الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
حديث عائشة:
يرويه حارثة بن أبي الرِّجال، عن عمرة، قالت: سألت عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ فوضع يديه في الإناء سمى الله، ويسبغ الوضوء، ثم يقوم مستقبل القبلة، فيكبر، ويرفع يديه حذاء منكبيه، ثم يركع فيضع يديه على ركبتيه، ويجافي بعضديه، ثم يرفع رأسه فيقيم صلبه، ويقوم قيامًا هو أطول من قيامكم قليلًا، ثم يسجد فيضع يديه تجاه القبلة، ويجافي بعضديه ما استطاع فيما رأيت، [وفي رواية: حتَّى إني لأرى بياض إبطيه من خلف ظهره]، ثم يرفع رأسه فيجلس على قدمه اليسرى، وينصب اليمنى، ويكره [وفي رواية: كراهية] أن يسقط على شقِّه الأيسر.
وهو حديث منكر، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (783).
***
181 - باب من ذكر التورُّك في الرابعة
• 963 - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عاصم الضَّحَّاك بن مخلد: أخبرنا عبد الحميد -يعني: ابن جعفر-، (ح)، وحدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا عبد الحميد -يعني: ابن جعفر-: حدثني محمد بن عمرو، عن أبي حُميد الساعدي، قال: سمعته في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد: قال: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حُميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو قتادة.
قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فاعرِض، فذكر الحديث. قال: ويفتِخُ أصابعَ رجليه إذا سجد، ثم يقول:"الله أكبر"، ويرفع، ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، فذكر الحديث.
قال: حتَّى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رجله اليسرى وقعد مُتورِّكًا على شقِّه الأيسر.
زاد أحمد: قالوا: صدقتَ هكذا كان يصلي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكرا في حديثهما الجلوس في الثِّنتَين كيف جلس.
• حديث صحيح.
أخرجه أبو داود هنا (963) باختصار، وكان سبق أن أخرجه بتمامه بنفس إسناده في باب: افتتاح الصلاة، برقم (730)، وهو حديث صحيح، سبق تخريجه هناك.
وقول أبي داود في الأخير: "ولم يذكرا في حديثهما الجلوس في الثِّنتَين كيف
جلس"، أقول: قد جاء صريحًا وصف الجلوس بين السجدتين، وفي جلسة الاستراحة في الركعة الأُولى، وأنه يجلس مفترشًا، ثم قال أبو حميد: ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، فدل على أنَّه يجلس مفترشًا رجله اليسرى في الركعة الثانية، مثل ما فعل في الركعة الأُولى، فيدخل فيه جلسة التشهد الأول بعد الركعتين، ويؤكد ذلك أنَّه لم يذكر التورُّك إلا في السجدة التي فيها التسليم، إلا أن يكون أبو داود أراد بكلامه الجلوس في التشهد من الصلاة الثنائية، كالفجر مثلًا، وهو مستبعد بدليل السياق، والله أعلم.
***
964 -
. . . الليث، عن يزيد بن محمد القرشي، ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنَّه كان جالسًا مع نَفَرٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، ولم يذكر أبا قتادة.
قال: فإذا جلس في الركعتين جلس على رجلِه اليسرى، فإذا جلس في الركعة الأخيرة قدَّم رجلَه اليسرى، وجلس على مقعدته.
• حديث صحيح.
أخرجه أبو داود هنا (964) باختصار، وكان سبق أن أخرج جملة أخرى منه بنفس إسناده في باب: افتتاح الصلاة، برقم (732)، وهو حديث صحيح، أخرجه البخاري (828)، وسبق تخريجه هناك.
***
965 -
قال أبو داود: حدثنا قتيبة: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو العامري، قال: كنت في مجلسٍ، بهذا الحديث.
قال فيه: فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى، ونصب اليمنى، فإذا كانت الرابعةُ أفضى بوَرِكه اليسرى إلى الأرض، وأخرج قدمَيه من ناحيةٍ واحدةٍ.
• حديث حسن لغيره، وهو مروي بالمعنى.
أخرجه أبو داود هنا (965) باختصار، وكان سبق أن أخرجه بلفظ أتم بنفس إسناده في باب: افتتاح الصلاة، برقم (731)، وقد سبق تخريجه هناك.
***
966 -
. . . أبو بدر: حدثني زهير أبو خيثمة: حدثنا الحسن بن الحر: حدثنا عيسى بن عبد الله بن مالك، [عن محمد بن عمرو بن عطاء، أحد بني مالك]، عن
عباس - أو: عياش - بن سهل الساعدي؛ أنَّه كان في مجلس فيه أبوه، فذكر فيه قال: فسجد فانتصب على كفَّيه وركبتيه وصدور قدميه وهو جالس، فتورَّك ونصب قدمَه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورَّك، ثم عاد فركع الركعة الأخرى، فكبر كذلك، ثم جلس بعد الركعتين، حتَّى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأُخريَين، فلما سلَّم سلَّم عن يمينه وعن شماله.
قال أبو داود: لم يذكر في حديثه ما ذكر عبد الحميد في التورُّك والرفع إذا قام من ثنتين.
• حديث شاذ.
أخرجه أبو داود هنا (966) باختصار، وكان سبق أن أخرجه بلفظ أتم من نفس الوجه، في باب: افتتاح الصلاة، برقم (733)، وهو حديث شاذ، سبق تخريجه هناك.
تنبيه: سقط عند أبي داود في هذا الموضع من إسناد هذا الحديث ذكر محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك؛ بين عيسى بن عبد الله بن مالك، وبين عباس - أو: عياش - بن سهل الساعدي، وأخاف أن يكون هذا السقط في الإسناد من أبي داود نفسه، والدليل على ثبوته في هذا الإسناد:
أ - أن أبا داود قد أخرجه في الموضع الأول (733) على وجهه الصحيح، بإثبات محمد بن عمرو بن عطاء في الإسناد من نفس الوجه، وعن نفس الشيخ، فالمخرج متحد، فكيف يقع له الاختلاف في الإسناد؟!.
ب - كذلك؛ فإن الحسين بن يحيى بن عياش القطان [وهو: ثقة]، ونصر بن عمار البغدادي [أحد شيوخ الطحاوي، غير المشهورين] قد روياه عن شيخ أبي داود؛ علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر العامري، ويقال له: علي بن إشكاب [وهو: صدوق] مثل رواية أبي داود في الموضع الأول بإثبات محمد بن عمرو في الإسناد [عند: الطحاوي في شرح المعاني (1/ 260)، وهلال الحفار في جزئه عن الحسين بن يحيى القطان (140 و 141)، والبيهقي (2/ 101)].
ج - كذلك؛ فإن أبا همام الوليد بن شجاع الكوفي [ثقة]، وأحمد بن عباد الفرغاني [المعروف بحمدون: ثقة، تكلم فيه أبو علي الحافظ]، قد روياه عن أبي بدر شجاع بن الوليد بهذا الإسناد، بإثبات محمد بن عمرو بن عطاء [راجع مصادر التخريج في الموضع المشار إليه].
د - والذي جعلني أقول بأن الوهم قد يكون من أبي داود نفسه، أنَّه لما اختصر الحديث وقع له فيه وهمٌ عجيب، فانظر وقارن بين السياق في الموضع الأول حيث قال: