ولتيسر ضبط الجيوش ونحوها على الإمام بإتخاذ العرفاء، وأما قوله صلى الله عليه وسلم "ولكن العرفاء في النار" فمحمول على العرفاء المقصرين في ولايتهم
(1)
الغريبين (6/ 1901)، والنهاية (5/ 138).
(2)
سنن أبي داود (2934) وأخرجه البيهقي 6/ 361 من طريق أبي داود وضعف الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (13/ 173) وقال: وهذا إسناد مجهول؛ ولذلك أوردته في ضعيف أبي داود (510).
(3)
انظر: معالم السنن (3/ 4)، وشرح السنة (10/ 60)، والمجموع المغيث (2/ 428) والنهاية (3/ 218).
(4)
المفاتيح (4/ 304).
المرتكبون فيها ما لا يجوز كما هو المعتاد لكثير منهم قاله القرطبي وصاحب المغيث في غريب القرآن والحديث
(1)
. ومنه حديث طاووس أنه "سأل ابن عباس ما معنى قول الناس أهل القرءان عرفاء أهل الجنة فقال: رؤساء أهل الجنة"
(2)
، انتهي، قاله في النهاية
(3)
.
1184 -
وَعَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة رضي الله عنهما قَالا قَالَ رَسُول اللّه صلى الله عليه وسلم ليَأْتِيَن عَلَيْكُم أُمَرَاء يقربون شرار النَّاس ويؤخرون الصَّلَاة عَن مواقيتها فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فَلَا يكونن عريفا وَلا شرطيا وَلا جابيا وَلا خَازِنًا، رَوَاهُ ابْن حبَان في صَحِيحه
(4)
.
قوله: وعن أبي سعيد وأبي هريرة تقدم الكلام عنهما رضي الله عنهما، قوله صلى الله عليه وسلم "ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيًا ولا جابيًا ولا خازنًا" والشرطي بضم الشين وسكون الراء وهو الواحد من أعوان الولاة والظلمة
(5)
.
(1)
انظر: التذكرة (ص 820)، وشرح النووي على مسلم (14/ 20) وانظر التعليقين السابقين.
(2)
أورده ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 218) ولم أجده مسندا.
(3)
المصدر السابق.
(4)
ابن حبان (4586)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (785).
(5)
قاله المنذري كما في باب الترغيب في ستر المسلم، والترهيب من هتكه وتتبع عورته من الحدود.